محب الجهاد
24-05-2001, 01:18 PM
حكم التدريب العسكرى للمسلمين
أصـحــاب الأعـــذار الـشـرعـيــة
قال الله عزّ وجل: ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله، ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم، ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لأجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون).
عَلَّق الله تعالى رفع الحرج عن أصحاب الأعذار في هذه الآية على شرطين.
1 –(إذا نصحوا لله ورسوله)، وإذا من أدوات الشرط: فهذا شرط النصح.
2 – ( ما على المحسنين من سبيل): وهذا شرط الإحسان الذي هو ضد الإساءة.
قال ابن كثير: ”فليس على هؤلاء حرج إذا قعدوا ونصحوا في حال قعودهم ولم يرجفوا بالناس ولم يثبطوهم وهم محسنون في حالهم هذا“.
وقال القرطبي: (إذا نصحوا لله ورسوله) إذا عرفوا الحق وأحبوا أولياءه وأبغضوا أعداءه - ثم قال - قال العلماء:
النصيحة لله:
إخلاص الاعتقاد في الوحدانية، ووصفه بصفات الألوهية، وتنـزيهه عن النقائص، والرغبة في محابه والبعد عن مساخطه. والنصيحة لرسوله: التصديق بنبوته والتزام طاعته في أمره ونهيه، وموالاة من والاه ومعاداة من عاداه، وتوقيره، ومحبته ومحبة آل بيته، وتعظيمه وتعظيم سنته، وإحياؤها بعد موته بالبحث عنها والتفقه فيها والذب عنها ونشرها والدعاء إليها، والتخلق بأخلاقه الكريمة صلى الله عليه وسلم “.
ويمكن ترجمة هذا عمليا في أمر الجهاد، بأن الواجب على أصحاب الأعذار هو ما يلي: -
1 - إخلاص النية وصدقها: بأن تكون نفسه تَوَّاقة حقا للجهاد، كهؤلاء الذين وصفهم الله بقوله ( تولوا وأعينهم تفيض من الدمع)
والحق أن المعذور الذي لا يغزو إنْ لم تحدثه نفسه بالغزو فإنه يخشى عليه من النفاق، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق».
والنية عمل فهي من أعمال القلب، والعمل الصحيح لابد أن يسبقه العلم الصحيح، والعلم المقصود هنا هو أن يعلم المعذور - وأولى منه الغازي - لماذا يجاهد المجاهدون وأحقية قضيتهم وبطلان قضية خصومهم؟ وهذا لازم، وقد أورد البخاري في كتاب العلم من صحيحه [باب العلم قبل القول والعمل:فتح الباري:ج1/ص159]، وساق الأدلة على ذلك.
2 - الدعاء: من أعظم ما يعين به المعذورون إخوانَهم الغزاة هو الدعاء لهم بالنصر ولعدوهم بالخذلان. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم»، وروي النسائي بسند صحيح عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أن أباه رأى أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها: بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم».
وقال ابن القيم رحمه الله في قصيدته النونية، الموسومة بالكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، قال:
هذا ونـصـر الديـــن فـــرض لازم
لا للكـــفـاية بـل على الأعيان
بيد وإما باللســـــان فإن عـجـزت
فـالبـــتـوجــه والدعــــا بجـنـان
ما بعد هذا والله للإيـمـان حبــة
خــردل يـا نـاصــر الإيــــــمــان
بحياة وجهك خير مسـئــول به
وبنـور وجهـك يا عظيم الشـان
3 - النفقة في سبيل الله: أصحاب الأعذار غير الفقراء يجب عليهم الجهاد بالمال، بتجهيز الغزاة وإمدادهم بالمال والسلاح والمؤن، وبرعاية أسر المجاهدين والشهداء والأسرى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«من لم يغز أو يجهز غازيا، أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة».
والحديث فيه وعيد شديد، فمن حبسه العذر عن الجهاد بنفسه وله مال، وجب عليه أن ينتقل إلى البَدَل، وهو تجهيز الغزاة ورعاية أهلهم، وله في هذا الأجر الحسن لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من جَهَّز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا».
