الملبوس
19-04-2001, 03:12 PM
الحبُّ في الله والأخوّة فيه، رباط مقدّس لا يجوز أن يعتريه الوهن، أو يصيبه الضعف، فضلاً عن أن يتحوَّل إلى كراهية وحقد وضغينة فالأخوَّة الحقيقية هي تلكم التي تكون في الله ولله، مهما كانت الخلافات في وجهات النظر، لأن الاختلاف بدهي وطبيعي، إنما المرفوض وغير المقبول أن يسقط الود، وأن يقع الخصام والنزاع.
إن القلوب إذا تآلفت على الله بحق وصدق، تبقى في ذمة الله، محفوظة منه، مرعية من جنابه تعالى، وهو القائل(( وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم)) (الأنفال:63).
قال رسول الله ص: "يُنصب لطائفة من الناس كراسي حول العرش يوم القيامة، وجوههم كالقمر ليلة البدر، يفزع الناس ولا يفزعون، أو يخاف الناس ولا يخافون. وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فقيل، من هؤلاء يا رسول الله، فقال: هم المتحابون في الله" رواه أحمد والحاكم. وقال الفضيل: "نظرُ الرجل إلى أخيه على المودّة والرحمة عبادة".
إن الحب الحقيقي في الله، والأخوّة التي تنشأ في طاعة الله، ويحكمها شرع الله، لا يمكن أن تتحوّل إلى عداء، ما لم يكن فيها زَغَل في الأصل، وخللٌ في الأساس، وما لم يداخلها هوى. والأشخاص الذين تربطهم آصرة الأخوّة الإسلامية، وتنمو علاقاتهم في ظلال الطاعة والعبادة، وتصفو مشاعرهم من خلال التواصي بالحق والتواصي بالصبر.. يلتقون على الله في عبادتهم، ومعاملاتهم، وتجاراتهم، وعلاقاتهم العائلية، ونشاطاتهم الدعوية والعلمية والتربوية والحركيةوالسياسية، لا يفتحون آذانهم لغيبة، ولا يطلقون ألسنتهم بنميمة، ويكونون أحرص على بعضهم في غيابهم منهم في حضورهم.. إن هؤلاء لا يمكن أن يتحولوا إلى أعداء.. وإن تجافوا فإلى فترة قصيرة، يعودون بعدها أكثر حباً وصفاء ووفاء. وصدق رسول الله ص حيث يقول: "لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ: يلتقيان فيعرض ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" متفق عليه يقول أبو حامد الغزالي في "الإحياء"، في تفسيره لقول الرسول ص: "أن تحسن لمن أساء إليك"، ص167،: "إنما يُحسب الإحسان إلى من ظلمك، فأما من ظلم غيرك، فلا يحسب إحساناً إليه، لأن في الإحسان إلى الظالم إساءة إلى المظلوم، وحق المظلوم أولى بالمراعاة...".
التحذير من التباغض : وصدق رسول الله ص حيث يقول: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولاتدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" رواه البخاري ومسلم. وقال ص: "لا تحسّسو ولا تجسّسوا، ولا تقاطعوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً"
هناك أسباب كثيرة تختفي وراء ظاهرة التباغض ومن ذلك:
1 ـ الغيرة القاتلة: التي عادة ما تكون بسبب تفوّق الآخرين وتقدّمهم على من عداهم في كلّ المجالات العلمية والتنظيمية والمالية والسياسية وغيرها.
2 ـ الحسد: الذي يأكل قلب الحسود، ويتمنى ذهاب النعمة عمَّن أنعم الله عليهم من عباده. وقد بلغ من شأن الحسد أن الله أمر نبيّه ص بالاستعاذة من شر الحاسدين(( قل أعوذ برب الفلق (1) من شر ما خلق (2) ومن شر غاسق إذا وقب (3) ومن شر النفاثات في العقد (4) ومن شر حاسد إذا حسد (5) )) (الفلق).
3 ـ اللؤم: الذي يدفع بصاحبه دائماً للانتقام تشفياً لنفسه، ولهذا أوصى بعض السلف ابنه فقال: "يا بني، لاتصاحب من الناس إلا من إذا افتقرت إليه قرب منك، وإذا استغنيت عنه يطمع فيك، وإن علت رتبته عليك لم يرتفع عليك".
4 ـ التقلب وعدم الثبات: قال بعض الحكماء: "لا تصحب من يتغيّر عليك من أربع: عند غضبه ـ وعند رضاه ـ وعند طمعه ـ وعند هواه"، بل ينبغي أن يكون صدق الأخوة ثابتاً على اختلاف هذه الأحوال.
الأخوّة في الله وتميّزها عن صحبة الدنيا: يقول أبو حامد الغزالي في الإحياء، الجزء الثاني ص 161: "اعلم أن الحب في الله غامض، وينكشف الغطاء عنه من خلال الصحبة والجوار والاجتماع وطلب العلم وفي السوق، وعلى باب السلطان، أو في الأسفار.. فإما أن تكون الأخوة لذاتها لا للوصول من خلالها إلى محبوب أو مقصود، وذلك المقصود إما أن يكون مقصوراً على الدنيا وحظوظها، وإما أن يكون متعلقاً بالآخرة، وإما أن يكون متعلقاً بالله تعالى" ويضيف الغزالي في باب الحب في الله والبغض في الله، ص 167: "... فإن قلت: كل مسلم، فإسلامه طاعة منه، فكيف أبغضه مع الإسلام، فأقول: تحبه لإسلامه، وتبغضه لمعصيته، وكن معه على حالة متوسطة بين الانقباض والاسترسال، وبين الإقبال والإعراض، وبين التودّد إليه والتوحّش عنه". د. فتحي يكن
إن القلوب إذا تآلفت على الله بحق وصدق، تبقى في ذمة الله، محفوظة منه، مرعية من جنابه تعالى، وهو القائل(( وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم)) (الأنفال:63).
