أبو لـُجين ابراهيم
23-04-2001, 07:18 AM
الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف
الناس يتباينون في علاقاتهم مع الآخرين ، فنفر منهم ـ وهم الأقل ـ لديهم شبكة واسعة ومتشعبة من العلاقات ، أينما ذهبوا وجدوا لهم أصحاباً وأحباباً ، ونفر آخر ـ وهم الأكثر ـ ليس لديهم سوى علاقات محدودة مع نفر قليل .
ولعل من أهم الأسباب في ذلك ، أن الصنف الأول لديهم رغبة جموحة في التعرف على الآخرين وإقامة علاقات وطيدة معهم ، لذا فهم يبادرون دائماً إلى التعرف ، بل ويصطنعون المواقف والأحداث لا لشيء إلا لتكوين هذه العلاقات ، أما الصنف الآخر فهم أولئك الذي ينتظرون من الآخرين أن يبادروا ليتعرفوا عليهم ، ولو بادر الآخرون فلربما لم يجدوا في أنفسهم الرغبة في مقابلتهم بمبادرة أخرى لتعميق هذه العلاقة .
إن الإقدام والمبادرة خلق كريم ، وصفة جليلة يتصف بها أصحاب الهمم العالية والنفوس الأبية ، لذا يقول الشاعر :
فالجبن عار وفي الإقدام مكرمة 00000 والمرء بالجبن لا ينجو من القدر
وقال آخر :
تأخرت أستبق الحياة فلم أجد 00000 لنفسي حياة مثل أن أتقدما
وقد أبان الرسول صلى الله عليه وسلم سر تآلف الأرواح ، فقال في الحديث الذي يرويه الإمام البخاري : ( الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه وممن هو فإنه أوصل للمودة ) .
وقديماً قالوا : ( رب أخ لك لم تلده أمك ) .
وكان الإمام أحمد بن حنبل يسمع بالرجل الصالح فيبادر إلى التعرف عليه وربما يسافر في سبيل ذلك .
……………………………..
وهكذا ينبغي أن يكون شأن كل صاحب دعوة ، إذ لا ينتظر من المدعو أن يأتي إليه ، بل ينطلق هو مبادراً إليه وصدق الله العظيم حينما قال في مؤمن آل ياسين ( وَجَاء مِن أقصى المَدينَة رجُل يسعى قَالَ ياقومِ اتّبعُوا المُرسلين ) . يس .
إن المبادرة بالتعرف على الآخرين تحتاج إلى عدة أمور من أهمها ما يلي :
1. الاقتناع بأهمية التعارف والحاجة إليه والأجر والثواب المترتب عليه .
2. الجرأة وعدم التردد .
3. الثقة بالنفس .
4. معرفة طباع من يراد التعرف عليه .
5. حسن الاستفادة من الفرص والمواقف والأحداث .
6. ترك الخجل والانطوائية والحساسية المفرطة والحرج المبالغ فيه .
7. حسن الاستهلال ، بمعنى أن يحسن المرء كيفية البدء بالحديث مع من يريد التعرف عليه .
8. وهناك وسائل عديدة وطرق متنوعة يمكن بها التعرف على الآخرين ، ومن هذه الوسائل ما يلي :
1- الاستفادة من المناسبات المختلفة للتعرف ، مثل : حفلات الزواج والعزاء والأعياد وغيرها .
2- الاستفادة من الفرص المتاحة للاجتماع بالآخرين ، كأماكن العمل ، وفي الاجتماعات واللجان ، وكذلك في المدارس والجامعات وغيرها .
3- المسجد وسيلة جيدة للتعرف ، لا سيما في رمضان وأثناء الاعتكاف وفي الجمع وأثناء المحاضرات .
4- اصطناع المواقف والأحداث ، كأن تتعمد الجلوس بالقرب من أحد الناس وتسأله : هل تعرف فلاناً ؟ أو هل تعمل في المؤسسة الفلانية ؟ أو غيرها .
5- زيارة المرضى في المستشفيات والتعرف عليهم .