وقال ابن حجر - في فريضة الجهاد -: ”والتحقيق أيضا أن جنس جهاد الكفار متعين على كل مسلم إما بيده وإما بلسانه وإما بماله وإما بقلبه والله أعلم“.
4 - الدعاية لقضية الجهاد: ببيان الحق الذي يقاتل عليه المجاهدون ووجوب نصرتهم على المسلمين، وبيان الباطل الذي عليه المشركون وما يرتكبونه من فظائع ضد المسلمين وبيان المخططات الشيطانية لصرف المسلمين عن دينهم في معظم بلدان المسلمين وكيفية التصدي لها، وهذه الدعاية ممكنة لكل مسلم خاصة أصحاب الأعذار للمرض أو الفقر، وهى الجهاد باللسان المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم :
«جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم»، وكان حسان بن ثابت رضي الله عنه من شعراء النبي صلى الله عليه وسلم يهجوا المشركين ويعيبهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال له: «يا حسان أجب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اللهم أيده بروح القدس»، وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال لحسان: «أهجهم وجبريل معك».
5 - تحريض المؤمنين على الجهاد: العاجز عن الجهاد، عليه أن يُحَرِّض غيره لقوله تعالى: )فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين(، ولقوله تعالى: )يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال(، وهذا واجب على القادر والعاجز وعلى كل مسلم أن يحرض إخوانه على قتال المشركين، ونحن في زماننا هذا أحوج ما نكون للعمل بهذه الآيات وفي هذا أجر عظيم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من دَلَّ على خير فله مثل أجر فاعله».
6 - النصح للمسلمين وللمجاهدين: وله صور لا تعد ولا تحصى، فمنها نقل أخبار المشركين ومخططاتهم إلى المسلمين ليحذروها، ومن ذلك قوله تعالى: ( وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين)، ففي هذه الآية تحذير المؤمنين مما يدبره لهم الكافرون من المكر والكيد، ومن النصح للمجاهد أن تعينه على التخفي من عدوه، وتساعده في ذلك ما استطعت إذا احتاج إلى ذلك، ومنها تزويد المسلمين بكل ما يعينهم على قتال عدوهم من معلومات وخبرات، مع كتمان أسرار المسلمين.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في سياق كلامه عن جهاد المرتدين:
”ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم، بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم، ولا يحل لأحد أن يعاونهم على بقائهم في الجند والمستخدمين، ولا يحل لأحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله به رسوله. ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر الله به رسوله، فإن هذا من أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى، وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم)وهؤلاء لا يخرجون عن الكفار والمنافقين.“.
7 - تخذيـل المشركين: من خالط المشركين من المؤمنين لعذر شرعي عليه أن يخذل المشركين عن إيذاء المسلمين وقتالهم ما أمكنه ذلك، كما فعل نُعَيْم بن مسعود رضي الله عنه مع الأحزاب ومع يهود بني قريظة يوم الخندق، وكما فعل مؤمن آل فرعون في قوله تعالى: (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله)وما بعدها بسورة غافر .
وتخذيل المشركين يقتضي بالضرورة عدم إعانتهم بأي كيفية على المسلمين، فإن فاعل هذا قد يؤول به فعلُه إلى الكفر لقوله تعالى: ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم).
وبهذا ترى أن صور المشاركة في الجهاد المتاحة لذوي الأعذار وغيرهم كثيرة وفيها نفع عظيم لقضية الجهاد، كالدعاء، والنفقة، والدعاية، وتحريض المؤمنين على القتال، والنصح للمسلمين، وتخذيل المشركين. وهى واجبة على ذوي الأعذار كل حسب طاقته لرفع الحرج عنهم المشروط بقوله تعالى: (إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل).
من كتاب …. العـمـدة فى أعــداد العــدة
بقلم الشيخ..عبد القادر عبد العزيز
أصـحــاب الأعـــذار الـشـرعـيــة
قال الله عزّ وجل: ( ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج إذا نصحوا لله ورسوله، ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم، ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لأجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون).
عَلَّق الله تعالى رفع الحرج عن أصحاب الأعذار في هذه الآية على شرطين.
