PDA

View Full Version : ( المـــال إذا تـكـلّـم ..!! )


بو عبدالرحمن
24-06-2005, 11:28 AM
في قصة لطيفة طويلة سمعتها ذات يوم من شيخنا ، جاء هذا المقطع :

... فلما أحسّ الرجل الغني الثري المترف بدنو الموتِ منه ،
طلبَ من بنيه وقد تجمعوا حوله ، أن يجمعوا له ماله كله بين يديه ،
لينظر إليه نظرة أخيرة !!
ففعلوا .. فإذا بين يديه كنوز متكدسة !!

فنظر الرجل إلى ما أشقى عمره في جمعه ، نظرات كسيرة حسيرة ،
ثم قال يخاطب هذه الكنوز التي يسيل لها اللعاب :

لعنك الله من مال !!!
نعم لعنك الله ، شغلتني عن عبادة ربي حتى نسيته بسببك ,
انشغلت بك عنه ، وأقبلت عليك متلهيا بك عما خلقني الله له ..!!

فصاح به المال قائلاً :
لماذا تسبني !؟ ومن أحق بالسب واللعن أنا أم أنت !؟
ألم تكن حقيرا وضيعا ، لولا أن الله سخرني لك ، فرفعك الناس !؟
يسرني الله سبحانه لك فأقبل عليك الخلق ، وقدموك وأكرموك ، وأجلوك ،
والتمسوا رضاك ، ولولا أني بين يديك ، ما تجاوزت قدرك ،
ولا عرفت هذا التكريم الذي كنت فيه !!؟
وبدلاً من أن تشكر الله الوهاب ، بطرت واغتررت وكفرت نعمة ربك عليك ،
ومضيت تتلهى بي في دنياك ، وتنظر إلى خلق الله نظرة استعلاء واحتقار ،
كأنهم من طينة وانت من طينة أخرى !!

ولعل من تحتقر يكون أفضل منك وأعلى منك منزلة عند الله ..!!

نسيت ربك الذي أعطاك وأكرمك ، وأعرضت عنه ،
متشاغلاًُ بسفاسف الدنيا وسفراتها ورحلاتها وملاهيها وشهواتها ..!!
حتى حين كنت تعطي وتمنح ، كانت رائحة المنّ تنضحُ من على شفتيك ،
وفي ثنايا كلامك !! وهذه سيئة لا طاعة !!!
وعطاء مردود عليك لا مقبول منك ..!!


ولو أنك أنفقتني في طاعة الله ، على الوجه الذي يحبه الله ويرضاه ،
هل كنت سأتأبى عليك ، أو أمتنع عن ذلك !؟
لو كنت سخرتني فيما يقربك إلى الله هل كنت أستطيع أن أعارضك!؟
لو كنت جعلتني سببا في مزيد من القرب من ربك ، ألن يكون اليوم
_ يوم قبض روحك _ هو يوم عيدك وفرحتك ،
لأنك ستلقى الله وهو راضٍ عنك !؟
لكنك فتنت بي ، وفشلت في الاختبار فشلا ذريعاً ، واغتررت بحلم الله عليك ،
وصرفت نعمته فيما يسخطه عليك ،

فمن الملوم يا صاحبي ، أنا أم أنت !؟
ومن يستحق السب واللعن أنا أم أنت !؟
قُتِلَ الإنسانُ ما أكفره !!!؟

وصمت المكان كله .. وقد فاضت عيون الرجل الغني ،
وأحس أنه ينتفض كالعصفور من كل خلية في كيانه ..
وعاد المال يتحدث في قوة :

وكما كنتُ سببا في سعادتك في دنياك الزائلة ،
وسببا في تمتعك خلال سنوات عمرك التي ولت كأنها طيف ،
فأبشر اليوم !!!!!
أبشر .. فإني سأكون سبب عذابك والنكال بك ، وسأريك الويلات !!!
أبشر بشرّ أيام تلقاها أمامك !!
فإني بين يديك أنتظر قدومك إلى القبر لأكون أول من يستقبلك بألوان من العذاب
تنسيك كل متعة تمتعت بها بسببي !!
سأكون عليك نيراناً تلظى !! وجمراً تتقلب عليه ، وتشوى به !!!


