PDA

View Full Version : السيرة لمجلة الشجرة الطيبة......


ألب أرسلان
14-05-2001, 07:13 AM
لقد طلبت مني الأخت الفاضلة جيون أن أشاركهم في المجلة الطيبة بقسم السيرة النبوية حيث أقوم بكتابة بعض القصص و المواقف من حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم واستنباط الدروس المستفادة من تلكم القصص، وإن شاء الله أكون عند حسن ظن الجميع بي.

أبدأ باسم الله مستعينا ====== راض به مدبرا معينا



القصة الأولى:

في الثامن من الهجرة كانت غزوة حنين التي انتصر فيها المسلمون على قبيلتي هوازن و ثقيف بعد أن ابتلوا بلاء عظيما، فقد كاد الكفار أن يلحقوا بالمسلمين هزيمة ساحقة وذلك بسبب اعتماد المسلمين على كثرة عددهم حتى أن بعضهم قال: لا نغلب اليوم عن قلة، ولكن شاء الله أن ينتصر جنده، فقد ثبت أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم فارس الفرسان وأشجع الشجعان و وقف يقاتل المشركين هو وفئة قليلة من صحبه، حتى تجمع المسلمون مرة أخرى وهجموا على الجيش الكافر فسحقوه سحقا وشتتوه في الصحراء وغنم المسلمون في تلك المعركة مغانم كثيرة.

ولكن ما يهمنا هو ما حصل بعد المعركة، ففي أثناء طريق العودة إلى مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الجيش ليستريح و المؤذن ليؤذن بالصلاة، وكان من بين الجيش جماعة من مشركي مكة الذين بقوا على كفرهم ولم يسلموا ولكنهم خرجوا من اجل الغنائم ومن بينهم رجل يدعى بأبي محذورة.

عندما سمع الكفار صوت المؤذن أخذوا بالصراخ و الاستهزاء فسمعهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأمر بإحضارهم فما هي إلا لحظات و القوم ماثلون أمامه، فقال لهم: أيكم الذي سمعت صوته قد ارتفع؟ فأشاروا إلى أبي محذورة، فحبسه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأرسل الباقين.

ثم أمره أن يؤذن بالصلاة، فقام أبو محذورة وهو كاره لهذا الأمر وآمره، وأخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يلقنه الأذان فكان يقول: الله أكبر الله أكبر، وأبي محذورة يردد خلفه، ثم أمره أن يقول أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمد رسول الله أشهد أن محمد رسول الله بصوت خفي ومن ثم يمد بها صوته، وبعد أن أكمل الأذان أعطاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم صرة فيها شيء من فضة، ومسح بيديه الشريفتين على أبي محذورة الذي طلب من النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يأذن له بالأذان بمكة فأذن له.

فعاد إلى مكة وقد كان عليها عتاب بن أسيد وكان عمره نيفا وعشرين سنة، فاستأذنه أبي محذورة أن يؤذن بأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبعدها أصبح أبي محذورة أوس بن معير من مؤذني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرضي الله عنه وأرضاه، وسبحان الله مغير الأحوال من حال الى حال، ولمن أراد الرجوع إلى القصة سيجدها كاملة في مسند الإمام أحمد ( 3 / 409).



والآن إلى الدروس المستفادة من القصة:

1- استحباب الترجيع عند الأذان وهي سنه مهجورة في مساجدنا، و الترجيع هو العود إلى الشهادتين مرتين برفع الصوت بعد قولهما مرتين بخفض الصوت.
2- استحباب جمع المؤذن بين كل تكبيرتين في نفس.



وغيرها من الدروس المستفادة، التي أود أن تشاركوني بها، فهلا أتحفتمونا ببعض الاستنباطات، فقد تقفون على أمور أجهلها، وهذا من باب التعاون على الخير.

بارك الله فيكم….

جيون
14-05-2001, 08:39 PM
جزاك الله خير أخي ألب أرسلان وبارك فيك


سؤال اخي ..

هل كان أبو محذورة من مشركي مكة ( أي من الذين لم يكتمل إيمانهم بعد ) الذين خرجوا بهدف جمع الغنائم فقط !!

ألب أرسلان
15-05-2001, 05:42 AM
ونفع اللـــــــــــــــه بك.....

