نورالاسلام
13-03-2001, 08:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد أيها الناس…
قالوا هوى طود فقلت خلافة حفظت ديار المسلمين زمانً
مصيبة نزلت والناس راقدة يا ريت قومي أدركوا البهتانَ
جموع كالغثاء تسير حيرى تقوم كمن به سكر مهانا
فهل يصحو النيام من الرقاد ويبرأ جند الله من مكر غزانا
ويكسر كيد الكافرين وذلة لبست قروناً في أعز ربانا
متى يا رب ننعم في سلام تكون خلافة تحي صبانا
ونعطي بيعةً تمحو الخطايا وتنعو جاهليةً أرقت موتانا
ويبسط كفه رجل غيورٌ نبايعه أميراً يستحق رضانا
بشرع الله يحكم أمةً تطاول في سماها الكفر آذانا
وتعلو صرخة التكبير فوق مساجد فتطفئ نار الشرك والبهتانا
أيها الناس…
في مثل هذا اليوم وقبل سبعة وسبعين عاماً تجلى الظلم في أبشع صوره على المسلمين عندما قرر اللعين مصطفى كمال وحزبه إلغاء نظام الخلافة واعتماد نظاما علماني كافر مكانها يفصل الدين عن الدولة ليقطفوا ثمرات الجهد المتواصل الخبيث الذي أطاح بنا فتعطلت الفروض المنوطة بالدولة وما أكثرها وأصبح باقي الفروض المنوطة بالأفراد فعلها اختيارياً فلا رقيب ولا حسيب.
أظلم الظلم ترك الحكم بما أنزل الله فالله سبحانه وتعالى يقول:{ ومن أظلم ممن ذُكر بآيات ربه ثم أعرض عنها ، إنا من المجرمين منتقمون } .
أيها الناس…
لسنا بحاجة اليوم إلى بيان آثار الظلم جراء تلك الجريمة ، فالحال يغني عن المقال ، ولكننا نريد أن نحذر المسلمين من مغبة إعانة الظلمة ونبين مصير الظلمة والظالمين. أما إعانة الظالم فهو من الأمور العظيمة التي يستخف بها بعض الناس اليوم ، ولا يلقون لها بالاً ، فيوغلون في إعانة الظلمـة ، ويربطون مصيرهم بمصيرهم ، ويتكلون عليهم في سرائهم وضرائهم . فماذا يقول فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أمثالهم؟ " من أعان ظالماً على ظلمه جاء يوم القيامة مكتوب على جبهته : آيسٌ من رحمة الله" . رحماك ربي ! وأعاذنا الله وإياكم من ذلك المصير المظلم ، فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدخلُ الجنةَ إلا برحمة الله ، فكيف بمن سواه؟. روى البخاري في تاريخه الكبير بسند صالح حديثَ " من قرأ القرآن عند ظالم ليَرفع منه لُعن بكل حرف عشر لعنات " ، وفي حديث صفوان بن محرز أنه كان إذا قرأ { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } بكى حتى اندق قَصصُ زوْره ، وهو منبتُ شعره على صدره .
