بياع القلوب
21-03-2001, 02:08 AM
قرأت في احد الصحف هذا المقال :)
يقولون «وراء كل رجل عظيم امرأة».. وبعضهم يضيف «عظيمة» أي أن تلك المرأة التي وراء ذلك الرجل العظيم هي عظيمة أيضاً.. ولولا عظمتها لما نال اللقب..
ومع أن العبارة الأولى صائبة إلى حد ما.. إلا أن الإضافة -وهي كلمة عظيمة- ليست كذلك.. فكثير من العظماء كانت وراءهم نساء عاديات.. ومنهم من كان وراءه امرأة نكدية.. كما أن منهم من كان بلا امرأة.. حتى أن بعضهم نشأ يتيماً.. باعتبار أن المقصود بالمرأة ليست الزوجة فقط.. فربما الأم أو الأخت أو أي امرأة ذات صلة. بعض العظماء كان وراءه امرأة في منتهى السوء كالفيلسوف سقراط الذي «شاف» النجوم في عز الظهر من زوجته والتي لم يكن يحلو لها تهزيئه إلا أمام تلاميذه وأثناء الدرس.. سألوا أحد الرجال العظماء عن سر تفوقه ونجاحاته المتتالية فأجاب وهو يخرج من بين أوراقه صورة زوجته: هي وراء كل هذا النجاح.. هي من دفعني للسهر والعمل الدؤوب دون كلل أو ملل.
كان يتحدث وفي مخيلته ذلك الوجه العابس المصبغ بكل الألوان المتضاربة وذلك الشعر المنكوش الأجعد وتلك العينين الغبيتين. قالوا: وكيف ذلك؟ قال: هي التي شجعتني على السهر ليالي طويلة منكباً على مكتبي.. بعيداً عن البيت.. أغوص بين أوراقي وحساباتي دون أن أشعر بالتعب أو الضجر.. أسهر الساعات.. لا أفرق بين أوقات العمل ولحظات الراحة.. دفعتني للنجاح بيديها القويتين.. وهي تنتظرني في البيت.. لأعود إليها متى انتهيت.. دون أن أعمل حساباً إن كنت عنها تأخرت.. كانت عودتني على ذلك مما دفعني إلى أن أهجر البيت بكل ما فيه من نكد وصراخ.. فكنت أوثر الهروب إلى مكتبي الخاص حيث يستقبلني في أي وقت.. إلى مكتبي الذي يحتضنني فأحضن أوراقي التي تبتسم لي فأنسى همومي وسط هذه الابتسامات.. وإذا ما شعرت برغبة في النوم.. فإنني أنام ملء جفوني عن مشاكلها.. ولكن فوق مكتبي.. ورجل عظيم آخر يروي حكايته مع حرمه المصون فيقول: بت أحسب الدقائق التي سأقضيها قربها في البيت.. فهي إن رأتني كشرت عن أنيابها وجحظت عيناها وقلبتهما إلى اللون الأحمر.. وان سمعت صوتي ادارت موجات صوتها للأعلى فلا صوت يعلو فوق صوتها.. وإن دخلتُ إلى سريري لأريح جسدي وعقلي وقلبي تذكرتْ أن عليها ترتيب الغرفة فتنكش الأدراج كما نكشت شعرها وتعيد ترتيب الرفوف.. ويا ويلي وسواد ليلي إن أنا تأففت منزعجاً.. فإنها تلذعني بسياط لسانها فترتعب الحنايا وترتجف المفاصل واليدان.
أذكر أن أحد الأطباء المشهورين حكم عليه بالإعدام بعد أن قتل زوجته فسأله القاضي أثناء المحاكمة.. لمَ قتلها؟ فأجاب: كنت أعود من عيادتي مرهقاً وأحياناً من المستشفى بعد عملية جراحية استغرقت ساعات.. أبحث عن لحظات من الراحة.. فأجدها في انتظاري كالقدر المستعجل لتسمعني من الشتائم ما يكفي لأن يفقد عقل أحكم الحكماء وأعقل العقلاء.. فكانت تلك الليلة التي عدت فيها منهكاً بعد عملية خطيرة أنقذت مريضاً من الهلاك فإذا بها تسمعني تلك الاسطوانة أوذلك الشريط بلغة العصر.. ففقدت عقلي وهجمت عليها وقبضت بكلتا يدي على رقبتها.. فكنت وأنا أتمتع بمنظر عينيها الجاحظتين أشفي غليلي.. كنت سعيداً وأنا أسمعها تطلب الرحمة والرأفة وأنا أضغط.. ثم أسمع استغاثتها بعد أن أخفف الضغط.. ثم أعود وأضغط.. وهكذا حتى فرَّت روحها دون عودة.
نخلص مما سبق أن المرأة يمكنها أن تكون وراء نجاح الرجل في الحالتين.. عندما تكون الحبيبة القريبة والرفيقة الرقيقة.. وعندما تكون النكدية المنفرة.. عنوان حياة البؤس والدمار.. فالأولى تدفع الرجل إلى الأمام بما توفره له من راحة وطمأنينة داخل البيت فيعمل بنفس مفتوحة.. والثانية تدفعه خارج البيت بتصرفاتها الحمقاء وأعمالها الهوجاء.. فيفر إلى مكان يلتمس فيه الراحة.. فحين يجدها بعيداً عن هذا الجو المشحون فإنه يبدع في مجاله ليصبح رجلاً عظيماً وراءه امرأة ليست عظيمة.
