مسدد
30-06-2003, 04:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الناظر في السنتين الأخيرتين بشيء من التفحص والدقة يرى انبعاثا قويا للنهج الصوفي المنحرف ، وتمثل هذا الانبعاث في عدة صور:
(1) بروز شخصيات صوفية تقدم للمجتمع المسلم على أنها نماذج متميزة ، ويطلق عليها ألقاب تميزها عن بقية الدعاة أو بقية عوام المسلمين ، كأن يطلق "العلامة" على شاب حديث السن ، ويوجه له الخطاب كأنه يوجه للشيخ ابن باز او ابن عثيمين رحمهم الله أو يخاطب كأنه أحد كبار الدعاة كالقرني أو العودة حفظهما الله.
(2) ظهور مكتبات محسوبة على هذا التيار الضال تساهم في بث الفكر الصوفي المنحرف في أوساط المجتمع وبخاصة الوسط النسائي.
(3) بروز جريء للفكر الصوفي الضال ويقدم على أنه هو الفكر الصوفي المعتدل ، وجرأة أكبر في طرح المفاهيم الشركية ، كالقول بجواز الاستغاثة بالموتى والقول بأن الأولياء يملكون التصرف في الكون ، وما شابه من العبارات الشركية ، وكانوا قديما يتحاشون هذا الطرح قدر المستطاع.
وخلال السنتين الأخيرتين تجرأ الفكر الصوفي بشكل سافر وأصبح يطرح أفكارا انبطاحية عجيبة ، ويطرح نفسه كبديل يقود الصحوة الإسلامية بدلا عن الجماعات الإسلامية التي قادت الصحوة كل على قدر الوسع والطاقة ، ولعلي استطيع أن ألخص النهج الصوفي في السنوات الأخيرة في التالي:
(1) السخرية بتضحيات الآخرين ، فقد سمعت من بعضهم تصريحات تتعامل مع الانتفاضة الفلسطينية وكأنها توجه غير قويم ، ومر بمنتدانا هذا شخص شيء من هذا الطرح لما أخذ أحدهم يهزأ بالعمليات الاستشهادية ويطعن بشكل غير مباشر بالقيادات الإسلامية وفي نواياهم ويتهمهم ضمنيا بأنهم يضحون بالشباب ، ورأينا بعضهم يتعامل مع دروس الفقه والحديث وكأنه طامة حلت بالأمة ويبخسونها قدرها ، وتقليلهم من قيمة أنشطة غيرهم من الدعاة عبر تحرك مريديهم في أوساط الشباب لبث مثل هذه الأفكار.
(2) هجومهم على رموز لها ثقلها في العالم الإسلامي قديما وحديثا ، كالطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والإمام الشاطبي واتهامهم تارة بأنهم نواصب وتارة أخرى بأنهم تكفيريين ، وطعنهم كذلك في الإمام محمد بن عبدالوهاب ، وفي عصرنا هذا في أمثال الشيخ الألباني رحمه الله والشيخ ابن باز وابن عثيمين ، والتعريض بهيئة كبار العلماء بشكل غير مباشر أو الحديث عنها في مجالسهم الخاصة بشكل مباشر ، والهجوم الشرس على أي فكر سلفي منتسب للسلف الصالح ووصفه بالتزمت والتشدد والتبديع والتكفير والتفسيق ، كما يتقولون عليهم الكثير من الأقاويل ويتهمونهم بأنهم لا يعترفون بالأئمة الأربعة ولا يوقرونهم ولا يجلونهم ، بل إنهم مساهمون رئيسيون في إلصاق تبعة ((الوهابية)) لليهود وأن ((الوهابية)) صنيعة يهودية ، وهي شنشنة عرفت من أخزم ، ونقول وافق شن طبقة ، فهذا هو طرح الدولة البدعية الرافضية في إيران ، كما ويتهمونهم بأنهم أعداء لآل بيت النبوة وبأنهم قليلو أدب مع النبي صلى الله عليه وسلم و آله ولا يحبونهم حبا حقيقيا.
