PDA

View Full Version : ألب أرسلان تفضل


عربية
04-06-2001, 10:12 PM
التقسيم ( ترتيل - موسيقى - غناء):
تنقسم الفنون السمعية عند مختلف علماء المسلمين سواء السلف منهم أو المعاصرون إلى 3 فروع:
* فرع يتعلق بالصوت الخاص أو ما يسميه الغرب: الموسيقى، وهو بمثابة ترجمة لرؤية معرفية خاصة بكل شعب أو بكل حضارة في شكل طبقات صوتية ومدد إيقاعية متفاوتة.
والفرع الثاني يتعلق بإضافة الصوت البشري من خلال عنصر الأداء والإحساس إلى الطبقات والمدد الإيقاعية المنغمة ليحدث ما تعارف الناس على تسميته بالغناء.
والفرع الثالث هو فرع خاص بالمسلمين، وهو تلاوة القرآن وتجويده، أي أداء الواجب الديني العبادي بصوت حسن مرخم منغم عملاً بالحديث الشريف "زينوا القرآن بأصواتكم" وبالحديث الشريف الآخر "لكل شيء حلية، وحلية القرآن الصوت الحسن".
وقد قال رجل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حبب إلي الصوت الحسن فهل في الجنة صوت حسن؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إي والذي نفسي بيده، إن الله تعالى ليوحي إلى شجرة في الجنة أن أسمعي عبادي الذي اشتغلوا بعبادتي عن عزف البرابط والمزامير فترفع صوتًا لم تسمع الخلائق مثله في تسبيح الرب وتقديسه".
الحديث الشريف السابق يوضح أن الصوت الحسن من نعم الله على العباد في الدنيا وفي الآخرة، بل إن من يشتغل عن العزف في الدنيا سيسمع في الآخرة صوتا لم يسمع بمثله في تسبيح الرحمن وتقديسه.
وإشكالية الفنون السمعية عند المسلمين إشكالية محلولة فعلاً مطروحة قولاً، فالغناء والموسيقى فعل حضاري معبّر عن الرؤية المعرفية للأمة، أمر مستمر ولا يحتاج لتدليل أو لبيان، أما اختلاف الفقهاء -وهو رحمة للعباد- فهو اختلاف تفصيلي يربط أحيانا بين السماع واللهو والإعراض عن ذكر الله، ومن ثَم يأتي النهي عنه من خلال باب سد الثغرات ودرء الشبهات.
وفي القرآن الكريم الكثير من الآيات البينات التي توضح أهمية الصوت الحسن وتأثيره في البشر والجن على حد سواء؛ ففي سورة الجن يقول الله تعالى: "قل أوحي إليَّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنَّا سمعنا قرآنًا عجبًا* يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدًا" (الجن:1-2) كان سماع القرآن هو سبيل الهداية، ويدعو القرآن إلى ترتيل القرآن فيقول تعالى في سورة المزمل: "يا أيها المزمل* قم الليل إلا قليلا* نصفه أو انقص منه قليلا* أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً" (المزمل:1-4).
القرآن الكريم كنسق نموذجي:
فالقرآن الكريم هو النسق النموذجي للفنون السمعية، مثلما هو النموذج الأول الذي يُحتذى دائما في أنواع الفنون الأخرى كافة.
ويرى السهروردي أن السماع الحق هو سماع القرآن؛ حيث يفسر الآية الكريمة "وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق" (المائدة:83) بأن هذا هو السماع الحق الذي لا يختلف فيه اثنان من أهل الإيمان، وهو السماع المحكوم لصاحبه بالهداية واللب.
وروي أن عمر -رضي الله عنه- كان ربما مر بآية في ورده فتخنقه العبرة ويسقط ويلزم البيت اليوم واليومين حتى يعاد ويحسب مريضًا، فالسماع يستجلب الرحمة من الله الكريم، والأصل عندنا أن الجمال والحسن يستنطق المرء بالتسبيح، فكيف لو كان الحسن في صوت يرتل القرآن أو يجوده.
القرآن إذن نموذج أوليّ للفنون السمعية ويحتذيه الفنان لو أراد أن يخرج فنًا صوتيًا أو سمعيًا راقيًا يؤثر في القلب ويدعو إلى العبادة، وليس من قبيل المصادفة أن نجد أن أساطين المغنين والموسيقيين قديمًا وحديثًا قد حفظوا القرآن وجوّدوه واستفادوا من ذلك؛ ونذكر على سبيل المثال لا الحصر من العصر الحديث: أم كلثوم سيدة وقيثارة الغناء العربي، والشيوخ أبو العلا محمد، وسيد درويش، وزكريا أحمد، وسيد مكاوي وغيرهم.
إن التمكن من ترتيل وتجويد القرآن يعطي الموسيقيَّ أسرار الموسيقى العربية التي تمثل التعبير الصوتي عن الرؤية المعرفية الخاصة بالأمة، هذا التعبير الذي يتجلى أساسا في صوتيات علوم القرآن.
والموسيقى العربية مثلها مثل أي نوع من أنوع الموسيقى في العالم تمثل هوية خاصة تعكس الخصائص الجوهرية للأمة التي تؤديها. والمسلمون بصفة خاصة نموذجهم الأوليّ الذي تنبع منه كافة الفنون الصوتية الأخرى، مثل الأذان وتراتيل الحج وغيرها هو القرآن.
وما يميز الفنون السمعية عند العرب اقترانها بالفعل الحياتي دائما، فالموسيقى والغناء والحداء والنصيب والنشيد والأذان والترتيل وغير ذلك من أشكال الفنون السمعية هو مظهر من مظاهر الفعل الحياتي للإنسان المسلم.
ويُروى عن الرسول أنه قال لأنجشة وهو يحدو بأمهات المؤمنين بصون حسن: "رفقا بالقوارير". والحداء هو قيادة العير مع التنغيم والتلحين بصوت حسن وفي إيقاع منتظم يشنف الآذان ويطرب القلوب.
الخصائص الإسلامية للفنون السمعية:
والفنون السمعية الإسلامية مثلها مثل الفنون الإسلامية الأخرى تفي بالشروط الأخرى، وتتسم بنفس السمات التي تميز غيرها من الفنون التي وسمناها بسمة الإسلامية، فالفن السمعي الحياتي الذي يؤدي دورًا حياتياً عند المسلمين مرغوب ومطلوب، يقول ابن القيسرواني: إن باب السماع لا يمكن البت فيه، وكل ما نفع المسلمين فهو حلال مباح، ويرى ابن حجر الهيثمي أن السماع ثلاثة أقسام: سماع العوام وهو حرام لأنه رذيلة لا تفيد، وسماع الزهاد وهو مباح لحصول المجاهدة، وسماع العارفين وهو مستحب لحياة قلوبهم، وهنا نراه يربط بين السماع وبين درجات التقوى ومعرفة الله سبحانه، فهو في هذا يسير في نهج أن الحُسن يستنطق اللسان بالتسبيح.
الصفة الأولى وهي صفة الحياتية تتجلى في مظاهر كثيرة، منها: أغاني الحرفيين وأناشيد العاملين والطوائف وأغاني المناسبات، وقد حض الرسول -عليه السلام- على إحياء الأفراح بالأناشيد والأغاني. ولا يتوقف الأمر عند هذا، بل إن الأعياد والمناسبات الدينية كانت لها أغانيها الخاصة وأهازيجها المناسبة، وهكذا لعبت الفنون السمعية دوراً هامًا، وما زالت في حياة الأمة الإسلامية.
والصفة الثانية وهي التركيبية تتجلى أساسا في عملية رؤية المقامات العربية والشرقية بصفة عامة بوصفها سلالم مركبة، فالموسيقى الشرقية ليست وحدات بسيطة وإنما هي وحدات معقدة في ذاتها، والمزاج الشرقي يتوافق مع هذه الوحدات ومع رؤيتها الصوتية للكون التي تخالف في الأساس الرؤية الغربية.
