البراء
16-03-2002, 05:14 PM
استطلاع معصومة الصيود
اذا كنت من هواة الاسفار والترحال فقد يكون وقعت عيناك ولو لمرة خصوصا في الدول العربية على منظـر المقاهي الشعبية تحديدا ـ وهي تكتظ بالعربيات من النساء اكثر من الرجال وهن يتعاطين الشيشة او المعسل, وياله من منظر يوقع في النفس الحسرة على امهات اليوم ومحددات خطى المستقبل للجيل الجديد!! وهنا من هذه المشاهد ماهو ليس بالقليل وان كان اقل بروزا وناره اهدأ لتواريها والتي نأمل اخمادها.
هنا.. هنا ايضا في مشغل ما في بقعة من بقاع بلدي الطيب مراهقات لا تزيد اعمارهن على الحادية والعشرين واربع من بين تسع منهن على الأقل يد احداهن على الهاتف الجوال ضاحكة ومسترسله في الحديث واليد الاخرى تربت برفق على عنق الشيشة وعاملة متخصصة لذلك وبنكهات نسمع عنها منهن او ممن يدخنها في مكان آخر ويالغرابة الاسماء ولكن الأغرب هو الفعل الذي مافتئنا نحاول التخلص من شر السجائر والتدخين تلك العادات القبيحة لدى الرجل ـ مما بالنا بالمرأة ـ حتى تزيد الشيشة الطين بلة!!
في هذا الاستطلاع حاولنا التعرف من افواه (المشيشات) حسب اصطلاحاتهن على اسباب لجوئهن لذلك والكيفية وكذلك موقفهن من هذه العادة الدخيلة.
* تسأل:
تقول الحالة (أ) الوحدة والفراغ جعلاني الجأ الى تدخين الشيشة بأنواعها واصبح متمرسة في التفريق بين انواعها فأنا لست موظفة ولدي شغالة مما جعل يدي صفرا من اي عمل فلجأت إليها للتسلية.
ـ للتسلية?
ـ لا تستغربي فمعظم من يتعاطى الشيشة يلجأ اليها كنوع من التسلية فالحب مثلا (تقصد اللب) اليس نوعا من انواع التسالي وكلنا نتجمع حوله ونحن نشاهد التلفزيون.
ـ .....!!! واين يكون تدخينك للشيشة عادة?
ـ مع بعض الصديقات اللاتي شجعنني على ذلك وغالبا في البيت لأنني قليلة الخروج.
* زوجي هو السبب:
اما الحالة (ب) فزوجها هو مفتاح عالم الدخان بالوانه وانواعه تقول: زوجي كثير السهر خارج المنزل ومشاكلنا بدأت تكبر وتكبر حاولت ان اثنيه عن طبعه بكل الطرق دون جدوى فثناني هو عن طبع السؤال والمشاجرة.
ـ كيف? وما علاقة ذلك بتدخينك?
فتجيب العلاقة تكمن في كيف وتوضح قائلة: لقد قال لي سأحضر لك ما (يسليك ويشيلني من مخك) وبالفعل احضر لي الشيشة ومعها تذوقتها فلم اعد اسأله ولا احاسبه وارتاح هو وارتحت.
(نعم الزوج.. والزوجة!!)
* لست عصرية:
وتقول الحالة (ج): لجأت الى ذلك عندما كنت يوما في زيارة احدى صديقاتي وكان في منزلها بعض الصديقات وفجأة ظهر هذا المنكر الغريب بالنسبة لي فأنا بصراحة ولم اشاهد امرأة من قبل هذا الموقف تدخنه.. وتواصل: واخذت الصديقات في التعبير عن سعادتهن (بالمشروب) ونشوتهن وهي يدخن وعندما علمن بأنني لا ادخن اعتبرنني متأخرة ولا اساير العصر فحاولت ان اجربه معهن حتى لا اتهم بما يقلن وبالفعل صديقاتي اليوم حين يجتمعن ويسهرن ويتسامرن لابد ان يكون هذا المنكر في المقدمة بل يتنافسن في تقديمه بأحسن صورة.. وتواصل: انا عموما لا ادخن الشيشة الا عند صديقاتي حتى لا يعلم اهلي ولو كنت متزوجة لأخذت الاذن من زوجي لانني لا ارى انه امر مخجل.
ـ اذا لماذا لا تصارحي اهلك به مادام غير مخجل?
ـ لأن الاهل لا يقبلون بكل الامور اما الزوج فأعتقد غير ذلك.
(.. تعتقدين!!..) سبحان الله!!