{.. وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}
{يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ
هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}


لقد كان بإمكانك أن تجعلني سببا لمزيد من سعادتك ورفعتك وتكريمك عند الله
في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، لو أنك كنت عاقلا فصرفتني فيما يحبه الله
ويرضاه على الوجه الذي يريد الله ويحب ..
ولكني لم أرك يوماً عاقلا طول أيامي معك ..!!
بل كنت في خفة عقل الفراشة ، وهي تهوي في النار تحسبها نورا !!!

ولا زال المال يقرع الرجل على هذا النحو ،
والرجل يبكي وينتفض حتى شهق ومات ، ونفق كما ينفق الحمار ... !!!

كايندر
24-06-2005, 05:15 PM
السلام عليكم

صدقت اخي ابو عبدالرحمن المال نقمة على صاحبه إذا لم يعرف كيف يستخدمه ،،، الكثير يحلم أن يملك المال حتى يبني مسجدا أو يطعم فقيرا أو يتصدق والكثير من أعمال الخير التي يمكن أن يفعلها وهي تبارك في مال صاحبها ولا تنقصه ،،،
وهناك مجالات عدة ومتوفرة ولكن النفس والمال والعشق المتبادل ،،، استغرب من ذلك الرجل الذي يملك الشركات والملايين ويصرف على تلك المائدة آلاف ويبذر على حفلة نجاح ابنه في الروضة ألوف وبينما لديه موظفين قد تأخرت رواتبهم أو أنه يستخسر بالعمال لديه أقل القليل وهو لا يؤثر على ماله شي ،،، لمن يكنز كل ذلك ،،،

والدتي حفظها الله تقول كلمة جميلة عن المال الزائد ، أنه مثل الغرف الزائدة في البيت والتي لا تستخدمها ماذا تفعل بها ،، سوف تعملها مخزن لأي زيادة لديك سواء كان طالح ام صالح من أثاث البيت ..

والله قبل مدة سمعت شريط عن المجاعة في إفريقيا يقول الشيخ أن كلفة الوجبة للشخص 12 هللة ولا يجدون ذلك والوجبة هي طحين ودقيق ،،، هل تعلم ماذا يعني 12 هللة يعني لو أن كل شخص أنفق إليهم 10 ريالات سوف يعيشون في غنى ،،، ولكن الله المستعان ،،،
ويقول الشيخ أنهم ذهبوا إلى عائلة حتى يعطوهم الطعام فقالوا لهم نحن أغنياء نحن لم ناكل من ثلاثة أيام فقط ولكن جيراننا فقراء لم ياكلوا منذ ثمانية أيام ،،، وآخرون لا يريدون طعاما ولا شرابا ولكن يريدون أن يحفر قبور لهم لأن ليس لديهم قوة لذلك ،،، ونحن والحمدلله نملك الكثير والكثير ولكن هناك من يتبطر على نعمة الله ولا يعجبه هذا الطعام ولا هذه الكمية ،،،
الكلام كثير والقصص المؤلمة كثيرة وسوف نسأل جميعا عن هؤلاء الاخوة الفقراء والمساكين والجائعين في كل مكان ،،، انتبه يا من تبذر وتصرف هنا وهناك دون حساب وتذكر أن هناك اخوة مسلمون لم يأكلوا منذ زمن بعيد ويضعون أبناءهم للحيوانات المفترسة بعد موتهم حتى ياكلوه امامه تخيل ذلك أنت ،،،
تصدع وابذل وابحث عن المساكين والفقراء هناك كثير ولكن يتعففون على الأقل كل صباح وأنت تخرج إلى عملك إذا وجدت عامل النظافة الذي يخرج مع صلاة الفجر ويعود في الليل براتب قليل جدا أعطه لو القليل ولكن تذكره دائما

مع التحية
ولك الشكر اخي ابو عبدالرحمن

زهرة الندى
24-06-2005, 08:41 PM
نعم المال الطيب للرجل الصالح
هو عصب الحياة و به تستقيم أمورها إذا وضع في مكانه المناسب
و قد كان الرسول صلى الله عليه و سلم يتعود من الفقر لأن أثره كبير
و يبقى غنى النفس أعظم من أموال الدنيا لوجمعت
مقال طيب أخي بو عبد الرحمن
متعك الله بالعلم و الفهم كما متعتنا بكلامك الطيب و زادك من فضله

