تسجيل الدخول

View Full Version : ( سبحااان الله .... نمرض .....لنـصح !!! )


بو عبدالرحمن
15-03-2004, 10:52 PM
قال الراوي :
عدتُ قريباً لي طريح الفراش منذ أكثر من شهر _ عافاه الله وشفاه وشفى جميع مرضى المسلمين _
ولما رايته أخذت أتفكر في أمر هذا الإنسان ، كيف كان من النشاط والحيوية ، وإلى أين صار من الضعف والوهن ..
وتساءلت : أين ذلك النشاط والتوثب والضحكات وجلجلة الصوت ؟!
ما لها استحالت بين عشية وضحاها ، ضعف ووهن وعجز وانكسار ..!

وحين عدت إلى منزلي كانت هذه الفكرة تتصدر قائمة اهتماماتي في يومي كله ، وفي المساء ، وكان لها صداها في سلوكياتي كلها خلال ذلك اليوم ..

في المساء ، وبينا كنت أقلب أوراقا متناثرة في مكتبي ، وجدت مجموعة قصاصات متفرقة لأديب العربية الفذ مصطفى صادق الرافعي رحمه الله ، حول المرض وحكمته .. فوجدت لها صدى قوياً وواضحاً في قلبي ، ورأيت أن الله قد فتح عليه فتحاً ملحوظا في هذا ..

فأحببت أن أسوق تلك الفقرات هاهنا ، لعل كثيرين ينتفعون بهذه المعاني ، وسواءً أكانوا مرضى أو عواداً لمرضى ..
فاقرأ و تأمل وتدبر وتفكر ، وقل : الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به كثير من عباده ، قال رحمه الله :
- - -

...( ثم لا يكون إلا أن يمرض هذا الإنسان ، فإذا هو قد تلقى الدرس على أحكم أساتذته !
ورأى نفسه كان يمشي فقعد ، ويستطيل فتقاصر ، ويشمخ فانهد ، ويُسر فحزن ، وإذا قد بدل من الصوت المرتفع ، خفض الصوت ، ومن الإعجاب مقت الإعجاب ، ومن الخلاف ترك الخلاف ، ومن جفوة الناس ، حاجته إلى رحمة الناس ...!! )

_أقول : بل ما اشد حاجته إلى دعاء من طفل أو امرأة أو شيخ أو حتى متسول ! .._
( تأمل هذا المريض وهو خائر النفس ، متخاذل الأعضاء ، كاسف الوجه ، ميت الهوى ،
لا يتماسك : مما به من الضعف ،
ولا ينبعث : لما به من الوهن ،
ولا يتشهى : لما به من الفتور ،
ولا يتذوق : لما في روحه من المرارة ،
ولا يجرؤ : لما في حسه من الإشفاق ..!!

ولا ينظر إلى الدنيا إلا بملء عينيه زهداً فيها ، كأنما بث المرض في عينيه شعاعاً ينفذ الأمور إلى حقائقها ، ثم يخترق الحقائق إلى صميمها ..!
أفلا ترى هذا الإنسان قد عمل فيه مرض أيام قليلة ، ما لا تعمل العبادة مثله في أزهد الناس إلا في السنين المتطاولة ..!! ؟ )

( المرض الرحيم وضع النفس في وثاق يمسكها حيناً ، ليحبسها على تأمل حقائق الحياة المغطاة ، ويكرهها على أن ترى الدنيا أهون من أن تصفو لها نفس ، وأحقر من أن يتهالك عليها الأحياء .. !
ثم ليريها رأي العين : أن العالم مصبوغ بأخيلتها _هي_ الوهمية ، التي نفضت عليه ألوان الجنة فأفسدته بهذا التمويه ، وتركت أهله يتكذبون في أوصافه ...!!! )

( وبذلك يكون الإنسان دائماً في حاجة إلى بعض الأمراض .. لا ليمرض ولكن ليصح !!!!..)

( سبحانك اللهم ! إنما هذه الأمراض أخلاق ، أنت تنشئ بها الرحمة في قلوبنا المتحجرة ، وتصرفنا فيها إلى نفوسنا بعد أن نكون قد جهلنا هذه النفوس في أعمال الحياة ، وتعلمنا بها جميل صنعك في تواتر حلمك علينا ، مع قبيح صنعنا في ترادف عصياننا لك ، وتنقلنا بها في خطوة سريعة من خطى الأزلية لنرى الدنيا من آخرها ..!!!
فلا نجد نعيمها إلا معاني الهلاك ، ولا ملذاتها إلا أصباباً من الندم ، ولا غناها إلا فنوناً من الحسرة ..!

