PDA

View Full Version : النعجة دولي تنازع الموت ( هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه )


أبو لـُجين ابراهيم
05-01-2002, 03:51 PM
صدم العلماء أمس، عندما اكتشفوا أن النعجة المستنسخة "دوللى"، أصيبت مبكرًا، بالعديد من الأمراض الخطيرة والشيخوخة المبكرة، وهو الأمر الذى دعاهم إلى التأنى فى موضوع استنساخ البشر الذين يسعون إليه حاليًا، وكذلك فى موضوع نقل أعضاء حيوانية إلى الإنسان. وصدق عز من قائل: "هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ [لقمان آية: (11)]. فقد أثارت اصابة النعجة دولي مجددا المخاوف من الشيخوخة المبكرة لدى الحيوانات المستنسخة كما تدل على مخاطر الاستنساخ البشري وحتى على خطورة زرع اعضاء حيوانية لدى الانسان على المدى القصير.

واعلن البروفسور الاسكتلندي ايان فيلموت، من معهد روسلين الاسكتلندي، الذي اشرف على برنامج استنساخ النعجة، انه ليس ممكنا في حالة دولي معرفة ما اذا كانت اصابتها المبكرة بداء المفاصل في قائمتها الخلفية اليسرى عند مستوى الورك والركبة ناجمة عن الاستنساخ او ان الامر "مجرد حادث مشؤوم".

لكنه اقر بان "واقع ان تصاب دولي بداء المفاصل وهي في الخامسة من عمرها يدعو الى الاعتقاد بوجود مشكلات"، داعيا الباحثين في العالم الى تبادل دراساتهم.

واوضح امام الصحافيين المدعوين لرؤية دولي وهي تلهو مع النعاج الاخرى "اعتقد ان ايا من مجموعات (الباحثين) ليس لديه من الحيوانات ما يكفي ليستخلص النتائج بمفرده.

واكد ان "الحل الوحيد يتمثل في انتاج عدد كبير من (الحيوانات) المستنسخة ومقارنة معدل الاصابات بداء المفاصل او غيره لدى الحيوانات المستنسخة" مع الحيوانات المولودة طبيعيا.

وتأتي هذه المخاوف في الوقت الذي اعلنت فيه شركة "بي بي ال تيرابوتيكس" التي تقف وراء استنساخ النعجة دولي الاربعاء انها انتجت خمسة خنازير صغيرة مستنسخة خالية من الجينة التي تعتبر مسؤولة عن رفض جسم الانسان لعضو خنزير مزروع.

كما اعلن باحثون اميركيون انهم نجحوا في استنساخ خنزير صغير جدا نزعت من خلاياه جينة (مورثة) تتسبب في رفض الجسم لعضو خنزير مزروع ما يمثل خطوة نحو انتاج اعضاء يمكن زرعها للانسان، وفق ما افادت دراسة نشرتها مجلة ساينس الاميركية في عددها الصادر الجمعة.

واعربت شركة تيرابوتيكس عن ارتياحها "لهذه المرحلة الحيوية التي من شأنها ان تسمح في المستقبل بزرع اعضاء او خلايا حيوانات كهذه للانسان بدون ان يرفضها الجسم".

وقال البروفسور فيلموت ان "الفوائد المحتملة يجب ان توضع في الميزان" معتبرا ان نتائج تيرابوتيكس بانها ايجابية جدا.

ولفت الى ان "الاف الناس يموتون كل سنة في الزمن الحالي" بسبب نقص الاعضاء الحيوية المتوافرة. لكن بات "واضحا الان ان تقنية (الاستنساخ) غير فعالة الى حد كبير

". وتابع ان "احدى نتائج الابحاث المتعلقة بدولي ستثبت ان بعض الحيوانات اكثر عرضة من غيرها للاصابة ببعض الامراض".

وقد سبق واشير الى الشيخوخة المبكرة لدى دولي في ايار/مايو 1999 عندما اشارت دراسة اجرتها تيرابوتيكس الى ان عمر الصبغيات (كروموزم) لدى دولي ليس ثلاث سنوات بل تسع، اذ اضيف الى عمرها الفعلي ست سنوات وهو عمر النعجة التي اخذت منها الخلية التي سمحت بان ترى دولي النور.

وكانت دولي المولودة في تموز/يوليو 1996 اول حيوان مستنسخ من خلية راشدة من فصيلة الثدييات لكن ولادتها لم تعلن قبل العام 1997.