ويرى الفلاسفة المسلمون أن للغناء فضيلة تتجاوز المنطق ويتعذر عليه إظهارها كما يقول أبو حيان التوحيدي، وأن الموسيقى تحرك فضائل النفس وتدعو للفضيلة والحب الإلهي والمناجاة.
والدراسات العربية في مجال الموسيقى وعلم الأصوات كثيرة وعديدة، وكلها تدلنا على أن العرب قد تبحروا في هذا الموضوع ودرسوه دراسة علمية بغرض النفع والانتفاع والاستبصار.
ما نخلص له هو أن الفنون السمعية عند المسلمين مثل غيرها من الفنون تتميز بصفات الحياتية والتركيبية والدعوة للعبادة.
وأن الاستمتاع بما أحل الله مرخص عند كل الفقهاء، وأن تحريم السماع أو الموسيقى إنما هو مرتبط بباب سد الثغرات عند بعض الفقهاء، حيث إن الأصل في الأشياء الإباحة.
وفي هذا الصدد لا بد أن نفهم الإطار الحياتي للعمل الفني الصوتي أو هندسة الصوت كما يسميها الدكتور "إسماعيل راجي الفاروقي" وكيف تنسج الموسيقى مع المناسبة التي تعزف فيها.
وما هو دور الموسيقى الدينية والموسيقى الفلكلورية والموسيقى التقليدية في المناسبات، وكيف تنسجم مع الأداء والمؤدين وتأثيرها في الجمهور الواسع، وكيف تأثرت بهذه الموسيقى شعوب غير عربية، نظراً لأن الإسلام نقل معه التقاليد الجمالية المنتمية للعربية كلغة حضارية.
إن فهم الموسيقى والفنون السمعية لا بد وأن يركز على الثوابت كما يركز على المتغيرات لفهم الكل الموسيقي وليس بعضه.
أحكام السماع:
ولو تكلمنا عن حكم الغناء في صدر الإسلام، سنجد اختلاف مواقف الفقهاء تبعاً لموطنهم، فأهل العراق كانوا أهل غلظة وتشدد يحرمون الغناء، بينما كان أهل الحجاز أهل تحضر ومدنية يبيحونه.
هنا سنجد ربطًا موضوعيًا بين المكان والرؤية المعرفية التي تنعكس في رؤية الحكم الفقهي، وكذلك الزمان، فحين يقول العرب: أهل العراق أهل غلظة وتشدد إنما يعنون الثغور الجديدة التي أنشأها المسلمون في الكوفة وغيرها، بينما أهل الحجاز هم أهل التحضر الذي انطلق إسلاميًا بعد بعثة الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
إن الغناء في العصر الجاهلي لم يكن مزدهرًا، فقد كان محصوراً في أراجيز قليلة تُؤدى على وتيرة واحدة بلا هدف والدرجات الصوتية فيه محدودة، وحدث ازدهار الموسيقى مع الحضارة الإسلامية. والعصر العباسي والعصر الفاطمي هما أزهى عصور الحضارة الإسلامية فيما يتعلق بالغناء والفنون السمعية، بل لقد انحدرت الموسيقى مع انهيار الحضارة الإسلامية بعد العصر الفاطمي.
ويمكن تصنيف الفنون السمعية تصنيفًا هرميًا يأتي على قمته الترتيل القرآني باعتباره المعيار والنموذج الأوليّ الذي أدى إلى توحد في سمات البنية العامة للفنون السمعية الإسلامية، ومن ثم انعكس هذا في أنماط الأداء المنتشرة في كافة بلدان الأمة الإسلامية، بل وأثر هذا النمط في البلاد التي تبعد عن هذه الأمة أو التي تخالطها.
ويتضمن هذا التقسيم بُعدًا معرفيًا هامًا هو أثر عقيدة التوحيد من خلال كلام الله في الحياة الصوتية للأمة وكيف يوجهها وجهة عقدية عبادية.
ويقرر السهروردي أن سماع القرآن هو السماع الحق الذي يستجلب الرحمة من الله الكريم ويملأ القلب بالهدى واليقين. ثم يحدثنا عن حكمة الاختلاف في حكم الغناء والسماع. ويسوق رأي الشيخ أبي طالب المكي الذي يرى أن السماع فيه حرام وحلال وشبهة، فمن سمعه بنفس مشاهدة شهوة وهوى فهو حرام، ومن سمعه بمعقوله على صفة مباح من جارية أو زوجة كان شبهة لدخول اللهو فيه، ومن سمعه بقلب يشاهد معاني تدله على الدليل ويشده إلى الجليل فهو مباح. ببساطه يرى الشيخ أبو طالب أن السماع فعل إنساني مركب مثله مثل أي فعل إنساني وفيه كل وجوه الفعل الإنساني، فمتى كان عباديا كان حلالاً ومتى كان شهويًا دنسًا كان حرامًا.
الأساس أن القرآن هو النموذج الأوليّ لكل الفنون السمعية الإسلامية، حيث إن كلام الله نزل بالعربية والقرآن هو الحقيقة المركزية في حياة المسلم.
ويوضح الإمام أبو حامد الغزالي أن السماع فعل إنساني تركيبي ينطبق عليه حكم الفعل الإنساني المركب من حيث إن الغرض هو الذي يحلّه أو يحرّمه.
والقرآن شرع ونموذج للحضارة في آن. إن القرآن يدعو إلى النطق به وترتيله في آيات بينات كثيرة، والقرآن بالنسبة للمسلمين هو صوت الآيات المنطوقة وليس مجرد النص المكتوب كما يفهم الغربيون.
ويقسم أبو القاسم الجنيد السماع على أساس السامعين، ومن ثم يحرمه على العوام ذوي النفوس الدنيئة، وسماع الزهاد المباح لحصول المجاهدة، وسماع العارفين المستحب. ويورد الهيثمي رأيًا يقول فيه: إن المغني مردود الشهادة، وإن الدف حلال والطبول كذلك وباقي آلات الموسيقى حرام.
بينما يرى الشوكاني أن اللهو والمعازف حرام، ويحل ضرب النساء بالدف لاستقبال الغائب. ويقول ابن القيسروني: إنه لا يمكن الإفتاء في هذه المسألة بحظر ولا إباحة، بل ويذهب إلى أن ضرب الدف سنة؛ ويورد أحاديث تؤيد السماع، وأحاديث تدعو إلى إحياء الزفاف ببعض الغناء أو الدف، ولا يذكر روايات تنهى عنه.
ومثله مثل العديد من الفقهاء يرى ابن تيمية السماع في إطاره الحياتي التركيبي، ومن ثم فمنه الحلال، ومنه الحرام، ومنه ما تخالطه الشبهة، ومنه المستحب.
وهذه الأحكام كلها توضح رأينا في أن الفنون السمعية مثلها مثل سائر الفنون الإسلامية أعمال حياتية تركيبية عبادية، ومن ثَم فهي حلال، وإلا دخلت في الشبهات وصارت أحيانًا من المحرمات.
ويؤكد الأستاذ محمد الغزالي على أن الغناء ليس محرمًا ويستدل على ذلك بأقوال ابن حزم التي يدحض فيها بعض الآراء التي تحرم الغناء استنادًا على أحاديث يرى ابن حزم أنها غير صحيحة.
ويقسم الشيخ الغزالي الغناء إلى 7 أصناف غير محرمة لأنها لأغراض حميدة وهي: إلهاب الشوق لزيارة الأماكن المقدسة، وإثارة الحميّة للقتال، ووصف المعارك وتثبيت الرجال، والرثاء، ووصف ساعات الرضا والسرور، والغزل الشريف، ووصف الأمجاد الإلهية.
وخلاصة القول في السماع: هو أنه لم يرد نصّ في الكتاب ولا في السنة في تحريم سماع الغناء أو آلات اللهو ويحتج بما ورد في الصحيح أن الرسول وكبار الصحابة قد سمعوا أصوات الجواري والدفوف بلا نكير وأن الأصل في الأشياء الإباحة، وكل ضار في الدين أو العقل أو النفس أو المال أو العرض فهو من المحرم ولا محرم غير ضار، فمن علم أو ظن أن السماع يجر به لمحرم حرم عليه




