ziyad bugshan
23-05-2001, 01:05 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
من مفارقات هذا الزمان أن يُمنع الناس من أداء الصلاة في بلد إسلامي بحجة أن ذلك يتناقض مع المبادئ العلمانية في الوقت الذي تسمح فيه دولة علمانية غير إسلامية للنساء العاملات في البوليس (شرطيات) بارتداء الحجاب!!
وكما قد يتوقع القارئ فإن الدولة الإسلامية التي منعت الناس من الصلاة هي تركيا.. وكانت أىضاً قد منعت من قبل الطالبات المسلمات المتحجبات من دخول الجامعة في الوقت الذي تسمح فيه الدول الأوروبية غير المسلمة للطالبات المسلمات بارتداء الحجاب الإسلامي!!
منذ أيام قليلة ماضية فاز فريق رياضي تركي في مباراة لكرة القدم داخل تركيا (المسلمة).. فما كان من أفراد الفريق إلا أن قاموا، وبشكل عفوي، بأداء الصلاة شكراً لله الذي أكرمهم بهذا الفوز.. ولا أتصور أن مثل هذا التصرف هو مما يمكن استغرابه من إنسان مسلم، بل ان حتى غير المسلمين يقومون أحياناً ـ في مناسبة كهذه ـ بأداء طقوس أو صلوات أو حركات ذات ايحاءات أو جذور دينية دون أن يمنعهم أحد.. لكن الذي حدث في تركيا هو أن أداء الصلاة أفزع بعض الأطراف لدرجة أنها أجبرت إدارة النادي على الاستقالة وأجبرت الشركة الراعية للمباراة على سحب رعايتها!!
أمر في منتهى الغرابة أن يجبر الإنسان المسلم في بلاده على التنكر لدينه بحجة أن صلاته أو أن حجاب الطالبة المسلمة يهددان المبادئ العلمانية!! حتى الذين اخترعوا العلمانية في البلدان غير الإسلامية لم يبلغ بهم الشطط أن يصادروا حرية الإنسان في ممارسة ما يمليه عليه دينه.. فاليهودي في أمريكا، على سبيل المثال، لا يُجبر على نزع قلنسوته بحجة أن ذلك يتعارض مع العلمانية.. بل انني أجزم أنه لو حدث وارتدى يهودي قلنسوة في تركيا لما تجرأت السلطات التركية على منعه من هذا الحق.. فلماذا يمنعون الطالبة المسلمة والموظفة المسلمة من ارتداء الحجاب، ولماذا يمنعون فريق كرة القدم من الصلاة وكأن الصلاة جريمة!؟
وانه لمن المخزي في هذا الزمان أن تتمتع الشرطية المسلمة في بريطانيا بممارسة حقها بارتداء الحجاب في شوارع بعض المدن البريطانية، بل وان يرتدينه أمام مبنى اسكوتلانديارد في لندن بينما لا تستطيع موظفة تركية مسلمة ارتداء الحجاب في تركيا المسلمة!!
هذا الاغراق في الانسلاخ من الهوية الإسلامية الذي تفرضه السلطات التركية على الشعب التركي المسلم ينبغي استنكاره من قبل الشعوب والدول الإسلامية الأخرى في كل مناسبة.. ولا أتصور أن هذا شأن تركي داخلي، كما أنه لا يتفق مع المبادئ الديمقراطية التي تتشدق بها الحكومة التركية.. فإن كانت تركيا ديمقراطية حقاً فلتترك الشعب التركي يمارس حريته كما يشاء.. أو على الأقل فلتسمح للمرأة التركية الملتزمة بإسلامها أن تمارس نفس القدر من الحرية الممنوح للمرأة التركية غير الملتزمة التي تعري أفخاذها وسيقانها وظهرها دون أن يتعرض لها أحد.
حكومة تركيا تفهم الديمقراطية بشكل يتناقض مع حقيقة الديمقراطية.. وأوروبا تعرف ذلك وتحتقر مثل هذه الممارسة الانتقائية للديمقراطية، ولهذا رفضت أن تعترف بديمقراطية تركيا ورفضت ضمها إلى العائلة الأوروبية بينما منحت هذا الحق لدويلات صغيرة بحجم اسطمبول.. فهل تستيقظ السلطات التركية من سباتها العميق!؟
كتبه عبد الواحد الحميد جريدة الرياض جزاه الله خيراً .