وعلى اثر الاعلان ارتفعت اصوات الاستنكار والاحتجاج من قبل المنظمات المدافعة عن الحيوانات.
وقال دان ليون من مجموعة حماية الحيوانات "كاج" غاضبا ان "البيولوجيا ليست لعبة "ليغو" او "ميكانو". لا يمكنكم التصرف باحد عناصر الجهاز الحيواني وتوقع ان يستمر الباقي بالعمل بشكل تام".
وندد بالاهداف التجارية لمختبرات الابحاث.

وتشكل عمليات زرع الاعضاء سوقا تقدر باكثر من خمسة مليارات دولار سنويا بالنسبة لاعضاء كاملة وستة مليارات دولار بالنسبة لزرع خلايا لا سيما خلايا تنتج مادة الانسولين لعلاج المرضى بالسكري.

وصدق الله العظيم القائل :

"هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ [لقمان آية: (11)]


***************************************************************************************


وللفائدة اورد هذا السؤال والجواب :

السؤال:

ما هو حكم استنساخ البشر ؟ وما هو حكمه من ناحية النسب والزواج والميراث وغيرها من الأحكام الأسرية ؟

الجواب:

الحمد لله

لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم ، وكرمه غاية التكريم فقال عز من قائل : ( ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً ) الإسراء /70 ، زيَّنه بالعقل ، وشرفه بالتكليف ، وجعله خليفة في الأرض واستعمره فيها ، وأكرمه بحمل رسالته التي تنسجم مع فطرته بل هي الفطرة بعينها لقوله تعالى : ( فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ) الروم /30 وقد حرص الإسلام على الحفاظ على فطرة الإنسان سوية من خلال المحافظة على المقاصد الكلية الخمسة : الدين والنفس والعقل والنسل والمال ، وصونها من كل تغيير يفسدها ، سواء من حيث السبب أم النتيجة ، يل على ذلك الحديث القدسي الذي أورده القرطبي من رواية القاضي إسماعيل : ( إني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، وإن الشياطين أتتهم فاجتالتهم عن دينهم .. إلى قوله : - وأمرتهم أن يغيروا خلقي ) تفسير القرطبي 5/389

وقد علّم الله الإنسان ما لم يكن يعلم ، وأمره بالبحث والنظر والتفكر والتدبر مخاطباً إياه في آيات عديدة : ( أفلا يرون ) ، ( أفلا ينظرون ) ، ( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة ) ( إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) ( إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ) ( إن في ذلك لذكرى لأولى الألباب ) ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) .

والإسلام لا يضع حجراً ولا قيداً على حرية البحث العلمي ، إذ هو من باب استكناه سنة الله في خلقه ، ولكن الإسلام يقضي كذلك بأن لا يترك الباب مفتوحاً بدون ضوابط أمام دخول تطبيقات نتائج العلمي إلى الساحة العامة بغير أن تمر على مصفاة الشريعة ، لتمرر المباح وتحجز الحرام ، فلا يسمح بتنفيذ شيء لمجرد أنه قابل للتنفيذ ، بل لا بد أن يكون علماً نافعاً جالباً لمصالح العباد ودارئاً لمفاسدهم ، ولابد أن يحافظ هذا العلم على كرامة الإنسان ومكانته والغاية التي خلقه الله من أجلها ، فلا يتخذ حقلاً للتجريب ، ولا يعتدي على ذاتية الفرد وخصوصيته وتميزه ، ولا يؤدي إلى خلخلة الهيكل الاجتماعي المستقر أو يعصف بأسس القرابات والأنساب وصلات الأرحام والهياكل الأسرية المتعارف عليها على مدى التاريخ الإنساني في ظلال شرع الله وعلى أساس وطيد من أحكامه .

وقد كان مما استجد للناس من علم في هذا العصر ، ما ضجت به وسائل الإعلام في العالم كله باسم الاستنساخ ، وكان لابد من بيان حكم الشرع فيه ، بعد عرض تفاصيله من قبل نخبة من خبراء المسلمين وعلمائهم في هذا المجال .

تعريف الاستنساخ :