1 –(إذا نصحوا لله ورسوله)، وإذا من أدوات الشرط: فهذا شرط النصح.
2 – ( ما على المحسنين من سبيل): وهذا شرط الإحسان الذي هو ضد الإساءة.
قال ابن كثير: ”فليس على هؤلاء حرج إذا قعدوا ونصحوا في حال قعودهم ولم يرجفوا بالناس ولم يثبطوهم وهم محسنون في حالهم هذا“.
وقال القرطبي: (إذا نصحوا لله ورسوله) إذا عرفوا الحق وأحبوا أولياءه وأبغضوا أعداءه - ثم قال - قال العلماء:
النصيحة لله:
إخلاص الاعتقاد في الوحدانية، ووصفه بصفات الألوهية، وتنـزيهه عن النقائص، والرغبة في محابه والبعد عن مساخطه. والنصيحة لرسوله: التصديق بنبوته والتزام طاعته في أمره ونهيه، وموالاة من والاه ومعاداة من عاداه، وتوقيره، ومحبته ومحبة آل بيته، وتعظيمه وتعظيم سنته، وإحياؤها بعد موته بالبحث عنها والتفقه فيها والذب عنها ونشرها والدعاء إليها، والتخلق بأخلاقه الكريمة صلى الله عليه وسلم “.
ويمكن ترجمة هذا عمليا في أمر الجهاد، بأن الواجب على أصحاب الأعذار هو ما يلي: -
1 - إخلاص النية وصدقها: بأن تكون نفسه تَوَّاقة حقا للجهاد، كهؤلاء الذين وصفهم الله بقوله ( تولوا وأعينهم تفيض من الدمع)
والحق أن المعذور الذي لا يغزو إنْ لم تحدثه نفسه بالغزو فإنه يخشى عليه من النفاق، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق».
والنية عمل فهي من أعمال القلب، والعمل الصحيح لابد أن يسبقه العلم الصحيح، والعلم المقصود هنا هو أن يعلم المعذور - وأولى منه الغازي - لماذا يجاهد المجاهدون وأحقية قضيتهم وبطلان قضية خصومهم؟ وهذا لازم، وقد أورد البخاري في كتاب العلم من صحيحه [باب العلم قبل القول والعمل:فتح الباري:ج1/ص159]، وساق الأدلة على ذلك.
2 - الدعاء: من أعظم ما يعين به المعذورون إخوانَهم الغزاة هو الدعاء لهم بالنصر ولعدوهم بالخذلان. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«هل تُنصرون وتُرزقون إلا بضعفائكم»، وروي النسائي بسند صحيح عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أن أباه رأى أن له فضلا على من دونه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها: بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم».
وقال ابن القيم رحمه الله في قصيدته النونية، الموسومة بالكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية، قال:
هذا ونـصـر الديـــن فـــرض لازم
لا للكـــفـاية بـل على الأعيان
بيد وإما باللســـــان فإن عـجـزت
فـالبـــتـوجــه والدعــــا بجـنـان
ما بعد هذا والله للإيـمـان حبــة
خــردل يـا نـاصــر الإيــــــمــان
بحياة وجهك خير مسـئــول به
وبنـور وجهـك يا عظيم الشـان
3 - النفقة في سبيل الله: أصحاب الأعذار غير الفقراء يجب عليهم الجهاد بالمال، بتجهيز الغزاة وإمدادهم بالمال والسلاح والمؤن، وبرعاية أسر المجاهدين والشهداء والأسرى، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
«من لم يغز أو يجهز غازيا، أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة».
والحديث فيه وعيد شديد، فمن حبسه العذر عن الجهاد بنفسه وله مال، وجب عليه أن ينتقل إلى البَدَل، وهو تجهيز الغزاة ورعاية أهلهم، وله في هذا الأجر الحسن لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من جَهَّز غازيا في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا».
وقال ابن حجر - في فريضة الجهاد -: ”والتحقيق أيضا أن جنس جهاد الكفار متعين على كل مسلم إما بيده وإما بلسانه وإما بماله وإما بقلبه والله أعلم“.