(3) طرحهم أنفسهم كبديل أصلح لقيادة الصحوة الإسلامية ، وقبل أن يكون لأمثال هؤءلاء وزن يذكر في الصحوة وتأثيراتها وجدنا أن كل جماعة من الجماعات الإسلامية أعطت الصحوة وأخذت منها وأنها وبرغم ما ساد بينها من فرقة إلا أنها تكاملت في معظم جزئياتها من حيث لا تشعر ، الآن الصوفية سيأتون لينسفوا كل ما ليس بصوفي ، وهذا الطرح لا يتغلغل في أوساط المجتمعات المسلمة فحسب ، بل حتى عند الساسة الغربيين الذين وجدوا في النهج الصوفي بغيتهم ، فهو نهج لم يعرف عبر التاريخ بحمله السلاح للجهاد في سبيل الله إلا ما ندر ، بل وظهر منهم من حرم الجهاد ومنعه كما حدث في تونس والجزائر ومصر في حقبة مضت من التاريخ ، وليس جهاد شيخ الإسلام ابن تيمية في وجه التتر عنا ببعيد ، ولذلك ستجدون من خلال طرحهم العجيب بأنهم حينما ينظرون للأحداث الجارية في العالم الإسلامي ولمصائب المسلمين يتعذرون عن الأمريكان والغربيين صراحة ويبكتون المسلمين ، فلا تجد منهم إلا اتهام للمسلمين واتهام مطلق ، ويغسلون الغربيين تماما من أدرانهم ويضعون لهم صورة حسنة في نفوس المسلمين وكأنهم يطمسون قوله تعالى ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) ، وهم في حقيقة الأمر يبتغون من كل هذا توجيه الاتهام لطوائف من خصومهم.
(4) التلبيس على الناس إما بالتصنع أو بغرائب القصص ، ونحن لا ننكر الكرامات ، ولكن ما نجده سردونه من قصص في الكثير من محاضراتهم يفوق من يسردونه من أحاديث ، ولا زلت أذكر أحدهم بعد أن ألقى محاضرته ، جائني إمام مسجد وهو غاضب فقال "الا يتقي فلان ربه؟؟؟ أول ربع ساعة لا قال الله ولا قال الرسول؟؟؟" ، ثم التصنع الذي نراه في الوجوه ، والله أن التمثيل والتصنع يظهر في وجه الإنسان ويكشفه من يستمع للدرس أو المحاضرة بشكل سريع ، وهو من التكلف الذي قد يجذب الكثيرين ولكنه لاحقا سيكون ممجوجا منفرا.
(5) الاختلاط بقوة مع ولاة الأمر وأبنائهم وتقديم أنفسهم بأنهم الأصلح لدعوة أهل البلد التي يزورونها ، حتى ظهرت مبالغات كثيرة في التعامل مع هؤلاء الصوفية ، والأمر لو توقف عند هذا لكان حسنا ، فكل منا يسعى لأن يصل بأحسن صوره لولي الأمر ومن حوله لأنه يعتقد أنه على النهج الأقوم ، ولكن الإشكال في استغلال الفرصة للنيل من بقية العلماء والنيل من أعراضهم ، والسعي في التضييق على الدعاة من الدول الأخرى بغمزهم ولمزهم والتقليل من شأنهم عند المسؤولين في بعض الدول حتى لا يكون لهم نصيب من الدعوة في تلك البلدان.
==============
رؤية شخصية:
لعل البروز الصوفي في الآونة الأخيرة فيه شيء من التماشي مع السياسة الأمريكية وهو نوع من الاستغلال الذكي للفرص ، بل فيه تشجيع غير مباشر للسياسة الأمريكية تجاه ما يسمونه بالاتجاه الوهابي (السلفي) ، بل وظهرت عبارات سخرية من بعض الصوفية سمعتها بأذني ، والآن كثرت احتفالاتهم البدعية على مستوى العالم الإسلامي ويحاولون النهوض بعد أن ساهمت الصحوة الإسلامية إلى فترة قريبة في تقويض عروشهم.
سبل المواجهة:
(1) التحرز من الوسائل التي تساهم في إشهار هؤلاء ومنها التهجم عليهم ، وهذا يساهم في سحب عدد كبير من الناس عاطفيا تجاههم ، وأهل الحق ليسوا بحاجة لمثل هذا ، ودين الله أطهر من أن يدافع عنه بالسب والشتم ، فيكون رد الحجة بالحجة.
(2) فضح ممارساتهم عند ولاة الأمر وإظهار حقيقتهم ويكفي ما يصرحون به من شركيات واضحة ، والتوقف عن محاباتهم باسم نصرة الدين ، فإن أعظم نصرة لدين الله هو نشر سنة وقمع بدعة وأشد محاربة لدين الله هو رفع شأن مبتدع صوفي لنقتل به سنة ونخلق بدعة.
