PDA

View Full Version : يا دعاة التقريب بين السنة والشيعة ..كذبتم ورب البيت . ((1))


النعمان
03-06-2001, 01:19 AM
يا دعاة التقريب بين السنة والشيعة ... كذبتم ورب البيت ... (( 1 ))

نرى دعوات من هنا وهناك تدعو بجد وبلا كلل ولا ملل للتقريب بين السنة والشيعة ...
هؤلاء إما انهم لا يعرفوا الحقيقة .....أو انهم يعرفون ويتغابون .... أوانهم يعرفون الحقيقة ولكنهم يجرون في ركب التقريب (( لحاجة في نفس يعقوب )) ؟؟

(( أما الرافضة ماذا يستفيدون من التقريب ؟؟
وماذا نستفيد نحن السنة من ذلك ؟؟
ولماذا لا نتوحد ضد اليهود ؟؟
ولماذا لا ننسى الخلاف ونكون يداً واحدة لنصرة الإسلام ؟؟
وكما قيل الخلاف لا يفسد للود قضية ؟؟ ))

عبارات براقة ..... وأسئلة محبوكة .... ظاهرها نصرة الإسلام ....

ولكن من خلال القراءة في كتب الرافضة وعند النظر إلى الواقع نجد خلاف هذه الأسئلة
التي يستعرض به الرافضة عضلاتهم ...

وأنا أريد أن انقل لكم الصورة الواقعية من كتبهم ومن واقعهم ...
واليكم بعض النماذج لمن كان يسمع أو يعقل ::

1- جامعة الأزهر بمصر أنشئت داراً للتقريب بين السنة والشيعة بل جعلت المذهب
الجعفري الإمامي من المذاهب التي تدرس لطلابها كمذهب معتمد ....
ولكن لم نجد إيران الدولة الشيعية تتبرع وتتكرم بوضع دار للتقريب بين السنة والشيعة ؟

2- أن إيران الدولة الشيعية داعية التقريب كما تزعم ...
تصدر يومياً الكتب التي تذم وتسب وتقدح بالوهابية (( السنة )) ولو كانوا من دعاة
التقريب فعلاً لأصدروا كتباً تدعوا للتقريب ونبذ الخلاف ...
ولكنه الكيل بمكيالين ؟؟


3- قال نعمة الله الجزائري الرافضي في كتابه (( الأنوار النعمانيه )) ج 278 – 279 :
(( إنا لم نجتمع معهم (( أهل السنة )) على إله ولا على نبي ولا على إمام ، وذلك انهم
يقولون إن ربهم هو الذي كان محمداً صلى الله عليه وآله وسلم نبيه وخليفته بعده أبو بكر
ونحن لا نقول بهذا الرب و لا بذلك النبي ، إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا
ولا ذلك النبي نبينا )) ؟؟ فكيف يكون بيننا تقريب ؟؟

4- زعمهم أن القرآن محرف وانه ناقص ... ومن ذلك تأليف إمامهم حسين النوري
الطبرسي لكتابه (( فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب )) ؟؟
وقال ألف هذا الكتاب في النجف عند القبر المنسوب للإمام علي – رضي الله عنه – وقد
طبع هذا الكتاب بإيران (( راعية التقريب ؟؟)) عام 1289هـ ...

و عند طبعه قامت حوله ضجة من الشيعة ليس إنكارا عليه ولكن لأنهم كانوا يريدون أن
يبقى التشكيك محصوراً بين خاصتهم ومتفرقاً في مئات الكتب المعتبرة عندهم وان لا يجمع ذلك كتاب واحد تطبع منه ألوف النسخ ويطلع عليه خصومهم فيكون حجة عليهم ماثلة أمام أنظار الجميع ...

وبعد صدور هذا الضجة حول المؤلف وحول الكتاب ألف الطبرسي كتاب آخر يدافع فيه عن كتابه (( فصل الخطاب )) سماه ((رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ).وقد ألفه في آخر حياته ؟؟

فما كان من الشيعة إلا أن كافئوه بأن دفنوه في المشهد المرتضوي بالنجف في إيوان حجرة بانو العظمي بنت السلطان الناصر لدين الله في النجف الأشراف في اقدس البقاع عندهم ؟؟

5- بغضهم للصحابة – رضوان الله عليهم – ومن ذلك :
* قولهم عن الفاروق عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أن به داء لا يشفيه إلا ماء الرجال ...كما جاء في كتاب الزهراء الذي نشرة علماء النجف في ثلاثة مجلدات ..
وذكر ما يقاربه الجزائري في (( الأنوار النعمانية ))ج 1 ص 63 ..

** قولهم عن أبي بكر – رضي الله عنه – (( انه كان يصلي خلف الرسول صلى الله عليه و وآله و سلم والصنم معلق في عنقه وسجوده له )) انظر الأنوار النعمانيه ج 1 ص 53 ..

وان ابو بكر كان يفطر متعمداً في رمضان ويشرب الخمر ويهجو الرسول صلى الله عليه وسلم ..
(( البرهان للبحراني 1 / 500 ))

*** أن أبو بكر وعمر هما الجبت والطاغوت ..انظر مفتاح الجنان ص 114 ..

6- طعنهم للنبي صلى عليه وسلم ولاهل بيته مع زعمهم أنهم أنصاره ؟؟

من ذلك :

* أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : أنه كان ينام مع عائشة زوجة النبي
صلى الله عليه وسلم في فراش ولحاف ؟؟
أليس هذا طعناً في عرض النبي صلى الله عليه وسلم ... هل هو ديوث لايغار على اهله ؟؟
وهل علي – رضي الله عنه – بهذا الفحش والوقاحة والخسة ؟؟
وهل كانت عائشة ... باغية ...فاجرة ؟؟
سبحانك هذا بهتان عظيم ...

* قالوا في تفسير قوله تعالى (( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً )) :
: التي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثاً : عائشة ، وهي نكثت إيمانها ؟؟
أنظر (( تفسير العياشي 2 / 269 ، البرهان للبحراني 2 / 383 ، بحار الانوار 7 / 454 ))

· ذكر احمد بن علي الطبرسي أن عائشة زينت جارية كانت عندها ، وقالت : لعلنا نصطاد بها شاباً من شباب قريش بأن يكون مشغوفاً بها ..
(( الاحتجاج للطبرسي ص 82 ))

***
وبعد أخي السني الحبيب ....

هل بعد هذه الطوام تقريب أو تقارب ؟؟
بل هو تغريب عن ديننا ...
كيف نجمتع مع من لانتفق معهم في كل شيء ...
لانجمتع معهم في لالقرآن ولا في الرسول ولا الصحابة ....
هل نترضى لنبيك ولصحابته الكرام مايقال ...

حق للسان أن يدعو ا للتقارب أن يقطع ...
وحق ليد تكتب للتقارب أن تبتر ....

أما زعمهم التوحد ضد اليهود فهذه الخدعة معروفة حتى نتجه لحرب اليهود وهم يطعنوننا من الظهر ...

وما نصير الدين الطوسي ..... وابن العلقمي عنا ببعيد ...

***

وانت ايهاالشيعي ...

الا تفكر .....الا تعقل ..... الا تتدبر ....
كتاب ربك محرف ؟؟
وعرض نبيك ملطخ ؟؟
وصحابته خونه ؟؟

أليس هذا نقصاً في دعوته – بأبي هو وأمي - ؟؟
والله لو كانت هذا صفات شخص عادي فضلاً على نبي لكان من اشد الناس فشلاً ...
هل ترضي أن يكون عرضك ملطخاً بالعار ؟؟
هل ترضي أن يكون أصحابك من الفسقة اللئام الاوغاد ؟؟

طبعاً الجواب ...لا ........ لا ...........لا

كيف ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم الوحي بقصص الامم السابقة وبالاخبار القادمة ولاينزل عليه الوحي مصرحاً بفساد فراشه وسوء اصحابه ؟؟

تفكر ولن تندم ....

وتعقل وتدبر ....

واعرف أن الحياة طريق له نهاية ....

فاجعل من نهايتك البداية ....

((وللحديث بقية أن شاء الله ))

هبه الرحمن
03-06-2001, 02:38 PM
إذا كنت تريد ان تعرف جوهر التقريب إلى اي مستوى وصل أخرج من بلدك المتقوقع فيها وانظر إلى اخوانا الفسلطينيين من الذي معهم ستجد شيعة من الجنوب البناني وستجد أحد التفجيرات التي عملته الأنتفاظه اهدتها إلى الجنوب أما انت وجماعة الوهابية ستجدون انفسكم متقوقعين ماذا قالت الشيعة والرافضة واما انتم الوحيدين الذين تعملون بالقرآن ...

انظر الى الفتوى التي خرجت بمناسبة الأستشاديين في الأنتفاظة وقلي بربك من أي كتاب خرجت ...

أخي الكريم نحن إلى متى في هذه التفاهات ولا ننظر إلى العدو وإلى مصير الشعب المسلم ككل ...

أريد اسألك بربك وجاوبني بمنطقية وواقعيه من أين يحظر بكتب الرافضة وأنا اعرف أن وزارة الإعلام تحارب كل كتبهم وقمت أقرأ بعضها عن طريق النت وأخبرني أحد الأصدقاء من الأخوان الشيعة وقال الكتب المطروحه في النت لا تخلوا من الأخطأ ... فكيف نعترف بها... هبه الرحمن

عربية
03-06-2001, 05:26 PM
بصراحة موضوعك طالع منه غببببببببببره كح كح كح وكمان كح !!!!!!!!!!!!!!!
الناس سكرت ملف الطائفية والبركة بالتوعية التى تبناها بعض علماء المسلمين على راسهم سماحة الدكتور يوسف القرضاوي حفظة الله بدك تبحث في مشاكل باسم الاسلام ادخل على طووووووول في كتب التطبيع ؟؟؟؟ ويعطيك على قد نيتك :)

اشوفك على خير

هبه الرحمن
03-06-2001, 06:37 PM
اعتقد تحدثنا عن الطائفيه في احد المواضيع لكن هذا من بلدي واعرفهم لا زالوا يزرعون قواعد اساسية من اجل الطائفيه ...

القرآن يقول وإذا خاطبك الجاهلون ....

لك تحياتي يا عربية سلمت انامل قلمك انت في هذا الموضوع تخرجي وعي وأدراك العاقل اما من يتهرب ومن لا يريد الرد أو يثير مواضيع من هاي النوعيه فسيأتيهم الدور ليتندموا على ما يذكرونه من فتنه وبلبله في المجتمع الإسلامي ... هبه الرحمن

aziz2000
04-06-2001, 01:44 AM
جزاك الله خيرا أخي الكريم

والله مواضيعك تكشف لنا أشياءا كثيرة من حولنا لانعلم بها

وفي موضوعك هذا تعقل ومخاطبة بالحسنى .. ولكن لابد من كلام من يجهل الحقيقة .. فهؤلاء تغشى أبصارهم غشاوة .. نسأل الله أن يزيلها عنهم وأن يزيل مايصدنا عن الحق وعن كلمة الحق


أما من يقولون بأن الطائفية قد انتهت !!!

سبحان الله

وهل سيكذبون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟!!

( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل ومن هي يا رسول الله ؟ قال من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ) وفي لفظ : " هي الجماعة " .