6- الظهور للناس ومخاطبتهم في المحاضرات والمواعظ والخطب وإمامتهم في الصلوات .
7- الابتسامة والسلام من أفضل وسائل التعرف .
8- تقديم المساعدة للآخرين ، خاصة فيما يتعلق بوظيفتك ، ولو أن تتصنع هذه المساعدة ببعض الكلمات والحركات التي تشعرهم بحرصك على إنجاز معاملاتهم بسرعة وإتقان .
9- إبداء الرغبة بالتعرف صراحة إذا كان الظرف والموقف يسمح ذلك .
10- التعرف عن طريق الآخرين ، وذلك بزيارة المجالس التي يجتمع فيها الناس والاتفاق مع صاحب المجلس إن كان معروفاً لديك بأن يعرفك على من تريد من الحاضرين .
11- السفر وسيلة جيدة للتعرف على الآخرين دون تكلف أو استهجان .
12- يمكن التعرف على الأقارب والأرحام بسهولة ويسر .
13- يمكن الاستفادة من الزوجات والأمهات والبنات وذلك بالتعرف على أقارب صديقاتهن .
14- نصرة المظلوم ، والوقوف مع الحق وعدم التعاون مع الباطل ، والصدق في القول : كلها وسائل تعرف الآخرين بك وتعرفك بهم .
15- هذه بعض الوسائل التي يمكن بها التعرف على الآخرين ، وهناك وسائل أخرى كثيرة ، ولكن ينبغي في الوسائل المستخدمة أن تراعى فيها أمور منها :
1- أن تكون غير مصطنعة أو واضحة التكلف فينفر منها الآخرون .
2- أن تتناسب الوسيلة مع الزمان والمكان والظروف والأحداث ، وكذلك تتناسب مع طبيعة من يراد التعرف عليهم .
3- أن يراعى فيها التنويع والابتكار والتجديد ، فالرتابة ممجوجة ، والتكرار مملول .
ــــــــــــــــ
المرجع : الكنز الذي لا يكلف درهماً
الناس يتباينون في علاقاتهم مع الآخرين ، فنفر منهم ـ وهم الأقل ـ لديهم شبكة واسعة ومتشعبة من العلاقات ، أينما ذهبوا وجدوا لهم أصحاباً وأحباباً ، ونفر آخر ـ وهم الأكثر ـ ليس لديهم سوى علاقات محدودة مع نفر قليل .
ولعل من أهم الأسباب في ذلك ، أن الصنف الأول لديهم رغبة جموحة في التعرف على الآخرين وإقامة علاقات وطيدة معهم ، لذا فهم يبادرون دائماً إلى التعرف ، بل ويصطنعون المواقف والأحداث لا لشيء إلا لتكوين هذه العلاقات ، أما الصنف الآخر فهم أولئك الذي ينتظرون من الآخرين أن يبادروا ليتعرفوا عليهم ، ولو بادر الآخرون فلربما لم يجدوا في أنفسهم الرغبة في مقابلتهم بمبادرة أخرى لتعميق هذه العلاقة .
إن الإقدام والمبادرة خلق كريم ، وصفة جليلة يتصف بها أصحاب الهمم العالية والنفوس الأبية ، لذا يقول الشاعر :
فالجبن عار وفي الإقدام مكرمة 00000 والمرء بالجبن لا ينجو من القدر
وقال آخر :
تأخرت أستبق الحياة فلم أجد 00000 لنفسي حياة مثل أن أتقدما
وقد أبان الرسول صلى الله عليه وسلم سر تآلف الأرواح ، فقال في الحديث الذي يرويه الإمام البخاري : ( الأرواح جنود مجندة ، ما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف ) .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا آخى الرجل الرجل فليسأله عن اسمه واسم أبيه وممن هو فإنه أوصل للمودة ) .
وقديماً قالوا : ( رب أخ لك لم تلده أمك ) .
وكان الإمام أحمد بن حنبل يسمع بالرجل الصالح فيبادر إلى التعرف عليه وربما يسافر في سبيل ذلك .
……………………………..
