PDA

View Full Version : السراج الوهاج في بيان المنهاج


weld-dubai
15-05-2001, 02:47 AM
لقد وقع بين يدي كتاب جليل بديع للشيخ المحدث الموفق، وهو الشيخ: أبو الحسن المصري المأربي، مصطفى بن إسماعيل السليماني، وهو من طلبة محدث الديار اليمنية الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، وممن التقى بالشيخ محمد ناصر الألباني وأثنى عليه الشيخ الألباني ثناءاً جميلاً واستبشر ببزوغ نجم هذا العلم الذي أثبت بؤلفاته أنه يسير في ركبان أهل العلم الراسخين، ومن مرلفاته:

تحفة القارئ بدراسة وتحقيق فتح الباري بشرح صحيح البخاري، وهذا كتاب لا يخفى على من شم رائحة العلم أنه أحد موسوعات العلم الكبرى. ووالله إنها لهمة عالية، همة جبل أشم..

شفاء العليل ببيان ألفاظ وقواعد الجرح والتعديل. وهو كتاب لم يسبق إليه غيره في بابه، فكفاه بذلك شرفاً وسؤدداً.

السراج الوهاج في بيان المنهاج، وهو هذا الذي بين أيدينا، وهو عبارة عن عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة في مسائل قديمة وحديثة، وهي مسائل تعتبر علامات لأهل الحق والطائفة الناجية المنصورة، حيث استقر عليها أعلام أهل الإسلام قديماً وحديثاً، وقد عرض الشيخ هذا الكتاب على العلماء التالية أسماؤهم فأقروه ومدحوه خير مديح وأشاروا عليه بتغيير بعض المواضع، ففعل:

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، وقد أحاله إلى الشيخ عبد العزيز آل الشيخ (المفتي الحالي للمملكة، وهو عالم رباني كما وصفه الشيخ علي الحلبي في "رحلتي للحرمين")

الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين

الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين

الشيخ مقبل بن هادي الوادعي

الشيخ علي الحلبي (من أخص طلبة الشيخ الألباني وممن وكله الشيخ لإخراج جملة من كتبه ومن القائمين على مركز الألباني بعمان الأردن والمسؤول عن مشروع مجموع فتاوى الشيخ الألباني)

الشيخ أسامة القوصي (من علماء مصر)، وهو صاحب الشيخ أبي الحسن في طريقه للهداية، فقد بلغني أنهما كانا من جماعة التكفير بمصر، وذهبا إلى اليمن، وهناك التقيا بالشيخ مقبل، فناقشهما واهتديا على يده، ومنذ ذلك اليوم شدا على سواعد الجد حتى بلغا ما بلغا، نسأل الله أن يبارك في جهودهما وجميع المسلمين، إنه جواد كريم.

وقد عقدت العزم على أن أنشر هذا المنهاج على إخواني في الله، عسى الله ان ينفعنا به وجميع المسلمين. وأنا أقول بكل دقيقة من دقائقه وأتقرب إلى الله بتبنيها، وأدعو إخواني إليها إن شاء الله.


((كلمة مضيئة))

ينبغي لكل مسلم أن يصرح بعقيدته على رؤوس الأشهاد، فإن كانت صحيحة شهدوا له، وإن كانت غير ذلك بينوا فسادها ليتوب منها.
(من كتاب: ما لا بد منه من أمور الدين)

الحق أبلج لا تزيغ سبيله والحق يعرفه ذوو الألباب


ذهبت دولة أصحاب البدع ووهى حبلهم ثم انقطع
وتداعى بانصراف جمعهم حزب إبليس الذي كان جمع
هل لهم يا قوم في بدعتهم من فقيه أو إمام يتبع
مثل سفيان أخي ثور الذي علم الناس دقيقات الورع
أو سليمان أخي التيم الذي ترك النوم لهول المطلع
أو فتى الإسلام أعني أحمداً ذاك لو قارع القرا(ء) قرع
لم يخف سوطهم إذ خوفوا لا ولا سيفهم حين لمع


إذا رضيت عني كرام عشيرتي فلا زال غضباناً علي لئامها


((السراج الوهاج في بيان المنهاج))

أشهد الله عز وجل، ثم من حضرني من الائكة، ومن وقف على هذا، أنني:

1. أعتقد ما اعتقدته الفرقة الناجية الطائفة المنصورة، وهم أهل الحديث والأثر، أهل السنة والجماعة -رضي الله عنهم جميعاً- أن الله واحد لا شريك له في ربوبيته ولا إلاهيته ولا في أسمائه وصفاته.

2. وأثبت لله عز وجل ما أثبته سبحانه وتعالى لنفسه أو أثبته له رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، من الأسماء والصفات والأفعال، دون تحريف ولا تعطيل، ودون تكييف ولا بمثيل.

3. وأنفي عن الله عز وجل ما نفاه سبحانه وتعالى عن نفسه، أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهذا تنزيه أهل سواء السبيل، وليس تنزيه أهل التعطيل والتخييل أو التجهيل والتضليل.

4. وأعتقد أن الله سبحانه وتعالى الأول ليس قبله شيء، والآخر ليس بعده شيء، والظاهر ليس فوقه شيء، والباطن ليس دونه شيء، محيط بكل شيء وفوقه، وقد أعجز عن الإحاطة خلقه.

5. وأنه سبحانه خالق قبل وجود الخلق، ورازق قبل وجود الرزق، فله الصفات العلى، والأسماء الحسنى والمثل الأعلى.

6. وأنه سبحانه عالم بعلم، وقادر بقدرة، وحي بحياة، ومريد بإرادة، وسميع بسمع، وبصير ببصر، ومتكلم بكلام، وكذا بقية ما ثبت من صفاته عز وجل، وفاقاً لأهل السنة وخلافاً لأهل التعطيل والتحريف.