من المعلوم أن سنة الله في الخلق أن ينشأ المخلوق البشري من اجتماع نطفتين اثنتين تشتمل نواة كل منهما على عدد من الصبغات ( الكروموسومات ) يبلغ نصف عدد الصبغات التي في الخلايا الجسدية للإنسان ، فإذا اتحدت نطفة الأب ( الزوج ) التي تسمى الحيوان المنوي بنطفة الأم ( الزوجة ) التي تسمى البييضة ، تحولتا معاً إلى نطفة أمشاج أو لقيحة ، تشمل على حقيبة وراثية كاملة ، وتمتلك طاقة التكاثر ، فإذا انغرست في رحم الأم تنامت وتكاملت وولدت مخلوقاً مكتملاً بإذن الله ، وهي في مسيرتها تلك تتضاعف فتصير خليتين متماثلتين فأربعاً فثمانياً .. ثم تواصل تضاعفها حتى تبلغ مرحلة تبدأ عندها بالتمايز والتخصص ، فإذا انشطرت إحدى خلايا اللقيحة في مرحلة ما قبل التمايز إلى شطرين متماثلين تولد منهما توأمان متماثلان ، وقد أمكن في الحيوان إجراء فصلٍ اصطناعي لأمثال هذه اللقائح ، فتولدت منها توائم متماثلة ، ولم يبلّغ بعد عن حدوث مثل ذلك في الإنسان ، وقد عد ذلك نوعاً من الاستنساخ أو التنسيل ، لأنه يولد نسخاً أو نسائل متماثلة ، وأطلق عليه اسم الاستنساخ بالتشطير .

وثمة طريقة أخرى لاستنساخ مخلوق كامل ، تقوم على أخذ الحقيبة الوراثية الكامل على شكل نواة من خلية من الخلايا الجسدية ، وإيداعها في خلية بييضة منزوعة النواة ، فتتألف بذلك لقيحة تشتمل على حقيبة وراثية كاملة ، وهي في الوقت نفسه تمتلك طاقة التكاثر ، فإذا غرست في رحم الأم تنامت وتكاملت وولدت مخلوقاً مكتملاً بإذن الله ، وهذا النمط من الاستنساخ الذي يعرف باسم ( النقل النووي ) أو الإحلال النووي للخلية البييضية ) وهو الذي يفهم من كلمة الاستنساخ إذا أطلقت وهو الذي حدث في النعجة " دوللي " . على أن هذا المخلوق الجديد ليس نسخة طبق الأصل ، لأن بييضة الأم المنزوعة النواة تظل مشتملة على بقايا نووية في الجزء الذي يحيط بالنواة المنزوعة . ولهذه البقايا أثر ملحوظ في تحوير الصفات التي ورثت من الخلية الجسدية ، ولم يبلَّغ أيضاً عن حصول ذلك في الإنسان .

فالاستنساخ إذن هو : توليد كائن حي أو أكثر إما بنقل النواة من خلية جسدية إلى بييضة منزوعة النواة ، وإما بتشطير بييضة مخصبة في مرحلة تسبق تمايز الأنسجة والأعضاء .

ولا يخفى أن هذه العمليات وأمثالها لا تمثل خلقاً أو بعض خلق ، قال عز وجل : ( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار ) الرعد /16 ، وقال تعالى : ( أفرأيتم ما تمنون ، أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ، نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين ، على أن نبدل أمثالك وننشأكم في ما لا تعلمون ، ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا تذكرون ) الواقعة /58-62 .

وقال سبحانه : ( أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ، وضرب لنا مثلاً ونسي خلقه قال من يحي العظام وهي رميم ، قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم ، الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فإذا أنتم منه توقدون ، أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم ، إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ) يس /77-82 .

وقال تعالى : ( ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين ، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ، ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاماً فكسونا العظام لحماً ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) المؤمنون /12-14 .

وبناء على ما سبق من البحوث والمناقشات الشرعية التي طرحت :

قرر المجلس ما يلي :

أولاً : تحريم الاستنساخ البشري بطريقتيه المذكورتين أو بأي طريقة أخرى تؤدي إلى التكاثر البشري .

ثانياً : إذا حصل تجاوز للحكم الشرعي السابق فإن آثار تلك الحالات تعرض لبيان أحكامها الشرعية .

ثالثاً : تحريم كل الحالات التي يقحم فيها طرف ثالث على العلاقة الزوجية سواء أكان رحماً أو بييضة أم حيواناً منوياً أم خلية جسدية للاستنساخ .

رابعاً : يجوز شرعاً الأخذ بتقنيات الاستنساخ والهندسة الوراثية في مجالات الجراثيم وسائر الأحياء الدقيقة والنبات و الحيوان في حدود الضوابط الشرعية بما يحقق المصالح ويدرأ المفاسد .

مجمع الفقه الإسلامي ص 216-220. (www.islam-qa.com)

غريب نجد
05-01-2002, 04:51 PM
صدق الكريم القائل في محكم اياته (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ))

جزاك الله خيرا اخي الكريم على ما تفضلت به علينا من طرح ونقاش واستدلال وتوضيح جعله الله في موازين اعمالكم

تحياتي لك

أسير الليل
06-01-2002, 01:33 PM
الأخ الفاضل أبولجين ابراهيم..

جزاك الله خير على هالموضوع والمعلومات المفيده..

تحياتي لك