اذا عندك سؤال او استفسار اسال اهل العلم على العنوان التالي
:) :)

http://www.islam-online.net/Arabic/news/2000-11/17/article13.shtml

زين العابدين
06-06-2001, 03:24 AM
السؤال
:
ذهبت لموقع على الإنترنت وأسمه xxx وهناك الكثير من المقالات تقول بأن "الموسيقى والغناء والرقص حلال في الإسلام ما دام الجنسين ليسا مختلطين وليس هناك خمر"
حتى أنهم حاولوا إثبات هذا بذكرهم حديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه وافق على هذا.
أنا الآن متشككة فهل يمكن أن توضح لي حكم الموسيقى والرقص والغناء في الإسلام ومتى تكون مسموحة إذا كانت مسموحة على الإطلاق.
جزاك الله خيرا.

الجواب :

"المعازف" جمع معزفة، وهي آلات الملاهي ( فتح الباري 10/55 ) ، وهي الآلة التي يعزف بها ( المجموع 11/577 ) ، ونقل القرطبي رحمه الله عن الجوهري رحمه الله أن المعازف الغناء ، والذي في صحاحه : آلات اللهو . وقيل : أصوات الملاهي . وفي حواشي الدمياطي رحمه الله : المعازف بالدفوف وغيرها مما يضرب به ( فتح الباري 10/55 ) .

أدلة التحريم من الكتاب والسنة :

قال الله تعالى في سورة لقمان : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله " ، قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما : هو الغناء ، وقال مجاهد رحمه الله : اللهو الطبل ( تفسير الطبري 21/40 ) ، وقال الحسن البصري رحمه الله : نزلت هذه الآية في الغناء والمزامير ( تفسير ابن كثير 3/451 ) ، وقال السعدي رحمه الله : فدخل في هذا كل كلام محرم ، وكل لغو وباطل ، وهذيان من الأقوال المرغبة في الكفر والعصيان ، ومن أقوال الرادين على الحق المجادلين بالباطل ليدحضوا به الحق ، ومن غيبة ونميمة وكذب وشتم وسب ، ومن غناء ومزامير شيطان ، ومن الماجريات الملهية التي لا نفع فيها في دين ولا دنيا ( تفسير السعدي 6/150 ) ، قال ابن القيم رحمه الله : ( ويكفي تفسير الصحابة والتابعين للهو الحديث بأنه الغناء فقد صح ذلك عن ابن عباس وابن مسعود ، قال أبو الصهباء : سألت ابن مسعود عن قوله تعالى : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث " ، فقال : والله الذي لا إله غيره هو الغناء - يرددها ثلاث مرات - ، وصح عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضا أنه الغناء ، ولا تعارض بين تفسير لهو الحديث بالغناء وتفسيره بأخبار الأعاجم وملوكهم وملوك الروم ونحو ذلك مما كان النضر بن الحارث يحدث به أهل مكة يشغلهم به عن القرآن ، وكلاهما لهو الحديث ، ولهذا قال ابن عباس : لهو الحديث الباطل والغناء ، فمن الصحابة من ذكر هذا ومنهم من ذكر الآخر ومنهم من جمعهما ، والغناء أشد لهوا وأعظم ضررا من أحاديث الملوك وأخبارهم فإنه رقية الزنا ومنبت النفاق وشرك الشيطان وخمرة العقل ، وصده عن القرآن أعظم من صد غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه ، فإن الآيات تضمنت ذم استبدال لهو الحديث بالقرآن ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا ، وإذا يتلى عليه القرآن ولى مدبرا كأن لم يسمعه كأن في أذنيه وقراً ، هو الثقل والصمم ، وإذا علم منه شيئا استهزأ به ، فمجموع هذا لا يقع إلا من أعظم الناس كفرا وإن وقع بعضه للمغنين ومستمعيهم فلهم حصة ونصيب من هذا الذم ) إغاثة اللهفان 1/258-259

وقال تعالى : " واستفزز من استطعت منهم بصوتك "

عن مجاهد رحمه الله قال : استنزل منهم من استطعت ، قال : وصوته الغناء والباطل ، قال ابن القيم رحمه الله : ( وهذه الإضافة إضافة تخصيص كما أن إضافة الخيل والرجل إليه كذلك ، فكل متكلم في غير طاعة الله أو مصوت بيراع أو مزمار أو دف حرام أو طبل فذلك صوت الشيطان ، وكل ساع إلى معصية الله على قدميه فهو من رَجِله وكل راكب في معصيته فهو من خيالته ، كذلك قال السلف كما ذكر ابن أبي حاتم عن ابن عباس : رجله كل رجل مشت في معصية الله ) إغاثة اللهفان .

وقال تعالى : " أفمن هذا الحديث تعجبون ، وتضحكون ولا تبكون ، وأنتم سامدون "

قال عكرمة رحمه الله : عن ابن عباس السمود الغناء في لغة حِميَر ، يقال : اسمدي لنا أي غني ، وقال رحمه الله : كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا فنزلت هذه الآية ، وقال ابن كثير رحمه الله : وقوله تعالى " وأنتم سامدون " قال سفيان الثوري عن أبيه عن ابن عباس قال : الغناء ، هي يمانية ، اسمد لنا غنِّ لنا ، وكذلك قال عكرمة . تفسير ابن كثير .

عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تبيعوا القينات ، ولا تشتروهن ولا تعلموهن ، ولا خير في تجارة فيهن ، وثمنهن حرام ، في مثل هذا أنزلت هذه الآية : " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله " حسن .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف .. " الحديث ، ( رواه البخاري تعليقا برقم 5590 ، ووصله الطبراني والبيهقي ، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91 ) ، قال ابن القيم رحمه الله : ( هذا حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه محتجا به وعلقه تعليقا مجزوما به فقال : باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه ) ، وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين ؛ أولهما : قوله صلى الله عليه وسلم : " يستحلون " ، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة ، فيستحلها أولئك القوم . ثانيا : قرن المعازف مع المقطوع حرمته وهو الزنا والخمر ، ولو لم تكن محرمة لما قرنها معها ( السلسلة الصحيحة للألباني 1/140-141 بتصرف ) ، قال شيخ الإسلام رحمه الله : فدل هذا الحديث على تحريم المعازف ، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة ، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها . ( المجموع 11/535 ) ، وقال ابن القيم رحمه الله : ( وفي الباب عن سهل بن سعد الساعدي وعمران بن حصين وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن عباس وأبي هريرة وأبي أمامة الباهلي وعائشة أم المؤمنين وعلي بن أبي طالب وأنس بن مالك وعبد الرحمن بن سابط والغازي بن ربيعة ) ثم ذكرها في إغاثة اللهفان وهي تدل على التحريم .

عن نافع رحمه الله قال : " سمع ابن عمر مزمارا ، قال : فوضع إصبعيه على أذنيه ، ونأى عن الطريق ، وقال لي : يا نافع هل تسمع شيئا ؟ قال : فقلت : لا ، قال : فرفع إصبعيه من أذنيه ، وقال : كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع مثل هذا ، فصنع مثل هذا " صحيح أبي داود ؛ وقد زعم قزم أن هذا الحديث ليس دليلا على التحريم ، إذ لو كان كذلك لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم ابن عمر رضي الله عنهما بسد أذنيه ، ولأمر ابن عمر نافعا كذلك ! فيجاب : بأنه لم يكن يستمع ، وإنما كان يسمع ، وهناك فرق بين السامع والمستمع ، قال شيخ الإسلام رحمه الله : ( أما ما لم يقصده الإنسان من الاستماع فلا يترتب عليه نهي ولا ذم باتفاق الأئمة ، ولهذا إنما يترتب الذم والمدح على الاستماع لا السماع ، فالمستمع للقرآن يثاب عليه ، والسامع له من غير قصد ولا إرادة لا يثاب على ذلك ، إذ الأعمال بالنيات ، وكذلك ما ينهى عنه من الملاهي ، لو سمعه بدون قصد لم يضره ذلك ) المجموع 10 / 78 ؛ قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله : والمستمع هو الذي يقصد السماع ، ولم يوجد هذا من ابن عمر رضي الله عنهما ، وإنما وجد منه السماع ، ولأن بالنبي صلى الله عليه وسلم حاجة إلى معرفة انقطاع الصوت عنه لأنه عدل عن الطريق ، وسد أذنيه ، فلم يكن ليرجع إلى الطريق ، ولا يرفع إصبعيه عن أذنيه حتى ينقطع الصوت عنه ، فأبيح للحاجة . ( المغني 10 / 173 ) ( ولعل السماع المذكور في كلام الإمامين مكروه ، أبيح للحاجة كما سيأتي في قول الإمام مالك رحمه الله والله أعلم ) .