7. وكل ما خطر في البال أو تصور في الذهن، فالله عز وجل أعلى وأجل، لقوله تعالى: (ولا يحيطون به علماً) [طه: 11].

8. وأن الله عز وجل منزه عن أن يجب عليه شيء، أو يلزمه لازم، إلا ما أوجبه سبحانه وتعالى على نفسه -فضلاً منه ورحمة-.

9. وأن الله عز وجل مستو على عرشه، بائن من خلقه، واستواء الله عز وجل؛ استواء الخالق كاستواء المخلوق، والإستواء معناه في لغة العرب معلوم، والكيف في حق الله عز وجل مجهول، لأن الله عز وجل لم يطلعنا على ذلك، فلا نتوهمه بأوهامنا، والإيمان بذلك واجب، والسؤال عنه بدعة، وكذا في بقية صفات الرب عز وجل وأفعاله، لأن الله عز وجل يقول: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) الشورى 11 ويقول سبحانه: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون) الصافات 180، ويقول عز وجل: (ولم يكن له كفواً أحد) الإخلاص 4، ويقول سبحانه: (هل تعلم له سمياً) مريم 65.

10. وأقر بالعرش والكرسي على ما جاء في الكتاب والسنة واعتقده سلف الأمة.

11. وأقر بالقلم، وباللوح المحفوظ، وأن الله عز وجل قدر مقادير الخلق قبل خلقهم، وأنهم لا يخرجون عن ذلك.

12. وأعتقد أن القول: "بأن السماء قبلة الداعين"، قول مريب، بخشى أن يتذرع به إلى نفي العلو للعلي العظيم.

13. ومن قال: "إن الله في كل مكان"، فإن كان يعني بذاته، فهو حهمي حلولي، وإن كان يعني أنه سبحانه، بذاته مستو على العرش، لكنه في كل مكان بعلمه وسمعه وبصره وقدرته، فقد أصاب في المعنى دون اللفظ، وترك هذا اللفظ هو الأسلم، كي لا يشابه –ولو في اللفظ- الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم.

14. وأعتقد أنه سبحانه ينزل في الثلث الأخير من الليل، نزولاً يليق بجلاله، فينادي: "هل من تائب فأتوب عليه، وهل من مستغفر فأغفر له، وهل من سائل فأعطيه؟".

15. وأن معية الرب عز وجل عامة وخاصة، فالعامة لجميع خلقه، وهي: معية العلم والسمع والبصر، والخاصة للمؤمنين، وهي: معية نصر وتأييد.

16. وأعتقد أن العقل لا يستقل بمعرفة الأسماء والصفات على وجه التفصيل، ولا بد في ذلك من النقل، والعقل عند أهل السنة لا يحكمونه في النقل، ولا يبطلونه بالكلية، إنما منزلته بمنزلة الأعمى والنقل قائده، أو أن النقل بمنزلة شعاع الشمس الذي يقع على العين فتبصر.

17. وأعتقد أنه ليس كل صفة كمال للمخلوق فهي صفة كمال للخالق، ولا كل صفة نقص في المخلوق في صفة نقص في الخالق، مثال ذلك النوم والأكل والشرب، فهذا عند المخلوق كمال، وفي حق الخالق لا يجوز ذلك، والتكبر صفة كمال في حق الخالق، ولا يجوز في حق المخلوق، فلا يعرف الكمال في حق الخالق بقياس ذلك على الإنسان، إنما الطريق إلى ذلك النقل الصحيح، هذا في الكمال النسبي للمخلوق، أما صفة الكمال المطلق للمخلوق –كالعلم- فهي صفة كمال لله عز وجل.

weld-dubai
16-05-2001, 11:40 PM
18. ولا أثبت ولا أنفي –على الإطلاق- المصطلحات المحدثة من أهل البدع في حق الله عز وجل، كالجسم والحد ونحو ذلك، إلا إذا علمت مراد قائلها، كي لا أرد حقاً أو أقبل باطلاً، فإن أراد حقاً قبلته وأرشدته للفظ الصحيح، وإن أراد غير ذلك رددته عليه لفظاً ومعنى.

19. وأعتقد أن باب الصفات أعم من باب الأسماء، لأن كل اسم يدل على صفة وليست كل صفة تدل على اسم.

weld-dubai
18-05-2001, 11:19 PM
20. وأرى أن سبيل أهل السنة التعبير عن الحق بالألفاظ الشرعية، بخلاف أهل البدع، فإنهم يعبرون بألفاظ محدثة، ويردون بها الألفاظ الشرعية المحكمة، وغالب ما يصفون به ربهم بالنفي والسلب، فيقولون: ليس كذا ولا بكذا، مع أن نفي النقص لا يلزم منه ثبوت الكمال دائماً، ولذلك فالإثبات عندهم قليل، بخلاف أهل السنة، فلا يضيفون إلى الله سبحانه ما يتوهم منه نقص على الإنفراد، فلا يقال: يا خالق القردة والخنازير والخنافس والجعلان، وإن كان لا مخلوق إلا والرب خالقه، لحديث: (تباركت وتعاليت، والخير في يديك، والشر ليس إليك) أخرجه مسلم، أي: والشر لا يضاف إليك فرداً وقصداً، فلا يقال: يا خالق الشر، أو يا مقدر الشر، ولذلك لما أراد الخضر ذكر العيب، نسبه لنفسه، فقال: (فأردت أن أعيبها) الكهف 79، ولما أراد ذكر الخير، نسبه لله عز وجل، فقال: (فأراد ربك أن يبلغاأشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك) 82، وقول ابراهيم عليه السلام: (وإذا مرضت فهو بشفين) الشعراء 80 أهـ ملخصاً من كلام أبي عثمان الصابوني رحمه الله.