أيها الناس…
يجدر بنا أن نتذكر مصير الظلمة والخونة وأعوانهم في التاريخ القديم والحديث . ففي القديم : فرعون وهامان وقارون عمالقة الحكم والسياسة والمال في مصر ، أخرجهم الله من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين ، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين . وهناك في مكان يقال له المغمَّس ، وهو موضع قرب مكة في طريق الطائف ، مات أبو رغال دليلُ صاحب الفيل ، وهو أبرهة الذي غزا الكعبة لهدمها ، فمنع الله بيته ، وكانت العرب ترجم قبره إذا مرت به إمعاناً في كرههم لصنيعه الجاسوسي وفعله الخياني هلموا يا بني يعرب هلموا يا عرب الأمس لتروا ماذا حصل اليوم لتلعنوهم ولترجموا قبورهم . وفي التاريخ الجديد مصطفى كمال وحسين بن علي ، أركان مؤامرة الإطاحة بالخلافة ، ومن جاء بعدهم وسار على نهجهم واقتفى أثرهم واستن بسنتهم من حكام على بلاد المسلمين المقسمة ، وأعوانهم من رؤساء الوزارات والوزراء ومدراء المخابرات ورجالها الجواسيس الأشقياء وآخرين لا نعلمهم الله يعلمهم كفانا الله وإياكم شرورهم أخذهم الله ولم يفلتهم ، وأفضوا إلى ما قدموا من أعمال شياطين الإنس ، حتى إن بعضهم قد توسل في آخر عمره للناس الطيبين الذين أمر بتعذيبهم كي يسامحوه ، بعد أن تقاعد من إعانة الظلمة وقعد على سريره مشلولاً مذموماً مدحوراً ولعذاب الآخرة أكبر! وشاه إيران وشرطته السرية (السافاك) الذين زاد عديدهم عن خمسة وأربعين ألفاً هلكوا ، وأعدم بعضهم في الشوارع بعد سقوط ذلك الطاغية . وسادات مصر ، جاءته رصاصات متوضئة ، عرفت طريقها إلى نحره ، لتحمله وكيدَه إلى منصة العدل الإلهي ، بعد أن تبجح على منصة الظلم البشري وهو يستعرض قوته وملكه الجبري ، ولا عجب ، فمن مأمنه يؤتى الحذِر . وبالأمس القريب رأينا ماذا حل بما كان يسمى جيش لبنان الجنوبي الذي انهار في ساعات بعد الاندحار الإسرائيلي . وتاريخنا اليوم حافل بالظلم والظلمة والخيانة والخونة ، فمنهم من هوى وسقط غير مأسوف عليه ، ومنهم من ينتظر مصيره المظلم عندما تحين ساعة الانتقام منهم ومن أعوانهم ، فالمصير في الدنيا واحد ، خزي وعار واتهامات بالفساد والرذيلة وتشتيت للأهل والمال والبطانة ، ولعن ورجم وسوء ذكر، والمآل في الآخرة واحد ،النار وبئس القرار .
أيها الناس…
تلك هي حرمة الظلم وحرمة إعانة الظالم ، وذاك هو مصير الظلمة في الدنيا والآخرة ، وقد أعذر من أنذر . فتعالوا بنا، ونحن في هذه الليالي العشر المباركة ، تعالوا بنا نتعرف على واجبنا اليوم حيال ما نرى ونسمع ، بعد أن ثبت لنا ثبوتاً حسياً قاطعاً أن المسلمين لم يحلوا مشكلة واحدة طيلة سبعين عاماً حلاً جذرياً ينهي المأساة ويرد الحق إلى نصابه ذلك أنهم – أي زعماء المسلمين وقادتهم ومن بيدهم الأمور - قد سلكوا سبلاً لا توصل ، واتبعوا أمر فراعنتهم ، وما أمر فراعنتهم برشيد ، فازدادوا وبالاً فوق وبالهم ، وذلاً فوق ذلهم ، وخذلاناً فوق خذلانهم ، وفقراً فوق فقرهم ! فالمسلمون يعانون من ظلم شديد ، وخيانة تاريخية ، سواء في فلسطين أم في غيرها من بلاد المسلمين المنكوبة بحكامها.
أيها الناس…
إن حالة الظلم الشديدة التي وقعت على المسلمين قد أفرزت عندنا مصطلحات لا نعرفها في السياسة الداخلية والخارجية، أفرزت عندنا أقوالاً غير مألوفة في مصطلحاتنا السياسية الإسلامية. ما معنى عملية السلام؟ ما هي التفاهمات؟ ما هو سلام الشجعان؟ ما معنى الأرض مقابل السلام؟ ما معنى الحماية الدولية؟ ما معنى رفع راية الكفر التي أقرها مؤتمر سايكس بيكوعلى بلاد المسلمين؟ ما معنى الوحدة الوطنية التي تعلو العقيدة والدين؟ لا معنى . كلها تندرج تحت لفظ واحد لا ثانية له الخيانة. فما هو الواجب؟ الواجب الذي نعرفه من خلال النصوص الشرعية بعد أن حصحص الحق وبان الصواب العمل مع العاملين المخلصين من أبناء المسلمين لإقامة دولة خلافة المسلمين بالطريقة الشرعية وإزالة طواغيت المسلمين، ورفع سيطرتهم الجائرة على قوة المسلمين وسلطانهم ، وتنصيب حاكم واحد يسمى خليفة يبايع على السمع والطاعة للحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، هذا هو الواجب الذي نستذكره في إحياء هذه الذكرى العظيمة التي لا تعدلها ذكرى، فنحن أمة ذات مستوى رفيع، نحن أمة عقائدية، نحن رجال ورد فينا القران الكريم يقول: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " أيليق بنا أن نحتفل بعيد ميلاد الرئيس أو بعيد جلوس الملك أو بيوم المرأة العالمي أو بعيد الشجرة؟ الله أكبر. يعلن بعدها النفير العام لاسترداد البلاد والمقدسـات ، وتحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .
أيها الناس...
يجب علينا أن لا ننسى أننا مسلمون لا فلسطينيون ولا أردنيون ولا خليجيون ولا سعوديون ولا أفغان ولا مغاربة ولا عرب ولا عجم مسلمون فقط وغير ذلك مسميات ما أنزل الله بها من سلطان . فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا وليست الاشتراكية والمادية الديلكتيكية وهو الذي رزقنا وليست الرأسمالية ذات الجيوب المنتفخة ولو ملكت كل رزق الأرض، وهو الذي سيميتنا وليست رصاصات الغدر ولا سيوف الخيانة، وهو الذي سيبعثنا عندما يموت الكل سيبعثنا من مراقدنا ، وهو الذي سيحاسبنا يوم يختم على أفواه الكل وهو الذي يملك القرار النهائي بشأننا وهل إلى الجنة أم إلى النار مصيرنا ، وهو الذي خاطبنا بالمؤمنين والمسلمين ، بل وخير أمة أخرجت للناس ، وخاطب غيرنا بالكفار والمنافقين والضالين المكذبين . فلماذا نختار لأنفسنا ألقاباً ومسميات غير التي اختارها لنا ربنا ؟ أليست تلك الألقاب والمسميات هي التي أوردتنا المهالك وسلكت بنا أوعر المسالك ، وجلبت علينا العار والدمار ، وجعلتنا في ذيل الأمم ، نستجدي قوتنا وكرامتنا ووقود سياراتنا ورفع الحصار عنا وعن مدننا وقرانا كي ننعم بأبسط مقومات الحقوق الإنسانية التي لن نحصل عليها أبداً ما داموا فيها ، مع أننا خير الأمم عقيدة وشريعة وموقعاً وثروة وعديداً ، ولكننا نفقد أهم شيء ألا وهو استقلال قرارنا السياسي الإسلامي . ولا بد من استرداده طال الزمان أم قصر ،شاء من شاء وأبى من أبى، رغم أنف كل المعاندين ولن نترك الخونة والظلمة يعبثون بمصير خير أمة أخرجت للناس . { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون } .
أيها الناس …
في نفس الوقت الذي نعمل فيه لاسترداد كافة مفقوداتنا وعلى رأسها الحكم بما أنزل الله وتنصيب خليفة ، فإننا نحذر الظلمة وأعوانهم من نفس المصير الذي لاقاه أسلافهم من الظلمة والخونة وأعوانهم أمثال أبي رغال وشاور والسادات وغيرهم ممن سُجلوا في صفحات التاريخ السوداء ، ولا زال الناس الذين يحترمون أنفسهم وعقيدتهم يرجمونهم بالكلام الذي هو أقوى من الحجـارة ، ويدعون عليهم بالويل والثبور ، ويستمطرون اللعنات الإلهية كي تنزل على أرواحهم الشريرة ، وتدمر مخططاتهم الماكرة .