كلها في النار إلا واحدة .. والمعنى : أن الفرقة الناجية : هي الجماعة المستقيمة على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم . من توحيد الله ، وطاعة أوامره وترك نواهيه ، والاستقامة على ذلك قولا وعملا وعقيدة ، هم أهل الحق وهم دعاة الهدى ولو تفرقوا في البلاد ، يكون منهم في الجزيرة العربية ، ويكون منهم في الشام ، ويكون منهم في أمريكا ، ويكون منهم في مصر ، ويكون منهم في دول أفريقيا ، ويكون منهم في آسيا ، فهم جماعات كثيرة يعرفون بعقيدتهم وأعمالهم ، فإذا كانوا على طريقة التوحيد والإيمان بالله ورسوله ، والاستقامة على دين الله الذي جاء به الكتاب وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فهم أهل السنة والجماعة وإن كانوا في جهات كثيرة ، ولكن في آخر الزمان يقلون جدا . ( الشيخ ابن باز رحمه الله ) طبعا وهابي مايعجبهم ;)

وواضح جدا بأن الرافضة ومذهبهم لم يكن موجودا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .. فمن أين يتم تقريبهم لنا ؟؟

مسألة مايحدث في فلسطين .. فواضح جدا بأنه لولا الله ثم مجاهدي حماس والجهاد الإسلامي ( السنيون ) لما رأينا هذا الذعر الحاصل الآن في اليهود من جراء ماأصابهم من مذابح جماعية .. مع أنه من المعلوم بأنهم غير متسلحين بمثل تسلح حزب الشيطان المتمركز في الجنوب اللبناني فقط .. ولم يأخذ الإذن من قبل رؤوسه لعدم وجود أهداف تحقق غاياتهم السياسية

وقد كشفهم أحمد منصور مذيع قناة الجزيرة عندما قابل رأسهم الأكبر حسن نصر الله .. ومعلوم بأن هؤلاء مدعومون من إيران ثم من سوريا ( رأس البعثية من خلال حكومتها ),, وإيران لها نظرة ثاقبة ومستقبلية للأمور ولذلك تعطل الإتفاق اللبناني السوري .. بسبب هؤلاء .. واعترف فيه حسن نصر الله بأنهم يؤمنون بـ(ولاية الفقيه) ومرجعهم في هذا خامنئي وهذا يؤكد وجود دعم سياسي من إيران

بإختصار حزب الشيطان ليسوا سوى أداة في يد إيران وفي يد سوريا من الناحية السياسية ومن الناحية المرجعية الشيعية , تحركهم لتحقيق أهداف خارجية لهاتين الدولتين وليس لتحقيق أهداف وطنية على الساحة اللبنانية

لو تكلمنا لأتينا بمجلدات

تقبل تحياتي أخي الفاضل النعمان :)

عربية
04-06-2001, 03:21 PM
مجرد تعليق
يبقى ماكتب اعلاه مجرد اجتهاد شخصي لا يسير على العامة !!!
وكل عقله في راسه يعرف خلاصه :) :)
رأفتا بالوضع قررت انا العربية ان ابحث لكم عن مصدر موثوق يحل الازمة الحالية ادعوا لي مع السلامة :)

aziz2000
05-06-2001, 02:11 PM
أخت عربية :)

عربية
05-06-2001, 08:33 PM
لكن نعمل ايه موضوعك كبير كبير وكمان كبير !!!!!!!!!
aziz2000
سؤال انت مابتابعش TV
في برنامج على الجزيرة وشكلك من متابعيها اسبوعيا حكى كتيييير عن الطائفية وكمان في برنامج على قناة دبي الفضائية مرتين في الاسبوع كمان حكي كتييييير :) :) والا انت من الي بيسمعوا الي بيحبوه وبس :) :) للاسف ماعنديش وقت ابحث لك على الانترنت اصبر شويه اكيد واكيد وكمان اكيد مش حتاخر :) :)

سلام

عربية
07-06-2001, 04:32 PM
إن كل ذي دين، بل كل ذي مبدأ يؤمن بأنه على الحق، وأن من عداه على الباطل، أي كما قال القرآن: { فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى}البقرة:256
فهو يؤمن بدينه ومبدئه، ويكفر بما سواه، وإلا كان إيمانه مدخولا.
فمن آمن بالمادية كفر بالألوهية، ومن آمن بالألوهية كفر بالمادية، ومن آمن بالرأسمالية، كفر بالشيوعية، ومن آمن بالشيوعية كفر بالرأسمالية. ومن آمن بالديمقراطية كفر بالدكتاتورية، والعكس بالعكس.
وهنا تنجلي حكمة الإسلام وعظمته في معاملة غير المسلم برغم اعتقاد المسلم بكفره.
ولب هذه الحكمة تتمثل في أن الإسلام زود المسلم بفلسفة معينة أو بمفاهيم فكرية تزيح من صدره النفور والغضب والضيق بغير المسلمين، وتفتح له باب حسن العشرة معهم، والبر بهم، والإقساط إليهم، فإن الله يحب المقسطين.
أهم هذه المفاهيم هي:
1- اعتقاد كل مسلم بكرامة الإنسان، أيا كان دينه أو جنسه أو لونه. قال تعالى:{ولقد كرمنا بني آدم}الإسراء:70 وهذه الكرامة المقررة توجب لكل إنسان حق الاحترام والرعاية.
ومن الأمثلة العملية ما رواه البخاري عن جابر ابن عبد الله: أن جنازة مرت على النبي صلى الله عليه وسلم فقام لها واقفًا، فقيل له: يا رسول الله، إنها جنازة يهودي! فقال:"أليست نفسًا؟!" بلى، ولكل نفس في الإسلام حرمة ومكان. فما أروع الموقف وما أروع التفسير والتعليل!
2- اعتقاد المسلم أن اختلاف الناس في الدين واقع بمشيئة الله تعالى، الذي منح هذا النوع من خلقه الحرية والاختيار فيما يفعل ويدع {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}الكهف:29
{ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين. إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم}هود:118، 119 قال المفسرون:أي وللاختلاف خلقهم؛ لأنه منحهم العقل والإرادة، فاقتضت مشيئته أن يختلفوا.
والمسلم يوقن أن مشيئة الله لا راد لها ولا معقب. كما أنه لا يشاء إلا ما فيه الخير والحكمة، علم الناس ذلك أو جهلوه؛ ولهذا لا يفكر المسلم يومًا أن يجبر الناس ليصيروا كلهم مسلمين، كيف وقد قال الله تعالى لرسوله الكريم:{ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}يونس:99
3-ليس المسلم مكلفًا أن يحاسب الكافرين على كفرهم، أو يعاقب الضالين على ضلالهم، فهذا ليس إليه، وليس موعده هذه الدنيا، إنما حسابهم إلى الله في يوم الحساب، وجزاؤهم متروك إليه في يوم الدين. قال تعالى:{وإن جادلوك فقل: الله أعلم بما تعملون. الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون}الحج:68، 69 . وقال يخاطب رسوله في شأن أهل الكتاب:{فلذلك فادع واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرتُ لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير}الشورى:15
وقد قال عيسى عليه السلام لربه يوم القيامة:{إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}المائدة:118
وبهذا يستريح ضمير المسلم، ولا يجد في نفسه أي أثر للصراع بين اعتقاده بكفر الكافر، ومطالبته ببره والإقساط إليه، وإقراره على ما يراه من دين واعتقاد.
4- إيمان المسلم بأن الله يأمر بالعدل، ويحب القسط، ويدعو إلى مكارم الأخلاق، ولو مع المشركين، ويكره الظلم ويعاقب الظالمين، ولو كان الظلم من مسلم لكافر. قال تعالى:{ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى}المائدة:8.
وقال صلى الله عليه وسلم:"دعوة المظلوم –وإن كان كافرًا- ليس دونها حجاب".
وقال تعالى:{لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}الممتحنة:8
والحمد لله أولا وآخرًا، وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.



==
aziz2000

الموضوع متشعب جدا وجدا وكمان جدا :) !؟!؟!؟!؟
1. يخص اخلاق المسلم والداعية بالذات
2.اعتبار الشيعة كفرة ؟!؟!؟!؟!؟ وارجوا مراعاة ان ليس بكل شيعي رافضي ؟!؟!؟ الدقه مطلوبة ان كان الامر سيناقش مناقشة منطقية
طبعا اختصر النقاش علينا :) فالنعمان كعادته يرمي كلام ويذهب غير مكترث بما سيخلف ويخلف :) :) خلفه !!!!!!!!

عربية
07-06-2001, 04:37 PM
سؤال ==
ما مدى صحة الحديث الذي اشتهر بين الناس، وتناوله علماء الكلام والفرق وغيرهم؟ وهو الحديث الذي يقول:"افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفرق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة. قيل: ما هي يا رسول الله؟ قال: هي الجماعة" أو نحو ذلك، وقد شغل هذا الحديث العلماء، وحاولوا أن يحددوا هذه الفرق ويعددوها، وأجهدوا أنفسهم، حتى يصلوا بـها إلى هذا الرقم (73) كما حاول عبد القاهر البغدادي في كتابه (الفرق بين الفرق) والشهرستاني في كتاب (الملل والنحل) وابن حزم في كتابه (الفصل) والإيجي في (المواقف) في علم الكلام وشرحه للشريف الجرجاني، والسعد التفتازاني في (شرح المقاصد) إلخ كما تحدث عنه أبو إسحاق الشاطبي في كتابه (الاعتصام). فإن كان هذا الحديث صحيحًا، فما هذه الفرق؟ وهل يعني هذا أن افتراق الأمة قدر لازم؟ وما هي الفرقة الناجية من بين هؤلاء الفرق الهالكين؟ وما معنى (الجماعة) الواردة في الحديث؟
الاجابة==
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
تعرضنا للكلام عن هذا الحديث منذ بضعة عشر عامًا، عندما تحدثنا عن فقه الاختلاف في كتابنا (الصحوة الإسلامية بين الاختلاف المشروع والتفرق المذموم) وذكرنا بإجمال وتركيز القيمة العلمية لهذا الحديث، وبينا ما فيه من كلام كثير في ثبوته وفي دلالته ولا بأس أن نعيد ما كتبناه لأهميته وضرورته للسائل، ولمثله من القراء المسلمين، مع إضافة بعض الفوائد إليه إن شاء الله.
أ ـ أول ما ينبغي أن يعلم هنا: أن الحديث لم يرد في أي من الصحيحين، برغم أهمية موضوعه، دلالة على أنه لم يصح على شرط واحد منهما.
وما يقال من أنهما لم يستوعبا الصحيح، فهذا مسلّم، ولكنهما حرصا أن لا يدعا بابًا مهمًّا من أبواب العلم إلا رويا فيه شيئًا، ولو حديثًا واحدًا.
ب ـ إن بعض روايات الحديث لم تذكر أن الفرق كلها في النار إلا واحدة، وإنما ذكرت الافتراق وعدد الفرق فقط. وهذا هو حديث أبي هريرة الذي رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم، وفيه يقول:
"افترقت اليهود على إحدى ـ أو اثنتين ـ وسبعون فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى ـ أو اثنتين ـ وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة".
والحديث ـ وإن قال فيه الترمذي:حسن صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم ـ مداره على محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، ومن قرأ ترجمته في (تهذيب الكمال) للمزي وفي (تهذيب التهذيب) لابن حجر: علم أن الرجل متكلم فيه من قبل حفظه، وأن أحدًا لم يوثقه بإطلاق، وكل ما ذكروه أنهم رجحوه على من هو أضعف منه؛ ولهذا لم يزد الحافظ في التقريب على أن قال: صدوق له أوهام. والصدق وحده في هذا المقام لا يكفي، ما لم ينضم إليه الضبط، فكيف إذا كان معه أوهام؟؟!
ومعلوم أن الترمذي وابن حبان والحاكم من المتساهلين في التصحيح، وقد وصف الحاكم بأنه واسع الخطو في شرط التصحيح.
وهو هنا صحح الحديث على شرط مسلم، باعتبار أن محمد بن عمرو احتج به مسلم، ورده الذهبي بأنه لم يحتج به منفردًا، بل بانضمامه إلى غيره (1/6). على أن هذا الحديث من رواية أبي هريرة ليس فيه زيادة: أن الفرق "كلها في النار إلا واحدة" وهي التي تدور حولها المعركة.
وقد روي الحديث بهذه الزيادة من طريق عدد من الصحابة: عبد الله بن عمرو، ومعاوية، وعوف بن مالك، وأنس، وكلها ضعيفة الإسناد، وإنما قووها بانضمام بعضها إلى بعض.
والذي أراه: أن التقوية بكثرة الطرق ليست على إطلاقها، وخصوصًا عند المتقدمين من أئمة الحديث، فكم من حديث له طرق عدة ضعفوه، كما يبدو ذلك في كتب التخريج، والعلل، وغيرها! وإنما يؤخذ بها فيما لا معارض له، ولا إشكال في معناه.
وهنا إشكال أي إشكال في الحكم بافتراق الأمة أكثر مما افترق اليهود والنصارى من ناحية، وبأن هذه الفرق كلها هالكة وفي النار إلا واحدة منها. وهو يفتح بابًا لأن تدعي كل فرقة أنها الناجية، وأن غيرها هو الهالك، وفي هذا ما فيه من تمزيق للأمة، وطعن بعضها في بعض، مما يضعفها جميعًا، ويقوي عدوها عليها، ويغريه بها.
ولهذا طعن العلامة ابن الوزير في الحديث عامة، وفي هذه الزيادة خاصة، لما تؤدي إليه من تضليل الأمة بعضها لبعض، بل تكفيرها بعضها لبعض.
قال رحمه الله في (العواصم والقواصم) وهو يتحدث عن فضل هذه الأمة، والحذر من التورط في تكفير أحد منها، قال:وإياك والاغترار بـ "كلها هالكة إلا واحدة" فإنها زيادة فاسدة، غير صحيحة القاعدة، ولا يؤمن أن تكون من دسيس الملاحدة!
قال: وعن ابن حزم: أنها موضوعة، غير موقوفة ولا مرفوعة، وكذلك جميع ما ورد في ذم القدرية والمرجئة والأشعرية، فإنها أحاديث ضعيفة غير قوية.
ج ـ إن من العلماء قديمًا وحديثًا من رد الحديث من ناحية سنده، ومنهم من رده من ناحية متنه و معناه.
فهذا أبو محمد بن حزم، يرد على من يكفر الآخرين بسبب الخلاف في الاعتقاديات بأشياء يوردونها.
وذكر من هذه الأشياء التي يحتجون بها في التكفير حديثين يعزونهما إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هما:
1 ـ "القدرية والمرجئة مجوس هذه الأمة".
2 ـ "تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة، كلها في النار حاشا واحدة، فهي في الجنة".
قال أبو محمد: هذان حديثان لا يصحان أصلا من طريق الإسناد، وما كان هكذا فليس حجة عند من يقول بخبر الواحد، فكيف من لا يقول به؟
وهذا الإمام اليمني المجتهد، ناصر السنة، الذي جمع بين المعقول والمنقول، محمد بن إبراهيم الوزير (ت 840هـ) يقول في كتابه (العواصم والقواصم) أثناء سرده للأحاديث التي رواها معاوية رضي الله عنه، فكان منها (الحديث الثامن): حديث افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة، كلها في النار، إلا فرقة واحدة، قال: وفي سنده ناصبي، فلم يصح عنه، وروى الترمذي مثله من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، وقال: حديث غريب. ذكره في الإيمان من طريق الأفريقي واسمه عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن يزيد عنه.
وروى ابن ماجة مثله عن عوف بن مالك، وأنس.
قال: وليس فيها شيء على شرط الصحيح؛ ولذلك لم يخرج الشيخان شيئًا منها. وصحح الترمذي منها حديث أبي هريرة من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، وليس فيه (كلها في النار إلا فرقة واحدة). وعن ابن حزم: أن هذه الزيادة موضوعة، ذكر ذلك صاحب (البدر المنير).
وقد قال الحافظ ابن كثير في تفسير قوله تعالى في سورة الأنعام:{أو يلبسكم شيعًا ويذيق بعضكم بأس بعض}، وقد ورد في الحديث المروي من طرق عنه (صلى الله عليه وسلم) أنه قال:"وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار، إلا واحدة"ولم يزد على ذلك فلم يصفه بصحة ولا حسن، رغم أنه أطال في تفسير الآية بذكر الأحاديث والآثار المناسبة لها.
وذكر الإمام الشوكاني قول ابن كثير في الحديث ثم قال: قلت: أما زيادة "كلها في النار إلا واحدة" فقد ضعفها جماعة من المحدثين، بل قال ابن حزم: إنها موضوعة.
على أن الحديث ـ وإن حسنة بعض العلماء كالحافظ ابن حجر، أو صححه بعضهم كشيخ الإسلام ابن تيمية بتعدد طرقه ـ لا يدل على أن هذا الافتراق بهذه الصورة وهذا العدد، أمر مؤبد ودائم إلى أن تقوم الساعة، ويكفي لصدق الحديث أن يوجد هذا في وقت من الأوقات.
فقد توجد بعض هذه الفرق، ثم يغلب الحق باطلها، فتنقرض ولا تعود أبدا.
وهذا ما حدث بالفعل لكثير من الفرق المنحرفة، فقد هلك بعضها، ولم يعد لها وجود.
ثم إن الحديث يدل على أن هذه الفرق كلها (جزء من أمته) صلى الله عليه وسلم، أعني أمة الإجابة المنسوبة إليه، بدليل قوله:"تفترق أمتي" ومعنى هذا أنها ـ برغم بدعتها ـ لم تخرج عن الملة، ولم تفصل من جسم الأمة المسلمة.
وكونها (في النار) لا يعني الخلود فيها كما يخلد الكفار، بل يدخلونها كما يدخلها عصاة الموحدين.
وقد يشفع لهم شفيع مطاع من الأنبياء أو الملائكة أو آحاد المؤمنين، وقد يكون لهم من الحسنات الماحية، أو المحن والمصائب المكفرة، ما يدرأ عنهم العذاب.
وقد يعفو الله عنهم بفضله وكرمه، ولا سيما إذا كانوا قد بذلوا وسعهم في معرفة الحق، ولكنهم لم يوفقوا وأخطأوا الطريق، وقد وضع الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه.