weld-dubai
22-05-2001, 11:58 PM
21. والنفي في باب صفات الرب جل وعلا عند أهل السنة يرد في الغالب على سبيل الإجمال، كما في قوله تعالى: (ليس كمثله شيء) الشورى: 11، وقوله تعالى: (هل تعلم له سمياً) مريم: 65، والإثبات عندهم على سبيل التفصيل، كما في قوله تعالى: (وهو السميع البصير) الشورى: 11، وإن ورد النفي على سبيل التفصيل عند أهل السنة فلسبب، كدفع توهم النقص، كما في قوله تعالى: (وما مسنا من لغوب) ق:38

weld-dubai
01-07-2001, 07:40 AM
22. وأعتقد أن أكمل الناس توحيداً، وأعرف الناس بربهم: الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، والصديقون، وأصحاب الأنبياء، ثم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء. وأما أهل الكلام؛ فهم أهل الحيرة والريب والاضطراب، وصدق من قال: العلم بالكلام -أي تصديقة واعتماده- جهل، والجهل بالكلام -أي الإعراض عنه وعدم اعتماده- علم.

weld-dubai
04-07-2001, 03:09 AM
23. وأعتقد أن خير من تكلم على التوحيد هم السلف الصالح، ومن تبعهم بإحسان، ولا أتلقى الكلام في مسائل الإيمان والكفر (وغير ذلك) إلا عنهم، فهم أهل العلم والمعرفة بمدلولات هذه الألفاظ، وهم خير من جمع بين النصوص الواردة في ذلك، وغيرهم يبالغ في أمر فيعطيه فوق قدرة، ويضع أموراً قد تكون أهم مما يبالغ فيه.

weld-dubai
07-07-2001, 03:22 AM
24. وأعتقد أن مذهب السلف أعلم وأحكم وأسلم، وأن القول: "بأن مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أعلم وأحكم"، قول من تشبع بما لم يعط أو قول من جهل ما عليه مذهب السلف من أدلة تورت الطمأنينة واليقين، وكم سمعنا بأعلام على طريق الخلف، زلت أقدامهم وحارت أفهامهم وماتوا مضطربون أو رجعوا عند الممات لمذهب السلف، لكنهم سبقوا سبقاً عظيماً.

25. وأعتقد أن قول أهل التفويض من شر أقوال أهل البدع، وهم أهل التجهم والتضليل، ولازم قولهم أن الأنبياء عليهم السلام (فضلاً عن غيرهم) ما عرفوا توحيد الله وما يجب له وما لا يجوز عليه، فقبحهم الله وكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن بقولون إلا كذباً).

weld-dubai
08-07-2001, 10:52 PM
26. والقول بالحلول أوالإتحاد: أقبح أنواع الكفر، سواء كان على وجه الخصوص، كمن أدعى ذلك في عيسى عليه السلام، أو في علي رضي الله عنه أو في بعض بنيه أو في بعض الملوك أو المشايخ أو المردان وأهل الصور الجميلة، أو كان ذلك على وجه العموم، كمن أدعى الحلول في الكلاب والخنازير والنجاسات، قاتلهم الله، وتعالى عن كفرهم علواً كبيراً، وهم أش كفراً من اليهود والنصارى، والله المستعان. فالله سبحانه بائن من خلقة، لا يحل في شيء ولا يتحد به، ولا تحيط به المحدثات، بل هو محيط بكل شيء.

weld-dubai
11-07-2001, 02:18 AM
27. وأرى أن الله يُعبَدث بالحب والخوف والرجاء جميعاً، فمن زعم أنه يعبده بالحب وحده، أو بالخوف وحده، أو بالرجاء وحده، فقد ضل، وما دام ذا أمل في الدنيا فليغلب جانب الخوف وعدم الأمن من مكر الله عز وجل، فإن كان في إدبار عن الدنيا وإقبال على الآخرة فليغلب جانب الرجاء وحسن الظن بالله عز وجل.

28. وأرى كفر من سب الله عزوجل أو رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا يتصور فيمن فعل ذلك أنه جاهل، لأن من سب فقد قصد التنقص والذم، ومن قصد ذلك كفر، إلا أن يكون مكرهاً -مثلاً-، وقلبه مطمئن بالإيمان، فلا شيء عليه.

[ولد دبي: وهنا يتم الكلام عن الركن الأول من أركان الإيمان، الإيمان بالله]

weld-dubai
23-07-2001, 01:43 AM
29. وأقر بالملائكة -على اختلاف أعمالهم وأسمائهم وأوصافهم- حسب ما جاء في الكتاب والسنة، واعتقده سلف الأمة.

30. وأن على العباد حفظة يكتبون أعمالهم، وأن ملك الموت يقبض الأرواح بإذن ربه.

31. وأؤمن بالكتب المنزلة من عند الله عز وجل جميعها، وأن القرآن أفضلها وناسخها، وأن ما قبله من الكتب قد طرأ عليه التبديل والتحريف، أما القرآن فمحفوظ من هذا العبث، قال تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) [الحجر 9)، وكذا السنة، فقد تكفل الله بحفظها؛ لأنها المبينة لكتاب الله عز وجل، والمتممة لأحكام هذا الدين.

متشيم
23-07-2001, 06:00 AM
جزاك الله خير على ما أوردت ، ولي ملاحظة:

في ثنايا ما أوردت قلت:
(وأن الله عز وجل مستو على عرشه، بائن من خلقه، واستواء الله عز وجل؛ استواء الخالق كاستواء المخلوق)

(((استواء الخالق كاستواء المخلوق)))


الأمر الثاني:
وأعتقد أن قول أهل التفويض من شر أقوال أهل البدع، وهم أهل التجهم والتضليل، ولازم قولهم أن الأنبياء عليهم السلام (فضلاً عن غيرهم) ما عرفوا توحيد الله وما يجب له وما لا يجوز عليه، فقبحهم الله وكبرت كلمة تخرج من أفواههم إن بقولون إلا كذباً).

