الملبوس
18-04-2001, 01:29 PM
في إحدى القرى.. ولدت وستة من الإخوة لأبوين نصرانيين. أشرق نور الإيمان بالله ورسوله في صدري وأنا في نهاية المرحلة الإعدادية وكنت أختلس الأوقات لأصلي لله تعالى وأقرأ القرآن وأحضر دروس العلم.. وعلى غير موعد التقيت وأخي الأكبر وكان حينذاك طالباً بالجامعة (كلية الزراعة) بأحد مساجد القرية المجاورة لنا مهاجراً بدينه يصلي مثلي الجمعة حتى لايتعرف عليه أحد.. وتعانقنا لما عرف وعرفت أنه على الإيمان الحق بالله.. وشد من أزري وتعاهدنا على الثبات على الإسلام وأن نجاهد ونعوض مافاتنا أيام الضلال من تحصيل للعلم والجد في العبادة ومطالعة السنة النبوية والغوص في السيرة النبوية الشريفة وقبل كل هذا حفظ كتاب الله الكريم حتى يكون لنا هادياً ومرشداً.
علمت أمي بأمر إسلامنا ولكنها كأي أم أشفقت علينا وكتمت سرنا بل وكانت تعيننا بفطرتها وحسن نيتها على الطاعة بتحضير السحور لنا والوضوء دافئاً إن كان شتاءً والفطور وقت الغروب.
وسارت الأيام حبلى بالأحداث، فلما عرف بأمرنا والدنا وأخبر رجال الكنيسة كانت المطاردة الكبرى وتدخلت الشرطة للحماية تارة وأهل القرية تارة أخرى، تركنا أسرة مكونة من أب، وأم وإخوة لنا وبيتاً نسكنه مهاجرين إلى الله ورسوله. وتعاطف معنا عوام المسلمين من القرية قبل مثقفيهم ونساؤهم قبل رجالهم.. وكان لنا بهذه الوقفة بيت صغير وبعض القروض البسيطة من جراء عملنا اليدوي أنا وأخي لنواصل المسيرة بالتعليم: أنا بالثانوية الصناعية وأخي طالب الجامعة والحمد لله حصلنا على إجازتنا المدرسية والجامعية.. وكان أخي أوفر مني حظاً في تحصيل العلم الإسلامي من خلال وجوده بالجامعة، وبعد أن تخرج في الجامعة وحصل على الشهادة الجامعية أطلق لحيته وتزيا بزي العلماء على رغم عدم تخصصه وكان يجيد الخطابة والوعظ واعتلى المنابر يدعو لدين الله تعالى على علم وبصيرة. وكانت نهاية المطاف بي وبأخي.. هو الآن في غياهب السجون والمعتقلات يقضي سنة نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
أما أنا فأعيش بجوار بيت الله الحرام أسعى من أجل الرزق وأحج وأعتمر والحمد لله على كل حال وقد وضع أخي في قائمة التطرف والإرهاب ونحن لانعرف معنى تلك الكلمات وكيف يكون المسلم إرهابياً أو متطرفاً. والله الذي لا إله إلا هو لو كان أخي متطرفاً أو إرهابياً كما يقولون لكنت أول من حاربه، لأن المسلم الحقيقي لايعرف الإرهاب ولا التطرف ولم يكن لنا أنا وأخي أي علاقة إلا بالله تعالى ورسوله وتركنا أهلنا وعشيرتنا وهاجرنا إلى الله تعالى غير عابئين بما سيحدث لنا من أهل النصرانية، ولكن كانت قسوة أهل الإسلام علينا أشد وأنكى باعتقال أخي الأكبر فهو بالنسبة لي أب وأخ وكل شيء في حياتي، ولا أحكي تلك القصة جزعاً ولا وجلاً ولكن ليعلم أولو الأمر، والنهي أن هناك في الحبس مظلوماً.. وأن له أخاً في الغربة.. كانا يحلمان في يوم بعد أن منَّ الله عليهما بالهداية ببيت آمن وزوجة طيبة، وولد صالح، وعقل راجح يدعو للإسلام.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا على دينه وأن يقبضنا إليه غير فاتنين ولامفتونين ولا أملك لأخي إلا الدعاء بأن يفرج الله كربه ويفك سجنه ويرحم ضعفي وضعفه اللهم آمين.
علمت أمي بأمر إسلامنا ولكنها كأي أم أشفقت علينا وكتمت سرنا بل وكانت تعيننا بفطرتها وحسن نيتها على الطاعة بتحضير السحور لنا والوضوء دافئاً إن كان شتاءً والفطور وقت الغروب.
وسارت الأيام حبلى بالأحداث، فلما عرف بأمرنا والدنا وأخبر رجال الكنيسة كانت المطاردة الكبرى وتدخلت الشرطة للحماية تارة وأهل القرية تارة أخرى، تركنا أسرة مكونة من أب، وأم وإخوة لنا وبيتاً نسكنه مهاجرين إلى الله ورسوله. وتعاطف معنا عوام المسلمين من القرية قبل مثقفيهم ونساؤهم قبل رجالهم.. وكان لنا بهذه الوقفة بيت صغير وبعض القروض البسيطة من جراء عملنا اليدوي أنا وأخي لنواصل المسيرة بالتعليم: أنا بالثانوية الصناعية وأخي طالب الجامعة والحمد لله حصلنا على إجازتنا المدرسية والجامعية.. وكان أخي أوفر مني حظاً في تحصيل العلم الإسلامي من خلال وجوده بالجامعة، وبعد أن تخرج في الجامعة وحصل على الشهادة الجامعية أطلق لحيته وتزيا بزي العلماء على رغم عدم تخصصه وكان يجيد الخطابة والوعظ واعتلى المنابر يدعو لدين الله تعالى على علم وبصيرة. وكانت نهاية المطاف بي وبأخي.. هو الآن في غياهب السجون والمعتقلات يقضي سنة نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
أما أنا فأعيش بجوار بيت الله الحرام أسعى من أجل الرزق وأحج وأعتمر والحمد لله على كل حال وقد وضع أخي في قائمة التطرف والإرهاب ونحن لانعرف معنى تلك الكلمات وكيف يكون المسلم إرهابياً أو متطرفاً. والله الذي لا إله إلا هو لو كان أخي متطرفاً أو إرهابياً كما يقولون لكنت أول من حاربه، لأن المسلم الحقيقي لايعرف الإرهاب ولا التطرف ولم يكن لنا أنا وأخي أي علاقة إلا بالله تعالى ورسوله وتركنا أهلنا وعشيرتنا وهاجرنا إلى الله تعالى غير عابئين بما سيحدث لنا من أهل النصرانية، ولكن كانت قسوة أهل الإسلام علينا أشد وأنكى باعتقال أخي الأكبر فهو بالنسبة لي أب وأخ وكل شيء في حياتي، ولا أحكي تلك القصة جزعاً ولا وجلاً ولكن ليعلم أولو الأمر، والنهي أن هناك في الحبس مظلوماً.. وأن له أخاً في الغربة.. كانا يحلمان في يوم بعد أن منَّ الله عليهما بالهداية ببيت آمن وزوجة طيبة، وولد صالح، وعقل راجح يدعو للإسلام.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يثبتنا على دينه وأن يقبضنا إليه غير فاتنين ولامفتونين ولا أملك لأخي إلا الدعاء بأن يفرج الله كربه ويفك سجنه ويرحم ضعفي وضعفه اللهم آمين.