ثم لا ننظر في أجسامنا إلا أشكالاً قائمة من التراب ، ولا نعرف من أعمارنا إلا أنفاساً كانت تصعد من فم القبر ..!!

وإذا أذنتَ بعدُ في شفائنا ، ومسحتَ بيد العافية علينا ، كانت الأمراضُ وسيلة من وسائل تجديد العمر ، ويخرج المريض وكأنه مقبل على الدنيا من ناحية لم تكن فيها !!

فينسم من كل شيء رائحة الحياة ، ويرى على كل جمال أثراً كأثر الحب ولذته وحنينه ، ويستقبل نفسه الراجعة إليه ، في موكب الحواس القوية ، فلا يكون له إلا ما قد يكون مثله في الملك المخلوع أعادوه إلى العرش ، فجاءوا بالتاج ، وأقاموا له الزينة ، وحشدوا له المحفل ، وقالوا : سمعنا وأطعنا !!! )

( إنه لا يفسد الإنسان إلا الغرور ، ولا يكون الغرور إلا من الطيش ... ولا يكون هذا أكثر ما يكون ، إلا من بلاء العافية على الإنسان ! )
( فكأنما تطوف الأمراض في هذا العالم ، لتُصلح نواحي الإنسانية فيه ، فتُضعفُ الحيوانيةَ ، وتكسر شره الهوى ، وتكف طغيان المال عن النفس ، حتى لا شهوة فيه ولا قوة له ..)
( إن الميكروبات السابحة في الهواء ، كالأملاح الذائبة في البحار : لولا هذه لتعفنت الأرض ، ولولا تلك لتعفنت الإنسانية !!! )

ونضيف سطراً ..
ولله حكمة في كل شيء يقدره على هذا الإنسان ، وعلى الإنسان أن يتعرف حكمة الله فيما ينزل به ..فإنه إذا عرف الحكمة وأدركها لهج لسانه ، وخفق قلبه بحب الله ولابد ..!
قال تعالى : ( إنا كل شيءٍ خلقناه بقدر )
يقول سيد رحمه الله تعالى ورفع درجته في أعلى منازل الجنة عند هذه الاية :


(..كل شيء . . كل صغير وكل كبير .
كل ناطق وكل صامت . كل متحرك وكل ساكن .
كل ماض وكل حاضر . كل معلوم وكل مجهول ..
كل شيء . . كل شيء خلقناه بقدر . .

قدر يحدد حقيقته . ويحدد صفته .
ويحدد مقداره . ويحدد زمانه ..
ويحدد مكانه . ويحدد ارتباطه بسائر ما حوله من أشياء .
وتأثيره في كيان هذا الوجود .

وإن هذا النص القرآني القصير اليسير ليشير إلى :
حقيقة ضخمة هائلة شاملة , مصداقها هذا الوجود كله .
حقيقة يدركها القلب جملة وهو يواجه هذا الوجود , ويتجاوب معه ,
ويتلقى عنه , ويحس أنه خليقة متناسقة تناسقا دقيقا ..
كل شيء فيه بقدر يحقق هذا التناسق المطلق ,
الذي ينطبع ظله في القلب جملة وهو يواجه هذا الوجود .
ثم يبلغ البحث والرؤية والتجربة من إدراك هذه الحقيقة
القدر الذي تهيئه هذه الوسائل , ويطيقه العقل البشري ,
ويملك معرفته عن هذا الطريق ..


إلى آخر ما قال رحمه الله ، وما ابدع واروع ما قال ... وعلى هذا الرابط يمكنك أن تتابع
http://alwahah.net/aalawi60/qr26.htm

غير أن الذي يعيننا هاهنا هو أن كل شيء قضاه الله في هذا الكون ، إنما هو بقدر دقيق ، فيه حكمة ولحكمة ، وفيه لطف ورحمة ، فعلينا أن نستقبل أقدار الله بالأدب مع الله جل في علاه ..

وفي هذا سلوة لنا وعزاء ، ولطف بنا ورحمة ، فإن ا\نصباب السكينة في قلوبنا ، مما يساعد على التغلب على هذا البلاء النازل بنا .
والله وحده هو المرجو أن يشافي كل مريض مسلم ، وأن يبدله دماً خيرا من دمه ، وبدناً خيرا من بدنه ، ويخرجه من فراش مرضه نقياً من ذنوبه كيوم ولدته أمه ..