أقوال أئمة الإسلام :

قال القاسم رحمه الله : الغناء من الباطل ، وقال الحسن رحمه الله : إن كان في الوليمة لهو ، فلا دعوة لهم . الجامع للقيرواني ص 262-263 .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ، ثبت في صحيح البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه سيكون من أمته من يستحل الحر والحرير والخمر والمعازف ، وذكر أنهم يمسخون قردة وخنازير ، .. ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا ) المجموع 11/576 ، قال الألباني رحمه الله : اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها . الصحيحة 1/145 .

قال ابن القيم رحمه الله : ( مذهب أبي حنيفة في ذلك من أشد المذاهب ، وقوله فيه من أغلظ الأقوال ، وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف ، حتى الضرب بالقضيب ، وصرحوا بأنه معصية يوجب الفسق وترد بها الشهادة ، وأبلغ من ذلك أنهم قالوا : أن السماع فسق والتلذذ به كفر ، هذا لفظهم ، ورووا في ذلك حديثا لا يصح رفعه ، قالوا : ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره ، وقال أبو يوسف في دار يسمع منها صوت المعازف والملاهي : ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض ، فلو لم يجز الدخول بغير إذن لامتنع الناس من إقامة الفرض ) إغاثة اللهفان 1/425 .

وسئل الإمام مالك رحمه الله عن ضرب الطبل والمزمار ، ينالك سماعه وتجد له لذة في طريق أو مجلس ؟ قال : فليقم إذا التذ لذلك ، إلا أن يكون جلس لحاجة ، أو لا يقدر أن يقوم ، وأما الطريق فليرجع أو يتقدم . ( الجامع للقيرواني 262 ) ، وقال رحمه الله : إنما يفعله عندنا الفساق ( تفسير القرطبي 14/55 ) ، قال ابن عبد البر رحمه الله : من المكاسب المجمع على تحريمها الربا ومهور البغايا والسحت والرشا وأخذا الأجرة على النياحة والغناء وعلى الكهانة وادعاء الغيب وأخبار السماء وعلى الزمر واللعب الباطل كله . ( الكافي ) .

قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله : ( وصرح أصحابه العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله ) ( إغاثة اللهفان 1/425 ) ، وقد عد صاحب كفاية الأخبار ، من الشافعية ، الملاهي من زمر وغيره منكرا ، ويجب على من حضر إنكاره ، وقال : ( ولا يسقط عنه الإنكار بحضور فقهاء السوء ، فإنهم مفسدون للشريعة ، ولا بفقراء الرجس - يقصد الصوفية لأنهم يسمون أنفسهم بالفقراء - فإنهم جهلة أتباع كل ناعق ، لا يهتدون بنور العلم ويميلون مع كل ريح ) ( كفاية الأخيار 2/128 ) .

قال ابن القيم رحمه الله : ( وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه : سألت أبي عن الغناء فقال : الغناء ينبت النفاق بالقلب ، لا يعجبني ، ثم ذكر قول مالك : إنما يفعله عندنا الفساق ) ( إغاثة اللهفان ) ، وقال ابن قدامة - محقق المذهب الحنبلي - رحمه الله : ( الملاهي ثلاثة أضرب ؛ محرم ، وهو ضرب الأوتار والنايات والمزامير كلها ، والعود والطنبور والمعزفة والرباب ونحوها ، فمن أدام استماعها ردت شهادته ) ( المغني 10/173 ) ، وقال رحمه الله : ( وإذا دعي إلى وليمة فيها منكر ، كالخمر والزمر ، فأمكنه الإنكار ، حضر وأنكر ، لأنه يجمع بين واجبين ، وإن لم يمكنه لا يحضر ) ( الكافي 3/118 ) .

قال الطبري رحمه الله : ( فقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء والمنع منه وإنما فارق الجماعة إبراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري ، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عليك بالسواد الأعظم " ، ومن فارق الجماعة مات ميتة جاهلية " ) ( تفسير القرطبي 14/56 ) . وقد كان لفظ الكراهة يستخدم لمعنى الحرمة في القرون المتقدمة ثم غلب عليه معنى التنزيه ، ويحمل هذا على التحريم لقوله : والمنع منه ، فإنه لا يمنع عن أمر غير محرم ، ولذكره الحديثين وفيهما الزجر الشديد ، والقرطبي رحمه الله هو الذي نقل هذا الأثر ، وهو القائل بعد هذا : ( قال ابو الفرج وقال القفال من أصحابنا : لا تقبل شهادة المغني والرقاص ، قلت : وإذا ثبت أن هذا الأمر لا يجوز فأخذ الأجرة عليه لا تجوز ) ، قال الشيخ الفوزان حفظه الله : ( ما أباحه ابراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري من الغناء ليس هو كالغناء المعهود .. فحاشا هذين المذكورين أن يبيحا مثل هذا الغناء الذي هو غاية في الانحطاط ومنتى الرذالة ) الإعلام.

وقال ابن تيمية رحمه الله : ( لا يجوز صنع آلات الملاهي ) ( المجموع 22/140 ) ، وقال رحمه الله : ( آلات الملاهي ، مثل الطنبور ، يجوز إتلافها عند أكثر الفقهاء ، وهو مذهب مالك وأشهر الروايتين عند أحمد ) ( المجموع 28/113 ) ، وقال : ( الوجه السادس : أنه ذكر ابن المنذر اتفاق العلماء على المنع من إجارة الغناء والنوح فقال : أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على إبطال النائحة والمغنية ، كره ذلك الشعبي والنخعي ومالك وقال أبو ثور والنعمان - أبو حنيفة رحمه الله - ويعقوب ومحمد - تلميذي أبي حنيفة رحمهم الله - : لا تجوز الإجارة على شيء من الغناء والنوح وبه نقول ) وقال : ( والمعازف خمر النفوس ، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس ) ( مجموع الفتاوى 10/417 ) .

وأخرج ابن أبي شيبة رحمه الله : أن رجلا كسر طنبورا لرجل ، فخاصمه إلى شريح فلم يضمنه شيئا - أي لم يوجب عليه القيمة لأنه محرم لا قيمة له - . ( المصنف 5/395 ) .

وأفتى البغوي رحمه الله بتحريم بيع جميع آلات اللهو والباطل مثل الطنبور والمزمار والمعازف كلها ، ثم قال : ( فإذا طمست الصور ، وغيرت آلات اللهو عن حالتها ، فيجوز بيع جواهرها وأصولها ، فضة كانت أو حديد أو خشبا أو غيرها ) ( شرح السنة 8/28 ) .

زين العابدين
06-06-2001, 03:27 AM
ويستثنى من ذلك الدف - بغير خلخال - في الأعياد والنكاح للنساء ، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة ، قال شيخ الإسلام رحمه الله : ( ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح ، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف ، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال : " التصفيق للنساء والتسبيح للرجال ، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء " ، ولما كان الغناء والضرب بالدف من عمل النساء كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثا ، ويسمون الرجال المغنين مخانيث - ما أكثرهم في هذا الزمان - وهذا مشهور في كلامهم ، ومن هذا الباب حديث عائشة رضي الله عنها لما دخل عليها أبوها رضي الله عنه في أيام العيد وعندها جاريتان - أي صغيرتان - تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث - ولعل العاقل يدرك ما يقوله الناس في الحرب - فقال أبو بكر رضي الله عنه : " أبمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم " وكان رسول الله معرضا بوجهه عنهما مقبلا بوجهه الكريم إلى الحائط - ولذلك قال بعض العلماء أن أبا بكر رضي الله عنه ما كان ليزجر احدا أو ينكر عليه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكنه ظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير منتبه لما يحصل والله أعلم - فقال : " دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا أهل الإسلام " ففي هذا الحديث بيان أن هذا لم يكن من عادة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الاجتماع عليه ، ولهذا سماه الصديق مزمار الشيطان - فالنبي صلى الله عليه وسلم أقر هذه التسمية ولم يبطلها حيث أنه قال " دعهما فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا " ، فأشار ذلك أن السبب في إباحته هو كون الوقت عيدا ، فيفهم من ذلك أن التحريم باق في غير العيد إلا ما استثني من عرس في أحاديث أخرى ، وقد فصل ذلك الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه النفيس تحريم آلات الطرب - ، والنبي صلى الله عليه وسلم أقر الجواري في الأعياد كما في الحديث : " ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة " ، وليس في حديث الجاريتين أن النبي صلى الله عليه وسلم استمع إلى ذلك ، والأمر والنهي إنما يتعلق بالاستماع لا بمجرد السماع كما في الرؤية فإنه إنما يتعلق بقصد الرؤية لا بما يحصل منها بغير الاختيار ) ، فتبين أنه للنساء فقط ، حتى أن الإمام أبا عبيد رحمه الله ، عرف الدف قائلا : فهو الذي يضرب به النساء . ( غريب الحديث 3/64 ) - فينبغي لبعضهم الخروج بالحجاب الشرعي - .

