صدى الحق
03-12-2000, 02:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادسة مساء ..
و مع آذان العشاء ..
أظلمت الدنيا .. انقطع التيار الكهربي..
سمعت صوت طائرات الهيلوكبتر فوق البيوت ..
فزع دب في أنحاء غزة..
ثم .. صوت انفجار ..
انفجار آخر..
و مع كل انفجار تضيء المنطقة بلون أحمر وهاج ..
صعدت إلى سطح المنزل ..
القذائف تنطلق من الطائرات ..
تنفجر ..
و مع كل انفجار تهتز الأرض من حولك..
تتناثر الضربات هنا و هناك..
لا أحد يدري هل ستأتي الضربة عليه أم على جاره..
صوت أمي تصرخ..
هيا نخرج من المنزل ..
إلى أين يا أماه..؟
نهرب من قصف إلى قصف!!
أنا باق هنا..
صوت القذائف تتوالى..
رفعت كفي إلى السماء..
تذكرت ذنوبي ..
اللهم أخطأت في جنبك كثيرا فسامحني ..
اللهم اغفر ذنوبي و تجاوز عن سيئاتي..
قذيفة أخرى تنفجر..
اهتزت أركان المنزل..
رفعت كفي أعلى ما أستطيع..
نظرت إلى السماء ..
لا أرى سوى نجوم تلمع ..
و صواريخ تتوهج..
أخذت أدعو بصوت يشوبه الخوف و الرجاء..
اللهم إنا مغلوبون فانصرنا..
اللهم إنا ضعفاء فقونا..
اللهم إنا مقهورون فارحمنا..
اللهم لا ملجأ و منجى منك إلا إليك..
اللهم انقطع الرجاء إلا منك..
اللهم اربط على قلوبنا .. و ثبت أقدامنا..
قذيفة أخرى ترتجف لها قدماي..
اللهم إنهم طغوا في البلاد و أكثروا فيها الفساد ..
اللهم صب عليهم سوط عذاب..
اللهم عليك باليهود و من والاهم..
اللهم مزقهم كل ممزق..
دعوت من أعماق قلبي و الضربات تتوالى..
اللهم رحمتك بالأمهات الثكالى..
اللهم رحمتك بالأطفال اليتامى..
اللهم إنا استنصرنا بك فانصرنا..
اللهم إنا استعذنا بك فأعذنا..
اللهم إنا استجرنا بك فأجرنا..
خف القصف قليلا ..
هبطت إلى المنزل..
نظرت إلى وجوه أسرتي على أضواء الشموع..
الكل واجم صامت..
حتى أخي الصغير..
كف عن شقاوته و انزوى في ركن الغرفة..
فتح أبي المذياع..
يبحث عن أخبار القصف..
يدور المؤشر على محطات عربية..
يا حبيبي..
.... ... ... ...
أصوات أغان كريهة تنبعث هنا و هناك..
إذاعات العرب ما زالت في سباتها..
قلت: أبي افتح لندن..
هنا لندن.. قصف كثيف في غزة يتركز على مقار الأمن الوقائي و الشرطة الفلسطينية و مقر الرئيس ياسر عرفات..
...
...
...
تنتشر في غزة إشاعة مفادها أن هذا القصف و هذا التجويع و الإغلاق و الحصار الذي نعيشه.. لعبة..
نعم لعبة..
أطرافها دولة الكيان الصهيوني و ..
و السلطة الوطنية..
؟!
قالوا : حتى يسأم الناس من هذه الأحوال و يضيق الخناق عليهم و يرضوا بعد ذلك بأي حل يتفق عليه الطرفان..
بيع القدس .. الحل النهائي..
السلطة كانت تعلم أن مقارها ستضرب منذ ساعات الظهيرة .. فأخلتها من الناس..
...
...
...
كل هذا القصف و كل هذا الرعب الذي عايشناه أمس كان مجرد رد من الصهاينة على مقتل مستوطنين يهوديين فقط .. و جرح عشرة أطفال..
أما نحن..
قتل منا أكثر من سبعين طفل .. و جرح منا المئات من الأطفال..
شاهدتموهم على شاشات التلفاز ..