والله أعلم

عربية
07-06-2001, 04:42 PM
جاءتني الرسالتان التاليتان:
الأولى :
لعلكم قرأتم وسمعتم ما نشرته بعض الصحف، وما تداولته الألسنة حول الظاهرة الدينية الجديدة، التي يتبناها من سموهم "جماعة التكفير" أو "جماعة الكهف" أو "جماعة الهجرة" أو غير ذلك من الأسماء، فضلا عن آخرين لم يعرفوا باسم ولا لقب.
وهذه الظاهرة تمثل اتجاها عاما يمكن أن يتلخص تحت عنوان "الغلو في التكفير" وإن كان أصحاب هذا الاتجاه يختلفون بعد ذلك في أسباب التكفير وموجباته عند كل فئة منهم:
فمنهم من يكفر مرتكب الكبيرة، على نحو ما كان يذهب إليه الخوارج من قبل.
ومنهم من يقول أنا لا أكفر مرتكب الكبيرة، بل المصر عليها فقط.
ومنهم من يقول: إن جماهير الناس الذين ينتسبون إلى الإسلام ويسمون "المسلمين" اليوم، ليسوا مسلمين.
ولهم على ذلك أدلة ومجادلات لعلكم قرأتم بعضها، ورد عليها بعض العلماء في بعض الصحف.
ولعلي لا أكون مبالغا إذا قلت: إن هذا الأمر ليس بالهين كما يتصوره أو يصوره بعض الناس، بل هو خطير للغاية وهو يشغل كثيرا من الشباب في مجالسهم وحلقاتهم ومنتدياتهم، ويريدون فيه قولا فصلا، وحكما عدلا.
ولما كان لنا ثقة بعلمك وفهمك، ودينك وإخلاصك للحق دون تحيز لفريق ضد فريق، أو تتعصب لرأي دون رأي، لمجرد التقليد أو العصبية أو إرضاء الجمهور… نريد منك أن تبين لنا موقف الإسلام الحق من هذا الاتجاه في ضوء النصوص والأدلة الشرعية المعتبرة عند علماء الأمة. راجين أن ينال هذا الأمر منكم ما يليق به من الاهتمام والعناية، مهما يكن لديكم من المشاغل الأخرى. فهذا -في رأينا- من الأهم الذي يجب أن يقدم على المهم. ونحن في انتظار بيانكم، داعين لكم بالتوفيق.

جماعة من الشباب المسلم بالقاهرة

والرسالة الثانية: من مجموعة أخرى من الشباب المسلم، ولكنها من صنعاء، من اليمن الشمالية، ونصها يقول:
ما رأيكم في مسلم يعتقد أن جميع أفراد الأمة في اليمن وغيرها (والمجتمع اليمني) وغيره، كفار مرتدون، سواء من كان منهم ملتزما بأركان الإسلام أم لا، وسواء العالم فيهم والجاهل، الذكر والأنثى. وأن الدار دار حرب أو دار ردة، وأن الجمعة والجماعة في المساجد لا تصح لأنها صلاة وراء كفار و مرتدين، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يجب في مجتمع مرتد، أو أمة مرتدة أو كافرة بل يدعون إلى "لا إله إلا الله محمد رسول الله" أولا.
وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إنما يلزم في "المجتمع المسلم" والأمة المسلمة "يعني دار الإسلام" فقط.
فهل هذا المعتقد صحيح، وله سنده الصريح من الكتاب والسنة الصحيحة وعقيدة السلف الصالح وإجماع الأمة… أم أنه فاسد لفقد سنده من الكتاب والسنة الصحيحة وهدى السلف الصالح وإجماع الأمة.
نرجو الجواب الكافي.

======
ج: أشكر لهذه المجموعة وتلك، من الشباب المسلم في القاهرة وصنعاء ثقتهم بي. وأدعو الله أن يجعلني عند حسن ظنهم، ويغفر لي ما لا يعلمون. وأبادر فأقول: إنني أقدر خطر الموضوع الذي يسألون عنه، والذي يشغل فكر الكثيرين من أمثالهم. وهو موضوع "الغلو في التكفير".
وقد لمست بنفسي شيئا من آثاره الفكرية لدى بعض الشباب المخلص النية، السليم الطوية، في أكثر من بلد عربي، وسمعت من بعضهم بعض ما يستندون إليه من أدلة أو شبهات، وقرأت بعضا آخر. ولكني كنت أود أن أقرأ شيئا مكتوبا محددا يوضح فكرة هؤلاء توضيحا تاما مؤيدا بالأدلة التي تؤيد وجهة نظرهم. وبهذا يستطيع الفقيه المسلم أن يرد عليهم بما أعلنوه والتزموه كتابة لا مشافهة.
على أن هذا الذي وددته، إذ لم يتحقق، لا يمنع من مناقشة فكرة التكفير والغلو فيه في حد ذاتها، دون نظر إلى تفصيلاتها.
والقضية لها جذورها في تاريخ الفكر الإسلامي منذ عهد الخوارج، ولعلها أول قضية فكرية شغلت المسلمين، وكان لها آثارها العقلية والعملية (عسكرية وسياسية) لعدة أجيال، ثم لم يلبث الفكر الإسلامي أن فرغ منها. واستقر على ما عليه أهل السنة والجماعة.
ولا أكتم الإخوة السائلين: أني أعد كتابا في "قضية التكفير" منذ سنوات، ولم أفرغ من إتمامه بعد. مع إلحاح الكثيرين من الغيورين على وجوب الإسراع بإكماله، ومع شعوري بشدة الحاجة إليه، ولكن كثرة المشاغل الآنية من ناحية، وإيماني بوجوب الأناة في تحقيق الموضوع من ناحية ثانية، وحرصي على أن أعرف وجهات من يسمونهم "جماعة التكفير" من ناحية ثالثة- كل هذا أخرني عن إخراج الكتاب للناس حتى اليوم.
وأسأل الله تعالى أن يمدني بالتوفيق والعون لإتمامه على وجه يرضيه جل شأنه.
ولا يمنعني هذا أن أقول في الموضوع شيئا سريعا، قد يبل الغلة، إن لم ينقعها.

ظاهرة تحتاج إلى دراسة لأسبابها:
وأول ما ينبغي أن أقوله هنا:
إن هذه الظاهرة -ظاهرة الغلو في التكفير- تحتاج إلى دراسة لأسبابها وعواملها حتى نستطيع علاجها على بصيرة.
أما الذين يفكرون (من رجال السلطة) في علاجها بالقمع والاضطهاد والاعتقال، وما إلى ذلك من ألوان العنف، فهم مخطئون بلا ريب، لأمرين:
أولهما: إن الفكرة لا تقاوم إلا بالفكرة، واستخدام العنف وحده في مقاومتها قد لا يزيدها إلا توسعا، ولا يزيد أصحابها إلا إصرارا عليها. إنما الواجب أن تعالج بالإقناع والبيان وإقامة الحجة، وإزاحة الشبهات.
ثانيهما: إن هؤلاء المكفرين -في مجموعهم- أناس متدينون مخلصون، صوامون قوامون، غيورون، قد هزهم ما يرونه في المجتمع من ردة فكرية، وتحلل خلقي، وفساد اجتماعي واستبداد سياسي.
فهم طلاب إصلاح، حريصون على هداية أمتهم، وإن أخطأوا الطريق وضلوا السبيل.
فينبغي أن نقدر دوافعهم الطيبة، ولا نصورهم في صورة سباع ذات مخالب وأنياب، تريد أن تنقض على المجتمع، فتهدمه وتجعله يبابا!
والدارس المتتبع لأسباب هذه الظاهرة يجد أنها تتمثل في أمور:
1. انتشار الكفر والردة الحقيقية جهرة في مجتمعاتنا الإسلامية، واستطالة أصحابها وتبجحهم بباطلهم، واستخدامهم أجهزة الإعلام وغيرها لنشر كفرياتهم على جماهير المسلمين دون أن يجدوا من يزجرهم أو يردهم عن ضلالهم وغيهم.
2. تساهل بعض العلماء في شأن هؤلاء الكفرة الحقيقيين وعدهم في زمرة المسلمين، والإسلام منهم براء.
3. اضطهاد حملة الفكر الإسلامي السليم، والدعوة الإسلامية الملتزمة بالقرآن والسنة، والتضييق عليهم في أنفسهم ودعوتهم. والاضطهاد والتضييق لأصحاب الفكر الحر، لا يولد إلا اتجاهات منحرفة، تعمل تحت الأرض، في جو مغلق بعيدا عن النور والحوار المفتوح.
4. قلة بضاعة هؤلاء الشبان الغيورين من فقه الإسلام وأصوله، وعدم تعمقهم في العلوم الإسلامية واللغوية. الأمر الذي جعلهم يأخذون ببعض النصوص دون بعض، أو يأخذون بالمتشابهات، وينسون المحكمات، أو يأخذون بالجزئيات ويغفلون القواعد الكلية، أو يفهمون بعض النصوص فهما سطحيا سريعا، إلى غير ذلك من الأمور اللازمة لمن يتصدر للفتوى في هذه الأمور الخطيرة، دون أهلية كافية. فالإخلاص وحده لا يكفي، ما لم يسنده فقه عميق لشريعة الله وأحكامه، وإلا وقع صاحبه فيما وقع فيه الخوارج من قبل، الذين صحت الأحاديث في ذمهم من عشرة أوجه، كما قال الإمام أحمد. هذا مع شدة حرصهم على العقيدة والتنسك.
ولهذا كان أئمة السلف يوصون بطلب العلم قبل التعبد والجهاد، حتى لا ينحرف عن طريق الله من حيث لا يدري.
وقد قال الحسن البصري: العامل على غير علم كالسالك على غير طريق، والعامل على غير علم، ما يفسد أكثر مما يصلح، فاطلبوا العلم طلبا لا يضر بالعبادة، واطلبوا العبادة طلبا لا يضر بالعلم، فإن قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم، حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا.