كيف كان قول المفوضة لازم لهم بأن الأنبياء عليهم السلام ما عرفوا التوحيد؟.

weld-dubai
24-07-2001, 12:21 AM
تصويب مهم: العبارة رقم 9:

" ....، واستواء الله عز وجل؛ استواء يليق بجلاله، وليس استواء الخالق كاستواء المخلوق، والاستواء معناه في لغة العرب معلوم، والكيف في حق الله عز وجل مجهول ...."

weld-dubai
25-07-2001, 08:39 AM
32. وأعتقد أن القرآن كلام الله عز وجل (على الحقيقة) غير مخلوق من جميع الوجوه: سواء كان مكتوباً، كما في قوله تعالى: (بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ) [البروج 21-22] أو كان متلواً مقروءاً، كما في قوله تعالى: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله) [التوبة:6]، فسماه كلام الله، مع أنه يسمعه من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو كان محفوظاً في القلب، أو متلواً باللسان، فهو قرآن واحد، ليس بخالق ولا مخلوق، وإنما هو كلام الله عز وجل، وكتابه ووحيه وخطابه، وأمره ونهيه، وهو الذي نزل به جبريل، وبلغه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه من معاني توحيده، وأن الله سبحانه قد اتخذ ابراهيم خليلاً وكلم موسى تكليماً، فبطل قول من قال: إن القرآن حكاية، أو عبارة عن كلام الله عز وجل، أو مجاز، أو فيض (عن عقل الفعال)، والقول بذلك محدث باطل، ذريعة لتقوية حجة المشركين على أنبياء الله ورسله صلوات الله وسلامه عليهم.

33. ومن قال: إن القرآن مخلوق فهو جهمي، واللفظية عدهم الإمام أحمد من الجهمية، لأن القول باللفظ يؤول إلى القول بخلق القرآن، والله عز وجل يقول: (فأجره حتى يسمع كلام الله) [التوبة:6]، قال الإمام أحمد: فممن يسمع؟، أي: فسماه كلام الله، مع أنه من لفظ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، (وهذا بخلاف من يقول: أفعال العباد مخلوقة، ولا يلزم من قال بهذا أن يكون من اللفظية).

[تمت مراجعته]

weld-dubai
26-07-2001, 09:14 AM
34. وأعتقد أن آيات القرآن في معنى الكلام، كلها مستوية في الفضيلة والعظمة، إلا أن لبعضها فضيلة الذكر، وفضيلة المذكور، كآية الكرسي، وأم القرآن، وسورة (قل هو الله أحد) [الإخلاص:1].

35. وأؤمن بالمرسلين والنبيين عليهم السلام، كما جاء في الكتاب والسنة، سواء منهم من قص الله علينا أمره، أو لم يقص علينا أمره، ولا أفرق بين أحد من رسله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إلى الإنس والجن حتى تقوم الساعة، خاتم النبيين، وإمام المرسلين، صاحب المقام المحمود، والحوض المورود، أول من يجوز على الصراط بأمته، وأول من يدخل الجنة، ولا يقبل الله من أحد إيماناً بعد بعثته صلى الله عليه وآله وسلم، وبلوغه خبره صلى الله عليه وعلى آله وسلم؛ إلا إذا آمن به.

weld-dubai
30-07-2001, 02:31 PM
36. وأعتقد أن الإسراء والمعراج حق، وأنه كان يقظة بالجسد والروح، ولم يكن ذلك مناماً، لأن قريشاً كذبت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولم تكن قريش منكرة للمنامات، وأن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ثم عرج به إلى السماء الأولى، هكذا إلى كل سماء، حتى بلغ سدرة المنتهى، وفرضت الصلوات الخمس في تلك الليلة، وأنه لا يؤمن بذلك إلا من ثبت الله قلبه ورزقه اليقين، ولذا كان الصديق صديقاً.

37. وأومن بكل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو فعله، أو علم به وأقره صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فأومن بذلك جملة وتفصيلاً (سواء بلغني أو لم يبلغني).

weld-dubai
01-08-2001, 06:49 AM
38. وأومن بأشراط الساعة الكبرى والصغرى، وأن منها أشراطاً قد تحققت، وأخرى قد بدأت الظهور، ولم تستحكم بعد، وأخرى -وهي الكبرى- لم تات بعد،
فأومن بالمهدي، وليس مهدي الروافض، الذي هو خرافة وضلالة، وكذلك ليس بمهدي هؤلاء الذين يدعون المهدوية كذباً وزوراً، ولو أدركني زمانه، لتمنيت أن أكون ممن يقتل بين يديه [ولد دبي: وأنا]، فإن قتلى جيشه خيرة شهداء أهل الأرض يومئذ، وسيملأ الله به الأرض قسطاً وعدلاً، بعد ما ملئت جوراً وظلماً،
وأعتقد أن الدجال خارج في هذه الأمة لا محالة، ولا ينجو من زخارفه وتهاويله إلا من نجاه الله من دجاجلة العصر فوفقه لمعرفة الحق واتباعه او من أراد الله له الهداية والسلامة، وأن الدجال لا يترك مكاناً إلا وطئه، إلا مكة والمدينة -حرسها الله من كل سوء-
وأومن بنزول عيسى عليه السلام، وحكمه بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقتله الخنزير، وكسره الصليب، ووضعه الجزية، وقتله الدجال عند باب "لـُدّ"،
وأومن بخروج يأجوج ومأجوج الدابة والدخان وطلوع الشمس من مغربها، وغير ذلك من الفتن والملاحم التي أخبر بها نبينا محمد الصادق المصدوق، صلوات الله وسلامه عليه، ثم تقوم الساعة بعد ذلك على شرار الناس -نعوذ بالله منهم-.

