نور بوظبي
27-04-2004, 07:15 AM
بنظرة سريعة إلى عِدّة منابر وصروح من صروح الدعوة , وبالنظر إلى ما قدمته وما تقدمه من أعمال جليلة , ترقى بالأمة وتضيئ لأبنائها , وتعين المحتاج منها .
نرى أعمالاً لها من الأثر ما يسُرّ الخاطر ويبعث في النفس الإبتهاج والفرح .
فهذا منبر من منابر العلم , ومسجد من مساجد المسلمين , تُقام فيه الدروس العلمية , والمجالس الإرشادية , ويُبَث فيه ميراث النبوة .
وهذه مكاتب للدعوة ومراكز لنشر الخير , يدعون إلى الإسلام بين الوافدين , فكم أنجى الله على أيديهم نفساً من النار , مراكز دعوة الجاليات , هذه المراكز قد عمّ نفعها , حتى أن بعض الوافدين ممن يعتنقون الإسلام في هذه المراكز يذهبون إلى بُلدانهم ويدعون أهليهم , ويحصل خير كثير , والفضل بعد الله لهذه المراكز والقائمين عليها .
وهذه مَبَرّاتٌ خيرية , تُعين المحتاجين , وتُطعم الجائعين , وترعى الأرامل , وتكفل اليتامى , فما أعظمها من أعمال وما أجزل ثوابها عند الله
وهذه مؤسسة دَعوية تنشر الإسلام في بقاع الأرض وتبني المساجد , وتحفر الآبار , وتقيم المدارس ودُوْرُ العلم لأبناء المسلمين .
وهذه مؤسسة إعلامية تسعى لنشر الخير وبَثّ العلم بين المسلمين
وهذا موقع في الإنتر نت , وما أكثرها والحمد لله , فبعضها ينشر كتاب الله وبعضها ينشر الدروس العلمية وبعضها ينشر الكتب وبعضها يستقبل إستفتاءات المسلمين في شتى الأرض ويُرشدهم , ويدلهم على طريق الخير .....
وهذه حلقات لتحفيظ كتاب الله وتنشئة جيل مؤمن موحد يتربى على الأخلاق الفاضلة والسيرة الحميدة , جيل ينفع الأمة ولا يضرها .
وغيرها الكثير من أبواب الخير ومنابر الدعوة .
فكلٌ على ثغر من ثُغور الأمة إذا كان العمل موافقاً لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , وصحابته وسلف هذه الأمة , ولزوم أهل العلم , والاهتداءِ بهم .
والحمد لله الخير هو الباقي وهو الذي يمكث في الأرض وهو الذي نفعه يَعُم .
وبمثل هذه الأعمال يبقى الإسلام , ويهنأ أهلُه به , يعبدون ربهم , ويُحْيون أرضهم , ويموتون على أحسن حال , وما أعظمها من نعمة .
أما الزبد والشر إذا لم يكُن هو الغالب , فإنه يذهب جُفاءً , بشرط ألاّ يتقاعس أهل الخير في نشر الدين والعمل على تقويته , وعدم مواجهة الباطل وأهله بما هو شرٌّ منه .
ودين الله دين سماحة ويُسر , ورحمة للناس .
وفي الطرف الآخر :
لو نظرنا إلى ما يقوم به فئة من أبناء المسلمين ممن يسعون للإصلاح - لكن بجهل واندفاع - كم جنى هذا الإصلاح المزعوم على الأمة من الويلات والفتن , وكم تسبب في تأخر مسيرة الدعوة والدين .
وكم تسبب في حرمان الكثير من المحتاجين من الفقراء في الكثير من الدول الإسلامية , الذين هم الآن وقعوا بين براثن التنصير , حيث خلا الجو لدعاته .