عربية
07-06-2001, 04:50 PM
تكفير من يستحق التكفير:
ومن هنا ينبغي أن نكفر من يجاهرون بالكفر دون استحياء، ونكف عمن ظاهرهم الإسلام وإن كان باطنهم خرابا من الإيمان، فإن هؤلاء يسمون في عرف الإسلام "المنافقين" الذين يقولون آمنا بألسنتهم ولم تؤمن قلوبهم، أو لم تصدق أعمالهم أقوالهم، فلهم في الدنيا أحكام المسلمين بمقتضى ظاهرهم، وهم في الآخرة في الدرك الأسفل من النار، بموجب ما يبطنونه من كفر.
فمن الكفرة الذين يجب أن يدفعوا بالكفر دون مواربة ولا استخفاء الأصناف التالية:
1. الشيوعيون المصرون على الشيوعية، الذين يؤمنون بها فلسفة ونظام حياة، رغم مناقضتها الصريحة لعقيدة الإسلام وشريعته وقيمه، والذين يؤمنون بأن الدين -كل الدين- أفيون الشعوب، ويعادون الأديان عامة، ويخصون الإسلام بمزيد من العداوة والنقمة، لأنه عقيدة ونظام وحضارة كاملة.
2. الحكام العلمانيون، ورجال الأحزاب العلمانية، الذين يرفضون جهرة شرع الله. وينادون بأن الدولة يجب أن تنفصل عن الدين، وإذا دعوا إلى حكم الله ورسوله أبوا وامتنعوا، وأكثر من ذلك أنهم يحاربون أشد الحرب من يدعون إلى تحكيم شريعة الله، والعودة إلى الإسلام.
3. أصحاب النحل التي مرقت من الإسلام مروقا ظاهرا، مثل الدروز والنصيرية، والإسماعيلية، وأمثالهمم من الفرق الباطنية، الذين قال عنهم الإمام الغزالي وغيره: ظاهرهم الرفض، وباطنهم الكفر المحض، وقال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية: إنهم أكفر من اليهود والنصارى، وذلك لإنكارهم قطعيات الإسلام وأساسياته، وما علم منه بالضرورة.
ومثلهم في عصرنا: البهائية، التي هي دين جديد قائم برأسه، ويقاربهم القاديانية التي جاءت بنبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم الذي ختم الله به النبيين.

إلى السؤال

وجوب التفرقة بين النوع والشخص المعين:
وهنا أمر يجب أن نلفت النظر إليه، وهو ما قرره المحققون من العلماء، من وجوب التفرقة بين الشخص والنوع في قضية التكفير.
ومعنى هذا: أن نقول مثلا: الشيوعيون كفار، أو الحكام العلمانيون الرافضون لحكم الشرع كفار، أو من قال كذا أو دعا إلى كذا فهو كافر، فهذا وذلك حكم على النوع، فإذا تعلق الأمر بشخص معين، ينتسب إلى هؤلاء أو أولئك وجب التوقف للتحقق والتثبت من حقيقة موقفه، بسؤاله ومناقشته، حتى تقوم عليه الحجة، وتنتفي الشبهة، وتنقطع المعاذير.
وفي هذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
"إن القول قد يكون كفرا، فيطلق القول بتكفير صاحبه، ويقال: من قال هذا هو كافر. لكن الشخص المعين الذي قاله لا يحكم بكفره، حتى تقوم عليه الحجة التي يكفر تاركها".
وهذا كما في نصوص الوعيد. فإن الله تعالى يقول: (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما، إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا).
"فهذا ونحوه من نصوص الوعيد حق، لكن الشخص المعين لا يشهد عليه بالوعيد، فلا يشهد على معين من أهل القبلة بالنار، لجواز أن لا يلحقه الوعيد، لفوات شرط، أو ثبوت مانع. فقد لا يكون التحريم بلغه، وقد يتوب من فعل المحرم… وقد تكون له حسنات عظيمة تمحو عقوبة المحرم… وقد يبتلى بمصائب تكفر عنه، وقد يشفع فيه شفيع مطاع"
قال: "وقد تكون بلغته ولم تثبت عنده، أو لم يتمكن من فهمها. وقد تكون عرضت له شبهات يعذره الله بها…".
قال: ومذاهب الأئمة مبنية على هذا التفصيل بين النوع والمعين.
فإذا كان كل هذا الاحتياط واجبا في شأن المصرحين بالكفر، فكيف يجترئ مسلم على تكفير الجماهير التي تشهد أن "لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله" وإن خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا؟
إن الإقرار بالشهادتين، قد عصم دماءهم وأموالهم -إلا بحقها- وحسابهم على الله تعالى. فإنما أمرنا أن نحكم بالظاهر، والله يتولى السرائر.
وقد صح الحديث بل تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله تعالى".

إلى السؤال

خطورة التكفير:
والذي ينبغي أن نؤصله هنا: أن الحكم بالكفر على إنسان ما، حكم جد خطير، لما يترتب عليه من آثار هي غاية في الخطر، منها:
1. لا يحل لزوجته البقاء معه، ويجب أن يفرق بينها وبينه، لأن المسلمة لا يصح أن تكون زوجة لكافر بالإجماع المتيقن.
2. إن أولاده لا يجوز أن يبقوا تحت سلطانه، لأنه لا يؤتمن عليهم ويخشى أن يؤثر عليهم بكفره، وبخاصة أن عودهم طري. وهم أمانة في عنق المجتمع الإسلامي كله.
3. إنه فقد حق الولاية والنصرة على المجتمع الإسلامي، بعد أن مرق منه وخرج عليه بالكفر الصريح، والردة البواح، ولهذا يجب أن يقاطع، ويفرض عليه حصار أدبي من المجتمع حتى يفيق لنفسه، ويثوب إلى رشده.
4. إنه يجب أن يحاكم أمام القضاء الإسلامي، لينفذ فيه حكم المرتد، بعد أن يستتيبه ويزيل من ذهنه الشبهات، ويقيم عليه الحجة.
5. إنه إذا مات لا تجرى عليه أحكام المسلمين، فلا يغسل ولا يصلى عليه، ولا يدفن في مقابر المسلمين، ولا يورث، كما أنه لا يرث إذا مات مورث له.
6. إنه إذا مات على حاله من الكفر يستوجب لعنة الله وطرده من رحمته، والخلود الأبدي في نار جهنم.
وهذه الأحكام الخطيرة توجب على من يتصدى للحكم بتكفير خلق الله أن يتريث مرات ومرات قبل أن يقول ما يقول.

إلى السؤال

وجوب الرجوع إلى القرآن والسنة:
ومن هنا يجب أن نرجع إلى النصوص من القرآن والسنة، لنقرر في ضوئها القواعد أو الحقائق الشرعية التي يجب الاحتكام إليها في مثل هذا الموضوع الخطير في دين الله، وفي حياة الناس.
واعتمادنا الكلي إنما هو على النصوص الثابتة المعصومة من كتاب الله وسنة رسوله، فهي وحدها الحجة والعمدة بلا نزاع.
وإذا استشهدنا بأقوال بعض العلماء، فليس ذلك لاعتبار أقوالهم حجة بنفسها، ولكن لنستأنس بفهمهم للنصوص، حتى لا نتيه في المتشابهات، أو نضرب الآيات والأحاديث بعضها ببعض. مع تأكيد أصل مهم هنا، وهو أن سلف الأمة من الصحابة ومن تبعهم بإحسان هم أهدى هذه الأمة سبيلا، وأصحها إفهاما، وأقومها طريقا، وأفقهها لروح الإسلام، وأحرصها على اتباعه. فما وجدنا لهم هديا معروفا لم نعدل عنه إلى ابتداعات من بعدهم، فهم بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم خير القرون.

بماذا يدخل الإنسان في الإسلام:
الحقيقة أو القاعدة الأولى: أن الإنسان يدخل الإسلام بالشهادتين:
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فمن أقر بالشهادتين بلسانه فقد دخل في الإسلام، وأجريت عليه أحكام المسلمين، وإن كان كافرا بقلبه، لأنا أمرنا أن نحكم بالظاهر، وأن نكل إلى الله السرائر. والدليل على ذلك:
1. أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل الإسلام ممن أقر بالشهادتين، ولا ينتظر حتى يأتي وقت الصلاة، أو حول الزكاة، أو شهر رمضان… مثلا. حتى يؤدي هذه الفرائض، ثم يحكم له بالإسلام. ويكتفي منه بالإيمان بها، وألا يظهر منه إنكارها.
2. حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما عند البخاري وغيره: أنه قتل رجلا شهر عليه السيف فقال: (لا إله إلا الله) فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم أشد الإنكار، وقال: أقتلته بعدما قال: (لا إله إلا الله)؟ فقال: إنما قالها تعوذا من السيف؟ فقال: هلا شققت عن قلبه؟! وفي بعض الروايات: كيف لك بـ (لا إله إلا الله) يوم القيامة؟
3. حديث أبي هريرة: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله) متفق عليه.

عربية
07-06-2001, 04:51 PM
وفي رواية لمسلم: حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي وما جئت به.
وفي البخاري عن أنس مرفوعا: حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله.
والمراد بـ "الناس" في الحديث مشركو العرب. كما قال العلماء، وكما فسره أنس في حديثه، لأن أهل الكتاب يقبل منهم الجزية بنص القرآن.
والشاهد هنا: إنهم إذا قالوا لا إله إلا الله، دخلوا بها في الإسلام، بدليل عصمة دمائهم وأموالهم، لأن العصمة إما بالإسلام أو بالعهد والذمة، ولا عهد ولا ذمة هنا، فلم يبق إلا الإسلام.
وقد صح هذا الحديث عن عدد من الصحابة بألفاظ متقاربة. ولهذا قال الحافظ السيوطي في "الجامع الصغير": هو حديث متواتر. قال شارحه المناوي: لأنه رواه خمسة عشر صحابيا.
وقد روى سفيان بن عيينة -أحد أئمة الحديث في زمنه- أنه قال: كان هذا في أول الإسلام قبل فرض الصلاة والصيام والزكاة والهجرة.
وعقب العلامة ابن رجب الحنبلي في كتابه "جامع العلوم والحكم" على هذا بقوله: وهذا ضعيف جدا، وفي صحته عن سفيان نظر. فإن رواة هذه الأحاديث إنما صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة، وبعضهم تأخر إسلامه.
ثم قوله: عصموا مني دماءهم وأموالهم، يدل على أنه كان عند هذا القول مأمورا بالقتال، وهذا كله بعد هجرته إلى المدينة.
قال: ومن المعلوم بالضرورة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل من كل من جاء يريد الدخول في الإسلام، الشهادتين فقط، ويعصم دمه بذلك، ويجعله مسلما. فقد أنكر على أسامة بن زيد قتله لمن قال: "لا إله إلا الله" لما رفع عليه السيف، واشتد نكيره عليه، ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يشترط على من جاءه يريد الإسلام أن يلتزم الصلاة والزكاة، بل قد روى أنه قبل من قوم الإسلام واشترطوا ألا يزكوا.
ففي مسند الإمام أحمد عن جابر رضي الله عنه قال: اشترطت ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن لا صدقة عليهم ولا جهاد، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سيتصدقون، ويجاهدون.
وفيه أيضا عن نصر بن عاصم الليثي عن رجل منهم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم على أن لا يصلي إلا صلاتين، فقبل منه.
قال ابن رجب: وأخذ الإمام أحمد بهذه الأحاديث وقال: يصح الإسلام على الشرط الفاسد، ثم يلزم بشرائع الإسلام كلها.
واستدلوا أيضا بأن حكيم بن حزام قال: بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا أخر إلا قائما.
قال أحمد: معناه أن يسجد من غير ركوع اهـ. كلام ابن رجب والذي يهمنا من هذه النقول أمران:
الأول: أن الدخول في الإسلام إنما يكون بالشهادتين، وإذا اقتصر في بعض الأحاديث على شهادة التوحيد، فهو إما من باب الاكتفاء أو الاختصار من بعض الرواة. وإما لأن مشركي العرب المقصودين بكلمة "الناس" في الحديث، لم يكونوا ليقروا بشهادة التوحيد إلا إذا شهدوا لمن جاء بها، ودعا إليها، وهو محمد رسول الله.
ولهذا جاء عن بعض السلف: الإسلام الكلمة. يعني: كلمة الشهادة.
وأما الصلاة والصيام وسائر شرائع الإسلام وفرائضه فإنما يطالب بها بعد أن يصبح مسلما إذ هي لا تصح ولا تقبل إلا من مسلم. أما الكافر فلا صلاة له ولا صيام ولا حج… الخ… لفقدانه شرط القبول… وهو الإسلام.
والثاني: ما دلت عليه الأحاديث الأخيرة التي ذكرها ابن رجب، والتي رواها إمام السنة أحمد بن حنبل من المرونة وسعة الأفق، التي كان يعالج بها النبي صلى الله عليه وسلم الأمور، ويواجه بها المواقف. وخصوصا مع الداخلين في الإسلام.
فقد قبل من بعضهم ما رفضه من غيرهم. فقد جاء عن بشير بن الخصاصية أنه أراد أن يبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام دون أن يتصدق أو يجاهد، فكف يده عنه وقال: يا بشير، لا جهاد ولا صدقة! فبم تدخل الجنة إذن؟!
ولكنه قبل هذا من ثقيف، لعلمه بأنهم لن يجمدوا على هذا الموقف، وأنهم إذا حسن إسلامهم سيصنعون ما يصنع سائر المسلمين، ولهذا قال في ثقة عنهم: سيتصدقون ويجاهدون.

