PDA

View Full Version : الموت


زين العابدين
16-05-2001, 03:58 PM
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا. أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد فإن كثيراً من الناس جعلوا همهم في هذه الدنيا هو جمع حطامها والتنافس على ملذاتها فعشش حب الدنيا في قلوبهم فزهدوا في الاخرة وفيما أعده الله سبحانه وتعالى لعباده المحسنين و تناسوا قول المولى عز وجل {كل من عليها فان (26) ويبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام} فالدنيا دار منقطعت ملذاتها منقضية شهواتها دار يشوبها الكدر والبؤس والفقر. فعلى الإنسان أن يتفكر في هذه الدنيا وحقارتها وسرعة انقضائها و في الاخرة و دوامها فهي دار القرار ومحط الرحال إما إلى جنة وإما إلى نار.

فأحببت أن اكتب موضوعا عن الاخرة لكي يتعظ كل من كان لهو قلب أو ألقى السمع وهو شهيد فيخرج من الغفلة التي نشأ فيها ويجد السير ويسعى إلى طلب مرضاة الله و الاخرة.

وإنشاء الله سأبدأ الموضوع بذكر هادم اللذات ألا وهو الموت و كفى بالموت واعظاً.

أن الموت حقيقة لا ريب فيها حيث يقول المولى عز وجل {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} و الموت هو مفارقة الروح للبدن وانتقالها من دار الدنيا إلى عالم البرزخ وبه تنقطع الأعمال و التوبة. وساعة الاحتضار هي ساعة سوف نمر بها فما منا إلا ميت مصداقاً لقول الله تعالى {كل نفس ذائقة الموت} و للموت ألم لا يعلمه إلا الذي عالج الموت وذاقه فالميت تضعف قوته وينقطع صوته من شدة سكرات الموت فالموت قد هد كل قوة في جسده فلم يترك له قوة على الصراخ. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان بين يدي التبي صلى الله عليه وآله وسلم ركوة أو علبة فيها ماء فجعل يدخل يده في الماء فيمسح بها وجهه ويقول: (لا إله إلا الله إن للموت سكرات) . فهذا رسول الله قد عالج سكرات الموت وكان يصيبه الألم الشديد منها فكيف بي وبك في تلك الساعة. اللهم خفف علينا سكرات الموت.

حضرت الوفاة عمرو بن العاص رضي الله عنه فلما أصبح في سكرات الموت قال له ابنه عبد الله: يا أبتي صف لي الموت. فقال: يا بني و الله كأن جبال الدنيا على صدري و كأني أتنفس من ثقب الإبرة.

وقال عمر رضي الله عنه لكعب الأحبار: صف لي الموت. فقال: يا أمير المؤمنين ما مثل الموت إلا كرجل ضرب بغصن من شوك فوقعت كل شوكة في عرق فسحب الغصن فانسحب معها كل عرق في الجسم.

كان يزيد الرقاشي يقول لنفسه: ويحك يا يزيد من ذا يصلي عنك بعد الموت؟ من ذا يصوم عنك بعد الموت؟ من ذا يترضى ربك عنك بعد الموت؟ ثم يقول: أيها الناس ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم؟ من الموت طالبه والقبر بيته والتراب فراشه والدود أنيسه وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر كيف يكون حاله؟ ثم يبكي رحمه الله.

وكان عمر بن عبد العزيز يجمع العلماء فيتذاكرون الموت و القيامة والآخرة فيبكون حتى كأن بين أيديهم جنازة.

فعلينا يا اخوتي أن نبادر إلى التوبة و الإنابة إلى الله عز وجل وأن نستعد للموت الذي يأتي بغتة بالإكثار من الأعمال الصالحة والنشاط في العبادة لعل الله تعالى أن يرحمنا وأن يحسن خاتمتنا ويخلنا الجنة مع النبيين و الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

شذى الجنوب
16-05-2001, 04:15 PM
جزاك الله خير على هذا الموضوع القيم
وفقك الله لما يحبه ويرضاه .

خليفة دولة الأنترنت
16-05-2001, 05:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
بحثت في مشارق الأرض ومغاربها عن أنيس ينزل معي الى قبري
ولكن لا حياة لمن تنادي .

خليفة دولة الأنترنت
16-05-2001, 05:28 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

فعجبت لمن لا يسعه بيته كيف يسعه قبره ؟

الملبوس
16-05-2001, 05:45 PM
بارك الله فيك ونفع الله بك