من مفارقات هذا الزمان أن يُمنع الناس من أداء الصلاة في بلد إسلامي بحجة أن ذلك يتناقض مع المبادئ العلمانية في الوقت الذي تسمح فيه دولة علمانية غير إسلامية للنساء العاملات في البوليس (شرطيات) بارتداء الحجاب!!
وكما قد يتوقع القارئ فإن الدولة الإسلامية التي منعت الناس من الصلاة هي تركيا.. وكانت أىضاً قد منعت من قبل الطالبات المسلمات المتحجبات من دخول الجامعة في الوقت الذي تسمح فيه الدول الأوروبية غير المسلمة للطالبات المسلمات بارتداء الحجاب الإسلامي!!
منذ أيام قليلة ماضية فاز فريق رياضي تركي في مباراة لكرة القدم داخل تركيا (المسلمة).. فما كان من أفراد الفريق إلا أن قاموا، وبشكل عفوي، بأداء الصلاة شكراً لله الذي أكرمهم بهذا الفوز.. ولا أتصور أن مثل هذا التصرف هو مما يمكن استغرابه من إنسان مسلم، بل ان حتى غير المسلمين يقومون أحياناً ـ في مناسبة كهذه ـ بأداء طقوس أو صلوات أو حركات ذات ايحاءات أو جذور دينية دون أن يمنعهم أحد.. لكن الذي حدث في تركيا هو أن أداء الصلاة أفزع بعض الأطراف لدرجة أنها أجبرت إدارة النادي على الاستقالة وأجبرت الشركة الراعية للمباراة على سحب رعايتها!!
أمر في منتهى الغرابة أن يجبر الإنسان المسلم في بلاده على التنكر لدينه بحجة أن صلاته أو أن حجاب الطالبة المسلمة يهددان المبادئ العلمانية!! حتى الذين اخترعوا العلمانية في البلدان غير الإسلامية لم يبلغ بهم الشطط أن يصادروا حرية الإنسان في ممارسة ما يمليه عليه دينه.. فاليهودي في أمريكا، على سبيل المثال، لا يُجبر على نزع قلنسوته بحجة أن ذلك يتعارض مع العلمانية.. بل انني أجزم أنه لو حدث وارتدى يهودي قلنسوة في تركيا لما تجرأت السلطات التركية على منعه من هذا الحق.. فلماذا يمنعون الطالبة المسلمة والموظفة المسلمة من ارتداء الحجاب، ولماذا يمنعون فريق كرة القدم من الصلاة وكأن الصلاة جريمة!؟
وانه لمن المخزي في هذا الزمان أن تتمتع الشرطية المسلمة في بريطانيا بممارسة حقها بارتداء الحجاب في شوارع بعض المدن البريطانية، بل وان يرتدينه أمام مبنى اسكوتلانديارد في لندن بينما لا تستطيع موظفة تركية مسلمة ارتداء الحجاب في تركيا المسلمة!!
هذا الاغراق في الانسلاخ من الهوية الإسلامية الذي تفرضه السلطات التركية على الشعب التركي المسلم ينبغي استنكاره من قبل الشعوب والدول الإسلامية الأخرى في كل مناسبة.. ولا أتصور أن هذا شأن تركي داخلي، كما أنه لا يتفق مع المبادئ الديمقراطية التي تتشدق بها الحكومة التركية.. فإن كانت تركيا ديمقراطية حقاً فلتترك الشعب التركي يمارس حريته كما يشاء.. أو على الأقل فلتسمح للمرأة التركية الملتزمة بإسلامها أن تمارس نفس القدر من الحرية الممنوح للمرأة التركية غير الملتزمة التي تعري أفخاذها وسيقانها وظهرها دون أن يتعرض لها أحد.
حكومة تركيا تفهم الديمقراطية بشكل يتناقض مع حقيقة الديمقراطية.. وأوروبا تعرف ذلك وتحتقر مثل هذه الممارسة الانتقائية للديمقراطية، ولهذا رفضت أن تعترف بديمقراطية تركيا ورفضت ضمها إلى العائلة الأوروبية بينما منحت هذا الحق لدويلات صغيرة بحجم اسطمبول.. فهل تستيقظ السلطات التركية من سباتها العميق!؟
كتبه عبد الواحد الحميد جريدة الرياض جزاه الله خيراً .