إلى السؤال

من مات على التوحيد استوجب الجنة:
القاعدة الثانية: أن من مات على التوحيد (أي على: لا إله إلا الله) استحق عند الله أمرين:
الأول: النجاة من الخلود في النار، وإن اقترف من المعاصي ما اقترف، سواء منها ما يتعلق بحقوق الله كالزنا، أو بحقوق العباد كالسرقة. وإن دخل بذنوبه النار فسيخرج منها لا محالة، مادام في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان.
الثاني: دخول الجنة لا محالة، وإن تأخر دخوله، فلم يدخلها مع السابقين: بسبب عذابه في النار لمعاص لم يتب منها، ولم تكفر عنه بسبب من الأسباب:
والدليل على ذلك أحاديث صحاح مشهورة في الصحيحين وغيرهما من دواوين السنة منها: عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من شهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق، والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من عمل).
وعن أبي ذر قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة).
(إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله) أي لم يقلها لمجرد أن يعصم بها دمه وماله كالمنافقين في عهد النبوة.
وعن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يخرج من النار من قال: (لا إله إلا الله) وكان في قلبه من الخير ما يزن برة (يعني حبة قمح)).
وهذه الأحاديث كلها متفق عليها في الصحيحين.
وفي الصحيحين أيضا من حديث أبي ذر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني جبريل فبشرني: أنه من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة. قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق).
وفي صحيح مسلم من حديث الصنابحي عن عبادة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، حرم الله عليه النار).
وغير هذه الأحاديث كثير، ودلالتها صريحة على أن كلمة الشهادة موجبة لدخول الجنة والنجاة من النار. والمراد بدخول الجنة: دخولها ولو في النهاية، بعد استحقاق العذاب في النار زمنا ما. وكذلك المراد بالنجاة من النار: النجاة من الخلود فيها. وإنما قلنا هذا، جمعا بين هذه الأحاديث وأحاديث أخرى حرمت الجنة، وأوجبت النار على من ارتكب بعض المعاصي.. فلا يجوز أن نضرب النصوص بعضها ببعض.

إلى السؤال

نواقض الإسلام:
القاعدة الثالثة: أن الإنسان بعد أن يدخل في الإسلام بالإقرار بالشهادتين، يصبح -بمقتضى إسلامه- ملتزما بجميع أحكام الإسلام، والالتزام يعني الإيمان بعدالتها وقدسيتها، ووجوب الخضوع والتسليم لها، والعمل بموجبها. أعني الأحكام النصية الصريحة الثابتة بالكتاب والسنة.
فليس لها خيار تجاهها بحيث يقبل أو يرفض، ويأخذ أو يدع، بل لابد أن ينقاد لها مسلما راضيا، محلا حلالها، محرما حرامها، معتقدا بوجوب ما أوجبت، واستحباب ما أحبت.
يقول تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم)، (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا: سمعنا وأطعنا)، (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما).
ومن المهم أن نعرف هنا، أن من أحكام الإسلام من الواجبات والمحرمات والعقوبات وغيرها من التشريعات، ما ثبت ثبوتا قطعيا، وأصبح من الأحكام اليقينية، التي لا يتطرق إليها ريب ولا شبهة، أنها من دين الله وشرعه، وهي التي يطلق عليها علماء الإسلام اسم "المعلوم من الدين بالضرورة".
وعلامتها أن الخاصة والعامة يعرفونها، ولا يحتاج إثباتها إلى نظر واستدلال، وذلك مثل فرضية الصلاة والزكاة وغيرها من أركان الإسلام وحرمة القتل والزنا وأكل الربا وشرب الخمر ونحوها من الكبائر، ومثل الأحكام القطعية في الزواج والطلاق والميراث والحدود والقصاص وما شابهها.
فمن أنكر شيئا من هذه الأحكام "المعلومة من الدين بالضرورة" أو استخف بها واستهزأ فقد كفر كفرا صريحا، وحكم عليه بالردة عن الإسلام. وذلك أن هذه الأحكام نطقت بها الآيات الصريحة، وتواترت بها الأحاديث الصحيحة، وأجمعت عليها الأمة جيلا بعد جيل، فمن كذب بها فقد كذب نص القرآن والسنة. وهذا كفر.
ولم يستثن من ذلك إلا من كان حديث عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة عن أمصار المسلمين، ومظان العلم، فهذا يعذر إذا أنكر هذه الضروريات الدينية، حتى يعلم ويفقه في دين الله، فيجري عليه بعد ذلك ما يجري على سائر المسلمين.

إلى السؤال

كبائر المعاصي تنقص الإيمان ولكنها لا تهدمه:
القاعدة الرابعة: أن المعاصي والكبائر -وإن أصر عليها صاحبها ولم يتب منها- تخدش الإيمان وتنقصه، ولكنها لا تنقضه من أساسه، ولا تنفيه بالكلية. والدليل على ذلك ما يأتي:
1. إنها لو كانت تهدم الإيمان من أصله، وتخرج صاحبها إلى الكفر المطلق، لكانت المعصية والردة شيئا واحدا، وكان العاصي مرتدا، ووجب أن يعاقب عقوبة المرتد، ولم تتنوع عقوبات الزاني والسارق وقاطع الطريق وشارب الخمر والقاتل. وهذا مرفوض بالنص والإجماع.
2. إن القرآن نص على أخوة القاتل لأولياء المقتول في آية القصاص حين قال: (يأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى: الحر بالحر، والعبد بالعبد، والأنثى بالأنثى، فمن عفى له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان).
3. إن القرآن أثبت الإيمان للطائفتين المقتتلتين في قوله تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله…-إلى أن قال- …إنما المؤمنون إخوة، فأصلحوا بين أخويكم) فأثبت لهم الإيمان والأخوة الدينية مع وجود الاقتتال، ومع قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم وجوه بعض)، وقوله: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار) وبهذا الحديث الأخير استدل البخاري -فيما استدل- بأن المعاصي لا يكفر صاحبها، لأن الرسول سماهما مسلمين مع توعدهما بالنار.
والمراد: إذا كان الاقتتال بغير تأويل سائغ.
4. إن حاطب بن أبي بلتعة ارتكب خطيئة تشبه ما يسمى الآن "الخيانة العظمى" حيث أراد نقل أخبار الرسول وتحركات جيشه إلى قريش قبيل فتح مكة، مع حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على كتمان ذلك عنهم. وقال له عمر: دعني يا رسول الله أضرب عنقه فقد نافق. واعتذر الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل بدر، ولم يعتبر عمله ناقلا له من الإيمان إلى الكفر. ونزل القرآن يؤكد ذلك حيث نزل في شأنه أول سورة الممتحنة (يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق) -إلى أن قال- (تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم).
فخاطبه الله فيمن خاطب بعنوان الإيمان، وجعل عدوه سبحانه وعدوهم واحدا، مع قوله: (تلقون إليهم بالمودة).
5. وقريب من ذلك ما نزل في شأن الذين قذفوا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ومنهم مسطح بن أثاثة، وكان من أهل بدر. وكان أبو بكر حلف ألا يصله، فأنزل الله في شأنه (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولى القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله، وليعفوا وليصفحوا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم، والله غفور رحيم).
وإن قيل: إن مسطحا وأمثاله وتابوا، لكن الله لم يشترط -في الأمر بالعفو عنهم والصفح والإحسان إليهم- التوبة. كما قال ابن تيمية رحمه الله.

عربية
07-06-2001, 04:52 PM
6. ما رواه البخاري من حديث أبي هريرة في قصة شارب الخمر، الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم بضربه فضربوه، فلما انصرف، قال بعض القوم: أخزاك الله. فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان) وفي رواية أخرى للبخاري: (لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم) وفي سنن أبي داود في هذه القصة زيادة: (ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه).
فهذه هي النظرة المحمدية المتسامحة إلى شارب أم الخبائث، فهو يأمر بضربه، ولكنه لا يرضى بلعنه وطرده من رحمة الله، ولا إخراجه من نطاق المؤمنين، بل يثبت الأخوة بينه وبينهم، وينهاهم أن يفتحوا ثغرة للشيطان إلى قلبه إذا سبوه وأذلوه علانية، بل يأمرهم أن يدعوا له بالمغفرة والرحمة، ويشعروه بالأخوة والمحبة، والحرص على هدايته، فعسى أن يرده ذلك عن غوايته.
7. وأكثر من ذلك ما رواه البخاري أيضا عن عمر بن الخطاب: أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كان اسمه عبدالله وكان يلقب (حمارا) وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب، فأتى به يوما، فأمر به فجلد. فقال رجل من القوم: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تلعنوه فوالله ما علمت أنه لا يحب الله ورسوله) وفي بعض روايات الحديث: (لقد علمت أنه يحب الله ورسوله) وفي بعضها (ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله).
فهذا مع إدمانه الشرب، وإصراره عليه، وإنكاره منه، حتى نقل ابن حجر في الفتح عن ابن عبد البر أنه ضرب خمسين مرة، ينهى النبي عن لعنه، ويقرر أنه يحب الله ورسوله.
يقول الحافظ بن حجر في بيان فوائد هذا الحديث في "الفتح":
( أ ) فيه الرد على من زعم أن مرتكب الكبيرة كافر، لثبوت النهي عن لعنه، والأمر بالدعاء له.
(ب) وفيه أن لا تنافي بين ارتكاب النهي وثبوت محبة الله ورسوله في قلب المرتكب، لأنه صلى الله عليه وسلم أخبر بأن المذكور يحب الله ورسوله، مع وجود ما صدر عنه.
(جـ) وأن من تكررت منه المعصية لا تنزع منه محبة الله ورسوله.
(د)ويؤخذ منه تأكيد ما تقدم أن نفي الإيمان -عن شارب الخمر- (أي في حديث: لا يشرب الخمر وهو مؤمن)- لا يراد به زواله بالكلية، بل نفي كماله. اهـ من فتح الباري.
8. الأحاديث السابقة التي أوجبت لمن قال: "لا إله إلا الله" الجنة وإن زنى وإن سرق.
9. ما صح واستفاض عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيشفع لأهل الكبائر من أمته.
وهذا يدل على حكمين كبيرين:
أولهما: أنه لم يخرجهم باقتراف الكبيرة عن حظيرة أمته.
ثانيهما: أن الله سيرحمهم بهذه الشفاعة، إما بإعفائهم من دخول النار أصلا، وإن استوجبوها بذنوبهم. وإما بإخراجهم منها بعد أن دخلوها وعذبوا فيها زمنا فهم غير مخلدين في النار قطعا.