رأيتم مخ الطفلة ذات الثلاث سنوات الذي فجره صاروخ ..
رأيتم و سمعتم الطفل محمد الدرة و هو يستصرخ .. ثم يقتل بدم بارد..
في كل يوم يقتل عندنا أطفال ..
كل يوم تخرج جنازة لطفل شهيد ..
تبكي أمه.. حسرة ..
إن جئنا للقول الصحيح ..
فهي إن تبكي حسرة فليس عليه..
هو في جنات النعيم و رضوان مقيم (نحسبه كذلك و لا نزكي على الله أحدا)..
إنما تبكي حسرة على العرب..
ما زالوا يتمسكون بخيار السلام ..
السلام العادل و الشامل ..
سلام الشجعان..
يا عُرب ألستم اخوتنا..؟ ........ أم أن الرحم يجافينا؟
لو أن هناك قلب ينبض في أحشاء أحد الملوك أو الحكام العرب..
لو أن أحدا منهم يستحيي ..
لسارت الجيوش إلى فلسطين..
حجر واحد في يد أخي الصغير.. خير..
خير من آلاف الدبابات و المجنزرات التي يأكلها الصدأ في مخازن الحكام العرب..
خير من تلك الصواريخ التي تستعرض في عيد ميلاد الزعيم الملهم..
خير من تلك الأسلحة التي يشتريها العرب بمليارات الدولارات من أمريكا و فرنسا..
لقد صرخنا..
وا معتصماه..
وا إسلاماه..
وا محمداه..
لكننا لن نصرخ أبدا..
وا حكام العرب..
وا ملوك العرب..
وا أصحاب الفخامة.. أصحاب المعالي..
ماتت في نفوس العرب الحمية..
كان عرب الجاهلية فيهم حمية..
أما عرب اليوم فماتت فيهم النخوة..
و ماتت فيهم الكرامة..
بعد أن مات الإيمان..
رمضان قادم ..
رمضان قادم..
إننا سنبقى نقاوم ..
بالحجر .. بالسكين.. بالبندقية .. بالحزام الناسف..
نظل نقاوم ..
أخوكم سيف الدين الغزي
فلسطين الأبية
السادسة مساء ..
و مع آذان العشاء ..
أظلمت الدنيا .. انقطع التيار الكهربي..
سمعت صوت طائرات الهيلوكبتر فوق البيوت ..
فزع دب في أنحاء غزة..
ثم .. صوت انفجار ..
انفجار آخر..
و مع كل انفجار تضيء المنطقة بلون أحمر وهاج ..
صعدت إلى سطح المنزل ..
القذائف تنطلق من الطائرات ..
تنفجر ..
و مع كل انفجار تهتز الأرض من حولك..
تتناثر الضربات هنا و هناك..
لا أحد يدري هل ستأتي الضربة عليه أم على جاره..
صوت أمي تصرخ..
هيا نخرج من المنزل ..
إلى أين يا أماه..؟
نهرب من قصف إلى قصف!!
أنا باق هنا..
صوت القذائف تتوالى..
رفعت كفي إلى السماء..
تذكرت ذنوبي ..
اللهم أخطأت في جنبك كثيرا فسامحني ..
اللهم اغفر ذنوبي و تجاوز عن سيئاتي..
قذيفة أخرى تنفجر..
اهتزت أركان المنزل..
رفعت كفي أعلى ما أستطيع..
نظرت إلى السماء ..
لا أرى سوى نجوم تلمع ..
و صواريخ تتوهج..
أخذت أدعو بصوت يشوبه الخوف و الرجاء..
اللهم إنا مغلوبون فانصرنا..
اللهم إنا ضعفاء فقونا..
اللهم إنا مقهورون فارحمنا..
اللهم لا ملجأ و منجى منك إلا إليك..
اللهم انقطع الرجاء إلا منك..
اللهم اربط على قلوبنا .. و ثبت أقدامنا..
قذيفة أخرى ترتجف لها قدماي..
اللهم إنهم طغوا في البلاد و أكثروا فيها الفساد ..
اللهم صب عليهم سوط عذاب..
اللهم عليك باليهود و من والاهم..
اللهم مزقهم كل ممزق..
دعوت من أعماق قلبي و الضربات تتوالى..