* مراهقون:
الحالة (د) طلاقها بداية الحكاية هكذا تقول: طلقت بعد اربعة اشهر زواج فقط ورغم انني انا التي طلبت الطلاق الا انني لم أفلت من حديث الناس واتهاماتهم وتطرق مفكرة ثم تواصل: عموما لي اخوة مراهقون يشيشون ويطلبون مني ليليا ان اجهز الشيشة طبعا هذا من وراء اهلي بعد ان ينام الجميع فأصبحت آخذ نفسا من الشيشة قبل ان اعطيهم اياها لأجربها ومع الوقت الفتها بل ادمنتها!! وتواصل ولمن يسمعها لا بد ان يضحك بمرارة تقول: الان اصبح هناك جدول بيني وبين اخوتي مرة انا اجهز الشيشة ومسلتزماتها ومرة هم.
* زواج زوجي:
الزواج مرة اخرى وراء الحالة (هـ) في تعاطيها الشيشة مع اختلاف الموقف والظروف تقول: لجأت الى ذلك عندما تزوج زوجي من اخرى واخذ يسب ويشتم ولم اشعر بنفسي الا وانا في هذه الزاوية أدخن وبدون احساس او ادراك اشرب الشيشة حتى ادوخ وانسى همي وغمي واولادي ينصحونني ولكن دون فائدة فلحظات التشييش بالنسبة لي نسيان.
ـ والناس ونظرتهم الا تخشينها ان لم تجد نصائح ابنائك وانت القدوة?
ـ على العكس الناس يقولون اذا كانت الشيشة ستنسيك همك فأشربي وانسي همك واتركيه وراءك وهذا ما افعله خصوصا قبل النوم (انه منوم الوهم كان الله في عون اولادها.. و.. عونها)!
* موضة فحسب:
الحالة (و) ادمنت الشيشة من اماكن التطور الزائفة وتوضح ذلك بلسانها: اعتدت ان اذهب الى مقهى ومطعم يقدم المعسل وشاهدت غيري وكونت صداقة مع بعضهن من كثرة ترددي وترددهن فالفته واصبحت اتعاطاه ولكن دون علم اهلي بالطبع (مواصلة) اخشى ما اخشاه ان يعرفوا او اجد احدا من افراد اسرتي هنا لكنني لا اجد فيها عيبا فهي ليست ضارة كالسجائر او المخدرات انما هي موضة مثل رسائل الجوال مثلا او الملابس الغريبة التي تظهر على الشاشة واكيد سينتهي وقتها والجميل في ذلك ان رائحة المعسل ليست كريهة بل على العكس.
* والدي قدوتي:
الحالة (ز) تقول بصراحة: اعرف انها مستهجنة عندكثير من الناس غير المدخنين ولكن ابي كان يعسل قبل زواجي وكثيرا ما كنت اشعر بسعادته في ذلك وحين ترملت ربطت بين حالة بؤسي وسعادة والدي في المعسل فلجأت الى ذلك فأنا لا أضر احدا بتصرفي لانني اشيش في منزلي وليس معي سوى طفلي الصغير الذي لا يعي شيئا.
ـ اليوم قد لا يعي ولا يفهم ولكن في الغد ستكونين قدوته كما كان والدك لك القدوة.
* سفر:
الحالة (ح) تقول بلامبالاة تعرفت على الشيشة في الامارات وكانت تجربة حلوة جدا ومن يومها اصبحت برنامجا يوميا.
* فضائيات وتطور:
الحالة (ط) احدى المراهقات اللاتي يتعاطين الشيشة في اماكن نسائية تقول من سنين او اكثر لفتت نظري الاعلانات التي تكررت على شاشات الفضائيات عن المعسل وانواعه ونكهاته وحين وجدت بعض الفتيات في المقاهي او المشاغل يعسلن لم استغرب هذا الأمر فحاولت ان اجرب واعتدته.. وتواصل ضاحكة اعتقد ان التعسيل والتشييش نوع من انواع التطورات التي في كل مكان.
(واي تطور ايتها العزيزة)!!
* كلمات ضائعة حروفها:
مرارة مرارة شديدة يغص بها الحلق والوجدان لمن يطلع على افكار المشيشات, والمصيبة انهن لا يشعرن بأن هناك كارثة وراء تصرفهن مادامت في (نظرهن) ليست حراما ومادامت ليست ممنوعة, والمؤذي المؤلم بالفعل هو ان التشييش للنساء خاصة وفي السنتين الاخيرتين ليس من المحظورات اجتماعيا الا من خلال ازدراء النظر ولهذا يتمادى امثال هؤلاء ويجرفن معهن اخريات, وهنا لابد من البحث عن حصانة واقصد بها حصانة الأسرة التي تشيش ابنتها في داخل المنزل دون ان تعلم او تذهب لهذه الأماكن دون ادنى رقابة او اهتمام.