قال رسول الله ص: "يُنصب لطائفة من الناس كراسي حول العرش يوم القيامة، وجوههم كالقمر ليلة البدر، يفزع الناس ولا يفزعون، أو يخاف الناس ولا يخافون. وهم أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. فقيل، من هؤلاء يا رسول الله، فقال: هم المتحابون في الله" رواه أحمد والحاكم. وقال الفضيل: "نظرُ الرجل إلى أخيه على المودّة والرحمة عبادة".
إن الحب الحقيقي في الله، والأخوّة التي تنشأ في طاعة الله، ويحكمها شرع الله، لا يمكن أن تتحوّل إلى عداء، ما لم يكن فيها زَغَل في الأصل، وخللٌ في الأساس، وما لم يداخلها هوى. والأشخاص الذين تربطهم آصرة الأخوّة الإسلامية، وتنمو علاقاتهم في ظلال الطاعة والعبادة، وتصفو مشاعرهم من خلال التواصي بالحق والتواصي بالصبر.. يلتقون على الله في عبادتهم، ومعاملاتهم، وتجاراتهم، وعلاقاتهم العائلية، ونشاطاتهم الدعوية والعلمية والتربوية والحركيةوالسياسية، لا يفتحون آذانهم لغيبة، ولا يطلقون ألسنتهم بنميمة، ويكونون أحرص على بعضهم في غيابهم منهم في حضورهم.. إن هؤلاء لا يمكن أن يتحولوا إلى أعداء.. وإن تجافوا فإلى فترة قصيرة، يعودون بعدها أكثر حباً وصفاء ووفاء. وصدق رسول الله ص حيث يقول: "لايحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليالٍ: يلتقيان فيعرض ويُعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام" متفق عليه يقول أبو حامد الغزالي في "الإحياء"، في تفسيره لقول الرسول ص: "أن تحسن لمن أساء إليك"، ص167،: "إنما يُحسب الإحسان إلى من ظلمك، فأما من ظلم غيرك، فلا يحسب إحساناً إليه، لأن في الإحسان إلى الظالم إساءة إلى المظلوم، وحق المظلوم أولى بالمراعاة...".
التحذير من التباغض : وصدق رسول الله ص حيث يقول: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولاتدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" رواه البخاري ومسلم. وقال ص: "لا تحسّسو ولا تجسّسوا، ولا تقاطعوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً"
هناك أسباب كثيرة تختفي وراء ظاهرة التباغض ومن ذلك:
1 ـ الغيرة القاتلة: التي عادة ما تكون بسبب تفوّق الآخرين وتقدّمهم على من عداهم في كلّ المجالات العلمية والتنظيمية والمالية والسياسية وغيرها.
2 ـ الحسد: الذي يأكل قلب الحسود، ويتمنى ذهاب النعمة عمَّن أنعم الله عليهم من عباده. وقد بلغ من شأن الحسد أن الله أمر نبيّه ص بالاستعاذة من شر الحاسدين(( قل أعوذ برب الفلق (1) من شر ما خلق (2) ومن شر غاسق إذا وقب (3) ومن شر النفاثات في العقد (4) ومن شر حاسد إذا حسد (5) )) (الفلق).
3 ـ اللؤم: الذي يدفع بصاحبه دائماً للانتقام تشفياً لنفسه، ولهذا أوصى بعض السلف ابنه فقال: "يا بني، لاتصاحب من الناس إلا من إذا افتقرت إليه قرب منك، وإذا استغنيت عنه يطمع فيك، وإن علت رتبته عليك لم يرتفع عليك".
4 ـ التقلب وعدم الثبات: قال بعض الحكماء: "لا تصحب من يتغيّر عليك من أربع: عند غضبه ـ وعند رضاه ـ وعند طمعه ـ وعند هواه"، بل ينبغي أن يكون صدق الأخوة ثابتاً على اختلاف هذه الأحوال.
الأخوّة في الله وتميّزها عن صحبة الدنيا: يقول أبو حامد الغزالي في الإحياء، الجزء الثاني ص 161: "اعلم أن الحب في الله غامض، وينكشف الغطاء عنه من خلال الصحبة والجوار والاجتماع وطلب العلم وفي السوق، وعلى باب السلطان، أو في الأسفار.. فإما أن تكون الأخوة لذاتها لا للوصول من خلالها إلى محبوب أو مقصود، وذلك المقصود إما أن يكون مقصوراً على الدنيا وحظوظها، وإما أن يكون متعلقاً بالآخرة، وإما أن يكون متعلقاً بالله تعالى" ويضيف الغزالي في باب الحب في الله والبغض في الله، ص 167: "... فإن قلت: كل مسلم، فإسلامه طاعة منه، فكيف أبغضه مع الإسلام، فأقول: تحبه لإسلامه، وتبغضه لمعصيته، وكن معه على حالة متوسطة بين الانقباض والاسترسال، وبين الإقبال والإعراض، وبين التودّد إليه والتوحّش عنه". د. فتحي يكن