أيها الناس …
في هذه الأيام المباركة التي يتجلى الله فيها على عباده نرفع أكف الضراعة إلى الله ندعوك يا الله بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا ونستجير بقوتك وجبروتك ونأوي إلى ركنك الشديد ، يا من تجيب المضطر إذا دعاك وتكشف السوء ، ندعوك ربنا أن تنتقم من الذين ظلموا المسلمين وآذوهم وقتلوهم وعطلوا قرآنهم وسنة نبيهم ، وتآمروا عليهم وظاهروا على إخراجهم من ديارهم . اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بَدداً ولا تغادر اللهم منهم أحداً ، اللهم وعجل لنا بفرجك وبنصرك وبقيام دولة الإسلام التي فيها حكمك ، اللهم وفق العاملين المخلصين الجادين والهادفين لإقامة دولة خلافة المسلمين، اللهم اجعلنا منهم وثبتنا في صفوفهم ، اللهم آمين آمين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد أيها الناس…
قالوا هوى طود فقلت خلافة حفظت ديار المسلمين زمانً
مصيبة نزلت والناس راقدة يا ريت قومي أدركوا البهتانَ
جموع كالغثاء تسير حيرى تقوم كمن به سكر مهانا
فهل يصحو النيام من الرقاد ويبرأ جند الله من مكر غزانا
ويكسر كيد الكافرين وذلة لبست قروناً في أعز ربانا
متى يا رب ننعم في سلام تكون خلافة تحي صبانا
ونعطي بيعةً تمحو الخطايا وتنعو جاهليةً أرقت موتانا
ويبسط كفه رجل غيورٌ نبايعه أميراً يستحق رضانا
بشرع الله يحكم أمةً تطاول في سماها الكفر آذانا
وتعلو صرخة التكبير فوق مساجد فتطفئ نار الشرك والبهتانا
أيها الناس…
في مثل هذا اليوم وقبل سبعة وسبعين عاماً تجلى الظلم في أبشع صوره على المسلمين عندما قرر اللعين مصطفى كمال وحزبه إلغاء نظام الخلافة واعتماد نظاما علماني كافر مكانها يفصل الدين عن الدولة ليقطفوا ثمرات الجهد المتواصل الخبيث الذي أطاح بنا فتعطلت الفروض المنوطة بالدولة وما أكثرها وأصبح باقي الفروض المنوطة بالأفراد فعلها اختيارياً فلا رقيب ولا حسيب.
أظلم الظلم ترك الحكم بما أنزل الله فالله سبحانه وتعالى يقول:{ ومن أظلم ممن ذُكر بآيات ربه ثم أعرض عنها ، إنا من المجرمين منتقمون } .
أيها الناس…
لسنا بحاجة اليوم إلى بيان آثار الظلم جراء تلك الجريمة ، فالحال يغني عن المقال ، ولكننا نريد أن نحذر المسلمين من مغبة إعانة الظلمة ونبين مصير الظلمة والظالمين. أما إعانة الظالم فهو من الأمور العظيمة التي يستخف بها بعض الناس اليوم ، ولا يلقون لها بالاً ، فيوغلون في إعانة الظلمـة ، ويربطون مصيرهم بمصيرهم ، ويتكلون عليهم في سرائهم وضرائهم . فماذا يقول فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أمثالهم؟ " من أعان ظالماً على ظلمه جاء يوم القيامة مكتوب على جبهته : آيسٌ من رحمة الله" . رحماك ربي ! وأعاذنا الله وإياكم من ذلك المصير المظلم ، فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يدخلُ الجنةَ إلا برحمة الله ، فكيف بمن سواه؟. روى البخاري في تاريخه الكبير بسند صالح حديثَ " من قرأ القرآن عند ظالم ليَرفع منه لُعن بكل حرف عشر لعنات " ، وفي حديث صفوان بن محرز أنه كان إذا قرأ { وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون } بكى حتى اندق قَصصُ زوْره ، وهو منبتُ شعره على صدره .