(3) تصحيح المفاهيم ، فهؤلاء الصوفية فتنة افتتن بها أهل الحقل ، فهم على الرغم من ضلالهم إلا أن هذا لا يعفنا من الاعتراف بالتقصير في مسؤولياتنا ، وعلى رأسها التأدب وحسب المخاطبة ، يجب أن نصحح الكثير من وسائلنا الدعوية ، فالكثير منا أقرب في أساليبه إلى الشدة والغلظة والتعنيف وهذا سبب في نفور الناس فأصبحوا إلى هؤلاء المنحرفين أقرب.
(4) الاقتراب من الناس وأن نعترف بأننا ترفعنا بصورة غير طبيعية على عوام الناس وانزوينا في مجالسنا ، فتفرغ الصوفية هؤلاء لهم ، ووالله لو مكن الله للصوفية لرأينا أبناءنا يقبلون أيديهم ويحبون على ركبهم أمامهم ويتسابقون لنعالهم (ووالله أنهم لو كانوا على الحق لاستحقوا مثل هذا وأكثر) ، ولا نقول (انزلوا لعوام الناس) بل نقول نحن منهم وهم منا ، فلا نحن نازلون ولا هم صاعدون.
(5) حضور دروس العلم للمشايخ والدعاة المعروفين ، ويكفيك يا أخي المسلم ثوابا أن تكثر سواد أهل الحق ، والله أن مجرد مشيك في صفهم ولو كنت مقصرا (وكلنا ذو خطأ) هو من أعظم ما تقدمه لهم ، فلا تبخس وزن نفسك.
(6) ترك مجالس الصوفية وعدم المشاركة فيها ، ومفارقة أهل البدعة وعدم مصاحبتهم لما في ذلك من تأثير على بقية المسلمين الذين قد يتأثرون بفعلك.
(7) استحداث حلقات علم على منهاج أهل السنة لسد الفجوة التي أحدثها ابتعادنا عن طرح دروس الزهد ، والرجوع لمراجع متميزة ككتب "الزهد" المشهورة عند أهل السنة ، وكتاب مدارج السالكين ، وقبل هذا كله أعظم كتاب للسائرين في طريق الحق والسالكين الدرب إلى الله ، كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام الذي كان من أعظم زهده في الدنيا أن قال "بل الرفيق الأعلى".
===============
أتمنى من أهل الاختصاص المشاركة ، ثم أتمنى إذا رد علينا أحد الصوفية أن نتأدب في الحوار معه بقدر المستطاع.
الناظر في السنتين الأخيرتين بشيء من التفحص والدقة يرى انبعاثا قويا للنهج الصوفي المنحرف ، وتمثل هذا الانبعاث في عدة صور:
(1) بروز شخصيات صوفية تقدم للمجتمع المسلم على أنها نماذج متميزة ، ويطلق عليها ألقاب تميزها عن بقية الدعاة أو بقية عوام المسلمين ، كأن يطلق "العلامة" على شاب حديث السن ، ويوجه له الخطاب كأنه يوجه للشيخ ابن باز او ابن عثيمين رحمهم الله أو يخاطب كأنه أحد كبار الدعاة كالقرني أو العودة حفظهما الله.
(2) ظهور مكتبات محسوبة على هذا التيار الضال تساهم في بث الفكر الصوفي المنحرف في أوساط المجتمع وبخاصة الوسط النسائي.
(3) بروز جريء للفكر الصوفي الضال ويقدم على أنه هو الفكر الصوفي المعتدل ، وجرأة أكبر في طرح المفاهيم الشركية ، كالقول بجواز الاستغاثة بالموتى والقول بأن الأولياء يملكون التصرف في الكون ، وما شابه من العبارات الشركية ، وكانوا قديما يتحاشون هذا الطرح قدر المستطاع.
وخلال السنتين الأخيرتين تجرأ الفكر الصوفي بشكل سافر وأصبح يطرح أفكارا انبطاحية عجيبة ، ويطرح نفسه كبديل يقود الصحوة الإسلامية بدلا عن الجماعات الإسلامية التي قادت الصحوة كل على قدر الوسع والطاقة ، ولعلي استطيع أن ألخص النهج الصوفي في السنوات الأخيرة في التالي:
(1) السخرية بتضحيات الآخرين ، فقد سمعت من بعضهم تصريحات تتعامل مع الانتفاضة الفلسطينية وكأنها توجه غير قويم ، ومر بمنتدانا هذا شخص شيء من هذا الطرح لما أخذ أحدهم يهزأ بالعمليات الاستشهادية ويطعن بشكل غير مباشر بالقيادات الإسلامية وفي نواياهم ويتهمهم ضمنيا بأنهم يضحون بالشباب ، ورأينا بعضهم يتعامل مع دروس الفقه والحديث وكأنه طامة حلت بالأمة ويبخسونها قدرها ، وتقليلهم من قيمة أنشطة غيرهم من الدعاة عبر تحرك مريديهم في أوساط الشباب لبث مثل هذه الأفكار.