إن ما يقوم به هؤلاء ليُعتبر من أشد ما يفتك في الأمة في العصور المتأخرة , لقد تسببت أفعالهم في هدم الكثير من جهود الإصلاح والدعوة إلى الدين في كل العالم , لقد توقفت الكثير من الجهود الدعوية , وأُغلقت الكثير من المراكز , وحُرم خلقٌ كثيرمن لُقمة العيش ممن لا ذنب لهم .
لقد تسببوا في إشغال الناس وصرفهم عن دينهم وعن طاعة ربهم , ونشر الخوف بينهم , وكثرة الخوض في الباطل , والقيل والقال .
ألم يعلم هؤلاء أن أبواب الخير كثيرة , كلما أغلق باب فتح غيره ؟
ألم يعلموا أن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وُسعها ؟
ألم يعلموا أن الإسلام ليس محصوراً في الجهاد ؟ الجهاد يجب بشروطه وكثير من أحكام الإسلام هكذا لا تجب إلا بوجود الشروط وانتفاء الموانع .
أما يعلمون أنهم بصنيعهم هذا خدموا أعداء الإسلام ؟
ما الذي يضرهم لو توجهوا إلى بابٍ آخر من أبواب الخير , ألم يقل العُلماء لهم أن أعمالهم باطله وأنهم يمشون في طريق عاقبته وخيمة ؟
لماذا لم يستجيبوا لأهل العلم ؟
لو استجابوا لبرِأت ذمتهم أمام الله , فقد قال سبحانه (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))
ألهذه الدرجة بلغ بهم الورع ! أن لا يثقوا بكلام العُلماء !
أين الورع من قتل الأنفس المعصومة , واستباحة أموال المسلمين وإتلافها
لقد سعوا في إهلاك أنفسهم , وإهلاك أهلهم , وإهلاك وطنهم , وإهلاك أمتهم , بل وسعوا في الصد عن هذا الدين العظيم وحرموا الكثير من الخلق من الدخول فيه .
(( قل هل ننبؤكم بالأخسرين أعمالاً , الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا ))
سبحان الله شتان بين تلك الأعمال وبين هذه الأعمال .
مع أنها كُلها تُسمى إصلاح .
فمن الذي يخدم الإسلام ؟
-----
بقلم : أبو عبدالملك
http://www.sohari.com/
نرى أعمالاً لها من الأثر ما يسُرّ الخاطر ويبعث في النفس الإبتهاج والفرح .
فهذا منبر من منابر العلم , ومسجد من مساجد المسلمين , تُقام فيه الدروس العلمية , والمجالس الإرشادية , ويُبَث فيه ميراث النبوة .
وهذه مكاتب للدعوة ومراكز لنشر الخير , يدعون إلى الإسلام بين الوافدين , فكم أنجى الله على أيديهم نفساً من النار , مراكز دعوة الجاليات , هذه المراكز قد عمّ نفعها , حتى أن بعض الوافدين ممن يعتنقون الإسلام في هذه المراكز يذهبون إلى بُلدانهم ويدعون أهليهم , ويحصل خير كثير , والفضل بعد الله لهذه المراكز والقائمين عليها .
وهذه مَبَرّاتٌ خيرية , تُعين المحتاجين , وتُطعم الجائعين , وترعى الأرامل , وتكفل اليتامى , فما أعظمها من أعمال وما أجزل ثوابها عند الله
وهذه مؤسسة دَعوية تنشر الإسلام في بقاع الأرض وتبني المساجد , وتحفر الآبار , وتقيم المدارس ودُوْرُ العلم لأبناء المسلمين .
وهذه مؤسسة إعلامية تسعى لنشر الخير وبَثّ العلم بين المسلمين
وهذا موقع في الإنتر نت , وما أكثرها والحمد لله , فبعضها ينشر كتاب الله وبعضها ينشر الدروس العلمية وبعضها ينشر الكتب وبعضها يستقبل إستفتاءات المسلمين في شتى الأرض ويُرشدهم , ويدلهم على طريق الخير .....