أيها الناس…
يجدر بنا أن نتذكر مصير الظلمة والخونة وأعوانهم في التاريخ القديم والحديث . ففي القديم : فرعون وهامان وقارون عمالقة الحكم والسياسة والمال في مصر ، أخرجهم الله من جنات وعيون وزروع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين ، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين . وهناك في مكان يقال له المغمَّس ، وهو موضع قرب مكة في طريق الطائف ، مات أبو رغال دليلُ صاحب الفيل ، وهو أبرهة الذي غزا الكعبة لهدمها ، فمنع الله بيته ، وكانت العرب ترجم قبره إذا مرت به إمعاناً في كرههم لصنيعه الجاسوسي وفعله الخياني هلموا يا بني يعرب هلموا يا عرب الأمس لتروا ماذا حصل اليوم لتلعنوهم ولترجموا قبورهم . وفي التاريخ الجديد مصطفى كمال وحسين بن علي ، أركان مؤامرة الإطاحة بالخلافة ، ومن جاء بعدهم وسار على نهجهم واقتفى أثرهم واستن بسنتهم من حكام على بلاد المسلمين المقسمة ، وأعوانهم من رؤساء الوزارات والوزراء ومدراء المخابرات ورجالها الجواسيس الأشقياء وآخرين لا نعلمهم الله يعلمهم كفانا الله وإياكم شرورهم أخذهم الله ولم يفلتهم ، وأفضوا إلى ما قدموا من أعمال شياطين الإنس ، حتى إن بعضهم قد توسل في آخر عمره للناس الطيبين الذين أمر بتعذيبهم كي يسامحوه ، بعد أن تقاعد من إعانة الظلمة وقعد على سريره مشلولاً مذموماً مدحوراً ولعذاب الآخرة أكبر! وشاه إيران وشرطته السرية (السافاك) الذين زاد عديدهم عن خمسة وأربعين ألفاً هلكوا ، وأعدم بعضهم في الشوارع بعد سقوط ذلك الطاغية . وسادات مصر ، جاءته رصاصات متوضئة ، عرفت طريقها إلى نحره ، لتحمله وكيدَه إلى منصة العدل الإلهي ، بعد أن تبجح على منصة الظلم البشري وهو يستعرض قوته وملكه الجبري ، ولا عجب ، فمن مأمنه يؤتى الحذِر . وبالأمس القريب رأينا ماذا حل بما كان يسمى جيش لبنان الجنوبي الذي انهار في ساعات بعد الاندحار الإسرائيلي . وتاريخنا اليوم حافل بالظلم والظلمة والخيانة والخونة ، فمنهم من هوى وسقط غير مأسوف عليه ، ومنهم من ينتظر مصيره المظلم عندما تحين ساعة الانتقام منهم ومن أعوانهم ، فالمصير في الدنيا واحد ، خزي وعار واتهامات بالفساد والرذيلة وتشتيت للأهل والمال والبطانة ، ولعن ورجم وسوء ذكر، والمآل في الآخرة واحد ،النار وبئس القرار .
أيها الناس…
تلك هي حرمة الظلم وحرمة إعانة الظالم ، وذاك هو مصير الظلمة في الدنيا والآخرة ، وقد أعذر من أنذر . فتعالوا بنا، ونحن في هذه الليالي العشر المباركة ، تعالوا بنا نتعرف على واجبنا اليوم حيال ما نرى ونسمع ، بعد أن ثبت لنا ثبوتاً حسياً قاطعاً أن المسلمين لم يحلوا مشكلة واحدة طيلة سبعين عاماً حلاً جذرياً ينهي المأساة ويرد الحق إلى نصابه ذلك أنهم – أي زعماء المسلمين وقادتهم ومن بيدهم الأمور - قد سلكوا سبلاً لا توصل ، واتبعوا أمر فراعنتهم ، وما أمر فراعنتهم برشيد ، فازدادوا وبالاً فوق وبالهم ، وذلاً فوق ذلهم ، وخذلاناً فوق خذلانهم ، وفقراً فوق فقرهم ! فالمسلمون يعانون من ظلم شديد ، وخيانة تاريخية ، سواء في فلسطين أم في غيرها من بلاد المسلمين المنكوبة بحكامها.
أيها الناس…
إن حالة الظلم الشديدة التي وقعت على المسلمين قد أفرزت عندنا مصطلحات لا نعرفها في السياسة الداخلية والخارجية، أفرزت عندنا أقوالاً غير مألوفة في مصطلحاتنا السياسية الإسلامية. ما معنى عملية السلام؟ ما هي التفاهمات؟ ما هو سلام الشجعان؟ ما معنى الأرض مقابل السلام؟ ما معنى الحماية الدولية؟ ما معنى رفع راية الكفر التي أقرها مؤتمر سايكس بيكوعلى بلاد المسلمين؟ ما معنى الوحدة الوطنية التي تعلو العقيدة والدين؟ لا معنى . كلها تندرج تحت لفظ واحد لا ثانية له الخيانة. فما هو الواجب؟ الواجب الذي نعرفه من خلال النصوص الشرعية بعد أن حصحص الحق وبان الصواب العمل مع العاملين المخلصين من أبناء المسلمين لإقامة دولة خلافة المسلمين بالطريقة الشرعية وإزالة طواغيت المسلمين، ورفع سيطرتهم الجائرة على قوة المسلمين وسلطانهم ، وتنصيب حاكم واحد يسمى خليفة يبايع على السمع والطاعة للحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، هذا هو الواجب الذي نستذكره في إحياء هذه الذكرى العظيمة التي لا تعدلها ذكرى، فنحن أمة ذات مستوى رفيع، نحن أمة عقائدية، نحن رجال ورد فينا القران الكريم يقول: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه " أيليق بنا أن نحتفل بعيد ميلاد الرئيس أو بعيد جلوس الملك أو بيوم المرأة العالمي أو بعيد الشجرة؟ الله أكبر. يعلن بعدها النفير العام لاسترداد البلاد والمقدسـات ، وتحرير العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .
أيها الناس...
يجب علينا أن لا ننسى أننا مسلمون لا فلسطينيون ولا أردنيون ولا خليجيون ولا سعوديون ولا أفغان ولا مغاربة ولا عرب ولا عجم مسلمون فقط وغير ذلك مسميات ما أنزل الله بها من سلطان . فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلقنا وليست الاشتراكية والمادية الديلكتيكية وهو الذي رزقنا وليست الرأسمالية ذات الجيوب المنتفخة ولو ملكت كل رزق الأرض، وهو الذي سيميتنا وليست رصاصات الغدر ولا سيوف الخيانة، وهو الذي سيبعثنا عندما يموت الكل سيبعثنا من مراقدنا ، وهو الذي سيحاسبنا يوم يختم على أفواه الكل وهو الذي يملك القرار النهائي بشأننا وهل إلى الجنة أم إلى النار مصيرنا ، وهو الذي خاطبنا بالمؤمنين والمسلمين ، بل وخير أمة أخرجت للناس ، وخاطب غيرنا بالكفار والمنافقين والضالين المكذبين . فلماذا نختار لأنفسنا ألقاباً ومسميات غير التي اختارها لنا ربنا ؟ أليست تلك الألقاب والمسميات هي التي أوردتنا المهالك وسلكت بنا أوعر المسالك ، وجلبت علينا العار والدمار ، وجعلتنا في ذيل الأمم ، نستجدي قوتنا وكرامتنا ووقود سياراتنا ورفع الحصار عنا وعن مدننا وقرانا كي ننعم بأبسط مقومات الحقوق الإنسانية التي لن نحصل عليها أبداً ما داموا فيها ، مع أننا خير الأمم عقيدة وشريعة وموقعاً وثروة وعديداً ، ولكننا نفقد أهم شيء ألا وهو استقلال قرارنا السياسي الإسلامي . ولا بد من استرداده طال الزمان أم قصر ،شاء من شاء وأبى من أبى، رغم أنف كل المعاندين ولن نترك الخونة والظلمة يعبثون بمصير خير أمة أخرجت للناس . { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون } .
أيها الناس …
في نفس الوقت الذي نعمل فيه لاسترداد كافة مفقوداتنا وعلى رأسها الحكم بما أنزل الله وتنصيب خليفة ، فإننا نحذر الظلمة وأعوانهم من نفس المصير الذي لاقاه أسلافهم من الظلمة والخونة وأعوانهم أمثال أبي رغال وشاور والسادات وغيرهم ممن سُجلوا في صفحات التاريخ السوداء ، ولا زال الناس الذين يحترمون أنفسهم وعقيدتهم يرجمونهم بالكلام الذي هو أقوى من الحجـارة ، ويدعون عليهم بالويل والثبور ، ويستمطرون اللعنات الإلهية كي تنزل على أرواحهم الشريرة ، وتدمر مخططاتهم الماكرة .
أيها الناس …
في هذه الأيام المباركة التي يتجلى الله فيها على عباده نرفع أكف الضراعة إلى الله ندعوك يا الله بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا ونستجير بقوتك وجبروتك ونأوي إلى ركنك الشديد ، يا من تجيب المضطر إذا دعاك وتكشف السوء ، ندعوك ربنا أن تنتقم من الذين ظلموا المسلمين وآذوهم وقتلوهم وعطلوا قرآنهم وسنة نبيهم ، وتآمروا عليهم وظاهروا على إخراجهم من ديارهم . اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بَدداً ولا تغادر اللهم منهم أحداً ، اللهم وعجل لنا بفرجك وبنصرك وبقيام دولة الإسلام التي فيها حكمك ، اللهم وفق العاملين المخلصين الجادين والهادفين لإقامة دولة خلافة المسلمين، اللهم اجعلنا منهم وثبتنا في صفوفهم ، اللهم آمين آمين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.