4 - الدعاية لقضية الجهاد: ببيان الحق الذي يقاتل عليه المجاهدون ووجوب نصرتهم على المسلمين، وبيان الباطل الذي عليه المشركون وما يرتكبونه من فظائع ضد المسلمين وبيان المخططات الشيطانية لصرف المسلمين عن دينهم في معظم بلدان المسلمين وكيفية التصدي لها، وهذه الدعاية ممكنة لكل مسلم خاصة أصحاب الأعذار للمرض أو الفقر، وهى الجهاد باللسان المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم :
«جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم»، وكان حسان بن ثابت رضي الله عنه من شعراء النبي صلى الله عليه وسلم يهجوا المشركين ويعيبهم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال له: «يا حسان أجب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، اللهم أيده بروح القدس»، وفي رواية أنه صلى الله عليه وسلم قال لحسان: «أهجهم وجبريل معك».
5 - تحريض المؤمنين على الجهاد: العاجز عن الجهاد، عليه أن يُحَرِّض غيره لقوله تعالى: )فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين(، ولقوله تعالى: )يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال(، وهذا واجب على القادر والعاجز وعلى كل مسلم أن يحرض إخوانه على قتال المشركين، ونحن في زماننا هذا أحوج ما نكون للعمل بهذه الآيات وفي هذا أجر عظيم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من دَلَّ على خير فله مثل أجر فاعله».
6 - النصح للمسلمين وللمجاهدين: وله صور لا تعد ولا تحصى، فمنها نقل أخبار المشركين ومخططاتهم إلى المسلمين ليحذروها، ومن ذلك قوله تعالى: ( وجاء رجل من أقصا المدينة يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين)، ففي هذه الآية تحذير المؤمنين مما يدبره لهم الكافرون من المكر والكيد، ومن النصح للمجاهد أن تعينه على التخفي من عدوه، وتساعده في ذلك ما استطعت إذا احتاج إلى ذلك، ومنها تزويد المسلمين بكل ما يعينهم على قتال عدوهم من معلومات وخبرات، مع كتمان أسرار المسلمين.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في سياق كلامه عن جهاد المرتدين:
”ويجب على كل مسلم أن يقوم في ذلك بحسب ما يقدر عليه من الواجب فلا يحل لأحد أن يكتم ما يعرفه من أخبارهم، بل يفشيها ويظهرها ليعرف المسلمون حقيقة حالهم، ولا يحل لأحد أن يعاونهم على بقائهم في الجند والمستخدمين، ولا يحل لأحد السكوت عن القيام عليهم بما أمر الله به رسوله. ولا يحل لأحد أن ينهى عن القيام بما أمر الله به رسوله، فإن هذا من أعظم أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله تعالى، وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم : ( يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم)وهؤلاء لا يخرجون عن الكفار والمنافقين.“.
7 - تخذيـل المشركين: من خالط المشركين من المؤمنين لعذر شرعي عليه أن يخذل المشركين عن إيذاء المسلمين وقتالهم ما أمكنه ذلك، كما فعل نُعَيْم بن مسعود رضي الله عنه مع الأحزاب ومع يهود بني قريظة يوم الخندق، وكما فعل مؤمن آل فرعون في قوله تعالى: (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله)وما بعدها بسورة غافر .
وتخذيل المشركين يقتضي بالضرورة عدم إعانتهم بأي كيفية على المسلمين، فإن فاعل هذا قد يؤول به فعلُه إلى الكفر لقوله تعالى: ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم).
وبهذا ترى أن صور المشاركة في الجهاد المتاحة لذوي الأعذار وغيرهم كثيرة وفيها نفع عظيم لقضية الجهاد، كالدعاء، والنفقة، والدعاية، وتحريض المؤمنين على القتال، والنصح للمسلمين، وتخذيل المشركين. وهى واجبة على ذوي الأعذار كل حسب طاقته لرفع الحرج عنهم المشروط بقوله تعالى: (إذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل).
من كتاب …. العـمـدة فى أعــداد العــدة
بقلم الشيخ..عبد القادر عبد العزيز