شمس الشموسة
09-10-2000, 12:44 PM
منذ طفولتي المبكرة وأنا اسمع أن إحدى أخواتي قد غيّر والدي ( الله يعافيه) اسمها الذي أطلق عليها منذ ولادتها، لأنها كانت تتناوب عليها الأمراض، واختار لها اسما جديدا، وبعد تغيير الاسم القديم واختيار الاسم الجديد تعافت وتمتعت بعد ذلك بصحة جيده. وعندما سألت عن سبب تغيير الاسم القديم؟ قالوا لي انه كان اسما "ثقيلا" عليها. وقد تعجبت من ذلك لأنه اسم شائع ومشهور. ثم شرحوا لي بعد ذلك أن الاعتقاد الشعبي يقول إن بعض الأسماء التي تطلق على الإناث والذكور في طفولتهم قد تكون ثقيلة أو سيئة الطالع فتسبب المرض لحاملها وربما أودت بحياته في وقت مبكر جدا.
تذكرت ذلك الموضوع عندما قرأت مؤخرا مقالة للباحث الأنثروبولوجي الإنجليزي "ديفيد لويس" عن قبائل الزيرنتي الهندية البدائية التي تعيش في أمريكا اللاتينية، وفيها يقول انه ذهب إلى قرية من قرى تلك القبائل حيث قابل زعيم القبيلة وجلس قبالته وكانت تجلس بجانب الزعيم ابنته الصغيرة، فاستفسر الباحث قائلا:
- ما اسمها؟؟
وقد استغرب زعيم القبيلة من ذلك السؤال ثم ألقى سؤالا على الخيمة القريبة منهما التي كانت تأوي زوجاته، وتبع ذلك نقاش طويل معهن. واكتشف الباحث الإنجليزي أن سؤاله لم يكن بسيطا كما يبدو لنا، فأطفال قبائل الزيرنتي عندما يولدون لا يطلق عليهم أسماء معينة، فالطفل أو الطفلة يعرف بأقربائه و أهله، فهذا ابن فلان وهذه ابنة فلانة، وهذا ابن خالة فلان وهذه ابنة عمة فلان وهكذا يتعرفون عليهم في المحيط العائلي والقبلي، أما إذا قابلوا أجانب وهذا قليلا ما يحدث فان الأجانب ينادونهم بيا "ولد" ويا "بنت" فقط!
وسبب ذلك التصرف الغريب بالنسبة للباحث الإنجليزي هو أن قبائل الزيرنتي البدائية تعتقد أن الأطفال في المرحلة المبكرة من أعمارهم ضعاف وهشون، وان الاسم إذا أطلق عليهم في تلك المرحلة وكان ثقيلا فانه ربما أدى إلى مرضهم أو إلى أسوأ من ذلك أي ربما أدى بهم إلى الموت الزؤام، ولذلك فان الأطفال يبقون لسنوات طويلة لا تعرفهم إلا بصلتهم لأقاربهم في القبيلة "ابن فلان" و "ابنة فلان" و" ابنة عم فلانة" وهكذا.
وعندما يكبر الأطفال ويتأكد أهلهم انهم أقوياء وقد اجتازوا مرحلة الطفولة المبكرة من دون أمراض خطيرة أو وفاة عندها فقط تطلق عليهم الأسماء. فالبنات تطلق عليهم الأسماء التي يختارها أهلهن عندما يبلغن السنة السادسة أو السابعة من العمر، والأولاد بعد تلك السن بقليل.
تأملوا تشابه المعتقدات الشعبية عن الاسم الثقيل الذي يسبب المرض و الموت في مجتمعين إنسانيين مختلفين كل الاختلاف جغرافيا وتاريخيا ودينيا وحضاريا ولغويا!!؟؟؟.
تذكرت ذلك الموضوع عندما قرأت مؤخرا مقالة للباحث الأنثروبولوجي الإنجليزي "ديفيد لويس" عن قبائل الزيرنتي الهندية البدائية التي تعيش في أمريكا اللاتينية، وفيها يقول انه ذهب إلى قرية من قرى تلك القبائل حيث قابل زعيم القبيلة وجلس قبالته وكانت تجلس بجانب الزعيم ابنته الصغيرة، فاستفسر الباحث قائلا:
- ما اسمها؟؟
وقد استغرب زعيم القبيلة من ذلك السؤال ثم ألقى سؤالا على الخيمة القريبة منهما التي كانت تأوي زوجاته، وتبع ذلك نقاش طويل معهن. واكتشف الباحث الإنجليزي أن سؤاله لم يكن بسيطا كما يبدو لنا، فأطفال قبائل الزيرنتي عندما يولدون لا يطلق عليهم أسماء معينة، فالطفل أو الطفلة يعرف بأقربائه و أهله، فهذا ابن فلان وهذه ابنة فلانة، وهذا ابن خالة فلان وهذه ابنة عمة فلان وهكذا يتعرفون عليهم في المحيط العائلي والقبلي، أما إذا قابلوا أجانب وهذا قليلا ما يحدث فان الأجانب ينادونهم بيا "ولد" ويا "بنت" فقط!
وسبب ذلك التصرف الغريب بالنسبة للباحث الإنجليزي هو أن قبائل الزيرنتي البدائية تعتقد أن الأطفال في المرحلة المبكرة من أعمارهم ضعاف وهشون، وان الاسم إذا أطلق عليهم في تلك المرحلة وكان ثقيلا فانه ربما أدى إلى مرضهم أو إلى أسوأ من ذلك أي ربما أدى بهم إلى الموت الزؤام، ولذلك فان الأطفال يبقون لسنوات طويلة لا تعرفهم إلا بصلتهم لأقاربهم في القبيلة "ابن فلان" و "ابنة فلان" و" ابنة عم فلانة" وهكذا.
وعندما يكبر الأطفال ويتأكد أهلهم انهم أقوياء وقد اجتازوا مرحلة الطفولة المبكرة من دون أمراض خطيرة أو وفاة عندها فقط تطلق عليهم الأسماء. فالبنات تطلق عليهم الأسماء التي يختارها أهلهن عندما يبلغن السنة السادسة أو السابعة من العمر، والأولاد بعد تلك السن بقليل.
تأملوا تشابه المعتقدات الشعبية عن الاسم الثقيل الذي يسبب المرض و الموت في مجتمعين إنسانيين مختلفين كل الاختلاف جغرافيا وتاريخيا ودينيا وحضاريا ولغويا!!؟؟؟.