39. وأعتقد أن الخلق ميتون بآجالهم، عند نفاد أرزاقهم وانقطاع آثارهم، لقوله تعالى: (لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) [النحل:61]، ولقوله تعالى: (قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم) [آل عمران:154] ولقوله صلى الله عليه وسلم: (لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها).

weld-dubai
02-08-2001, 01:14 AM
40. وأقر بأن هذه الأمة تفتن في قبورها، وتسأل عن الرب سبحانه وتعالى جده، وتسأل عن الدين والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وذلك بسؤال الملكين منكر ونكير، فنسأل الله الثبات، قال تعالى: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء) [ابراهيم:27]

وأقر بعذاب القبر ونعيمه، ونسأل الله أن يجعلنا من أهل النعيم.

41. وأومن بالبعث، وهو إعادة الأرواح إلى الأجساد، وأن الناس يخرجون من قبورهم حفاة عراة غرلاً، وتدنو منهم الشمس، وأنهم في عرقهم على قدر أعمالهم، وتنشر الصحف، فآخذ كتابه بيمينه، وآخذ بشماله، نسأل الله العافية.

weld-dubai
05-08-2001, 05:58 PM
42. وأقر بالصور، وبالنفخ فيه، وبالميزان الذي ينصب لوزن الأعمال، وأن له كفتين، قال تعالى: (فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية، وأما من خفت موازينه فأمه هاوية) [القارعة: 6-9]. وكذا أقر بالحساب والجزاء ذلك اليوم، (يوم يقوم الناس لرب العالمين) [المطففين:6] وأن الله عز وجل لا يكل حساب الخلق إلى أحد من خلقه، بل هو سبحانه الذي يتولى ذلك، (مالك يوم الدين) [الفاتحة:3]،وهو سبحانه أسرع الحاسبين، وأنه سبحانه يكلم عباده في ذلك اليوم، ليس بينه وبينهم ترجمان.

43. وأقر بالصراط، ومرور الناس عليه على قدر أعمالهم، وبالحوض والشفاعة، على ما جاء في الكتاب والسنة، واعتقده سلف الأمة.

44. وأومن بالقصاص يوم القيامة، حتى يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء.

weld-dubai
08-10-2001, 02:39 AM
45. وأقر بالجنة والنار، وأنهما مخلوقتان، وموجودتان، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر أنه دخل الجنة فرأى فيها كذا وكذا، وسمع فيها كذا وكذا، وأنه اطلع على النار، فرأى فيها كذا وكذا، وأعتقد أن نعيم الجنة لا ينفد ولا يزول، وأن عذاب النار لمن حكم الله عليهم بالخلود فيها -والعياذ بالله - لا يفنى ولا ينقطع، وأن أهل النار - الذين هم أهلها - لهم قلوب لا يفقهون بها، ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها، أولئك كالأنعام بل هم أضل.

46. وأقر برؤية المؤمنين ربهم في الجنة بأبصارهم، كما يرون القمر ليلة البدر، لا يضارون في رؤيته، وأن ذلك من أعظم - أو أعظم - نعيم أهل الجنة، وأن الكفار عن ربهم في ذلك اليوم لمحجوبون، فمن نفى رؤية المؤمنين ربهم، فقد سوى بينهم وبين الكافرين في هذا الحرمان، وليختر كل امرئ لنفسه ما شاء!!

weld-dubai
05-11-2001, 06:56 AM
47. وأعتقد أنه لن يدخل أحد الجنة بعمله، إلا أن يتغمده الله برحمته، وأن العمل الصالح بتوفيق من الله عز وجل، قال تعالى: (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً ولكن الله يزكي من يشاء)، وقال عز وجل: (وما بكم من نعمة فمن الله).

الشامسي
05-11-2001, 11:42 AM
جزاك الله كل خير وبارك لك،،،،،،

بس لو كان الموضوع على أجزاء ليسهل على القراء وهذه ملحوظه ولك مني اخي الكريم كل التقدير والاحترام


أخوك الشامسي:cool:

محمد فقير
06-11-2001, 12:31 AM
السلام عليكم
جزاك الله الف خير ياولد دبي على هذا كلام الطيب
الذي يدل على منهجك السليم المنهج السلفي الصحيح
وان شاء الله نحن معك في منهج
واعلم اخي الحبيب اني احبك في الله

weld-dubai
06-11-2001, 02:06 AM
بارك الله في الإخوة الكرام، وأسأل الله أن يجعلني خيراً مما يظنون ..

الأخ الشامسي، أحسن الله إليك، ولو أنك لاحظت تواريخ الالإضافات لعلمت أنه فقرات.

الأخ الفقير، وكلنا فقير، الأرواح جنود مجندة ..

weld-dubai
06-11-2001, 02:15 AM
48. وأقر بإدخال فريق من المؤمنين الجنة بغير حساب ولا عذاب، وبمحاسبة فريق منهم حساباً يسيراً، وإدخال فريق منهم الجنة بغير سوء يمسهم ولا عذاب يلحقهم، وأقر بإدخال فريق من مذنبيهم النار، ثم إخراجهم منها، وإلحاقهم بإخوانهم الذين سبقوهم إلى الجنة، وعصاة الموحدين لا يخلدون في النار، مهما عظمت ذنوبهم، وإن القول: بأنه ليس هناك عذاب أصلاً، إنما هو التخويف (ولا حقيقة له)، فهو قول الفلاسفة والكفار الوثنيين.

49. وأن الموت يؤتى به في صورة كبش، وينادى: يا أهل النار، فينظرون وهم يرجون الخروج، وينادى: يا أهل الجنة، وهم يخافون التحول من مكانهم، ثم يذبح الموت، ويقال لكل منهم: خلود بلا موت، فتزداد حسرة أهل النار وتزداد فرحة أهل الجنة.