استثناء باطل

استثنى بعضهم الطبل في الحرب ، وألحق به بعض المعاصرين الموسيقى العسكرية ، ولا وجه لذلك البتة ، لأمور ؛ أولها : انه تخصيص لأحاديث التحريم بلا مخصص ، سوى مجرد الرأي والاستحسان وهو باطل ، ثانيهما : أن المفترض على المسلمين في حالة الحرب ، أن يقبلوا بقلوبهم على ربهم ، قال تعالى : " يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم " واستعمال الموسيقى يفسد عليهم ذلك ، ويصرفهم عن ذكر ربهم ، ثالثا : أن استعمالها من عادة الكفار ، فلا يجوز التشبه بهم ، لاسيما في ما حرمه الله تبارك تعالى علينا تحريما عاما كالموسيقى . ( الصحيحة 1/145 ) .

( ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ) صحيح

استدل بعضهم بحديث لعب الحبشة في مسجده صلى الله عليه وسلم في إباحة الغناء ! ترجم البخاري رحمه الله على هذا الحديث في صحيحه : ( باب الحراب والدرق يوم العيد ) ، قال النووي رحمه الله : فيه جواز اللعب بالسلاح ونحوه من آلات الحرب في المسجد ، ويلتحق به ما في معناه من الأسباب المعينة على الجهاد . ( شرح مسلم ) ، ولكن كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : من تكلم في غير فنه أتى بمثل هذه العجائب .

واستدل بعضهم بحديث غناء الجاريتين ، وقد سبق الكلام عليه ، لكن نسوق كلام ابن القيم رحمه الله لأنه قيم : ( وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم ، فأين هذا من هذا ، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم ، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان ، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية ، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما ، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه من السماع المشتمل على ما لا يخفى ؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام ) ( مدارج السالكين 1/493 ) ، وقال ابن الجوزي رحمه الله : وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت ،و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء ، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها . ( تلبيس إبليس 229 ) . وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ( واستدل جماعة من الصوفية بحديث الباب - حديث الجاريتين - على إباحة الغناء وسماعه بآلة وبغير آلة ، ويكفي في رد ذلك تصريح عائشة في الحديث الذي في الباب بعده بقولها " وليستا بمغنيتين " ، فنفت عنهما بطريق المعنى ما أثبته لهما باللفظ .. فيقتصر على ما ورد فيه النص وقتا وكيفية تقليلا لمخالفة الأصل - أي الحديث - والله أعلم ) ( فتح الباري 2/442-443 )

وقد تجرأ البعض بنسبة سماع الغناء إلى الصحابة والتابعين ، وأنهم لم يروا به بأسا !!

قال الفوزان حفظه الله : ( نحن نطالبه بإبراز الأسانيد الصحيحة إلى هؤلاء الصحابة والتابعين بإثبات ما نسبه إليهم ) ، ثم قال : ( ذكر الإمام مسلم في مقدمة صحيحه عن عبد الله بن المبارك أنه قال : الإسناد من الدين ، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ) .

وقال بعضهم أن جميع الأحاديث التي تحرم الغناء مثخنة بالجراح ، لم يسلم منها حديث من طعن عند فقهاء الحديث وعلمائه !! قال ابن باز رحمه الله : ( إن الأحاديث الواردة في تحريم الغناء ليست مثخنة بالجراح كما زعمت ، بل منها ما هو في صحيح البخاري الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله ، ومنها الحسن ومنها الضعيف ، وهي على كثرتها وتعدد مخارجها حجة ظاهرة وبرهان قاطع على تحريم الغناء والملاهي ) .

( وقد اتفق الأئمة على صحة أحاديث تحريم الغناء والمعازف إلا أبو حامد الغزالي ، والغزالي ما عرف علم الحديث ، وابن حزم ، وبين الألباني رحمه الله خطأه أوضح بيان ، وابن حزم نفسه قال أنه لو صح منها شيء لقال به ، ولكن من في هذا الزمن ثبتت لديهم صحة ذلك لما تكاثر من كتب أهل العلم ، وما تواتر عنهم من تصحيح هذه الأحاديث ، ولكنهم أعرضوا عنه ، فهم أشد من ابن حزم بكثير وليسوا مثله ، فهم ليسوا متأهلين ولا رجعوا لهم )

وقال بعضهم أن الغناء حرمه العلماء لأنه اقترن بمجالس الخمر والسهر الحرام !

قال الشوكاني رحمه الله : ( ويجاب بأن الاقتران لا يدل على أن المحرم هو الجمع فقط وإلا لزم أن الزنا المصرح به في الأحاديث لا يحرم إلا عند شرب الخمر واستعمال المعازف ، واللازم باطل بالإجماع فالملزوم مثله . وأيضا يلزم مثل قوله تعالى : " إنه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين " أنه لا يحرم عدم الإيمان بالله إلا عند عدم الحض على طعام المسكين ، فإن قيل إن تحريم مثل هذه الأمور المذكورة في الإلزام قد علم من دليل آخر ، فيجاب بأن تحريم المعازف قد علم من دليل آخر أيضا كما سلف ) ( نيل الأوطار 8/107) .

وقال بعضهم أن لهو الحديث ليس المقصود به الغناء ، وقد سبق الرد على ذلك ، قال القرطبي رحمه الله : ( هذا - أي القول بأنه الغناء - أعلى ما قيل في هذه الآية وحلف على ذلك ابن مسعود بالله الذي لا إله إلا هو ثلاث مرات أنه الغناء ) ثم ذكر من قال بهذا من الأئمة ، وذكر الأقوال الأخرى في ذلك ثم قال ( القول الأول أولى ما قيل في هذا الباب للحديث المرفوع وقول الصحابة والتابعين فيه ) ( تفسير القرطبي ) ، وقال ابن القيم رحمه الله بعد أن ذكر هذا التفسير : ( قال الحاكم أبو عبد الله في التفسير من كتاب المستدرك : ليعلم طالب هذا العلم أن تفسير الصحابي الذي شهد الوحي والتنزيل عند الشيخين حديث مسند ) وقال في موضع آخر من كتابه : ( هو عندنا كحكم المرفوع ) ، وهذا وإن كان فيه نظر فلا ريب أنه أولى بالقبول من تفسير من بعدهم ، فهم أعلم الأمة بمراد الله عز وجل في كتابه ، فعليهم نزل وهم أول من خوطب به من الأمة ، وقد شاهدوا التفسير من الرسول صلى الله عليه وسلم علما وعملا ، وهم العرب الفصحاء على الحقيقة ، فلا يعدل عن تفسيرهم ما وجد إليه سبيلا ) ( إغاثة اللهفان ) .

وقال بعضهم أن الغناء طاعة إذا كان المقصود به التقوي على طاعة الله !!!

قال ابن القيم رحمه الله : ( ويا للعجب ، إي إيمان ونور وبصيرة وهدى ومعرفة تحصل باستماع أبيات بألحان وتوقيعات لعل أكثرها قيلت فيما هو محرم يبغضه الله ورسوله ويعاقب عليه ، ... فكيف يقع لمن له أدنى بصيرة وحياة قلب أن يتقرب إلى الله ويزداد إيمانا وقربا منه وكرامة عليه بالتذاذه بما هو بغيض إليه مقيت عنده يمقت قائله و الراضي به ) ( مدارج السالكين 1/485 ) . قال شيخ الإسلام في بيان حال من اعتاد سمعه الغناء : ( ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن ، ولا يفرح به ، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات ، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية ، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب ) ( مجموع الفتاوى 11/557 وما بعده ) .

ويروج بعضهم للموسيقى والمعازف بأنها ترقق القلوب والشعور ، وتنمي العاطفة ، وهذا ليس صحيحا ، فهي مثيرات للشهوات والأهواء ، ولو كانت تفعل ما قالوا لرققت قلوب الموسيقيين وهذبت أخلاقهم ، وأكثرهم ممن نعلم انحرافهم وسوء سلوكهم .