اللهم رحمتك بالأمهات الثكالى..
اللهم رحمتك بالأطفال اليتامى..
اللهم إنا استنصرنا بك فانصرنا..
اللهم إنا استعذنا بك فأعذنا..
اللهم إنا استجرنا بك فأجرنا..
خف القصف قليلا ..
هبطت إلى المنزل..
نظرت إلى وجوه أسرتي على أضواء الشموع..
الكل واجم صامت..
حتى أخي الصغير..
كف عن شقاوته و انزوى في ركن الغرفة..
فتح أبي المذياع..
يبحث عن أخبار القصف..
يدور المؤشر على محطات عربية..
يا حبيبي..
.... ... ... ...
أصوات أغان كريهة تنبعث هنا و هناك..
إذاعات العرب ما زالت في سباتها..
قلت: أبي افتح لندن..
هنا لندن.. قصف كثيف في غزة يتركز على مقار الأمن الوقائي و الشرطة الفلسطينية و مقر الرئيس ياسر عرفات..
...
...
...
تنتشر في غزة إشاعة مفادها أن هذا القصف و هذا التجويع و الإغلاق و الحصار الذي نعيشه.. لعبة..
نعم لعبة..
أطرافها دولة الكيان الصهيوني و ..
و السلطة الوطنية..
؟!
قالوا : حتى يسأم الناس من هذه الأحوال و يضيق الخناق عليهم و يرضوا بعد ذلك بأي حل يتفق عليه الطرفان..
بيع القدس .. الحل النهائي..
السلطة كانت تعلم أن مقارها ستضرب منذ ساعات الظهيرة .. فأخلتها من الناس..
...
...
...
كل هذا القصف و كل هذا الرعب الذي عايشناه أمس كان مجرد رد من الصهاينة على مقتل مستوطنين يهوديين فقط .. و جرح عشرة أطفال..
أما نحن..
قتل منا أكثر من سبعين طفل .. و جرح منا المئات من الأطفال..
شاهدتموهم على شاشات التلفاز ..
رأيتم مخ الطفلة ذات الثلاث سنوات الذي فجره صاروخ ..
رأيتم و سمعتم الطفل محمد الدرة و هو يستصرخ .. ثم يقتل بدم بارد..
في كل يوم يقتل عندنا أطفال ..
كل يوم تخرج جنازة لطفل شهيد ..
تبكي أمه.. حسرة ..
إن جئنا للقول الصحيح ..
فهي إن تبكي حسرة فليس عليه..
هو في جنات النعيم و رضوان مقيم (نحسبه كذلك و لا نزكي على الله أحدا)..
إنما تبكي حسرة على العرب..
ما زالوا يتمسكون بخيار السلام ..
السلام العادل و الشامل ..
سلام الشجعان..
يا عُرب ألستم اخوتنا..؟ ........ أم أن الرحم يجافينا؟
لو أن هناك قلب ينبض في أحشاء أحد الملوك أو الحكام العرب..
لو أن أحدا منهم يستحيي ..
لسارت الجيوش إلى فلسطين..
حجر واحد في يد أخي الصغير.. خير..
خير من آلاف الدبابات و المجنزرات التي يأكلها الصدأ في مخازن الحكام العرب..
خير من تلك الصواريخ التي تستعرض في عيد ميلاد الزعيم الملهم..
خير من تلك الأسلحة التي يشتريها العرب بمليارات الدولارات من أمريكا و فرنسا..
لقد صرخنا..
وا معتصماه..
وا إسلاماه..
وا محمداه..
لكننا لن نصرخ أبدا..
وا حكام العرب..
وا ملوك العرب..
وا أصحاب الفخامة.. أصحاب المعالي..
ماتت في نفوس العرب الحمية..
كان عرب الجاهلية فيهم حمية..
أما عرب اليوم فماتت فيهم النخوة..
و ماتت فيهم الكرامة..
بعد أن مات الإيمان..
رمضان قادم ..
رمضان قادم..
إننا سنبقى نقاوم ..
بالحجر .. بالسكين.. بالبندقية .. بالحزام الناسف..
نظل نقاوم ..
أخوكم سيف الدين الغزي
فلسطين الأبية