قال الراوي :
وعرجتُ أقرأ كتابا حول المرض وحكمته ، حشد فيه الكاتب رحمه الله نصوصا كثيرة من القرآن والسنة ، تفيض على القلب نوار وهدى وبركة _ لعلي أخصها بموضوع مستقل _ ، وجمعت بين يدي كل ما تجمع لدي مما قرأت ، وأعدت القراءة أكثر من مرة ، ووجدتني أقول : نعم .. قد نحتاج أن نمرض .....لنصح !!
لنصح روحيا ، وقلبيا ونفسيا .. بل وجسديا أيضا .. !

ومع هذا فإنا نسأل الله العفو والعافية مع كل صباح وفي نهاية كل ليلة ..
نسأل الله أن يعافينا مما ابتلى به كثير من عباده ، كما نسأله أن يشافي ويعافي كل مريض مسلم تحت كل سماء...
اللهم آمين ... اللهم آمين ...

حروف سوالف
16-03-2004, 08:54 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

صدقت والله يا شيخنا الفاضل ابو عبدالرحمن

جزاك الله خير
حروف سوالف

نور بوظبي
16-03-2004, 11:34 AM
1^

أخي الفاضل بو عبد الرحمن ..

جزاك الله خير على مقالتك الطيبة ..

عندما أمرض أتذكر عبارتك التي تكتبها دائماً ( يبتليك الله ليرقيك ) ..

مع بداية الهجري الماضي كنت أتقلب على السرير الأبيض بين فترة و أخرى، أمرض يومان ثم أتحسن يومان ، و أحياناً يطول الأمر ، حتى منّ الله علي بالصحة و العافية في نهاية العام الهجري فلله الحمد و المنة و الثاء الحسن..


مررت بالكثير من المواقف التي لا أستطيع أن أنساها..

أهمها أنني شعرت بمدى وهن و ضعف الإنسان و أننا بحاجة أن نلجأ إلى الله في كل أمورنا و أننا نتقلب في نعم الله تعالى و التي لا يشعر بها الكثير ..


جزاك الله خير أخي الفاضل بو عبد الرحمن ..

أسأل الله أن يشافي و يعافي جميع مرضى المسلمين و أن يجعل ما يمرون به تكفيراً لذنوبهم و خطاياهم ..

بشاير
16-03-2004, 11:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حتى عندما نمرض يجب علينا أن نتمتع بعبادة الله

فهو كالإستراحة من اللهاث وراء الدنيا والتفكر في نعمة نكاد ننساها وهي الصحة التي نسأل الله أن يديمها علينا وعلى جميع المسلمين

خلاف ذلك فالمرض تنقية للجسم من الذنوب وغسل له من الأدران العالقة به وتذكير للعبد بالعودة إلى ربه ومولاه

فسبحان الله الذي جعل حتى في المرض الذي نسأل الله أن يعافينا منه عبادة وأجر

وسبحان الله الذي يشتاق لصوت العبد فيبتليه بالمرض ليسمع صوته

الله يمتعنا بطاعته إلى أن نلقاه وهو عنا راض

جزاك الله خير أخي ابو عبدالرحمن وبارك الله فيك

البحاري
19-03-2004, 07:34 PM
جزاك الله خيرا .. وجعل ذلك في ميزان حسناتك

بو عبدالرحمن
27-03-2004, 02:23 AM
أخي العزيز / حروف الحب
.......... أذاق الله قلبك حلاوة حب الله سبحانه

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية

أحسن الله إليك ..

وبارك الله فيك ..

ولا تنسني من دعائك الطيب ايها الطيب

تقبل تحياتي وخالص دعواتي

بو عبدالرحمن
27-03-2004, 02:27 AM
الأخت الفاضلة / نور
...... ملأ الله قلبك بنور معرفته

اسأل الله أن يكون ما مر بك كفارة .. ورفع درجات

وطهور إن شاء الله ..

والكلمة التي أوردتها تحاج إلى إكمال .

قالوا : يبتليك ليربيك ....... أو .... يبتليك ليرقيك

كلاهما طيب ... ولكن الترقية ارفع درجة ..

واسأل الله أن يلطف بكل مريض مسلم

وأن يشافيهم ويطهرهم ويرحمهم .ويرفع درجاتهم عنده

جزاك الله خير الجزاء وبارك الله فيك

لا تنسي أخاك من دعائك الطيب

أبومروان
31-03-2004, 01:24 PM
الله أكبر
.......... والله إنها معاني نحتاجها ......... ولا يعرف أهميتها إلا من ابتلي بمرض أو مريض يرافقه في المستشفى ........... جزاك الله خير الجزاء .......... لقد انتفعت بهذه المعاني جدا ................ جعل ذلك في ميزان حسناتك ........ وحشرنا الله وإياك في الفردوس الأعلى .....اللهم آمين

بو عبدالرحمن
01-04-2004, 09:30 AM
الأخت الفاضلة / بشاير .............
...بشرك الله بالجنة

جميلة جدا هذه المعاني التي فتح الله بها على قلبك :
( حتى عندما نمرض يجب علينا أن نتمتع بعبادة الله

فهو كالإستراحة من اللهاث وراء الدنيا والتفكر في نعمة نكاد ننساها وهي الصحة التي نسأل الله أن يديمها علينا وعلى جميع المسلمين

خلاف ذلك فالمرض تنقية للجسم من الذنوب وغسل له من الأدران العالقة به وتذكير للعبد بالعودة إلى ربه ومولاه )

نسأل الله أن يفقهنا ويعيننا على الإقبال عليه بصدق ..

وأن يرزقنا الرضى بأحكامه ....

جزاك اله خير الجزاء ... وبارك الله في أنفاس حياتك

لعل لي عودة لتعقيبك الطيب ، والوقوف مع معانيك ..

تحياتي وخالص دعواتي

بو عبدالرحمن
01-04-2004, 09:31 AM
الأخت الفاضلة / بشاير .............
...بشرك الله بالجنة

جميلة جدا هذه المعاني التي فتح الله بها على قلبك :

( حتى عندما نمرض يجب علينا أن نتمتع بعبادة الله

فهو كالإستراحة من اللهاث وراء الدنيا والتفكر في نعمة نكاد ننساها

وهي الصحة التي نسأل الله أن يديمها علينا وعلى جميع المسلمين

خلاف ذلك فالمرض تنقية للجسم من الذنوب وغسل له من الأدران العالقة به وتذكير للعبد بالعودة إلى ربه ومولاه )

نسأل الله أن يفقهنا ويعيننا على الإقبال عليه بصدق ..

وأن يرزقنا الرضى بأحكامه ....

جزاك اله خير الجزاء ... وبارك الله في أنفاس حياتك

لعل لي عودة لتعقيبك الطيب ، والوقوف مع معانيك ..

تحياتي وخالص دعواتي

ندى الكويت
01-04-2004, 04:45 PM
جـــــــــــــــــــزاك الله خيراً يا شيخنــــــــا :)

هايدي
03-04-2004, 07:27 AM
أخي وأستاذ الفاضل ... بو عبدالرحمن


يا لعمق علاقة الخلق مع ربهم .. !!

نمرض لنصح .. ونصح لنمرض ... وهكذا حتى يكون اللقاء معه ..

لقاء أبدي ..


سلامة مآلنا هناك من سلامة ونقاء نفوسنا ..



أسأل الله العظيم .. رب العرش الكريم ..

أن يعجل بشفاء كل مريض مسلم ..
ويكفر عنه ...


---------------

جزاك الله خيراً على ما ذكرت به ..

بو عبدالرحمن
06-04-2004, 10:42 PM
أخي الحبيب / البحاري
.............. رحم الله والديك ، ورفع الله قدرك

حياك وبياك ....

وجعل الفردوس مأوانا ومأواك

من غير سابقة عذاب ، ولا مناقشة حساب

نسعد بتشريفك لنا ..

فجزاك الله عنا خير الجزاء ..

ونسأل الله أن يجعلنا نافعين منتفعين

هادين مهديين ..

اللهم آمين

تقبل تحيات أخيك المحب ..

ولا تنسني من دعائك الطيب ايها الطيب

بو عبدالرحمن
07-04-2004, 10:39 PM
أخي الحبيب / أبو مروان
.......... رحم الله والديك ورفع ذكرك

نعم أخي ... كم نحتاج إلى مثل هذه المعاني باستمرار

فهذه القلوب تحتاج إلى زاد متجدد

وهذه النفوس تحتاج إلى تذكير دائم ..

وهذه المعاني يتحرك لها القلب وينفعل

والمرجو أن يكون بهذا في طريق الصلاح والتنوير

جزاك الله خيرا على هذا الحضور

واسأل الله أن يشفي الوالد الكريم .. ويشفي كل مريض مسلم

اللهم آمين

بو عبدالرحمن
10-04-2004, 11:24 AM
الأخت الفاضلة / ندى الكويت
............. رعاك الله وحفظك وبارك فيك

حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك

من غير اسابقة عذاب ، ولا مناقشة حساب
اللهم آمين

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية

واسأل الله سبحانه أن تجدي صدى هذه المتابعة واضحا في قلبك

اللهم آمين