المصدر /صحيفة اليوم
عدد يوم السبت 16/3/2002م
اذا كنت من هواة الاسفار والترحال فقد يكون وقعت عيناك ولو لمرة خصوصا في الدول العربية على منظـر المقاهي الشعبية تحديدا ـ وهي تكتظ بالعربيات من النساء اكثر من الرجال وهن يتعاطين الشيشة او المعسل, وياله من منظر يوقع في النفس الحسرة على امهات اليوم ومحددات خطى المستقبل للجيل الجديد!! وهنا من هذه المشاهد ماهو ليس بالقليل وان كان اقل بروزا وناره اهدأ لتواريها والتي نأمل اخمادها.
هنا.. هنا ايضا في مشغل ما في بقعة من بقاع بلدي الطيب مراهقات لا تزيد اعمارهن على الحادية والعشرين واربع من بين تسع منهن على الأقل يد احداهن على الهاتف الجوال ضاحكة ومسترسله في الحديث واليد الاخرى تربت برفق على عنق الشيشة وعاملة متخصصة لذلك وبنكهات نسمع عنها منهن او ممن يدخنها في مكان آخر ويالغرابة الاسماء ولكن الأغرب هو الفعل الذي مافتئنا نحاول التخلص من شر السجائر والتدخين تلك العادات القبيحة لدى الرجل ـ مما بالنا بالمرأة ـ حتى تزيد الشيشة الطين بلة!!
في هذا الاستطلاع حاولنا التعرف من افواه (المشيشات) حسب اصطلاحاتهن على اسباب لجوئهن لذلك والكيفية وكذلك موقفهن من هذه العادة الدخيلة.
* تسأل:
تقول الحالة (أ) الوحدة والفراغ جعلاني الجأ الى تدخين الشيشة بأنواعها واصبح متمرسة في التفريق بين انواعها فأنا لست موظفة ولدي شغالة مما جعل يدي صفرا من اي عمل فلجأت إليها للتسلية.
ـ للتسلية?
ـ لا تستغربي فمعظم من يتعاطى الشيشة يلجأ اليها كنوع من التسلية فالحب مثلا (تقصد اللب) اليس نوعا من انواع التسالي وكلنا نتجمع حوله ونحن نشاهد التلفزيون.
ـ .....!!! واين يكون تدخينك للشيشة عادة?
ـ مع بعض الصديقات اللاتي شجعنني على ذلك وغالبا في البيت لأنني قليلة الخروج.
* زوجي هو السبب:
اما الحالة (ب) فزوجها هو مفتاح عالم الدخان بالوانه وانواعه تقول: زوجي كثير السهر خارج المنزل ومشاكلنا بدأت تكبر وتكبر حاولت ان اثنيه عن طبعه بكل الطرق دون جدوى فثناني هو عن طبع السؤال والمشاجرة.
ـ كيف? وما علاقة ذلك بتدخينك?
فتجيب العلاقة تكمن في كيف وتوضح قائلة: لقد قال لي سأحضر لك ما (يسليك ويشيلني من مخك) وبالفعل احضر لي الشيشة ومعها تذوقتها فلم اعد اسأله ولا احاسبه وارتاح هو وارتحت.
(نعم الزوج.. والزوجة!!)
* لست عصرية:
وتقول الحالة (ج): لجأت الى ذلك عندما كنت يوما في زيارة احدى صديقاتي وكان في منزلها بعض الصديقات وفجأة ظهر هذا المنكر الغريب بالنسبة لي فأنا بصراحة ولم اشاهد امرأة من قبل هذا الموقف تدخنه.. وتواصل: واخذت الصديقات في التعبير عن سعادتهن (بالمشروب) ونشوتهن وهي يدخن وعندما علمن بأنني لا ادخن اعتبرنني متأخرة ولا اساير العصر فحاولت ان اجربه معهن حتى لا اتهم بما يقلن وبالفعل صديقاتي اليوم حين يجتمعن ويسهرن ويتسامرن لابد ان يكون هذا المنكر في المقدمة بل يتنافسن في تقديمه بأحسن صورة.. وتواصل: انا عموما لا ادخن الشيشة الا عند صديقاتي حتى لا يعلم اهلي ولو كنت متزوجة لأخذت الاذن من زوجي لانني لا ارى انه امر مخجل.
ـ اذا لماذا لا تصارحي اهلك به مادام غير مخجل?
ـ لأن الاهل لا يقبلون بكل الامور اما الزوج فأعتقد غير ذلك.
(.. تعتقدين!!..) سبحان الله!!