نعم لقد كان أبو محذورة رضي الله عنه من مشركي قريش الذين بقوا على كفرهم بعد فتح مكـــة....
ولم يشارك في غزوة حنين....لكنه لحق بالجيش وهو عائد من حنين......

والله أعلم....

ولكن أختي الكريمة ما هو سبب السؤال..؟

جيون
15-05-2001, 12:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله يجزيك الخير أخي ألب ارسلان

لقد أستفدت من إجابتك المباركة :)

وبفائدة طيبة نافعة إن شاء الله .. للدعاة خاصه

إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مربي الرجال والقمم تعامل مع المشرك بدعوة متميز وبتلقين وهي رفع الأذان وشهادة ان لا اله الا الله ..( فلم يخرجه شركه من الدائرة الحق ) .. أثمرت الخير في نفس أبو محذورة رضي الله عنه فنقلب بعدها من حال الى حال يرضي الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ..

فما بالنا بإخواننا الذين قد ابتعد بهم الشيطان عن الطاعة ألا يستحقون من الدعاة دعوة متميزة أكثر همة وأكثر رحمة وأكثر رقة وأكثر وقتا واكثر جهدا وأكثر قربا..

من مبدأ االاخوة وانهم أخوان لنا مهما ابتعد بهم الشيطان وضيعهم ..

جيون
15-05-2001, 12:52 PM
.. الأذان مفتاح القلب المغلقه والقلوب المريضه ..

فرفع الأذان عزت المسلم ودعوته المفتوحه المعلنه بالحق

يفتح الله بها قلوب الغافلين بالاستغراب اولا وبالتساؤلي ثانيا وبالمعرفة انه الحق المبين ثالثا ..

جيون
15-05-2001, 01:03 PM
.. خرج أبو محذورة رضي الله عنه من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ... بالدعم المادي والمعنوي .. ( جائزتين )

المادي واضح ( أعطاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم صرة فيها شيء من فضة )

والدعم المعنوي ( ومسح بيديه الشريفتين على أبي محذورة )

وتطبيقا لجزاء الاخرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم

فجزاء الاخرة لمن خاف .. قال تعالى : ( ولمن خاف مقام ربه جنتان ) سورة الرحمان

ألب أرسلان
15-05-2001, 02:21 PM
و جزاك الله خيرا على هذه الفوائد القيمــــة....

الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا درسا قيما في فن الدعوة....

فعندما استهزأ أبي محذورة بالأذان قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحبسه وعزله عن رفقته السيئة.....
وهنا درس للدعاة إن أردت التأثير على شخص ما حاول أن تبعده عن رفقته السيئة وتدخله في جو إيماني يسهل بعدها التأثير فيه....

كما طلب منه صلى الله عليه وآله وسلم أن يؤذن ليشعره حلاوة الأذان وجماله وعذوبته والتي استشعرها قلب أبي محذورة فانقلب من الكفر الى الإسلام وطلب من فوره أن يكون المؤذن بمكة....

فعلى الداعية أن يكون رحيما رفيقا لين الجانب سهل المعاشرة قوي الشخصية عالما بأحوال من يدعوه.....
____________________________________________________________

ولي تعليق على قولك (يفتح الله بها قلوب الغافلين )...
كنت مرة جالس مع شخص نادر ما يذهب الى المسجد...وفي معرض حديثنا قال لي: أنا لا أذهب الى المسجد إلا عندما أسمع أذان الحرم من التلفاز؟؟؟
سبحان اللــــــــــــــــه...

لذلك وصانا الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم أن يؤذن أحسن الناس صوتا....

وهذه سنة مفقودة عندنا إلا فيما ندر... :(

فالناس تحب الصوت الجميل وتنجذب إليـه... والمؤذن داعية يجب أن تتوفر فيه صفات مهمة كجمال الصوت و الإخلاص و الأمانة لكي يكون مؤذنا بحق....

يا أيها المؤذنون حسنوا الأذام بأصواتكم.....
_________________________________________________________-

لابأس أن نعطي المال للكفار أو العصاة لكي نكسبهم ونؤلف قلوبهم...


أختي الفاضلة متى أجهز الموضوع كاملا بقصته و فوائده ليكون جاهزا للمجلة...؟