إلى السؤال

ما عدا الشرك تحت إمكان المغفرة:
القاعدة الخامسة: وهي تأكيد للقاعدة السابقة -أن الذنب الذي لا يغفر هو الشرك بالله تعالى، وما عداه من الذنوب -صغرت أو كبرت- فهو في مشيئة الله تعالى، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه.
قال تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا).
والمراد بالشرك في الآية وأمثالها: الشرك الأكبر، وهو اتخاذ إله أو آلهة مع الله تعالى وهو المراد بهذا اللفظ عند الإطلاق.
ومثله الكفر الأكبر: أعني كفر الجحود والإنكار.
قال الحافظ ابن حجر: لأن من جحد نبوة محمد صلى الله عليه وسلم مثلا، كان كافرا ولو لم يجعل مع الله إلها آخر، والمغفرة منتفية عنه بلا خلاف أما المعاصي الأخرى دون الكفر أو الشرك، فهي تحت سلطان المشيئة الإلهية. من شاء غفر له، ومن شاء عاقبه، كما ذكرت الآيتان السابقتان (ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء).
قال الإمام ابن تيمية: ولا يجوز أن يحمل هذا على التائب، بأن التائب لا فرق في حقه بين الشرك وغيره كما قال سبحانه في الآية الأخرى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعا). فهنا عمم وأطلق، لأن المراد به التائب، وهناك خص وعلق.(مجموع فتوى شيخ الإسلام ج7 ص484-485)
وقد جاء الحديث الصحيح يؤيد مضمون الآية الكريمة في أن ما عدا الشرك من المعاصي موكول إلى المشيئة الإلهية.
ففي حديث عبادة بن الصامت عند البخاري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وحوله عصابة من أصحابه: (بايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف. فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله، فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه).
والحديث واضح الدلالة على أن ارتكاب الموبقات التي اشتملت البيعة على اجتنابها لا يخرج صاحبها من الإسلام، بل من عوقب عليها كانت العقوبة طهارة وكفارة له، وإلا فهو في المشيئة.
يقول العلامة المازري: في الحديث رد على الخوارج الذين يكفرون بالذنوب، ورد على المعتزلة الذين يوجبون تعذيب الفاسق إذا مات بلا توبة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه تحت المشيئة ولم يقل: لابد أن يعذبه.
وقال الطيبي: "فيه الإشارة إلى الكف على الشهادة بالنار على أحد إلا من ورد النص فيه بعينه".(فتح الباري ج1 ص75ط الحلبي)

إلى السؤال

انقسام الكفر الوارد في النصوص إلى أكبر وأصغر:
القاعدة السادسة: أن الكفر في لغة القرآن والسنة، قد يراد به الكفر الأكبر، وهو الذي يخرج الإنسان من الملة، بالنسبة لأحكام الدنيا، ويوجب له الخلود في النار بالنسبة لأحكام الآخرة.
وقد يراد به الكفر الأصغر، وهو الذي يوجب لصاحبه الوعيد دون الخلود في النار، ولا ينقل صاحبه من ملة الإسلام. إنما يدمغه بالفسوق أو العصيان.
فالكفر بالمعنى الأول، هو الإنكار أو الجحود المتعمد لما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم أو بعض ما جاء به، مما علم من دينه بالضرورة.
والكفر بالمعنى الثاني، يشمل المعاصي التي يخالف بها أمر الله تعالى، أو يرتكب بها ما نهى عنه. وفيه جاءت أحاديث كثيرة، مثل: (من حلف بغير الله فقد كفر) أو (فقد أشرك)، (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر)، (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض)، (لا ترغبوا عن آبائكم فإن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم)، (من قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما).
وإنما قلنا: إن الكفر الوارد في هذه النصوص وأمثالها ليس كفرا ناقلا عن الملة، لأدلة أخرى. فقد تقاتل الصحابة، ولم يكفر بعضهم بعضا بذلك.
والمنقول عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يقينا: إنه لم يكفر من قاتله في معركة الجمل، أو صفين، وإنما اعتبرهم بغاة. وقد صح الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية… كما صح الحديث في الخوارج أنهم (تقتلهم أدنى الطائفتين إلى الحق) وقد قاتلهم علي رضي الله عنه ومن معه.
كما أثبت القرآن إيمان الطائفتين المقتتلتين (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا) وكما أثبت الأخوة الدينية بينهم (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم).
ومثل ذلك، حديث: (من قال لأخيه يا كافر) فقد أثبت الأخوة بينهما، وهي لا تثبت بين مسلم وكافر، فدل ذلك على أنه لم يخرج من دائرة الإسلام بقوله.
ومثل ذلك قوله: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) أو (من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقوله فقد كفر بما أنزل الله على محمد) ونحوها. فلم يعتبره أحد من علماء المسلمين طوال القرون الماضية كفرا مخرجا من الملة، وردة عن الإسلام.
ومازال الناس في مختلف الأزمنة يحلفون بغير الله، ويصدقون العرافين والكهان، فينكر أهل العلم والدين عليهم ويضللونهم أو يفسقونهم، ولكن لم يحكموا بردتهم، ولا فرقوا بينهم وبين نسائهم، ولا أمروا بعدم الصلاة عليهم عند موتهم، أو بعدم دفنهم في مقابر المسلمين. وقد جاء في الحديث المرفوع: أن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة.
ولهذا ذكر ابن القيم عددا من الأحاديث التي أطلقت الكفر على بعض المعاصي ثم قال:
"والقصد: أن المعاصي كلها من نوع الكفر الأصغر، فإنها ضد الشكر، الذي هو العمل بالطاعة، فالسعي إما شكر وإما كفر، وإما ثالث لا من هذا ولا من هذا".(أنظر مدارج السالكين ج1ص355ط السنة المحمدية)
فالكفر بالمعنى الأول -أعني الكفر الأكبر- يقابله الإيمان. يقال: مؤمن وكافر. كما في مثل قوله تعالى: (فمنهم من آمن ومنهم من كفر) وقوله تعالى: (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور، والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات)، (كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم).
أما الكفر بالمعنى الثاني -أعني الكفر الأصغر- فيقابله: الشكر، فالإنسان إما شاكر للنعمة، أو كافر بها، غير قائم بحقها، وإن لم يكفر بمنعها. قال تعالى في وصف الإنسان: (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) وقال: (فمن شكر فإنما يشكر لنفسه، ومن كفر فإن ربي غني كريم).
وجاء في صحيح البخاري حديث ذكر فيه سبب دخول النساء النار: إنهن يكفرن! قيل: يا رسول الله: يكفرن بالله؟ قال: (يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان).
ولهذا لما نقل الحافظ ابن حجر عن القرطبي قوله: حيث جاء الكفر في لسان الشارع فهو جحد المعلوم من دين الإسلام بالضرورة الشرعية.
عقب عليه بقوله: وقد ورد الكفر في الشرع بمعنى جحد النعم، وترك شكر المنعم، والقيام بحقه، كما تقدم تقريره في كتاب "الإيمان" في باب "كفر دون كفر" في حديث أبي سعيد "يكفرن الإحسان…الخ".(فتح الباري ج13 ص75 ط الحلبي)
وذلك أن الإمام البخاري رضي الله عنه وضع في كتاب الإيمان عدة أبواب للرد على الخوارج الذين يكفرون المسلمين باقتراف الكبائر. منها: باب "كفران العشير، وكفر دون كفر"
وعبارة "كفر دون كفر" هذه وردت عن ابن عباس وبعض التابعين في تفسير قوله تعالى: (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون).
وهذا يدلنا على أن تقسيم الكفر إلى درجات متفاوتة بين أكبر وأصغر، تقسيم مأثور عن سلف الأمة.
وهذا التقسيم نفسه يجري في الشرك وفي النفاق وفي الفسق وفي الظلم. فكل منها ينقسم إلى الأكبر الذي يوجب التخليد في النار، والأصغر الذي لا يوجب ذلك، ولا ينقل عن الملة.
وقد ذكر البخاري في صحيحه"باب: ظلم دون ظلم" واستدل بحديث ابن مسعود لما نزلت آية الأنعام (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) قال الصحابة: يا رسول الله، وأينا لم يظلم نفسه؟ قال: ليس كما تقولون: لم يلبسوا إيمانهم بظلم: بشرك. أو لم تسمعوا قوله تعالى: ( إن الشرك لظلم عظيم).
ووجه الدلالة من الحديث على ما أراده البخاري: أن الصحابة فهموا من قوله "بظلم" عموم أنواع المعاصي، ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وإنما بين لهم أن المراد: أعظم أنواع الظلم وهو الشرك، فدل على أن الظلم مراتب متفاوتة. (فتح الباري ج1 ص94-95 ط الحلبي)

عربية
07-06-2001, 04:54 PM
اجتماع بعض شعب الإيمان مع شعب الكفر أو النفاق أو الجاهلية:
القاعدة السابعة: أن الإيمان قد يجامع شعبة أو أكثر للكفر أو الجاهلية أو النفاق.
وهذه الحقيقة قد خفيت على كثيرين في القديم والحديث، فحسبوا أن المرء إما أن يكون مؤمنا خالصا أو كافرا خالصا، ولا واسطة بينهما، إما مخلصا محضا أو منافقا محضا. وقريب منه من يقول: إما مسلم محض أو جاهلي. ولا ثالث لهذين الصنفين.
وهذه طريقة كثير من الناس. حيث يركزون النظر على الأطراف المتقابلة دون الالتفات إلى الأوساط. فالشيء عندهم إما أبيض فقط أو أسود فقط، ناسين أن هناك من الألوان ما ليس بأبيض ولا بأسود خالص، بل بين بين.
ولا عجب أن نجد فئة من الناس، إذا وجدت فردا أو مجتمعا لا يتحقق فيه صفات الإيمان الكامل، بل توجد فيه بعض الخصائص النفاق، أو شعب الكفر، أو أخلاق الجاهلية، سارعت إلى الحكم عليه بالكفر المطلق، أو النفاق الأكبر، أو الجاهلية المكفرة، لاعتقادهم أن الإيمان لا يجامع شيئا من الكفر أو النفاق بحال. وأن الإسلام والجاهلية ضدان لا يجتمعان.
وهذا صحيح إذا نظرنا إلى الإيمان المطلق (أي الكامل) والكفر المطلق، وكذلك الإسلام والجاهلية والنفاق.
أما مطلق إيمان وكفر، أو مطلق إيمان ونفاق، أو مطلق إسلام وجاهلية، فقد يجتمعان كما دلت على ذلك (النصوص) وأقوال السلف رضي الله عنهم.
ففي الصحيح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر رضي الله عنه: (إنك امرؤ فيك جاهلية!) وهذا وهو أبو ذر في سابقته وصدقه وجهاده.
وفيه: (من مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق).
وروى أبو داود عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: (القلوب أربعة: قلب أغلف، فذلك قلب الكافر، وقلب مصفح وذلك قلب المنافق، وقلب أجرد، فيه سراج يزهو، فذلك قلب المؤمن، وقلب فيه إيمان ونفاق، فمثل الإيمان فيه كمثل شجرة يمدها ماء طيب، ومثل النفاق مثل قرحة يمدها قيح ودم، فأيهما غلب عليه غلب). وقد روى مرفوعا، وهو في مسند أحمد مرفوعا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا الذي قاله حذيفة يدل عليه قوله تعالى: (هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان) فقد كان قبل ذلك فيهم نفاق مغلوب، فلما كان يوم أحد، غلب نفاقهم، فصاروا إلى الكفر أقرب.
وروى عبد الله بن المبارك بسنده عن علي بن أبي طالب قال: (إن الإيمان يبدو لمظة بيضاء في القلب، فكلما ازداد العبد إيمانًا ازداد القلب بياضًا، حتى إذا استكمل الإيمان ابيض القلب كله.وإن النفاق يبدو لمظة سوداء في القلب، فكلما ازداد العبد نفاقا ازداد القلب سوادا، حتى إذا استكمل العبد النفاق اسود القلب. وآيم الله لو شققتم عن قلب المؤمن لوجدتموه أبيض، ولو شققتم عن قلب الكافر لوجدتموه أسود). وقال ابن مسعود: الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل.
قال شيخ الإسلام: وهذا كثير في كلام السلف: يبينون أن القلب قد يكون فيه إيمان ونفاق.
والكتاب والسنة يدلان على ذلك. فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر شعب الإيمان وذكر شعب النفاق، وقال: (من كانت فيه شعبة منهن كانت فيه شعبة من النفاق حتى يدعها) وتلك الشعبة قد يكون معها كثير من شعب الإيمان.
ولهذا قال: (ويخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان) فعلم أن من كان معه من الإيمان أقل القليل لم يخلد في النار، وأن من كان معه كثير من النفاق، فهو يعذب على قدر ما معه من ذلك، ثم يخرج من النار.
وعلى هذا فقوله تعالى للأعراب: (لم تؤمنوا ولكن قولوا: أسلمنا، ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) فقد نفى حقيقة دخول الإيمان في قلوبهم، وذلك لا يمنع أن يكون فيهم شعبة منه، كما نفاه عن الزاني والسارق، ومن لا يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ومن لا يأمن جاره بوائقه، وغير ذلك… فإن في القرآن والحديث من نفى عنه الإيمان لترك بعض الواجبات شيء كثير.(أنظر: كتاب الإيمان الكبير، من مجموع فتوى شيخ الإسلام ج7 ص303-305)
وفي موضع آخر عرض ابن تيمية رحمه الله للأمر فقال: "والمقصود أن خير المؤمنين في أعلى درجات الجنة، والمنافقون في الدرك الأسفل من النار، وإن كانوا في الدنيا مسلمين ظاهرا، تجرى عليهم أحكام الإسلام الظاهرة. فمن كان فيه إيمان ونفاق يسمى (مسلما) إذ ليس هو دون المنافق المحض، وإذا كان نفاقه أغلب لم يستحق اسم الإيمان، بل اسم المنافق أحق به، فإن ما فيه بياض وسواد، وسواده أكثر من بياضه، هو باسم الأسود أحق منه باسم الأبيض. كما قال تعالى: (هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان). وأما إذا كان إيمانه أغلب، ومعه نفاق يستحق به الوعيد، لم يكن أيضا من المؤمنين الموعودين بالجنة (أي مع السابقين) وإن استحقها بإيمانه بعد العذاب إن لم يشفع له أو يعف الله عنه.
قال: وطوائف أهل الأهواء -من الخوارج والمعتزلة والجهمية والمرجئة- يقولون: إنه لا يجتمع في العبد إيمان ونفاق. ومنهم من يدعي الإجماع على ذلك. ومن هنا غلطوا فيه، وخالفوا فيه الكتاب والسنة وآثار الصحابة، والتابعين لهم بإحسان، مع مخالفة صريح المعقول.
بل الخوارج والمعتزلة طردوا هذا الأصل الفاسد، وقالوا: لا يجتمع في الشخص الواحد طاعة يستحق بها الثواب، ومعصية يستحق بها العقاب.
ولا يكون الشخص الواحد محمودا من وجه، مذموما من وجه، ولا محبوبا مدعوا له من وجه، ومسخوطا ملعونا من وجه، ولا يتصور أن الشخص الواحد يدخل الجنة والنار جميعا عندهم، بل من دخل إحداهما لم يدخل الأخرى، ولهذا أنكروا خروج أحد من النار، أو الشفاعة في أحد من أهل النار.
وحكى عن غالية المرجئة: أنهم وافقوهم على هذا الأصل، ولكن هؤلاء قالوا: "إن أهل الكبائر يدخلون الجنة، ولا يدخلون النار" مقابلة لأولئك.
"وأما أهل السنة والجماعة والصحابة والتابعون لهم بإحسان وسائر طوائف المسلمين من أهل الحديث والفقهاء، وأهل الكلام.. فيقولون: إن الشخص الواحد، قد يعذبه الله بالنار ثم يدخله الجنة، كما نطقت بذلك الأحاديث الصحيحة.
وهذا الشخص الذي له سيئات عذب بها، وله حسنات دخل بها الجنة وله معصية وطاعة باتفاق. فإن هؤلاء الطوائف لم يتنازعوا في حكمه، لكن تنازعوا في اسمه.
فقالت المرجئة: هو مؤمن كامل الإيمان.
وأهل السنة والجماعة على أنه مؤمن ناقص الإيمان. ولولا ذلك لما عذب، كما أنه ناقص البر والتقوى باتفاق المسلمين.
وهل يطلق عليه اسم "مؤمن"؟
هذا فيه القولان… والصحيح التفصيل.
فإذا سئل عن أحكام الدنيا كعتقه في الكفارة. قيل: هو مؤمن. وكذلك إذا سئل عن دخوله في خطاب المؤمنين أي في مثل قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا).
وأما إذا سئل عن حكمه في الآخرة قيل: ليس هذا النوع من المؤمنين الموعودين بالجنة، بل معه إيمان يمنعه الخلود في النار، ويدخل به الجنة بعد أن يعذب في النار، إن لم يغفر الله له ذنوبه… لهذا قال من قال: هو مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، أو مؤمن ناقص الإيمان.
والذين لا يسمونه مؤمنا من أهل السنة والمعتزلة يقولون: اسم الفسوق ينافي اسم الإيمان لقوله تعالى: (بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان) وقوله: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا؟).
قال: وعلى هذا الأصل، فبعض الناس يكون معه شعبة من شعب الكفر، ومعه إيمان أيضا.
وعلى هذا ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في تسمية كثير من الذنوب كفرا، مع أن صاحبها قد يكون معه أكثر من مثقال ذرة من إيمان، فلا يخلد في النار. كقوله: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) وقوله: (لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض).
وهذا مستفيض عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح من غير وجه، فإنه أمر في حجة الوداع أن ينادى به في الناس. فقد سمى من يضرب بعضهم رقاب بعض -بلا حق- كفارا، ويسمى هذا الفعل كفرا. ومع هذا فقد قال تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) إلى قوله: (إنما المؤمنون إخوة) فبين أن هؤلاء لم يخرجوا من الإيمان بالكلية، ولكن فيهم ما هو كفر، وهو هذه الخصلة، كما قال بعض الصحابة: كفر دون كفر. وكذلك قوله: (من قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما) فقد سماه أخا حين القول، وقد أخبر أن أحدهما باء بها، فلو خرج أحدهما عن الإسلام بالكلية لم يكن أخاه، بل فيه كفر) اهـ.