خاتمة

لعله تبين من هذا المختصر - للمنصفين - أن القول بالإباحة ليس قولا معتبرا ، وأنه ليس في هذه المسألة قولان ، فتجب النصيحة بالحسنى ثم يتدرج في الإنكار لمن استطاع ، ولا تغتر بشهرة رجل في زمن أصبح أهل الدين فيه غرباء ، فإن من يقول بإباحة الغناء وآلات الطرب ، إنما ينصر هوى الناس اليوم - وكأن العوام يفتون وهو يوقع ! - ، فإنهم إذا عرضت لهم مسألة نظروا في أقوال العلماء فيها ، ثم أخذوا الأيسر - زعموا - ثم يبحثون عن أدلة ، بل شبهات تتأرجح بين الموقوذة والمتردية والنطيحة ! فكم شرع أمثال هؤلاء للناس بهذا التمويه أمورا باسم الشريعة الإسلامية يبرأ الإسلام منها .

فاحرص أخي أن تعرف إسلامك من كتاب ربك وسنة نبيك ، ولا تقل : قال فلان ؛ فإن الحق لا يعرف بالرجال ، بل اعرف الحق تعرف الرجال ، ولعل في هذا القدر كفاية لمن نبذ هواه وخضع لمولاه ، ولعل ما سبق يشفي صدور قوم مؤمنين ، ويطير وسواس قوم موسوسين ، ويفضح كل معرض عن الوحي ، متتبع للرخص ، ظن أنه أتى بما لم يأت به الأوائل فتقول على الله بغير علم ، وطلب الخروج من الفسق فوقع في البدعة - لا بارك الله فيه - ، وقد كان خيرا له سبيل المؤمنين .



والله أعلم ، وصلى الله وسلم وبارك على رسوله الذي وضح سبيل المؤمنين ، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

ملخص رسالة الضرب بالنوى لمن أباح المعازف للهوى للشيخ سعد الدين بن محمد الكبي

وللاستزادة .. يمكن مراجعة :

كتاب الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان

وكتاب السماع لشيخ الإسلام ابن القيم

وكتاب تحريم آلات الطرب للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله .



الإسلام سؤال وجواب (www.islam-qa.com)

ألب أرسلان
06-06-2001, 06:50 AM
^1.........

الأخت الفاضلة عربية بارك الله فيك وجزاك الله خيرا....

قبل كل شىء أعلمي أختي الكريمة أنني في ردي لا أجادلك انتصارا لنفسي معاذ الله ولكن لتبيان الحق....والحق أحق ان يتبع...

وددت ان اعقب على الكلام الذي كتبتيه أختي الفاضلة....ولكني مشغول بالامتحانات....

ولكن أرد على عجالة على بعض النقاط....


قول الكاتب: (( فأهل العراق كانوا أهل غلظة وتشدد يحرمون الغناء، بينما كان أهل الحجاز أهل تحضر ومدنية يبيحونه)).

أقول: لنرى رأي إمام أهل الحجاز الذي قال فيه الشافعي (( لولا مالك وابن عيينة لذهب علم أهل الحجاز))

سئل الإمام مالك عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء؟ فقال: (( إنما يفعله عندنا الفساق ))....

هذا إمام أهل الحجاز يحرم الغناء....

كما سئل ابراهيم بن المنذر (من شيوخ البخاري يسكن المدينة) حول ترخيص الغناء.... فقال: معاذ الله ما يفعل هذا عندنا إلا الفساق.....


قول الكاتب: ((ويؤكد الأستاذ محمد الغزالي على أن الغناء ليس محرمًا ويستدل على ذلك بأقوال ابن حزم التي يدحض فيها بعض الآراء التي تحرم الغناء استنادًا على أحاديث يرى ابن حزم أنها غير صحيحة)).

أقول:

1-لماذا نأخذ قول الإمام ابن حزم ونترك قول الأئمة الأربعة الذين يرون بتحريم الغناء....؟؟؟؟؟

2- لقد اباح الإمام ابن حزم الغناء وذلك بسبب تضعيفه للأحاديث ومنها حديث البخاري؟
ولقد رد عليه أئمة العلم كابن القيم والحافظ ابن حجر...
كما صحح الحديث العديد من الأئمة هم:
1-البخاري
2-ابن حبان
3-الإسماعيلي
4-ابن الصلاح
5-النووي
6-ابن تيمية
7-ابن القيم
8-ابن كثير
9-ابن حجر
10-ابن الوزير الصنعاني
11-السخاوي
12-الأمير الصنعاني
13-الألباني
فهل يعقل أن يكون كل هؤلاء الأئمة على خطأ وابن حزم على صواب؟؟؟

وابن حزم رحمه الله مع علمه وفضله إلا أنه ليس طويل الباع في الاطلاع على الأحاديث وطرقها.....
وقال فيه العلامة محمد بن عبدالهادي: ((وهو كثير الوهم في الكلام على تصحيح الحديث وتضعيفه وعلى أحوال الرواة))

ويكفي أنه سئل عن الامام الترمذي صاحب الجامع الصحيح فقال: ((مجهول))؟؟؟؟؟؟؟؟

فابن حزم أخطأ ولا ينبغي علينا ان نتبعه في خطئه....ونترك قول أئمة الحديث وخاصة بعدما تبين لنا الحق....
ومن فعل ذلك فانما يفعله لهوى في نفسه.....
وإلا ماذا نفسر تجاهل بعض المفتين لأقوال أهل العلم والحديث واتباعهم لابن حزم؟؟؟؟؟؟؟؟


قول الكاتب: ((هو أنه لم يرد نصّ في الكتاب ولا في السنة في تحريم سماع الغناء أو آلات اللهو ))

أقول: سبحان الله.... وماذا يفعل الكاتب بقوله تعالى: (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله))...
والذي قال فيه حبر القرآن ابن عباس رضي الله عنهما أنه الغناء...

وماذا يفعل بحديث البخاري : ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ))....والذي صححه كما قلنا أئمة أهل الحديث والفقه.....إلا الامام ابن حزم الذي أخطأ في تضعيفه...

هذا مل تيسر لي....
والله الموفق....

أختي الفاضلة تمعني في رد أخي الفاضل زين العابدين جزاه الله خيرا...
ولقد كفاني مؤونة الرد على الكثير من النقاط.....
فبارك الله فيه وفيك...

وتقبلوا تحياتي...
أخوكم
ألب أرسلان :) :)

aziz2000
06-06-2001, 02:45 PM
أختي عربية .. نحن لانضع أنفسنا موصون على غيرنا .. ولانضع أنفسنا برؤوس علماء الأمة ولكننا نأتي بما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم بما جاء عن الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

وكل أمة محمد صلى الله عليه وسلم معافى إلا المجاهرين .. عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( سيكون في آخر الزمان .. خسف و قذف و مسخ .. قيل : ومتى ذلك يارسول الله .. قال : إذا ظهرت المعازف والقينات ) رواه ابن ماجه والطبراني .. والقينات هم المغنون و المغنيات

بل إن الأمر سيذهب إلى أبعد من هذا .. إلى أن يأتي أقوام فيستحلون المعازف والأغاني على شدة ماألفوها واستمرئوها و قلَّ النكير لها .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ) ذكره البخاري في صحيحه

وقد سُئل الإمام أحمد عن الغناء فقال ( يُنبت النفاق في القلب )

وقد قال الفضيل ابن عياض رحمه الله ( الغناء رُقية الزنى )

وقال الإمام أحمد .. حدثنا اسحاق ان عيسى الطَّبَّاع قال : سألت مالك ابن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء .. فقال ( إنما يفعله عندنا الفساق )

ربما تشابهت في مصادري بمثل ماأتى به الأخ زين العابدين والأخ ألب أرسلان

وهذا يثبت بأننا لانأتي بشئ من عندنا ولاانتصارا لأنفسنا .. وما مرجعنا إلا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة , قالوا لمن يارسول الله ؟ قال : لله وكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) خرجه مسلم في صحيحه

تقبلوا تحياتي :)

عربية
06-06-2001, 03:53 PM
جزاكم الله خير
زين العابدين
احتاج وقت لقراة ماتفضلت به :)
ألب أرسلان
شرفت موضوعك :) :) موفق في الامتحانات :)
aziz2000
ولا انا !!!!! دحنا غلابه :) :)