وهذه حلقات لتحفيظ كتاب الله وتنشئة جيل مؤمن موحد يتربى على الأخلاق الفاضلة والسيرة الحميدة , جيل ينفع الأمة ولا يضرها .
وغيرها الكثير من أبواب الخير ومنابر الدعوة .
فكلٌ على ثغر من ثُغور الأمة إذا كان العمل موافقاً لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , وصحابته وسلف هذه الأمة , ولزوم أهل العلم , والاهتداءِ بهم .
والحمد لله الخير هو الباقي وهو الذي يمكث في الأرض وهو الذي نفعه يَعُم .
وبمثل هذه الأعمال يبقى الإسلام , ويهنأ أهلُه به , يعبدون ربهم , ويُحْيون أرضهم , ويموتون على أحسن حال , وما أعظمها من نعمة .
أما الزبد والشر إذا لم يكُن هو الغالب , فإنه يذهب جُفاءً , بشرط ألاّ يتقاعس أهل الخير في نشر الدين والعمل على تقويته , وعدم مواجهة الباطل وأهله بما هو شرٌّ منه .
ودين الله دين سماحة ويُسر , ورحمة للناس .
وفي الطرف الآخر :
لو نظرنا إلى ما يقوم به فئة من أبناء المسلمين ممن يسعون للإصلاح - لكن بجهل واندفاع - كم جنى هذا الإصلاح المزعوم على الأمة من الويلات والفتن , وكم تسبب في تأخر مسيرة الدعوة والدين .
وكم تسبب في حرمان الكثير من المحتاجين من الفقراء في الكثير من الدول الإسلامية , الذين هم الآن وقعوا بين براثن التنصير , حيث خلا الجو لدعاته .
إن ما يقوم به هؤلاء ليُعتبر من أشد ما يفتك في الأمة في العصور المتأخرة , لقد تسببت أفعالهم في هدم الكثير من جهود الإصلاح والدعوة إلى الدين في كل العالم , لقد توقفت الكثير من الجهود الدعوية , وأُغلقت الكثير من المراكز , وحُرم خلقٌ كثيرمن لُقمة العيش ممن لا ذنب لهم .
لقد تسببوا في إشغال الناس وصرفهم عن دينهم وعن طاعة ربهم , ونشر الخوف بينهم , وكثرة الخوض في الباطل , والقيل والقال .
ألم يعلم هؤلاء أن أبواب الخير كثيرة , كلما أغلق باب فتح غيره ؟
ألم يعلموا أن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وُسعها ؟
ألم يعلموا أن الإسلام ليس محصوراً في الجهاد ؟ الجهاد يجب بشروطه وكثير من أحكام الإسلام هكذا لا تجب إلا بوجود الشروط وانتفاء الموانع .
أما يعلمون أنهم بصنيعهم هذا خدموا أعداء الإسلام ؟
ما الذي يضرهم لو توجهوا إلى بابٍ آخر من أبواب الخير , ألم يقل العُلماء لهم أن أعمالهم باطله وأنهم يمشون في طريق عاقبته وخيمة ؟
لماذا لم يستجيبوا لأهل العلم ؟
لو استجابوا لبرِأت ذمتهم أمام الله , فقد قال سبحانه (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ))
ألهذه الدرجة بلغ بهم الورع ! أن لا يثقوا بكلام العُلماء !
أين الورع من قتل الأنفس المعصومة , واستباحة أموال المسلمين وإتلافها
لقد سعوا في إهلاك أنفسهم , وإهلاك أهلهم , وإهلاك وطنهم , وإهلاك أمتهم , بل وسعوا في الصد عن هذا الدين العظيم وحرموا الكثير من الخلق من الدخول فيه .
(( قل هل ننبؤكم بالأخسرين أعمالاً , الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعا ))
سبحان الله شتان بين تلك الأعمال وبين هذه الأعمال .
مع أنها كُلها تُسمى إصلاح .
فمن الذي يخدم الإسلام ؟
-----
بقلم : أبو عبدالملك
http://www.sohari.com/