تفاوت مراتب الأمة في الطاعة:
القاعدة الثامنة: وهي تأكيد للسابعة: أن مراتب الناس متفاوتة في امتثالهم لأمر الله تعالى، واجتنابهم لنهيه.
ولهذا تفاوتت درجات إيمانهم وقربهم من الله عز وجل، ومن هنا قرر سلف الأمة أن الإيمان يزيد وينقص، ودل على ذلك بالكتاب والسنة، فمن الخطأ الفاحش تصور الناس جميعا ملائكة أولى أجنحة، بلا أخطاء ولا خطايا، ناسين العنصر الطيني الذي خلقوا منه، والذي يشدهم إلى الأرض لا محالة.
وهذه الحقيقة -حقيقة تفاوت الناس في الإيمان والطاعة لله- قد قررها القرآن الكريم، كما أكدتها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى في سورة فاطر: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فمنهم ظالم لنفسه، ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله. ذلك هو الفضل الكبير، جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير).
فقد قسم الله عز وجل الأمة التي أورثها الكتاب، واصطفاها من عباده ثلاثة أصناف:
1. ظالم لنفسه، وهو كما قال ابن كثير، المفرط في فعل بعض الواجبات المرتكب بعض المحرمات.
2. ومقتصد، وهو المؤدي للواجبات، التارك للمحرمات، وقد يترك بعض المستحبات، ويفعل بعض المكروهات.
3. وسابق للخيرات، وهو الفاعل للواجبات والمستحبات، التارك للمحرمات والمكروهات، وبعض المباحات.(تفسير ابن كثير ج3 ص454-555 :ط الحلبي)
فهؤلاء الثلاثة على ما في بعضهم من عوج وتقصير وظلم للنفس داخلون في الذين اصطفاهم الله من عباده.
وهؤلاء الأصناف الثلاثة ينطبقون على الطبقات أو المراتب الثلاث المذكورة في حديث جبريل المشهور: وهي "الإسلام" و"الإيمان" و"الإحسان". وأخبر الله تعالى عن هؤلاء الأصناف الثلاثة -وفيهم الظالم لنفسه- بأنهم من أهل الجنة.
وصح عن ابن عباس في تفسير الآية قوله: هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ورثهم الله كل كتاب أنزله، فظالمهم يغفر له، ومقتصدهم يحاسب حسابا يسيرا، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب.(المصدر السابق)
وليس المراد بـ "المحرمات" التي يرتكبها الظالم لنفسه "الصغائر" فقط دون "الكبائر" ولا المراد به التائب من جميع الذنوب، لأن هذا وذاك -كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية- يدخل في صنف المقتصد أو السابق "فإنه ليس أحد من بني آدم يخلو من ذنب. كل من تاب كان مقتصدا أو سابقا".
كذلك من اجتنب الكبائر كفرت عنه السيئات، كما قال تعالى: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم).
فلا بد أن يكون هناك ظالم لنفسه، وموعود الجنة. ولو بعد عذاب يطهر من الخطايا.(من كتاب "الإيمان" من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ج7 ص485:ط الرياض)
على أن المسلم مهما يكن مقتصدا أو ظالما لنفسه، فعليه أن يكره الكفر والفسوق والعصيان، ولا يرضى بالمنكر الذي تطفح به الحياة من حوله. فإن أدنى درجات الإيمان أن يغير المسلم المنكر بقلبه، أي يكرهه ويتألم له ويسخط عليه، وأرفع من ذلك درجة أن يغيره بلسانه إن استطاع، وأرفع من هذه أن يغيره بيده إن استطاع. وهذا ما جاء به الحديث الصحيح المشهور على الألسنة (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فمن لم يستطع فبلسانه، فمن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان).
فإذا كان التغيير بالقلب -بالمفهوم الذي شرحناه- أضعف الإيمان، فمعنى هذا أن من فقد هذه الدرجة -درجة أضعف الإيمان- فقد الإيمان كله، ولم يبق له منه شيء.
وهذا ما صرح به الحديث الآخر الذي رواه مسلم عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره، ثم إنه يخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن. وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل).
فالحديث الشريف يصرح بأن من لم يجاهد هؤلاء الفسقة والظالمين بقلبه -أي يكره أعمالهم وظلمهم وفسقهم- ليس عنده من الإيمان حبة خردل. وبعبارة أخرى، ليس عنده أقل القليل من الإيمان.
غير أن هذا الأمر مرده إلى ضمير المسلم وقلبه، فهو الذي يستطيع أن يحكم على نفسه أهو راض عن المنكر أم هو ساخط عليه؟ وإن كان راضيا عن صاحب المنكر: أهو راض عنه لأجل فسقه وظلمه وانحرافه عن شرع الله أم لأجل شيء آخر، مثل مصلحة أصابها منه، أو قرابة بينه وبينه، أو غير ذلك. وإن كان الواجب على المؤمن أن يكون مناط قربه أو بعده من الناس هو مدى اتصالهم بالإسلام أو انفصالهم عنه.

عربية
07-06-2001, 04:54 PM
خاتمة:
بعد هذا البيان في ضوء ما ذكرنا من قواعد جامعة، ونصوص قاطعة، وأدلة ناصعة، يتبين لكل ذي عينين مدى الخطأ الجسيم، والخطر العظيم، الذي سقط فيه "إخواننا" الذين أسرفوا في "التكفير" حتى غدوا يكفرون الأفراد والمجتمعات بالجملة، معرضين عن كل ما يخالف وجهتهم من نصوص الشرع وأدلته، متذرعين بالتعسف في التأويل، والاستدلال بما ليس بدليل، مخطئين كل من لا يوافقهم من علماء الأمة وأئمتها في القديم والحديث، زاعمين لأنفسهم أنهم قد بلغوا درجة "الإمامة" والاجتهاد المطلق، وأن لهم أن يخالفوا الأمة كلها وما أجمعت عليه سلفا وخلفا. وهذا -والعياذ بالله- من العجب المهلك، والغرور الموبق، والغلو الضار، وليس لهذا مصدر إلا الجهل بالله تعالى، والجهل بالناس، والجهل بالنفس، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه، وفي الحديث الصحيح: (إياكم والغلو،فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو) وفي حديث آخر: (هلك المتنطعون) -قالها ثلاثا- ومع هذا كله لا أريد أن أقع فيما وقع في هؤلاء الإخوة المسرفون، فأكفرهم كما كفروا الناس، وإن جاءت الأحاديث بتكفير من كفر مسلما، لأن هذه الأحاديث فيمن كفر مسلما بغير تأويل، وهؤلاء لهم تأويلهم وإن كان مرفوضا.
ولهذا اختلف السلف في تكفير الخوارج، برغم ما ورد في ذمهم من أحاديث مرفوعة صحاح، والثابت عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه لم يكفرهم، ولم يبدأهم بقتال، ولما قيل له: أهم كفار؟ قال: من الكفر فروا!.
ولهذا أصر على القول بأنهم (إخواننا) على الرغم من غلوهم وانحرافهم عن جادة الصواب في أفكارهم. ويقيني أن الكثيرين منهم سيرجعون عن فكرتهم في التكفير إذا قرؤوا ما كتبت بروح الحيدة والإنصاف، والإخلاص في طلب الحق، والبراءة من العصبية، والتحرر من الخوف من ملامة زملائهم، أو تهديد رؤسائهم، الذين يعتبرونهم "مرتدين" بمجرد اختلافهم معهم، أو رجوعهم عن رأيهم، ويفتون بوجوب قتلهم، لأنهم بدلوا دينهم.
وإني لأعلم علم اليقين أن في هذه الجماعات المتطرفة شبابا مخلصين، لا يريدون إلا وجه الله، والدار الآخرة، ونصرة الإسلام، ولكنهم لم يتحصنوا بثقافة إسلامية أصيلة، وفقه إسلامي عميق، فصادفت هذه الأفكار قلوبا خالية، فتمكنت منها.
وأعلم أن عددا من هؤلاء الشباب تبين له الحق فرجع إليه، غير مبال بالتهديد ولا بالوعيد، بل تعرضوا للإيذاء فصبروا وصابروا.
وأعلم أن هذه الظاهرة نتيجة لخلو الميدان من حركة إسلامية واعية ناضجة تعمل في النور جهرة، وفي وضح النهار، فلاذ هؤلاء بالسراديب والكهوف يعملون في الظلام، ويوم تشرق شمس الدعوة إلى الإسلام المتكامل، وترسل أشعتها في الآفاق، ويعلو صوتها بلا خوف ولا إرهاب لن يكون هناك مكان لأهل السراديب من الغلاة والمتطرفين، ولعلنا نعود إلى هذا الموضوع الخطير مرة أخرى إن شاء الله تعالى.

عربية
07-06-2001, 05:02 PM
aziz2000 :)

للتوضيح فقط
= ماورد في الرد الاول لو افترضنا ان الجانب الاخر كافر !!!!!!!!!!!!!

= الرد الثاني باعتبار ان اخواننا الشيعة = كما اعتبرهم انا شخصيا :) وحرية الراي مكفولة :)= فرقة من الامة الاسلامية

= الرد الثالث مجاله واسع واسع وكمان واسع سيفيد النعمان ان قراة بتاني !!!!!!!


هذا واشوفكم على خير :) :)

aziz2000
08-06-2001, 04:18 PM
ماشاء الله تبارك الله :)

جزاكِ الله خيرا أختي :) والحمدلله بأن ماأتيت به قد وافق ماقلت :)


أما ماتحدث به الشيخ القرضاوي حفظه الله عن حديث الثلاث والسبعون فرقة فقد ذهب باجتهاده حفظه الله إلى تضعيف الأحاديث مع أن جماعة من كبار أهل العلم قد حسنوه وصححوه مثل الحافظ بن حجر الذي حسنه وشيخ الإسلام ابن تيمية الذي صححه ..

