PDA

View Full Version : هل الله عز وجل في كل مكان ؟ للشيخ ابن باز رحمه الله


mjh
03-06-2001, 06:21 AM
هل الله عز وجل في كل مكان ؟ للشيخ ابن باز رحمه الله
سؤال: كيف الرد على القائلين بأن (الله في كل مكان) تعالى عن ذلك وما حكم قائلها ؟
الجواب:الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه….وبعد!
أولاً:عقيدة أهل السنة والجماعة أن الله سبحانه وتعالى مستو على عرشه بذاته وهو ليس داخل العالم بل منفصل وبائن عنه وهو مطلع على كل شيء لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء قال تعالى:{إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش} الآية،وقال تعال:{الرحمن على العرش استوى}وقال تعالى:{الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش} الآية، وقال تعالى:{وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء}ومما يدل على علوه على خلقه نزول القرآن من عنده والنزول لا يكون إلا من أعلى إلى أسفل،قال تعالى:{وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه} الآية،وقال تعالى:{حم تنزيل الكتاب من العزيز العليم}وقال تعالى:{حم تنزيل من الرحمن الرحيم}إلى غير ذلك من الآيات الدالة على علو الله سبحانه وتعالى ، وفي حديث معاوية بن الحكم بن السلمي قال:كانت لي جارية ترعى غنماً لي بين أحد والجوانيه فأطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب منها بشاة وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون فصككتها صكه فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي فقلت يا رسول الله أفلا أعتقها؟ قال:[ ائتني بها ] فأتيته بها فقال:[ أين الله؟ ]قالت:في السماء قال:[ من أنا؟ ] قالت:رسول الله،قال[ أعتقها فإنها مؤمنة ]أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وغيرهم،وفي الصحيحين حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[ ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحاً مساء ].
ثانياً:من اعتقد أن الله في كل مكان فهو من الحلولية ويرد عليه بما تقدم من الأدلة على أن الله في جهة العلو أنه مستو على عرشه بائن من خلقه فإن انقاد لما دل عليه الكتاب والسنة والإجماع وإلا فهو كافر مرتد عن الإسلام.
وأما قوله تعالى:{وهو معكم أينما كنتم} فمعناه عند أهل السنة والجماعة أنه معهم بعلمه واطلاعه على أحوالهم،وأما قوله تعالى:{وهو الله في السموات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون}فمعناه أنه سبحانه معبود أهل السموات ومعبود أهل الأرض،وأما قوله تعالى:{وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله}فمعناه أنه سبحانه إله أهل السموات وإله أهل الأرض لا يعبد بحق سواه،وهذا هو الجمع بين الآيات والأحاديث الواردة في هذا الباب عند أهل الحق.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
سماحة الشيخ:عبد العزيز بن باز رحمه الله.