يقولون «وراء كل رجل عظيم امرأة».. وبعضهم يضيف «عظيمة» أي أن تلك المرأة التي وراء ذلك الرجل العظيم هي عظيمة أيضاً.. ولولا عظمتها لما نال اللقب..
ومع أن العبارة الأولى صائبة إلى حد ما.. إلا أن الإضافة -وهي كلمة عظيمة- ليست كذلك.. فكثير من العظماء كانت وراءهم نساء عاديات.. ومنهم من كان وراءه امرأة نكدية.. كما أن منهم من كان بلا امرأة.. حتى أن بعضهم نشأ يتيماً.. باعتبار أن المقصود بالمرأة ليست الزوجة فقط.. فربما الأم أو الأخت أو أي امرأة ذات صلة. بعض العظماء كان وراءه امرأة في منتهى السوء كالفيلسوف سقراط الذي «شاف» النجوم في عز الظهر من زوجته والتي لم يكن يحلو لها تهزيئه إلا أمام تلاميذه وأثناء الدرس.. سألوا أحد الرجال العظماء عن سر تفوقه ونجاحاته المتتالية فأجاب وهو يخرج من بين أوراقه صورة زوجته: هي وراء كل هذا النجاح.. هي من دفعني للسهر والعمل الدؤوب دون كلل أو ملل.
كان يتحدث وفي مخيلته ذلك الوجه العابس المصبغ بكل الألوان المتضاربة وذلك الشعر المنكوش الأجعد وتلك العينين الغبيتين. قالوا: وكيف ذلك؟ قال: هي التي شجعتني على السهر ليالي طويلة منكباً على مكتبي.. بعيداً عن البيت.. أغوص بين أوراقي وحساباتي دون أن أشعر بالتعب أو الضجر.. أسهر الساعات.. لا أفرق بين أوقات العمل ولحظات الراحة.. دفعتني للنجاح بيديها القويتين.. وهي تنتظرني في البيت.. لأعود إليها متى انتهيت.. دون أن أعمل حساباً إن كنت عنها تأخرت.. كانت عودتني على ذلك مما دفعني إلى أن أهجر البيت بكل ما فيه من نكد وصراخ.. فكنت أوثر الهروب إلى مكتبي الخاص حيث يستقبلني في أي وقت.. إلى مكتبي الذي يحتضنني فأحضن أوراقي التي تبتسم لي فأنسى همومي وسط هذه الابتسامات.. وإذا ما شعرت برغبة في النوم.. فإنني أنام ملء جفوني عن مشاكلها.. ولكن فوق مكتبي.. ورجل عظيم آخر يروي حكايته مع حرمه المصون فيقول: بت أحسب الدقائق التي سأقضيها قربها في البيت.. فهي إن رأتني كشرت عن أنيابها وجحظت عيناها وقلبتهما إلى اللون الأحمر.. وان سمعت صوتي ادارت موجات صوتها للأعلى فلا صوت يعلو فوق صوتها.. وإن دخلتُ إلى سريري لأريح جسدي وعقلي وقلبي تذكرتْ أن عليها ترتيب الغرفة فتنكش الأدراج كما نكشت شعرها وتعيد ترتيب الرفوف.. ويا ويلي وسواد ليلي إن أنا تأففت منزعجاً.. فإنها تلذعني بسياط لسانها فترتعب الحنايا وترتجف المفاصل واليدان.
أذكر أن أحد الأطباء المشهورين حكم عليه بالإعدام بعد أن قتل زوجته فسأله القاضي أثناء المحاكمة.. لمَ قتلها؟ فأجاب: كنت أعود من عيادتي مرهقاً وأحياناً من المستشفى بعد عملية جراحية استغرقت ساعات.. أبحث عن لحظات من الراحة.. فأجدها في انتظاري كالقدر المستعجل لتسمعني من الشتائم ما يكفي لأن يفقد عقل أحكم الحكماء وأعقل العقلاء.. فكانت تلك الليلة التي عدت فيها منهكاً بعد عملية خطيرة أنقذت مريضاً من الهلاك فإذا بها تسمعني تلك الاسطوانة أوذلك الشريط بلغة العصر.. ففقدت عقلي وهجمت عليها وقبضت بكلتا يدي على رقبتها.. فكنت وأنا أتمتع بمنظر عينيها الجاحظتين أشفي غليلي.. كنت سعيداً وأنا أسمعها تطلب الرحمة والرأفة وأنا أضغط.. ثم أسمع استغاثتها بعد أن أخفف الضغط.. ثم أعود وأضغط.. وهكذا حتى فرَّت روحها دون عودة.
نخلص مما سبق أن المرأة يمكنها أن تكون وراء نجاح الرجل في الحالتين.. عندما تكون الحبيبة القريبة والرفيقة الرقيقة.. وعندما تكون النكدية المنفرة.. عنوان حياة البؤس والدمار.. فالأولى تدفع الرجل إلى الأمام بما توفره له من راحة وطمأنينة داخل البيت فيعمل بنفس مفتوحة.. والثانية تدفعه خارج البيت بتصرفاتها الحمقاء وأعمالها الهوجاء.. فيفر إلى مكان يلتمس فيه الراحة.. فحين يجدها بعيداً عن هذا الجو المشحون فإنه يبدع في مجاله ليصبح رجلاً عظيماً وراءه امرأة ليست عظيمة.