سديم
18-04-2000, 12:41 AM
(إليها هي)
كان (هو) يعيش حياة مضطربة وغير مستقرة ، تعيسا في حياته العائلية والاجتماعية والصحية أيضا. كان يعاني من جفاف المعاملة وفقدان الحنان والدفيء الأسري، يتعذب داخل قرارة نفسه ، يريد من يفتح له قلبه ليعبر عن دافئ إحساسه المرهف. لم يكن يعلم إلي أين يذهب أو ماذا يفعل ، أصبحت الحياة داخل منزله أشبه بمعتقل يمنعه من التحليق في سماء الأحلام الوردية ، سلم أمره لله وقال هذا حال الدنيا و هذا نصيبي في الحياة . أصبح لا يعي إلى الزمن وهو يسابق نفسه ليجد نفسه قد انجرف مع التيار إلى الهامشية والعدم. أصبح يومه مثل أمسه وأمسه مثل غده ، لا أمل في وجدانه وفكره وقلبه.
ظهرت ( هي ) فجأة في حياته ، انتشلته من قاع بحوره السوداء السحيقة إلى بر الأمان، جعلت منه إنسانا آخر، أرجعت له كيانه ووجدانه وقلبه الضائع . أعطته الأمل في الحياة من جديد . اصبح يسابق الزمن، يسابق السحاب والطيور، محلقا في السماء، يبني آمالا و قصورا راسخة الأساس ، أحس بقيمة نفسه وبقيمة العيش بالقرب من شخص يخفق له قلبه على نغمة الحب. نعم قرر في نفسه ، نعم أنها ( هي ) ، هي الانسانة التي جعلت مني إنسانا بكل معنى وإحساس، نعم ( هي ) ..أحست بمعاناته بطريقة غير مباشرة ، شعر ( هو ) بالرغبة في البكاء والإفضاء لها عن كل ما عاناه وما يعانيه في حياته ، صرح لها بكل ما بداخله من هموم وأحزان. سكتت (هي) وكان صمت طويل لم ينطقا بكلمة واحدة ، أحس وكأنها تخاطبه بقلبها وتفضي عن همومها أيضا وكان لسان حالها يقول ( خذني من وحدتي......أخرجني من سجني ) ، طال الصمت وقلباهما يتحدثان مع بعضهما بلغة الدفء والحنان ، بلغة الإحساس الداخلي ، يدعو كل الآخر ( نعم أنا هنا لك ومن أجلك، ويهمس قلبها: وأنا لك ومن أجلك ) ولكن عجز لساناهما عن الإفصاح ، لماذا ؟ هل هو خوف ؟ تردد ؟ كبرياء؟ أم هاجس عدم القبول كان هو الرادع لتلك المشاعر أن تترجم بلغة الكلام؟ أحس بغصة تمنعها من البوح بتلك الكلمة وقال ( أرجوك تكلمي ، قولي لي ماذا تريدين أنني أحس انك تريدين قول شيء لي ، قوليها ، عقلي وقلبي ووجداني مفتوح لك) لم تقلها، خائفة من شيء ما ...
جاء ذلك اليوم المشئوم قائلة له ( الوداع ) - وداع ؟ ؟ لماذا ؟ كيف ؟ ما الذي تقولينه ؟ مسافرة إلى غير رجعة .. يا الهي .. لا ... ليس الآن .. ليس أنا .... ليس هي .. لماذا ..؟ ردت ببرود الأموات ( أتمنى لك حياة سعيدة ، الوداع ) ورحلت.... ( لا ) .. صرخ وبكى ، صرخ وعانى .. أصبحت حالته أشد سوءا من قبل ، أسوا مما يتصوره عقل بشر لديه إحساس بالشفقة. دمرت فيه كل شيء جميل بداخله ، ربط لسانه ولا يعي ماذا يقول . زادت حدة الصراع مع نفسه ومع أهله ، أطبق الحزن القاتم على أنفاسه و غصت العبرة في أعماقه ، لا يستطيع البوح ما بداخله . كرهها هي ، كره نفسه وأهله والعالم بأسره وهاجسه يشكو حاله ( هل هذا ما استحقه في الحياة ؟ لماذا هذه المعاناة ؟ ) شعر بمرارة فقدان الحلم الجميل يحاصره ويلف به ويخنقه ، أحس بحرقة وجفاف الوداع والرحيل .. بكى دموعا ودما ( لماذا ؟ أجيبيني ؟ إنني أموت ......)