50. وأعتقد أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، وأن أرواحهم في حواصل طيور خضر، تطير بهم في الجنة حيث شاؤوا.

weld-dubai
09-11-2001, 06:20 AM
51. وأن الله عز وجل يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها [إلى أضعاف كثيرة]، السيءة بمثلها، فخاب وخسر من غلبت أوتاره أعشاره.

52. وأؤمن بما قدره الله على العباد من خير وشر، وأن كل ذلك من عند الله عز وجل، وحاشاه سبحانه أن يقع في ملكه ومن خلقه ما لا يعلمه ولا يقدره، ومن أقر بالعلم لزمه الإقرار بالقدرة والمشيئة.

weld-dubai
27-11-2001, 04:03 AM
53. وأعتقد أن ما أصاب الخلق لم يكن ليخطئهم، وما أخطأهم لم يكن ليصيبهم، وأن الشقي من شقي في بطن أمه، والسعيد من كتب الله له السعادة في بطن أمه، واعتبر بغيره، وكل ميسر لما خلق له، وصائر إلى ما قضي عليه، والأعمال بالخواتيم.

وأنه سبحانه حرم الظلم على نفسه وعلى عباده، فإن عذب فبعدله، وإن عافى فبفضله، وليس لنا إلا التسليم بقدره.

وأن الإرادة منها شرعية دينية، ومنها قدرية كونية، وبهذا التقسيم تلتئم الأدلة ويزول اللبس، وليس كل ما قدره الله عز وجل رضيه وأحبه وأمر به.

والاحتجاج بالقدر عند نزول المصائب والآلام ممدوح ومأمور به، والاحتجاج به عند الوقوع في المعائب والآثام مذموم ومنهي عنه ويجب التوبة منه، قال تعالى: (فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك).

وأقر بمراتب القدر: العلم والكتابة والمشيئة والخلق، وأن الله يهدي من يشاء فضلاً، ويضل من يشاء عدلاً، ولا حجة لمن أضله الله على الله، قال تعالى: (قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين)، وقال تعالى: (ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها)، وقد جعل الله سبحانه وتعالى المكلفين [بسبب أعمالهم] فريقين، فريقاً للنعيم فضلاً، وفريقاً للجحيم عدلاً، وجعل منهم غوياً ورشيداً، وشقياً وسعيداً، وقريباً من رحمته وبعيداً، قال شبحانه وتعالى: (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون).

weld-dubai
03-12-2001, 02:01 AM
54. وأقر بأن الله خالق للعباد وأفعالهم من خير وشر، فلا خالق إلا الله، وهم فاعلون لها على الحقيقة، وللمخلوق إرادة ومشيئة، إلا أنها تابعة لإرادة الله سبحانه ومشيئته، قال تعالى: (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله).

55. وأعتقد أن السباع والهوام والدواب والذباب والنمل وغير ذلك كلها مأمورة [أمراً كونياً] ولا تعمل إلا بإذنه عز وجل.

56. وأن الله خلق الشياطين يوسوسون لصد الناس عن سبيل الله، ولا سبيل لهم على من عافاهم الله منهم، قال تعالى: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، إنما سلطانه على الذين يتولونه).

weld-dubai
01-01-2002, 05:37 PM
57. وأعتقد أن أهل السنة والجماعة [وهم أهل الحق] وسط بين طرفين، وهم على هدى بين ضلالتين، ونور بين ظلمتين،



فهم في باب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته: وسط بين الروافض والنواصب والخوارج،



وفي باب مشيئة الرب عز وجل وأفعال العباد: وسط بين القدرية والجبرية،



وهم في باب الوعد والوعيد: وسط بين الخوارج والمعتزلة وبين المرجئة والجهمية،



وفي باب الصفات: وسط بين المعطلة والممثلة،



وهذا توسط محمود؛ لأنه حقٌّ بين باطلين.


وليس كل من وقف بين طائفتين كان محموداً، كما يدعي بعض أهل زماننا [الذين يقولون: لسنا مع أهل السنة ولا مع خصومهم، ويقولون: نحن وسط!!]،


وقد ذم الله عز وجل من وقف بين أهل الحق وأهل الباطل، فقد قال تعالى في المنافقين: (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء) [النساء:143]،



وأهل السنة رضي الله عنهم وسط في أنبياء الله ورسله عليهم السلام وعباده الصالحين: بين النصارى الذين غلوا، فقالوا: المسيح ابن الله، واتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله، وبين البهود الذين قتلوا الأنبياء بغير حق، وقتلوا الذين يأمرون بالقسط من الناس، ورموا عيسى وأمه عليهما السلام بالقبائح،



وكذلك هم وسط في شرائع دين الله بين اليهود والنصارى: فلم يحرموا على الله أن ينسخ ما يشاء ويثبت ما يشاء، خلافاً لليهود، ولا جوزوا لأكابر علمائهم وعبادهم أن يغيروا دين الله بما شاءوا، خلافاً للنصارى،



ولم يصفوا الله بالعيب، كاليهود الذين قالوا: (إن الله فقير ونحن أغنياء) [آل عمران:181] وقالوا: (يد الله مغلولة) [المائدة:64]، ولم يفعلوا كالنصارى الذين أعطوا العباد صفة الرب،


وهم وسط في الحلال والحرام: بين اليهود الذين حرَّم الله عليهم بظلمهم كثيراً من الطيبات، وبين النصارى الذين استحلوا الخبائثوالنجاسات،



ووسط بين غلاة الصوفية والحلولية، الذين يقولون: نحن نرى الله بأعيننا في الدنيا، وبين من نفى رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة" اهـ ملخصاً من الوصية الكبرى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وانظر مجموع الفتاوى (3/363-430).

weld-dubai
06-01-2002, 04:28 PM
58. وأن أهل الحديث هم الطائفة المنصورة والفرقة الناجية،