(2) هجومهم على رموز لها ثقلها في العالم الإسلامي قديما وحديثا ، كالطعن في شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والإمام الشاطبي واتهامهم تارة بأنهم نواصب وتارة أخرى بأنهم تكفيريين ، وطعنهم كذلك في الإمام محمد بن عبدالوهاب ، وفي عصرنا هذا في أمثال الشيخ الألباني رحمه الله والشيخ ابن باز وابن عثيمين ، والتعريض بهيئة كبار العلماء بشكل غير مباشر أو الحديث عنها في مجالسهم الخاصة بشكل مباشر ، والهجوم الشرس على أي فكر سلفي منتسب للسلف الصالح ووصفه بالتزمت والتشدد والتبديع والتكفير والتفسيق ، كما يتقولون عليهم الكثير من الأقاويل ويتهمونهم بأنهم لا يعترفون بالأئمة الأربعة ولا يوقرونهم ولا يجلونهم ، بل إنهم مساهمون رئيسيون في إلصاق تبعة ((الوهابية)) لليهود وأن ((الوهابية)) صنيعة يهودية ، وهي شنشنة عرفت من أخزم ، ونقول وافق شن طبقة ، فهذا هو طرح الدولة البدعية الرافضية في إيران ، كما ويتهمونهم بأنهم أعداء لآل بيت النبوة وبأنهم قليلو أدب مع النبي صلى الله عليه وسلم و آله ولا يحبونهم حبا حقيقيا.
(3) طرحهم أنفسهم كبديل أصلح لقيادة الصحوة الإسلامية ، وقبل أن يكون لأمثال هؤءلاء وزن يذكر في الصحوة وتأثيراتها وجدنا أن كل جماعة من الجماعات الإسلامية أعطت الصحوة وأخذت منها وأنها وبرغم ما ساد بينها من فرقة إلا أنها تكاملت في معظم جزئياتها من حيث لا تشعر ، الآن الصوفية سيأتون لينسفوا كل ما ليس بصوفي ، وهذا الطرح لا يتغلغل في أوساط المجتمعات المسلمة فحسب ، بل حتى عند الساسة الغربيين الذين وجدوا في النهج الصوفي بغيتهم ، فهو نهج لم يعرف عبر التاريخ بحمله السلاح للجهاد في سبيل الله إلا ما ندر ، بل وظهر منهم من حرم الجهاد ومنعه كما حدث في تونس والجزائر ومصر في حقبة مضت من التاريخ ، وليس جهاد شيخ الإسلام ابن تيمية في وجه التتر عنا ببعيد ، ولذلك ستجدون من خلال طرحهم العجيب بأنهم حينما ينظرون للأحداث الجارية في العالم الإسلامي ولمصائب المسلمين يتعذرون عن الأمريكان والغربيين صراحة ويبكتون المسلمين ، فلا تجد منهم إلا اتهام للمسلمين واتهام مطلق ، ويغسلون الغربيين تماما من أدرانهم ويضعون لهم صورة حسنة في نفوس المسلمين وكأنهم يطمسون قوله تعالى ((ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)) ، وهم في حقيقة الأمر يبتغون من كل هذا توجيه الاتهام لطوائف من خصومهم.
(4) التلبيس على الناس إما بالتصنع أو بغرائب القصص ، ونحن لا ننكر الكرامات ، ولكن ما نجده سردونه من قصص في الكثير من محاضراتهم يفوق من يسردونه من أحاديث ، ولا زلت أذكر أحدهم بعد أن ألقى محاضرته ، جائني إمام مسجد وهو غاضب فقال "الا يتقي فلان ربه؟؟؟ أول ربع ساعة لا قال الله ولا قال الرسول؟؟؟" ، ثم التصنع الذي نراه في الوجوه ، والله أن التمثيل والتصنع يظهر في وجه الإنسان ويكشفه من يستمع للدرس أو المحاضرة بشكل سريع ، وهو من التكلف الذي قد يجذب الكثيرين ولكنه لاحقا سيكون ممجوجا منفرا.