------------------
تحياتي / الســــــديــم
http://www.zyworld.com/khawater
ALSADEEM@HOTMAIL.COM
كان (هو) يعيش حياة مضطربة وغير مستقرة ، تعيسا في حياته العائلية والاجتماعية والصحية أيضا. كان يعاني من جفاف المعاملة وفقدان الحنان والدفيء الأسري، يتعذب داخل قرارة نفسه ، يريد من يفتح له قلبه ليعبر عن دافئ إحساسه المرهف. لم يكن يعلم إلي أين يذهب أو ماذا يفعل ، أصبحت الحياة داخل منزله أشبه بمعتقل يمنعه من التحليق في سماء الأحلام الوردية ، سلم أمره لله وقال هذا حال الدنيا و هذا نصيبي في الحياة . أصبح لا يعي إلى الزمن وهو يسابق نفسه ليجد نفسه قد انجرف مع التيار إلى الهامشية والعدم. أصبح يومه مثل أمسه وأمسه مثل غده ، لا أمل في وجدانه وفكره وقلبه.
ظهرت ( هي ) فجأة في حياته ، انتشلته من قاع بحوره السوداء السحيقة إلى بر الأمان، جعلت منه إنسانا آخر، أرجعت له كيانه ووجدانه وقلبه الضائع . أعطته الأمل في الحياة من جديد . اصبح يسابق الزمن، يسابق السحاب والطيور، محلقا في السماء، يبني آمالا و قصورا راسخة الأساس ، أحس بقيمة نفسه وبقيمة العيش بالقرب من شخص يخفق له قلبه على نغمة الحب. نعم قرر في نفسه ، نعم أنها ( هي ) ، هي الانسانة التي جعلت مني إنسانا بكل معنى وإحساس، نعم ( هي ) ..أحست بمعاناته بطريقة غير مباشرة ، شعر ( هو ) بالرغبة في البكاء والإفضاء لها عن كل ما عاناه وما يعانيه في حياته ، صرح لها بكل ما بداخله من هموم وأحزان. سكتت (هي) وكان صمت طويل لم ينطقا بكلمة واحدة ، أحس وكأنها تخاطبه بقلبها وتفضي عن همومها أيضا وكان لسان حالها يقول ( خذني من وحدتي......أخرجني من سجني ) ، طال الصمت وقلباهما يتحدثان مع بعضهما بلغة الدفء والحنان ، بلغة الإحساس الداخلي ، يدعو كل الآخر ( نعم أنا هنا لك ومن أجلك، ويهمس قلبها: وأنا لك ومن أجلك ) ولكن عجز لساناهما عن الإفصاح ، لماذا ؟ هل هو خوف ؟ تردد ؟ كبرياء؟ أم هاجس عدم القبول كان هو الرادع لتلك المشاعر أن تترجم بلغة الكلام؟ أحس بغصة تمنعها من البوح بتلك الكلمة وقال ( أرجوك تكلمي ، قولي لي ماذا تريدين أنني أحس انك تريدين قول شيء لي ، قوليها ، عقلي وقلبي ووجداني مفتوح لك) لم تقلها، خائفة من شيء ما ...
جاء ذلك اليوم المشئوم قائلة له ( الوداع ) - وداع ؟ ؟ لماذا ؟ كيف ؟ ما الذي تقولينه ؟ مسافرة إلى غير رجعة .. يا الهي .. لا ... ليس الآن .. ليس أنا .... ليس هي .. لماذا ..؟ ردت ببرود الأموات ( أتمنى لك حياة سعيدة ، الوداع ) ورحلت.... ( لا ) .. صرخ وبكى ، صرخ وعانى .. أصبحت حالته أشد سوءا من قبل ، أسوا مما يتصوره عقل بشر لديه إحساس بالشفقة. دمرت فيه كل شيء جميل بداخله ، ربط لسانه ولا يعي ماذا يقول . زادت حدة الصراع مع نفسه ومع أهله ، أطبق الحزن القاتم على أنفاسه و غصت العبرة في أعماقه ، لا يستطيع البوح ما بداخله . كرهها هي ، كره نفسه وأهله والعالم بأسره وهاجسه يشكو حاله ( هل هذا ما استحقه في الحياة ؟ لماذا هذه المعاناة ؟ ) شعر بمرارة فقدان الحلم الجميل يحاصره ويلف به ويخنقه ، أحس بحرقة وجفاف الوداع والرحيل .. بكى دموعا ودما ( لماذا ؟ أجيبيني ؟ إنني أموت ......)
------------------
تحياتي / الســــــديــم
http://www.zyworld.com/khawater
ALSADEEM@HOTMAIL.COM