عربية
07-06-2001, 11:45 AM
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم :)
نبداء وبايجاز ان شاء الله حيث اني لا ارى نفسي متهمه ولا انتم قضاه :) فكلنا بين يدى الرحمن سواء !! بدون زعل !! كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابين :) استرسل في الرد الذي يعنيني قبل ان يعنيكم !!!!!؟!؟
ملاحظة ارجوا ان لاتغيب عن حضراتكم وانتم تتابعون هذا الحوار وهي
>>>>>> لا راي يلغي الراي الاخر <<<<<< فكلهم اعلام مجتهدون جزاهم الله عنا خيرا ونحن تلاميذ سنتعلم احترام الراي الاخر والاخذ به ان شاء الله مقدمة الكلام :)

لب الموضوع "الغناء حلال أم حرام"
ابداء من الراي الثاني باحترام شديد لزين العابدين يفرضه هو علينا :)
بعد قرآة ما نقلت من اجابة وافية ومسهبة اسطر هنا كلام لا يتجاوز كونه يكون رأيا شخصيا يسري علي وحدى :) ارجوا احترامه !!!!!!!!!
= ندخل في الموضوع =
اولا : اجد ان في ما تفضل به المجيب على السؤال الكثير من التشدد وهذا في المواقع ادناه
00أن السماع فسق والتلذذ به كفر00
00إنما يفعله عندنا الفساق 00
00يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثا ، ويسمون الرجال المغنين مخانيث 00
وكل ماتضمن اعلاه في الرد على السؤال لا يتعدى كونه اراء شخصية محصورة في ذاك الزمان ؟!؟!؟!؟!؟!؟!
====

* بعض المضاربات *
00 يُروى عن الرسول أنه قال لأنجشة وهو يحدو بأمهات المؤمنين بصون حسن: "رفقا بالقوارير"00
هل يعنى ذلك ان حادي الركب لا سمح الله تنطبق عليه الصفات السالف ذكرها!!!!!!!!!!
00 ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة 00
00 دعهما فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا00
00 ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه 00
00 ما أباحه ابراهيم بن سعد وعبيد الله العنبري من الغناء ليس هو كالغناء المعهود 00

======

الراي الاول اجد انه اكثر منطقية واتزان لماذا؟؟
اولا : التحريم لم يأتي عشوائيا
00 لا محرم غير ضار، فمن علم أو ظن أن السماع يجر به لمحرم حرم عليه 00
ثانيا : ان القرآن صالح لكل زمان ومكان يواكب متغيرات العصر بمرونة !!
ثالثا : لا رهبنة في الدين ولكل مجتهد نصيب
رابعا : العقل وما يتفق مع المنطق السليم في التحريم او التحليل هو الاساس في ديننا الحنيف والا لما اختلفنا عن المسيحية او اليهودية والعياذ بالله !!

والاكيد اني لا ازيد على اعلام

1. ابن حزم رحمة الله
2. ابراهيم بن سعد رحمة الله
3.عبيد الله العنبري رحمة الله
4.ابو حامد الغزالي رحمة الله
5.ابي طالب الملكي رحمة الله
6.ابو القاسم الجنيد رحمة الله
7.ابن القيسروني رحمة الله
8.ابن تيمية رحمة الله
9.يوسف القرضاوي حفظة الله
10.احمد الكبيسي حفظة الله
11.اسامة القفاش حفظة الله

هذا ومن تدبر قول الله تعالى ""والشعرآء يتبعهم الغاون""
يلمس الاختلاف !!!!
في تعدد انواع الشعر وتاثيره هو مايحدد اتجاهه !؟!؟!؟!
بديهيا من المستحيل ان يكون الشاعر حسان بان ثابت رضي رالله عنه
والشاعر الامام علي كرم الله وجهه يشمل تلك الفئه !!!!!!

== مثال بسيط نتعلم منه ان الاصل في الاشياء الاباحة ==
مفهومي الذي اعتز به :) وقناعاتي في الدين الذي انتمى اليه انه دين الفطرة السليمة واحترام العقل !!!!

شكرا لكم ومرحا لنا :) :) :)

عربية
07-06-2001, 03:57 PM
شروط تغيير المنكر ==
أن يكون محرمًا مجمعًا عليه:
أي أن يكون منكرًا حقًا ونعني هنا: المنكر الذي يطلب تغييره باليد أولاً ثم باللسان ثم بالقلب عند العجز ولا يطلق المنكر إلا على الحرام الذي طلب الشارع تركه طلبًا جازمًا بحيث يستحق عقاب الله من ارتكبه وسواء أكان هذا الحرام فعل محظور أم ترك مأمور.
وسواء أكان الحرام من الصغائر أم من الكبائر وإن كانت الصغائر قد يتساهل فيها ما لا يتساهل في الكبائر ولا سيما إذا لم يواظب عليها وقد قال الله تعالى:
(إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريمًا). (النساء 31).
وقال: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر). (رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة).
فلا يدخل في المنكر إذن المكروهات أو ترك السنن والمستحبات وقد صح في أكثر من حديث أن رجلاً سأل النبي عما فرض الله عليه في الإسلام فذكر له الفرائض من الصلاة والزكاة والصيام وهو يسأل بعد كل منها: هل على غيرها ؟ فيجيبه الرسول الكريم: (إلا أن تطوع) حتى إذا فرغ منها قال الرجل: والله يا رسول الله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال عليه الصلاة والسلام: (أفلح إن صدق أو دخل الجنة إن صدق). (متفق عليه عن طلحة بن عبيد الله).
وفي حديث آخر: (من سرَّه أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا). (متفق عليه عن أبي هريرة).
لا بد إذن أن يكون المنكر في " درجة الحرام" وأن يكون منكرًا شرعيًّا حقيقيًّا أي ثبت إنكاره بنصوص الشرع المحكمة أو قواعده القاطعة التي دل عليها استقراء جزئيات الشريعة.
وليس إنكاره بمجرد رأي أو اجتهاد قد يصيب ويخطئ وقد يتغير بتغير الزمان والمكان والعرف والحال.
وكذلك يجب أن يكون مجمعًا على أنه منكر فأما ما اختلف فيه العلماء المجتهدون قديمًا أو حديثًا بين مجيز ومانع فلا يدخل دائرة المنكر الذي يجب تغييره باليد وخصوصًا للأفراد.
فإذا اختلف الفقهاء في حكم التصوير أو الغناء بآلة وبغير آلة أو في كشف وجه المرأة وكفيها أو في تولي المرأة القضاء ونحوه أو في إثبات الصيام والفطر برؤية الهلال في قطر آخر بالعين المجردة أو بالمرصد أو بالحساب أو غير ذلك من القضايا التي طال فيها الخلاف قديمًا وحديثًا لم يجز لإنسان مسلم أو لطائفة مسلمة أن تتبنى رأيًا من الرأيين أو الآراء المختلف فيها وتحمل الآخرين عليه بالعنف.
حتى رأي الجمهور والأكثرية لا يسقط رأي الأقل ولا يلغي اعتباره حتى لو كان المخالف واحدًا ما دام من أهل الاجتهاد وكم من رأي مهجور في عصر ما أصبح مشهورًا في عصر أخر.
وكم ضعف رأي لفقيه ثم جاء من صححه ونصره وقواه فأصبح هو المعتمد والمفتى به.

ألب أرسلان
07-06-2001, 06:10 PM
^1.........

الأخت الفاضلة عربية.....

قبل أن أبدأ في الكلام فل نتفق على نقطة مهمة......

إن قولنا الغناء حرام لا يشمل جميع انواع الغناء....

إنما نعني الغناء المصحوب بآلات الطرب والموسيقى والكلامات البذيئة أو التي تخدش العقيدة....
ولم يرخص في الآلات بغير الدف ومحصور في الأعراس والأعياد فقط.....

ودليلنا قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف))....

أما التغني بالشعر والحداء والأنشاد فهذا لا بأس فيه وهو جائز ولا يستطيع احد تحريمه.....

والجواب على المضاربات

:00 يُروى عن الرسول أنه قال لأنجشة وهو يحدو بأمهات المؤمنين بصون حسن: "رفقا بالقوارير"00

هل كان الصحابي يغني بآلة موسيقية أم يحدو بصوته.؟؟؟؟

يحدو بصوته.....وهذا جائز....