(5) الاختلاط بقوة مع ولاة الأمر وأبنائهم وتقديم أنفسهم بأنهم الأصلح لدعوة أهل البلد التي يزورونها ، حتى ظهرت مبالغات كثيرة في التعامل مع هؤلاء الصوفية ، والأمر لو توقف عند هذا لكان حسنا ، فكل منا يسعى لأن يصل بأحسن صوره لولي الأمر ومن حوله لأنه يعتقد أنه على النهج الأقوم ، ولكن الإشكال في استغلال الفرصة للنيل من بقية العلماء والنيل من أعراضهم ، والسعي في التضييق على الدعاة من الدول الأخرى بغمزهم ولمزهم والتقليل من شأنهم عند المسؤولين في بعض الدول حتى لا يكون لهم نصيب من الدعوة في تلك البلدان.
==============
رؤية شخصية:
لعل البروز الصوفي في الآونة الأخيرة فيه شيء من التماشي مع السياسة الأمريكية وهو نوع من الاستغلال الذكي للفرص ، بل فيه تشجيع غير مباشر للسياسة الأمريكية تجاه ما يسمونه بالاتجاه الوهابي (السلفي) ، بل وظهرت عبارات سخرية من بعض الصوفية سمعتها بأذني ، والآن كثرت احتفالاتهم البدعية على مستوى العالم الإسلامي ويحاولون النهوض بعد أن ساهمت الصحوة الإسلامية إلى فترة قريبة في تقويض عروشهم.
سبل المواجهة:
(1) التحرز من الوسائل التي تساهم في إشهار هؤلاء ومنها التهجم عليهم ، وهذا يساهم في سحب عدد كبير من الناس عاطفيا تجاههم ، وأهل الحق ليسوا بحاجة لمثل هذا ، ودين الله أطهر من أن يدافع عنه بالسب والشتم ، فيكون رد الحجة بالحجة.
(2) فضح ممارساتهم عند ولاة الأمر وإظهار حقيقتهم ويكفي ما يصرحون به من شركيات واضحة ، والتوقف عن محاباتهم باسم نصرة الدين ، فإن أعظم نصرة لدين الله هو نشر سنة وقمع بدعة وأشد محاربة لدين الله هو رفع شأن مبتدع صوفي لنقتل به سنة ونخلق بدعة.
(3) تصحيح المفاهيم ، فهؤلاء الصوفية فتنة افتتن بها أهل الحقل ، فهم على الرغم من ضلالهم إلا أن هذا لا يعفنا من الاعتراف بالتقصير في مسؤولياتنا ، وعلى رأسها التأدب وحسب المخاطبة ، يجب أن نصحح الكثير من وسائلنا الدعوية ، فالكثير منا أقرب في أساليبه إلى الشدة والغلظة والتعنيف وهذا سبب في نفور الناس فأصبحوا إلى هؤلاء المنحرفين أقرب.
(4) الاقتراب من الناس وأن نعترف بأننا ترفعنا بصورة غير طبيعية على عوام الناس وانزوينا في مجالسنا ، فتفرغ الصوفية هؤلاء لهم ، ووالله لو مكن الله للصوفية لرأينا أبناءنا يقبلون أيديهم ويحبون على ركبهم أمامهم ويتسابقون لنعالهم (ووالله أنهم لو كانوا على الحق لاستحقوا مثل هذا وأكثر) ، ولا نقول (انزلوا لعوام الناس) بل نقول نحن منهم وهم منا ، فلا نحن نازلون ولا هم صاعدون.
(5) حضور دروس العلم للمشايخ والدعاة المعروفين ، ويكفيك يا أخي المسلم ثوابا أن تكثر سواد أهل الحق ، والله أن مجرد مشيك في صفهم ولو كنت مقصرا (وكلنا ذو خطأ) هو من أعظم ما تقدمه لهم ، فلا تبخس وزن نفسك.
(6) ترك مجالس الصوفية وعدم المشاركة فيها ، ومفارقة أهل البدعة وعدم مصاحبتهم لما في ذلك من تأثير على بقية المسلمين الذين قد يتأثرون بفعلك.
(7) استحداث حلقات علم على منهاج أهل السنة لسد الفجوة التي أحدثها ابتعادنا عن طرح دروس الزهد ، والرجوع لمراجع متميزة ككتب "الزهد" المشهورة عند أهل السنة ، وكتاب مدارج السالكين ، وقبل هذا كله أعظم كتاب للسائرين في طريق الحق والسالكين الدرب إلى الله ، كتاب الله تبارك وتعالى وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام الذي كان من أعظم زهده في الدنيا أن قال "بل الرفيق الأعلى".
===============
أتمنى من أهل الاختصاص المشاركة ، ثم أتمنى إذا رد علينا أحد الصوفية أن نتأدب في الحوار معه بقدر المستطاع.