وأن هذه أسماء لكل من كان تابعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفهم الكتاب والسنة بفهم الصحابة رضي الله عنهم،


وأعتقد أن الله عز وجل قد نصر دينه بأهل الحديث سلفاً وخلفاً,


وليست دائرة أهل الحديث مقتصرة على العلماء المشتغلين بعلوم الرواية والدراية، بل كل من دان بعقيدة أهل الحديث، ورجع إلى أصولهم وفهمهم في العقيدة والعبادة وغير ذلك، فهو منهم، وإن كان جندياً أو تاجراً أو عاملاً، وإن كان سيبة أو شاباً، وإن كان حضرياً أو بدوياً،


إلا أن العلماء في هذه الطائفة أصل، وبقية الأصناف [الذين يدينون بدينهم] لهم تبع،


وإذا لم يكن أهل الحديث أولياء لله عز وجل، فليس لله في الأرض ولي.

weld-dubai
13-01-2002, 01:23 AM
59. وأن ما من خير عند أهل البدع إلا وهو في أهل السنة أكثر، وما من شر في أهل السنة، إلا وهو عند أهل البدع أكثر، وذلك لبركة السنة على أهلها، والمعصوم من عصمه الله وعافاه.

[ولد دبي: ولم لا وهم "أهل السنة"، وهذا الكلام هو مقتضى الأدلة الشرعية، فإنه ما كان من خير في من خالف سبيل الصحابة إلا ولمن وافقهم حظ أوفر منه فيه، إذ فيهم الخير وعندهم ومن اتبعهم، والعكس بالعكس]



60. وأن من رفع رأسه بالسنة ودافع عنها، كان له نصيب من قول الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم: (ورفعنا لك ذكرك) [الشرح:4]،

وأن من حارب السنة وأهلها، كان له نصيب من قول الله عز وجل: (إن شانئك هو الأبتر) [الكوثر]،

وصدق الله إذ يقول: (ومن يهن الله فما له من مكرم) [الحج:18].


61. وأن أهل السنة أرحم الخلق بالخلق، وأعلم الناس بالحق، وهم بين فرق المسلمين كالإسلام بين الأديان، قال تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس) الآية [البقرة:143].

weld-dubai
18-01-2002, 03:26 AM
62. وأن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة،


وإن لم تكن هذه الفرقة هم أهل الحديث [على التفصيل السابق] فلا أدري من هم؟!

وهذه الفرق الهالكة فرق مسلمة، وأمرهم إلى الله،

وأما المشركون وأصحاب البدع المكفرة [الذين حكم عليهم أهل العلم بأنهم كفار لذلك]، فليسوا من هذه الفرق [على تفاصيل معروفة عند أهل العلم]،

63. وإن من ثمرة استقامة أهل السنة على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح: إتفاق أقوالهم وأفهامهم مع تباعد أمصارهم وأعصارهم.

64. وأرى أنه لا يُستوحش من قلة السالكين، ولا يُغتر بكثرة الزائغين، فإن من علامات الساعة أن يكثر الجهل، ويقل العلم، وفي مثل هذا يقال: (الجماعة هي الحق وإن كنت وحدك).

weld-dubai
24-01-2002, 06:46 AM
65. وأعتقد أن اقتصاداً في سنة خير من اجتهاد في بدعة.


66. وأرى أن من علامة أهل السنة: حبهم لأئمة الحديث والأثر [سلفاً وخلفاً]،


وأن براءة المكلفين [من المسلمين] من دين الشيعة [يكون] بتفضيل أبي بكر، ثم عمر [جزماً فيهما]، ثم عثمان ثم علي [على الراجح]، ثم الترضي عن بقية الصحابة، والكف عن مساوئهم، وما شجر بينهم،


وأما براءتهم من دين الخوارج الذين يكفرون بالكبيرة، ويخرجون على الأمة بالسيف، ويعلنون الحكام المسلمين [إن جاروا]، ويكفرونهم [دون الرجوع لتفصيل السلف] ويكفرون أو يضللون من لا يوافقهم، ويرون من دعا للحاكم المسلم الجائر بالصلاح [وإن كره الظلم منه]، جباناً عميلاً، مع أن من دين أهل السنة: الدعاء لهم بالصلاح من النصح، والسمع والطاعة في المعروف [دون ركون إليهم]، كما صرح بنحو ذلك البربهاري رحمه الله في "شرح السنة" برقم 122 ص67، فالبراءة منهم تكون بترك ذلك،


وبراءة أهل السنة من دين أهل الإرجاء، بقولهم: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، وأهله فيه متفاوتون، وأن يستثنوا في الإيمان [على تفاصيل في ذلك]


وبراءتهم من دين القدرية، بقولهم: أعمال العباد من خير وشر من خلق الله، ومن كسبهم على الحقيقة، وأن الله يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، ولا يكون شيء في ملكه إلا بمشيئته،


وبرائتهم من دين الجهمية: بإثبات صفات الرب وتنزيهه بلا تعطيل أو تحريف،


ومن دين المجسمة: بإثبات صفات الرب دون تمثيل أو تكييف،


وهكذا مع باقي فرق الأهواء، عافانا الله منهم ومن مقالاتهم،


ويضمون إلى ذلك بغض أهل البدع والأهواء، والتحذير من أقوالهم،


وأحيانا يصرحون بالتحذير منهم بأسمائهم، إذا كان شرهم لا يندفع إلا بهذا.

weld-dubai
27-01-2002, 01:25 AM
67. وأعتقد أن الإيمان قول وعمل، (وأن القول قول القلب واللسان، والعمل عمل القلب والجوارح)

وأن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة والعلم والذكر، وينقص بالمعصية والجهل والغفلة،

وأن الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، أعلاها شهادة: "لا إله إلا الله"، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق،

وأهل الإيمان يتفاضلون في ذلك،


ومن قال: إن إيمانه كإيمان جبريل وميكائيل، أو أن الإيمان قول فقط، (أو هو القول والتصديق فقط)، فهو مرجيء ضال،


ومن قال: إن الإيمان معرفة فقط، فهو جهمي خبيث، وإبليس أعلم منه بربه [في هذه المسألة]، والعياذ بالله،


(ومن قال [مثل قول شبابة]: الإيمان القول، ومن قال، فقد عمل، فهو قول منكر، أنكره جداً الإمام أحمد رحمه الله).