00دعهما فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا00

الغناء في العيد مباح ولكن بالمواصفات التي ذكرت في الحديث فالاباحة مقيدة ب:
1- أن تكون بالدف لا بآلات الطرب الأخرى
2- في يوم العيد فقط لا سائر الأيام
3- للنساء دون الرجال

00 ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة 00
هل في هذا الحديث دلالة على اباحة الموسيقى...؟؟؟؟؟؟

لقد رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحبشة يلعبون بالحراب و التروس فقط....(لم يكونوا يرقصون علىالموسيقى والألحان).....
فأقرهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك وكانوا يفعلونه كل عيد....

00 ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه 00
الجواب عليه موجود في سابقيه......


أختي الفاضلة لا أدري كيف اقحمتى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مع مبيحي الغناء مع الموسيقى.....
بل هو من أشد المحاربين لآلات الطرب.....
ويكفينا قوله: لا يجوز صنع آلات الملاهي .......

_____________________

أما تحليل بعض المشايخ للغناءالمصحوب بالموسيقى....فنقول ماهو دليلهم على الجواز؟؟؟؟؟؟.....

عندنا دليل على التحريم (( يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف))

فالمشرع عندنا هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم....
ولو جاءنا كلام يخالف قوله فإننا نرده مهما كان حجم صاحبه....

وكما أوضحنا فإن تحليل ابن حزم رحمه الله للغناء مع الموسيقى كان نتيجة تضعيفه للأحاديث الصحيحة.....؟؟

ولقد رد عليه العلماء وبينوا صحة الأحاديث....

فلا يجوز تقليد ابن حزم في خطإه......

والمشايخ في هذا الوقت مقلدون لابن حزم في خطإه....
فهم يقولون بضعف الأحاديث بلا دليل أو برهان ويستدلون بقول ابن حزم؟؟؟؟


قولك أختي الفاضلة: بديهيا من المستحيل ان يكون الشاعر حسان بان ثابت رضي الله عنه والشاعر الامام علي رضي الله عنه يشمل تلك الفئه......
هذا لا غبار عليه فأشعارهم وكلاماتهم سامية تحث على الفضائل والعمل من أجل الآخرة وذكر الموت وحب الجهاد والدفاع عن الدين وغيرها من الفضائل.....

لا كبعض شعراء اليوم الذين يحثون على الرذيلة من شرب الخمر ومخالطة النساء ووصف عوراتهم بالإضافة الى الكلامات التي تنافي العقيدة كسب القدر والحلف بغير الله وبعض الشركيات......
_________________________________________

وختاما أردد وأقول.....

نحن ضد الغناء المصحوب بآلات اللهو و الموسيقى سواء جازية او كلاسيكية أو سيفونية او غيرها......

ودليلنا....
(( يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف))حديث صحيح أخرجه البخاري...

(( إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة (الطبل) والغبيراء وكل مسكر حرام))حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد في مسنده

((يكون في أمتي قذف ومسخ وخسف))
قيل: يا رسول الله ومتى ذلك؟
قال: ((إذا ظهرت المعازف وكثرت القيان وشربت الخمور)) حديث صحيح أخرجه الترمذي في الجامع
________________________________________

هذه أدلتنا على التحريم فما هو دليلكم على التحليل....؟

والله أعلم...


وتقبلوا تحياتي....

أخوكم..
ألب أرسلان..:) :) :)

عربية
07-06-2001, 09:55 PM
:)

= إن قولنا الغناء حرام لا يشمل جميع انواع الغناء أولا

= الغناء في العيد مباح ولكن بالمواصفات التي ذكرت في الحديث فالاباحة مقيدة ب:
1- أن تكون بالدف لا بآلات الطرب الأخرى
2- في يوم العيد فقط لا سائر الأيام
3- للنساء دون الرجال
هنا لي اسئلة يفرضها المنطق :)

ماالفرق بين الدف والات اخرى ؟!؟! هذا بالنسبة لرقم واحد
لا تفريط هذه قاعدة عامة حتى في العبادات بالنسبة لرقم 2
لا تعليق على رقم 3 :)

= انما نعني الغناء المصحوب بآلات الطرب والموسيقى والكلامات البذيئة أو التي تخدش العقيدة >> أوافقك :) الرأي بالنسبةللكلمات البذيئة أو التي تخدش العقيدة


== ودليلنا قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف))

وكما أوضحنا فإن تحليل ابن حزم رحمه الله للغناء مع الموسيقى كان نتيجة تضعيفه للأحاديث الصحيحة = فلا يجوز تقليد ابن حزم في خطإه =
بالنسبة لهذه النقطة
ارجوا مراجعة شروط تغيير المنكر اعلاه <<<<<<<<


== بديهيا من المستحيل ان يكون الشاعر حسان بان ثابت رضي الله عنه والشاعر الامام علي رضي الله عنه يشمل تلك الفئه......
هذا لا غبار عليه فأشعارهم وكلاماتهم سامية تحث على الفضائل والعمل من أجل الآخرة وذكر الموت وحب الجهاد والدفاع عن الدين وغيرها من الفضائل.....
لا كبعض شعراء اليوم الذين يحثون على الرذيلة من شرب الخمر ومخالطة النساء ووصف عوراتهم بالإضافة الى الكلمات التي تنافي العقيدة كسب القدر والحلف بغير الله وبعض الشركيات.....
وهنا ايضا اوافقك :)

== بالنسبة للامام ابن تيمية طيب الله ثراه جاء ذكرة هنا >>
وأحاديث تدعو إلى إحياء الزفاف ببعض الغناء أو الدف، ولا يذكر روايات تنهى عنه.
ومثله مثل العديد من الفقهاء يرى ابن تيمية السماع في إطاره الحياتي التركيبي، ومن ثم فمنه الحلال، ومنه الحرام، ومنه ما تخالطه الشبهة، ومنه المستحب.

=======
ألب أرسلان اولا شكرا لطولة بالك :) :)
اعلم انك وانا في نقاشنا هذا لن ناتي بجديد ؟!؟!؟!؟!؟!؟
ولن نكون اعلم ممن سبقنا ؟!؟!؟!؟!
لهذا احترم اختلافك معى :) فما زلت اميل لرأي ابن حزم وباقي اعلام الامة الذى سبق ذكرهم وازيد عليهم القاضى أبو بكر العربي رحمة الله لقوله "لم يصح في تحريم الغناء شيء. وقال ابن حزم: كل ما روي فيها باطل موضوع"

ان سالتني لماذا ؟ :) اقول ؟؟
فيما استنتجت انت اعلاه بقولك 00 يُروى عن الرسول أنه قال لأنجشة وهو يحدو بأمهات المؤمنين بصون حسن: "رفقا بالقوارير"00

هل كان الصحابي يغني بآلة موسيقية أم يحدو بصوته.؟؟؟؟
يحدو بصوته.....وهذا جائز....

فالمنطق يقول ان تاثيرهم واحد الحدو يطرب كما تطرب الموسيقا
بانواعها والدف كذلك اصوات النساء كذلك لا الرجال :) اعتبار اخر لا اعرف له تفسير >>>>> الا انه مرتبط بذاك الزمن :)

اختتم بسماحة الاسلام التى بينها قول الرسول علية الصلاة والسلام
في 00 ليعلم المشركون أن في ديننا فسحة 00

==
هل في هذا الحديث دلالة على اباحة الموسيقى...؟؟؟؟؟؟
ساجيبك على هذا السؤال ب لا اعلم :) هناك عقل يستنتج ودين حق احترم العقل فيك فلا تحرم نفسك من تدبر جماله وكماله

:) :)

اشوفكم على خير ولا اظن ان هناك جديد سيضاف فقد اتفقنا على الاختلاف والحمد لله ان هناك تنوع في الاراء يكفل لنا الاختيار

ألب أرسلان
08-06-2001, 05:46 AM
^1........:)

الأخت الفاضلة عربية.....

أشكر لك طولت بالك..

وحسن أدبك في الحوار...

وكما يبدو....

كل منا متمسك برأيه ولن يحيد عنه قيد أنملة.....

أسأل الله لي ولكم الهداية والثبات على دينه....

واختم بقوله تعالى: ((ولا يزالون مختلفين، إلا من رحم ربك))