* مراهقون:
الحالة (د) طلاقها بداية الحكاية هكذا تقول: طلقت بعد اربعة اشهر زواج فقط ورغم انني انا التي طلبت الطلاق الا انني لم أفلت من حديث الناس واتهاماتهم وتطرق مفكرة ثم تواصل: عموما لي اخوة مراهقون يشيشون ويطلبون مني ليليا ان اجهز الشيشة طبعا هذا من وراء اهلي بعد ان ينام الجميع فأصبحت آخذ نفسا من الشيشة قبل ان اعطيهم اياها لأجربها ومع الوقت الفتها بل ادمنتها!! وتواصل ولمن يسمعها لا بد ان يضحك بمرارة تقول: الان اصبح هناك جدول بيني وبين اخوتي مرة انا اجهز الشيشة ومسلتزماتها ومرة هم.
* زواج زوجي:
الزواج مرة اخرى وراء الحالة (هـ) في تعاطيها الشيشة مع اختلاف الموقف والظروف تقول: لجأت الى ذلك عندما تزوج زوجي من اخرى واخذ يسب ويشتم ولم اشعر بنفسي الا وانا في هذه الزاوية أدخن وبدون احساس او ادراك اشرب الشيشة حتى ادوخ وانسى همي وغمي واولادي ينصحونني ولكن دون فائدة فلحظات التشييش بالنسبة لي نسيان.
ـ والناس ونظرتهم الا تخشينها ان لم تجد نصائح ابنائك وانت القدوة?
ـ على العكس الناس يقولون اذا كانت الشيشة ستنسيك همك فأشربي وانسي همك واتركيه وراءك وهذا ما افعله خصوصا قبل النوم (انه منوم الوهم كان الله في عون اولادها.. و.. عونها)!
* موضة فحسب:
الحالة (و) ادمنت الشيشة من اماكن التطور الزائفة وتوضح ذلك بلسانها: اعتدت ان اذهب الى مقهى ومطعم يقدم المعسل وشاهدت غيري وكونت صداقة مع بعضهن من كثرة ترددي وترددهن فالفته واصبحت اتعاطاه ولكن دون علم اهلي بالطبع (مواصلة) اخشى ما اخشاه ان يعرفوا او اجد احدا من افراد اسرتي هنا لكنني لا اجد فيها عيبا فهي ليست ضارة كالسجائر او المخدرات انما هي موضة مثل رسائل الجوال مثلا او الملابس الغريبة التي تظهر على الشاشة واكيد سينتهي وقتها والجميل في ذلك ان رائحة المعسل ليست كريهة بل على العكس.
* والدي قدوتي:
الحالة (ز) تقول بصراحة: اعرف انها مستهجنة عندكثير من الناس غير المدخنين ولكن ابي كان يعسل قبل زواجي وكثيرا ما كنت اشعر بسعادته في ذلك وحين ترملت ربطت بين حالة بؤسي وسعادة والدي في المعسل فلجأت الى ذلك فأنا لا أضر احدا بتصرفي لانني اشيش في منزلي وليس معي سوى طفلي الصغير الذي لا يعي شيئا.
ـ اليوم قد لا يعي ولا يفهم ولكن في الغد ستكونين قدوته كما كان والدك لك القدوة.
* سفر:
الحالة (ح) تقول بلامبالاة تعرفت على الشيشة في الامارات وكانت تجربة حلوة جدا ومن يومها اصبحت برنامجا يوميا.
* فضائيات وتطور:
الحالة (ط) احدى المراهقات اللاتي يتعاطين الشيشة في اماكن نسائية تقول من سنين او اكثر لفتت نظري الاعلانات التي تكررت على شاشات الفضائيات عن المعسل وانواعه ونكهاته وحين وجدت بعض الفتيات في المقاهي او المشاغل يعسلن لم استغرب هذا الأمر فحاولت ان اجرب واعتدته.. وتواصل ضاحكة اعتقد ان التعسيل والتشييش نوع من انواع التطورات التي في كل مكان.
(واي تطور ايتها العزيزة)!!
* كلمات ضائعة حروفها:
مرارة مرارة شديدة يغص بها الحلق والوجدان لمن يطلع على افكار المشيشات, والمصيبة انهن لا يشعرن بأن هناك كارثة وراء تصرفهن مادامت في (نظرهن) ليست حراما ومادامت ليست ممنوعة, والمؤذي المؤلم بالفعل هو ان التشييش للنساء خاصة وفي السنتين الاخيرتين ليس من المحظورات اجتماعيا الا من خلال ازدراء النظر ولهذا يتمادى امثال هؤلاء ويجرفن معهن اخريات, وهنا لابد من البحث عن حصانة واقصد بها حصانة الأسرة التي تشيش ابنتها في داخل المنزل دون ان تعلم او تذهب لهذه الأماكن دون ادنى رقابة او اهتمام.
المصدر /صحيفة اليوم
عدد يوم السبت 16/3/2002م