68. وأعتقد أن العمل:

منه (ما يكون زواله زوالاً للإيمان،

ومنه ما يكون زواله نقصاً لكمال الإيمان الواجب،

ومنه ما يكون زواله نقصاً للإيمان الأكمل،



والكمال في الإيمان:

منه كمال واجب،

وكمال مستحب)،



والعمدة في ذلك التقسيم على أدلة الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة،


(فمن ترك عمل القلب والجوارح: فهو كافر ظاهراً وباطناً،


ومن ادعى المحبة بقلبه، إلا أنه يرتكب الكفر الأكبر في الظاهر فقد كفر، ولا نسلم له دعواه بالمحبة والخشية،


ولي في هذا، وفي مسألة حكم من ترك جنس العمل مصنف مستقل، أسأل الله أن ينفعني به في الدنيا والآخرة).

weld-dubai
31-01-2002, 04:08 AM
69. وأرى أن الإستثناء في الإيمان [على سبيل الورع، أو الخوف من التقصير في العمل الظاهر والباطن، لا على سبيل الشك] لا بأس به، وقد قال به السلف.


70. وأحكم بالإسلام لمن أقرَّ بالشهادتين ونطق بهما،

ولا أرجئ الحكم له بالإسلام حتى يأتي بجميع شرائع الإسلام،

بل أجري حكم الإسلام عليه إذا شهد الشهادتين، (أو أتى بما يدل على الإقرار)،

إلى أن يظهر منه خلافه: شركاً كان أو فسقاً، فأحكم عليه بما يستحق، بعد استيفاء الشروط، وانتفاء الموانع، التي عند علماء السنة.

weld-dubai
05-02-2002, 05:32 AM
71. (والخطاب بالإيمان في الدنيا يدخل فيه عدة أصناف: فمنهم المؤمن حقاً، ومنهم المنافق حقاً، ومنهم الفاسق الملي، ومنهم قوم أسلموا ولم تدخل حقيقة الإيمان في قلوبهم ولم يرتكبوا الكبائر، كالأعراب الذين قالوا آمنا، فرد الله عليهم ذلك، بقوله تعالى جده: (قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا)، كما وضحه شيخ الإسلام رحمه الله، وقد خالفه بعضهم في الصنف الأخير).

weld-dubai
10-02-2002, 06:42 PM
72. وأرى بين الإسلام والإيمان عموماً وخصوصاً [في الجملة على الراجح]،


وأنهما إذا اجتمعا في النظم افترقا في الحكم،


وإذا افترقا اجتمعا،


(ومعنى الإيمان يختلف حسب وروده مقروناً ومفرداً)،


ويخرج الرجل من الإيمان ببعض الذنوب، ويبقى معه الإسلام،


وقد يقال في ذلك: خرج من كمال الإيمان، [أي الكمال الواجب] وبقي معه أصل الإيمان،


فإن فعل الشرك خرج منهما جميعاً [بعد النظر في استيفاء الشروط وانتفاء الموانع].





73. (وفرق بين الإيمان المطلق، ومطلق الإيمان،


فالأول: هو الذي يمدح صاحبه، وقد وعد بالجنة والثواب،


والثاني تجري على صاحبه أحكام الإيمان من النكاح والمواريث ونحو ذلك،


وهو متوعد بالذم والعقاب،


والأول كامل الإيمان،


والثاني ناقص الإيمان الواجب).

weld-dubai
27-03-2002, 02:07 AM
74. (وأن الإيمان حقيقة مركبة، من قول وعمل واعتقاد [وفاقاً لأهل السنة]،

وليس كلية واحدة، إذا ذهب بعضه ذهب كله، [كما يقول أهل البدع من الخوارج والمعتزلة والمرجئة]،

ولذا قال أهل السنة: إن أهله فيه متفاوتون).



75. وأرى أن كل مولود يولد على الفطرة، وأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه،

وأنه إذا لم يسلم [وإن لم يبلغ الحلم] فتجري عليه أحكام أهل ملته في الدنيا.




76. وأعتقد أن من كفر بعدة أسباب، فلا يحكم له بالإسلام، إلا إذا تاب من جميعها،

فالكفر لا يتجزأ [من هذه الناحية]،


بخلاف الكبائر، فمن تاب من بعضها، تاب الله عليه في هذا البعض [وإن بقي على البعض الآخر] خلافاً للمعتزلة (والخوارج).

weld-dubai
01-04-2002, 08:16 PM
77. وألقي السلام على من عرفت ومن لم اعرف،

وقد لا ابدأ أهل المعاصي بالسلام، إذا توفرت شروط الهجر الشرعي، لتعطيل المفسدة أو تقليلها.



78. وأرى أن مستور الحال في بلاد الإسلام مسلم، ولا يجوز التوقف في الحكم له بالإسلام،

مع أخذ الحذر إن احتجت للتعامل معه،

ومن توقف في إسلام من لم يكن معه في حزبه، فهو مبتدع، وقد بنى مذهبه على ظلمات بعضها فوق بعض.



79. وأحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر،

ولا أنقب عن سريرة من أتعامل معه، مع أخذ الحذر، دون سوء الظن،

وأحسن الظن بمن لا أعرفه، دون الوقوع في الغفلة (فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين) يوسف:64.