وهكذا ينبغي أن يكون شأن كل صاحب دعوة ، إذ لا ينتظر من المدعو أن يأتي إليه ، بل ينطلق هو مبادراً إليه وصدق الله العظيم حينما قال في مؤمن آل ياسين ( وَجَاء مِن أقصى المَدينَة رجُل يسعى قَالَ ياقومِ اتّبعُوا المُرسلين ) . يس .
إن المبادرة بالتعرف على الآخرين تحتاج إلى عدة أمور من أهمها ما يلي :
1. الاقتناع بأهمية التعارف والحاجة إليه والأجر والثواب المترتب عليه .
2. الجرأة وعدم التردد .
3. الثقة بالنفس .
4. معرفة طباع من يراد التعرف عليه .
5. حسن الاستفادة من الفرص والمواقف والأحداث .
6. ترك الخجل والانطوائية والحساسية المفرطة والحرج المبالغ فيه .
7. حسن الاستهلال ، بمعنى أن يحسن المرء كيفية البدء بالحديث مع من يريد التعرف عليه .
8. وهناك وسائل عديدة وطرق متنوعة يمكن بها التعرف على الآخرين ، ومن هذه الوسائل ما يلي :
1- الاستفادة من المناسبات المختلفة للتعرف ، مثل : حفلات الزواج والعزاء والأعياد وغيرها .
2- الاستفادة من الفرص المتاحة للاجتماع بالآخرين ، كأماكن العمل ، وفي الاجتماعات واللجان ، وكذلك في المدارس والجامعات وغيرها .
3- المسجد وسيلة جيدة للتعرف ، لا سيما في رمضان وأثناء الاعتكاف وفي الجمع وأثناء المحاضرات .
4- اصطناع المواقف والأحداث ، كأن تتعمد الجلوس بالقرب من أحد الناس وتسأله : هل تعرف فلاناً ؟ أو هل تعمل في المؤسسة الفلانية ؟ أو غيرها .
5- زيارة المرضى في المستشفيات والتعرف عليهم .
6- الظهور للناس ومخاطبتهم في المحاضرات والمواعظ والخطب وإمامتهم في الصلوات .
7- الابتسامة والسلام من أفضل وسائل التعرف .
8- تقديم المساعدة للآخرين ، خاصة فيما يتعلق بوظيفتك ، ولو أن تتصنع هذه المساعدة ببعض الكلمات والحركات التي تشعرهم بحرصك على إنجاز معاملاتهم بسرعة وإتقان .
9- إبداء الرغبة بالتعرف صراحة إذا كان الظرف والموقف يسمح ذلك .
10- التعرف عن طريق الآخرين ، وذلك بزيارة المجالس التي يجتمع فيها الناس والاتفاق مع صاحب المجلس إن كان معروفاً لديك بأن يعرفك على من تريد من الحاضرين .
11- السفر وسيلة جيدة للتعرف على الآخرين دون تكلف أو استهجان .
12- يمكن التعرف على الأقارب والأرحام بسهولة ويسر .
13- يمكن الاستفادة من الزوجات والأمهات والبنات وذلك بالتعرف على أقارب صديقاتهن .
14- نصرة المظلوم ، والوقوف مع الحق وعدم التعاون مع الباطل ، والصدق في القول : كلها وسائل تعرف الآخرين بك وتعرفك بهم .
15- هذه بعض الوسائل التي يمكن بها التعرف على الآخرين ، وهناك وسائل أخرى كثيرة ، ولكن ينبغي في الوسائل المستخدمة أن تراعى فيها أمور منها :
1- أن تكون غير مصطنعة أو واضحة التكلف فينفر منها الآخرون .
2- أن تتناسب الوسيلة مع الزمان والمكان والظروف والأحداث ، وكذلك تتناسب مع طبيعة من يراد التعرف عليهم .
3- أن يراعى فيها التنويع والابتكار والتجديد ، فالرتابة ممجوجة ، والتكرار مملول .
ــــــــــــــــ
المرجع : الكنز الذي لا يكلف درهماً