الملبوس
24-04-2001, 09:58 PM
لقد ذكر حديثاً ثبت في "مستدرك الحاكم" عن رفق الرسول صلى الله عليه وسلم. فلنا في رسولنا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم قدوة حسنة، فلين الكلام بلا مداهنة ولا نفاق بل يكون بأسلوب يفتح النفوس وكلامي عن حسن الخلق أنا أحوج إليه ولكن ُربَّ سامع أوعى من مُبلِّغ، ثبت في مستدرك الحاكم أن زيد بن سُعْنى، أحد أحبار اليهود، اشترى ثمراً معلوماً من النبي صلى الله عليه وسلم إلى أجل معلوم وقبل الموعد بأيام جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد فرغ من صلاة الجنازة على أحد المسلمين. ودنا إلى جدار ليجلس متعبا صلى الله عليه وسلم فيتقدم زيد ويأخذ بمجامع قميصه ورداءه وينظر إليه بوجه غليظ متجهم ويقول يا محمد ألا تقضيني حقي؟ والله إنكم لمطل يا بني عبد المطلب. عند ذلك نظر إليه عمر وعيناه تدوران في وجهه من الغضب ثم قال: "يا عدو الله أتقول لرسول الله ما أسمع وتصنع ما أرى؟ والذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر من لومه لضربت بسيفي هذا رأسك". فيرتعد ويخاف ويضطرب وينظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فينظر صلى الله عليه وسلم إلى عمر ويبتسم في سكون وتُؤدة ثم يقول: "يا عمر أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن الطلب اذهب يا عمر فأعطه حقه وزده عشرين صاعاً جزاء ما روَّعته" انطلق عمر وأعطى الرجل حقه وزاده عشرين صاعاً فقال زيد:" ما هذه الزيادة يا عمر؟" قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أزيدك جزاء ما روَّعتك. فتلألأ وجه زيد بالبِشر وقال: "ألا تعرفني يا عمر؟" قال: "لا". قال: "أنا زيد حبر اليهود لم يكن من علامات النبوة شيء إلا عرفته في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علامتين أنه يسبق حلمه جهله ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً وقد عرفتهما الآن فأشهدك يا عمر أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداُ رسول الله. رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً وأشهدك يا عمر فوق ذلك أن شطر مالي صدقة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم." الله أكبر.. أسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعني وإياكم بما نسمع ونرى، وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين.