بو عبدالرحمن
12-04-2004, 01:18 PM
اعتاد هذا الرجل أن يفتح ديوانيته يوماً في كل شهر للناس ،
يقدم لهم ما لذ وطاب من طعام ، ويستضيف محاضراً يقدم لهم بدوره
ما يغذي قلوبهم ، وينير عقولهم .
كنا نجلس في حجرةٍ واسعةٍ امتلأت حتى آخرها ، كان الحوار متداخلاً لا تنظيم فيه ،
أكثر المتكلمين لا تدور ألسنتهم إلا بمعاني اليأس ، ومشاعر الإحباط لأوضاع الأمة وما هي عليه ..
وما راعنا إلا أن رفع المضيف صوته وكان واقفاً ، وقدم محاضر هذه الليلة ..!
كان شاباً متلألئ الوجه ، يخيل إليك أن الأمل يطل من عينيه ،
ويلوح على جبينه قبس من نور السماء ، لا تملك وأنت تراه إلا أن تقول :
( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) ..
كان ضمن الحاضرين يتابع ما يدور ، ويصغي باهتمام ولا يعلق ،
لأن دوره لم يحن بعد ..!!
وشرع الشاب يتحدث في روعة عن الروعة بعينها ..
ولهذا بهر بحديثه الحاضرين ..!
كان مما قاله _ بعد دعاء الاستفتاح _ :
لا تزال نسائم الفجر مع ولادة كل صباح ، تحمل بشائر الأمل لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد !
والفجر الوليد الجميل ، إنما تمت ولادته في رحم الظلمة لاسيما إذا اشتدت ..!
فلنتفاءل إذن ، أيها السادة ..!!
مآسي الأمة اليوم تقول لنا بلسان الحال :
هذا أوان اليقظة .. فشدوا الأحزمة إن كنتم صادقين ..!
نعم .. آذن نهار هذه الأمة أن يشرق ، وموعدنا الفجر ، لو صدقنا الله ...!!
كل الينابيع التي جفت اليوم ، ستعود للتدفق بالعطاء والخير غداً بإذن الله ..
وكل المصابيح التي أطفئتْ بفعل فاعل حين غفلنا ،
ستعود لتشتعل بالنور من جديد وفي قوة ، تطارد ظلمة الليل الذي طال ...
نحن في ساعات المخاض ، وفي المخاض آلام ، ومع المخاض دماء ،
ولكن الولادة قريبة إن شاء الله ، رغم كل الأنوف المتورمة ..!َ!
أيها الأخوة .. بارك الله فيكم ... احفظوا هذه القاعدة :
نحن أمة لا تعرف اليأس ، ولا اليأس يعرف إلى قلوب أبنائها طريقا .!!
كيف نسمح لليأس أن يتسلل إلى قلوبنا والله سبحانه يقول لنا :
( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) ؟؟
وقال فيما قال :
...أسوق إليكم مثالاً .. وبالمثال يتضح المقال :
إن حبة القمح التي قد لا تراها العين ، تقع على الأرض ، فيجرفها التيار
مع ما يجرف من أقذاء الأرض ، ويجمعها ويكدسها في ناحية ،
وتصبح تلك الحبة مدفونة تحت هذا الغثاء كله ...
غير أنها لا تلبث إلا قليلاً ريثما يسقط عليها مطر السماء ، إن لم يكن وابلاً فطل ،
فإذا هي تهتز ،وتشق لها طريقاً رغم كل الظروف غير المواتية من حولها !!
لتذهبَ صعداً في السماء في شموخ ، ثم تصبح شجرة ظليلةً ، لها مكانها ، ولها دورها ، ولها عطاؤها ..!
كذلك هو شأننا ، كشأن هذه الحبة سواء بسواء ، سنهتز بالحياة يوما ،
وسوف نهز الحياة يومها !
وسننفض رؤوسنا التي أثقلها غبار الغفلة ، لنصافح النهار من جديد ،
ثم ننطلق لنشدو في سمع الدنيا ، بتراتيل السماء من كلام رب الأرض والسماء ..
وصُمّتْ آذانُ الدنيا يومها إن لم تسمعْ لنا..!!
أيها الأخوة الأكارم ..
ثقوا تماماً أننا أمة لا تموت ..
نعم قد تنكسر زمناً ، قد تترهل ، لكنها تعود لتنتفض بالحياة من جديد ،
وهي تهتف بملء صوتها :
ونحن أناسٌ لا توسطَ عندنا ** لنا الصدرُ دونَ العالمينَ أو القبرُ ..!!
إن الضربات المتوالية مهما اشتدت ، فإنها لا تصيب هذه الأمة في مقتل ابداً ،
بل إن هذه الضربات بعينها تكون سببا في صلابة عود هذه الأمة ، وعامل قوة وثباتٍ لها ..!!
ولكن أصحاب العيون الكليلة لا يعقلون !!
لأنهم ....لأنهم صمٌ بكمٌ عمي !!
وشرع يسوق شواهد كثيرة من تاريخ هذه الأمة ، ويقف مع أكثر هذه الشواهد
ليستخرج دروسها ، ويقرر هذه الدروس ..
ذكر فتناً لم اسمع بها إلا ذلك اليوم ..
مع أنه يؤكد أنها من قلب تاريخ هذه الأمة !!
ذكر فتنة القرامطة وما فعلوا .. وثورة الزنج ، وحركة الشطارين والعيارين والحشاشين ،
وأهوال ما فعله التتار ، وفضائع مما ارتكبه الصليبيون ..
وأخذ يؤكد لو أن غير الإسلام تعرض لبعض هذه الفتن لانتهى منذ زمان ..
ولكن لأن الإسلام دين الله سبحانه ، فقد بقي جبلا شامخا ، كلما كبا المسلمون ،
استيقظوا ، وكلما ابتعدوا عن دينهم ، أدبهم الله بسيوف أعدائهم ليعودوا إليه !!
فإذا عادوا إليه بصدق ،
تولى هو سبحانه عنهم المعركة كلها ، من ألفها إلى يائها ..!!
( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى
وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
........................ للموضوع خاتمة مهمة ... تابع على هذا الرابط لو تكرمت :
http://alwahah.net/alawi/98.htm
يقدم لهم ما لذ وطاب من طعام ، ويستضيف محاضراً يقدم لهم بدوره
ما يغذي قلوبهم ، وينير عقولهم .
كنا نجلس في حجرةٍ واسعةٍ امتلأت حتى آخرها ، كان الحوار متداخلاً لا تنظيم فيه ،
أكثر المتكلمين لا تدور ألسنتهم إلا بمعاني اليأس ، ومشاعر الإحباط لأوضاع الأمة وما هي عليه ..
وما راعنا إلا أن رفع المضيف صوته وكان واقفاً ، وقدم محاضر هذه الليلة ..!
كان شاباً متلألئ الوجه ، يخيل إليك أن الأمل يطل من عينيه ،
ويلوح على جبينه قبس من نور السماء ، لا تملك وأنت تراه إلا أن تقول :
( سيماهم في وجوههم من أثر السجود ) ..
كان ضمن الحاضرين يتابع ما يدور ، ويصغي باهتمام ولا يعلق ،
لأن دوره لم يحن بعد ..!!
وشرع الشاب يتحدث في روعة عن الروعة بعينها ..
ولهذا بهر بحديثه الحاضرين ..!
كان مما قاله _ بعد دعاء الاستفتاح _ :
لا تزال نسائم الفجر مع ولادة كل صباح ، تحمل بشائر الأمل لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد !
والفجر الوليد الجميل ، إنما تمت ولادته في رحم الظلمة لاسيما إذا اشتدت ..!
فلنتفاءل إذن ، أيها السادة ..!!
مآسي الأمة اليوم تقول لنا بلسان الحال :
هذا أوان اليقظة .. فشدوا الأحزمة إن كنتم صادقين ..!
نعم .. آذن نهار هذه الأمة أن يشرق ، وموعدنا الفجر ، لو صدقنا الله ...!!
كل الينابيع التي جفت اليوم ، ستعود للتدفق بالعطاء والخير غداً بإذن الله ..
وكل المصابيح التي أطفئتْ بفعل فاعل حين غفلنا ،
ستعود لتشتعل بالنور من جديد وفي قوة ، تطارد ظلمة الليل الذي طال ...
نحن في ساعات المخاض ، وفي المخاض آلام ، ومع المخاض دماء ،
ولكن الولادة قريبة إن شاء الله ، رغم كل الأنوف المتورمة ..!َ!
أيها الأخوة .. بارك الله فيكم ... احفظوا هذه القاعدة :
نحن أمة لا تعرف اليأس ، ولا اليأس يعرف إلى قلوب أبنائها طريقا .!!
كيف نسمح لليأس أن يتسلل إلى قلوبنا والله سبحانه يقول لنا :
( إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ) ؟؟
وقال فيما قال :
...أسوق إليكم مثالاً .. وبالمثال يتضح المقال :
إن حبة القمح التي قد لا تراها العين ، تقع على الأرض ، فيجرفها التيار
مع ما يجرف من أقذاء الأرض ، ويجمعها ويكدسها في ناحية ،
وتصبح تلك الحبة مدفونة تحت هذا الغثاء كله ...
غير أنها لا تلبث إلا قليلاً ريثما يسقط عليها مطر السماء ، إن لم يكن وابلاً فطل ،
فإذا هي تهتز ،وتشق لها طريقاً رغم كل الظروف غير المواتية من حولها !!
لتذهبَ صعداً في السماء في شموخ ، ثم تصبح شجرة ظليلةً ، لها مكانها ، ولها دورها ، ولها عطاؤها ..!
كذلك هو شأننا ، كشأن هذه الحبة سواء بسواء ، سنهتز بالحياة يوما ،
وسوف نهز الحياة يومها !
وسننفض رؤوسنا التي أثقلها غبار الغفلة ، لنصافح النهار من جديد ،
ثم ننطلق لنشدو في سمع الدنيا ، بتراتيل السماء من كلام رب الأرض والسماء ..
وصُمّتْ آذانُ الدنيا يومها إن لم تسمعْ لنا..!!
أيها الأخوة الأكارم ..
ثقوا تماماً أننا أمة لا تموت ..
نعم قد تنكسر زمناً ، قد تترهل ، لكنها تعود لتنتفض بالحياة من جديد ،
وهي تهتف بملء صوتها :
ونحن أناسٌ لا توسطَ عندنا ** لنا الصدرُ دونَ العالمينَ أو القبرُ ..!!
إن الضربات المتوالية مهما اشتدت ، فإنها لا تصيب هذه الأمة في مقتل ابداً ،
بل إن هذه الضربات بعينها تكون سببا في صلابة عود هذه الأمة ، وعامل قوة وثباتٍ لها ..!!
ولكن أصحاب العيون الكليلة لا يعقلون !!
لأنهم ....لأنهم صمٌ بكمٌ عمي !!
وشرع يسوق شواهد كثيرة من تاريخ هذه الأمة ، ويقف مع أكثر هذه الشواهد
ليستخرج دروسها ، ويقرر هذه الدروس ..
ذكر فتناً لم اسمع بها إلا ذلك اليوم ..
مع أنه يؤكد أنها من قلب تاريخ هذه الأمة !!
ذكر فتنة القرامطة وما فعلوا .. وثورة الزنج ، وحركة الشطارين والعيارين والحشاشين ،
وأهوال ما فعله التتار ، وفضائع مما ارتكبه الصليبيون ..
وأخذ يؤكد لو أن غير الإسلام تعرض لبعض هذه الفتن لانتهى منذ زمان ..
ولكن لأن الإسلام دين الله سبحانه ، فقد بقي جبلا شامخا ، كلما كبا المسلمون ،
استيقظوا ، وكلما ابتعدوا عن دينهم ، أدبهم الله بسيوف أعدائهم ليعودوا إليه !!
فإذا عادوا إليه بصدق ،
تولى هو سبحانه عنهم المعركة كلها ، من ألفها إلى يائها ..!!
( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى
وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
........................ للموضوع خاتمة مهمة ... تابع على هذا الرابط لو تكرمت :
http://alwahah.net/alawi/98.htm