بو عبدالرحمن
01-07-2005, 10:53 AM
الأخ العزيز / كايندر
...... رعاك الله وحفظك

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية

وأسأل الله سبحانه أن ينفعك وينفع بك حيثما كنت

نعم أخي الكريم .. المال نعم الوسيلة إلى أعلى الجنات

إن سخره صاحبه في ما يزيده قربا من الله سبحانه

ولكنك للأسف تجد أكثر أصحاب الأموال تنسيهم النعمة المنعم بها

ويتلاعب بهم الشيطان فيزيدهم غمسا في بحر الغفلة

وتمضي بهم الحياة وهم غفلتهم معرضون ..

ومنهم صنف جيد وطيب ويحاول أن يصرف نعمة الله عليه في مرضاة الله

ولكنه يقع في باب هلاك آخر !!

ذلك حين ينظر إلى الآخرين نظرة استعلاء وأنهم أدنى منه وأحقر مقاما لأنهم ليسو مثله !!!!

ولسان حاله نفس ما قال صاحب الجنتين في سورة الكهف :

" أنا أكثر منك مالاً وأعز نفرا !!!!! " بل ربما هجس في نفسه :

" ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا " !!!

وكل هذه طرق إلى جهنم دون أن يشعر هؤلاء _ ومن تاب تاب الله عليه _

ولا أنسى أن أذكر بحديث أول ثلاثة تسعر بهم النار ..

ومنهم رجل أتاه الله مالا ، فعرفه بنعمته عليه ثم سأله عنها وكيف سخرها

فيقول ذلك المغرور : إني صرفته في سبيلك ..!!!

فيقال له : بل أنفقت ليقال منفق .. !!

وقد قيل .. ثم يؤمر به إلى النار ....!!
وما أصعب النار ..!!

نسأل الله سبحانه أن ينير قلوبنا ينور معرفته ونور محبته سبحانه

بشاير
07-07-2005, 03:02 PM
تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار .... أو كما قال عليه الصلاة والسلام

هؤلاء الذين يتلذذون بجمع المال إنما هم في شقاء في الدنيا والأخرة

فهم في خوف من خسارة أو فشل في تجارة

وفي تعب أعصاب من نزول سهم أو نقص في مال

نسأل الله أن يجعل ما نملك في أيدينا لا في قلوبنا

وأن يجعلنا ممن ينادى لهم بالخلف لا بالتلف

جزاك الله خير أخي أبو عبدالرحمن ومتعك بطاعته والسعي لمرضاته

بو عبدالرحمن
13-07-2005, 10:47 AM
الأخت الفاضلة / زهرة الندى
...... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية
وجزاك الله خير الجزاء على تعقيبك ..
نعم .. يبقى غنى النفس هو القمة .. وهو المطلوب

أما المال فهو كما أخبرنا سبحانه : زينة .. ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )

فإن صرفه الإنسان في وجوه الحق والخير ،
فنعم المال الصالح للإنسان الصالح ..

ومن فهم أن الإسلام يدعو إلى الفقر ، فقد شط في الفهم !
ولقد كان عدد من العشرة المبشرين بالجنة من أصحاب الأموال
فالمهم .. كيف يصرف الإنسان هذه النعمة ..

بارك الله فيك .. وجزاك الله خير على دعواتك الطيبة
= =

بو عبدالرحمن
13-07-2005, 10:49 AM
الأخت الفاضلة / بشاير
.... بشرك الله بالجنة ورضاه عنك

جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الواعية
وأسأل الله أن يبارك لك هذا الجهد الرائع الذي أنت عليه
وأن ينفع بك ، ويضع لك القبول في قلوب عباده

بالمناسبة ..
كان تعليقك على موضوع الأخ دبور في موضوع العطلة الصيفية رائعا جدا
ولقد كتبت إليك كلمة هناك وطلبت منك طلبا ..

ارجو مراجعة الموضوع [ وعمل اللازم :knight: ..]

مع خالص دعواتي ..
= =