أما بالنسبة إلى الغلو في التكفير فلم يأتي بأي شئ عن الشيعة وإنما كان حديثا عاما عن أهل السنة والجماعة وكل كلامه نحن أكثر من يشدد على صحته .. وتمعني في الكلام كله يختتمه بعبارة نحن أهل السنة والجماعة .. وهذا الرد كافي ووافي :)

ثم في ردكِ الخامس بعد ردي ماوافق حديثي بشدة وهو

فمن الكفرة الذين يجب أن يدفعوا بالكفر دون مواربة ولا استخفاء الأصناف التالية:
1. الشيوعيون المصرون على الشيوعية، الذين يؤمنون بها فلسفة ونظام حياة، رغم مناقضتها الصريحة لعقيدة الإسلام وشريعته وقيمه، والذين يؤمنون بأن الدين -كل الدين- أفيون الشعوب، ويعادون الأديان عامة، ويخصون الإسلام بمزيد من العداوة والنقمة، لأنه عقيدة ونظام وحضارة كاملة.
2. الحكام العلمانيون، ورجال الأحزاب العلمانية، الذين يرفضون جهرة شرع الله. وينادون بأن الدولة يجب أن تنفصل عن الدين، وإذا دعوا إلى حكم الله ورسوله أبوا وامتنعوا، وأكثر من ذلك أنهم يحاربون أشد الحرب من يدعون إلى تحكيم شريعة الله، والعودة إلى الإسلام.
3. أصحاب النحل التي مرقت من الإسلام مروقا ظاهرا، مثل الدروز والنصيرية، والإسماعيلية، وأمثالهمم من الفرق الباطنية، الذين قال عنهم الإمام الغزالي وغيره: ظاهرهم الرفض، وباطنهم الكفر المحض، وقال عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية: إنهم أكفر من اليهود والنصارى، وذلك لإنكارهم قطعيات الإسلام وأساسياته، وما علم منه بالضرورة.
ومثلهم في عصرنا: البهائية، التي هي دين جديد قائم برأسه، ويقاربهم القاديانية التي جاءت بنبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم الذي ختم الله به النبيين.


تمعني في النقطة الثالثة .. الاسماعيلية وهي فرقة من فرق الشيعة وقد رأيت شريطا مسجلا لهم ورأيتهم وهم يسجدون لفقيههم .. وقول الإمام الغزالي رحمه الله :ظاهرهم الرفض وباطنهم الكفر المحض .. وماقاله ابن تيمية رحمه الله إنهم أكفر من اليهود والنصارى، وذلك لإنكارهم قطعيات الإسلام وأساسياته، وما علم منه بالضرورة .. وكله موجود فيما استقطعته من ردودكِ أختي .. فهي الوحيدة التي أتت بذكرهم أما الباقي فلم يكن الكلام عنهم أبدا :)

ومن ثم نرجع لموضوعنا الأساسي وهو التقريب بين السنة والشيعة

إذ كيف يكون هناك تقريب بين السنة والشيعة ؟!! .. أهل السنة الذين حملوا القرآن الكريم وسنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظ الله بهم الدين وجاهدوا لإعلاء منارة الإسلام و صنعوا تاريخه المجيد والرافضة الذين يلعنون الصحابة ويهدمون الإسلام ؟؟!! فإن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين نقلوا الدين لنا فإذا طعن أحد فيهم فقد هدم الدين .

كيف يكون تقريب بين أهل السنة والرافضة وهم يسبون الخلفاء الثلاثة .. وسبهم لو كان لهم عقول يفضي إلى الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم فإن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما صهران لرسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيراه في حياته وضجيعاه بعد موته ومن ينال هذه المنزلة .. وجاهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع غزواته ويكفي هذا الدليل لبطلان الرفض .. وعثمان رضي الله عنه زوج ابنتين للرسول صلى الله عليه وسلم والله لا يختار لرسوله صلى الله عليه وسلم إلا أفضل الأصحاب فكيف لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم عداوة الخلفاء الثلاثة للإسلام ويحذر منهم إن كانوا صادقين بزعمهم ؟! بل سب هؤلاء الثلاثة طعن في علي رضي الله عنه .. فقد بايع أبا بكر في المسجد راضياً وزوج عمر ابنته أم كلثوم وبايع عثمان مختاراً وكان وزيراً لهم محباً ناصحاً رضي الله عنهم أجمعين. فهل يُصاهر علي رضي الله عنه كافراً أو يُبايع كافراً؟ سبحانك هذا بُهتان عظيم

ولعنهم لمعاوية رضي الله عنه طعن في الحسن رضي الله عنه الذي تنازل عن الخلافة لمعاوية ابتغاء وجه الله وقد وفق لذلك وحرضه صلى الله عليه وسلم على ذلك فهل يتنازل سبط رسول الله لكافر يحكم المسلمين؟ سبحانك هذا بهتان عظيم

وكيف يلعنون أم المؤمنين عائشة التي نص الله في كتابه على أنها أم المؤمنين في قوله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم ) ؟!

وكيف يكون تقريب بين أهل السنة والرافضة وقد جعلوا الخميني إمام الضلالة معصوماً حيث أقروه على أنه نائب مهديهم الخرافة الذي قالوا بأنه دخل سرداب سامراء والنائب له حكم المستنيب فإذا كان المهدي معصوماً فالخميني معصوم لأنه نائب له فماذا هذا التناقض ؟!!

إن الرافضة في قولهم في ولاية الفقيه قد نسفوا مذهبهم من أساسه والباطل يحطم بعضه بعضاً ويشتمل ويتضمن على الردود وتحطيم نفسه بنفسه وأهل البيت براء منهم ومن هذا القول والأدلة على بطلان مذهب الرافضة شرعاً وعقلاً لا تحصى إلا بالمشقة… ألا فليدخلوا في الإسلام ..

وأما نحن أهل السنة والجماعة فلن نقترب منهم شعرة واحدة أو أقل من ذلك فهم أضر على الإسلام من اليهود والنصارى ولا يوثق بهم أبداً وعلى المسلمين أن يقفوا بالمرصاد قال تعالى: (هم العدوّ فاحذرهم قاتلهم الله أنى يُؤفكون). إن نسب الرفض يعود إلى عبد الله بن سبأ اليهودي وإلى أبي لؤلؤة المجوسي وهذا يكفي

مرة أخرى أختي عربية أنا لم أُعارض كلمة مما كتبتيه فوق عن الغلو في التكفير لأن هذا هو منهجنا نحن أهل السنة والجماعة وقد جاء مايوافق في سياق ردودكِ .. ولاأقول هذا انتصارا لنفسي معاذ الله .. ولكن الحق أحق أن يُتبع ..

والرافضة يسكنون بجانبنا .. فمنطقتنا مملوؤة منهم .. فبعد وفاة الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله تعالى ( والذي يكرهه الشيعة كرها شديدا ) أقامت إحدى القرى عندهم احتفالا ضخما بتلك المناسبة .. ولكن الله يمهل ولايهمل .. عذبهم في أغلى مايملكون .. كانوا يقيمون أحد أعراسهم فاحترقت خيمة النساء بما فيها وفقدوا أعز مايملكون .. فقدوا أمهاتهم وزوجاتهم وبناتهم وأطفالهم .. واستمروا شهرا برمته لايقف طابور الجنائز في كارثة مأساوية .. لاأقول هذا للتشمت بهم .. ولكن هذا جزاء الظالمين

هذا ماأعلمه فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأً فمن نفسي والشيطان ... وأستغفر الله

عربية
08-06-2001, 09:09 PM
تشكر :) ياعم والعلم نور :)

لا جديد اضيفه لكن ياريت وياريت وكمان ياريت :) لما نقراء
ناخذ بالمجمل سواء كان يوافق مانميل اليه او لأ :) مجرد ملاحظات

1. هل تعتبر كل الشيعه رافضة اواسماعيلية ؟!؟!؟!؟

2. هل عندك فكرة عن تاريخ الشيعه :) ؟!؟!؟ اذا كان لأ واظن كذلك انصحك ب د. طارق السويدان

3. التقلد لمجرد ان هناك من لا يحب صفة ظالمة تذكر العقل نعمه :)

4. تحري الحقائق والدقة وعدم خلط الحابل بالنابل من الفطنة
:)


5. لسنا في اطار مناقشة انها قناعات قد لا تصل اليها هذه السنة والا الى بعدها الله اعلم متى ؟!؟!؟

ولا انسى
= رحم الله فقيد الامة الاسلاميةالشيخ عبدالعزيز ابن باز =


اشوفك على خير :)

aziz2000
10-06-2001, 09:30 PM
أولا أختي : أنتِ مرتين اتهمتيني بأنني آخذ بما يوافقني وأترك مالايوافقني ..

بالنسبة لقناة الجزيرة .. لو أنني أخذت كل مافيها من غث وسمين لعرضت عقيدتي لخطر .. وخاصة بأن أغلب مذيعيها من العلمانيين .. أنا لاأتابع إلا برامج أحمد منصور وأحمد ماهر .. وليس كل مايأتي بهما صحيحا .. فأنا أعتمد في ماأتلقى على علماء راسخين في العلم شهد لهم علماء آخرين بذلك وأبني على آرائهم ماأراه من غث وسمين في الفضائيات .. وبالنسبة لردكِ الطويل فقلت لكِ بأنني لاأعترض على كلمة واحدة فيه ولكن لم يكن هناك أي ذكر للشيعة إلا في تلك المواضع التي أشرت لها

ثانيا .. الشيعة عدة فرق .. ولكن الذي نعلمه بأن أئمة الشيعة والذين يرجع إليهم شيعة العالم كلهم في إيران .. ومايحصل عند قبر الخميني الآن يدينهم بشدة

ثالثا ذهبت إلى موقع الدكتور طارق السويدان حفظه الله وهذا ماخرجت به

قد شرحت العقيدة التي أؤمن بها وأتبناها في كتيب مختصر العقيدة الصادر عام 1976 م ، وقد صدر لي كذلك ألبوم أشرطة يشرح ذلك باسم ( مختصر العقيدة الإسلامية ) وقريبا سيصدر ألبوم آخر يحتوي على شرح مفصل لموضوع ( أسماء الله الحسنى ) فأرجو مراجعته وتوجيهي إلى أية ملاحظات فنحن طلاب حق والحق أحق أن يتبع ، ولمزيد من التوضيح أشير إلى التالي :
1- لا أرضى بالرفض ولا بالتشيع أو التصوف المنحرف .
2- لا أقبل بالتقارب بين الأديان أو الطوائف ، فالتقارب يعني تنازل كل طرف عن شيء من عنده ، ونحن أهل السنة والجماعة معنا الحق الذي في الكتاب والسنة فكيف نتنازل عن جزء منه ، ولكني أدعو بشدة لفتح باب الحوار الهاديء المؤدب المبني على الدليل والبرهان .
3- لا أرضى بسب أحد من الصحابة جهرا أو سرا ولم أقل ذلك يوما ولم يخطر ببالي ، كيف وهم كلهم عدول وتربية المصطفى صلى الله عليه وسلم والطعن في أحد منهم طعن في الدين فما بلغنا الدين إلا عن طريقهم ، ومعروف رد العلماء على من سب أحد من الصحابة أو شنع عليه والتحذير من ذلك ، أما من نقل قولي لمن كنت أحاورهم من طائفة أخرى ( لا تسبوا أبو هريرة أمامي وإن كنت تريد سبه في بيتك فكيفك ) فقد جاء في معرض نقاش حول أدب الحوار ، وكنت أقول لهم أن من أدب الحوار ألا يستفز المتحاور صاحبه ، وأنا سب الصحابة يستفزني ولا أرضى به ولكن لا أستطيع أن أمنعك أن تسبه في بيتك ، فعجبا كيف فهم بعض الناس منها أني أدعو لسب أبي هريرة في البيوت وسبحان الله تعالى كيف قلبت الأمور ( لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا ) . ورغم هذا التوضيح فإن البعض مازال يطعن في ويقول عني ما لم أقصد ، ومثل هذا قد فجر في الخصومة وهو خصمي يوم القيامة أمام الله تعالى يحكم بيننا .

http://www.suwaidan.com/qa.htm


لاتعليق لدي :)

وشكرا على نصائحكِ :)

وأرجو أن نغلق باب الجدل هنا :) فالنعمان هداه الله يفتح الباب ويمشي :)

( إذا أراد الله بقوم سوءا .. سلط عليهم الجدل وقلة العمل )

إذن فلندع هذا كله لعلماء هذه الأمة :)

تقبلي تحياتي ياعربية الجلسة :)

الغرضون
10-06-2001, 11:12 PM
س:أليس الشيعة يعتبرون أبابكر وعمر رضي الـله عنهما خائنين (أستغفر الـله)؟؟؟
س:أليس تسعة أعشار دينهم الكذب (التقية)؟
س:أليسوا ضد أهل الإسلام مذ قديم الزمان حتى اليوم؟
. . . إذا كيف أتقارب مع عدوي؟؟؟