PDA

View Full Version : سرداااااال..... كتب متأخرة لمحمد المر... نهاية القصة


سنفور غبي
13-01-2001, 05:33 PM
- نظرت إليها باحتجاج صامت ورجعت إلى الأوراق، اتصلت بأحد الأرقام، جاءها صوت نسائي:
- الو، نعم.
- هذا منزل ماجد حمدان؟
- نعم.
- لو سمحت، هل من الممكن أن أكلمه؟
انفجر الصوت النسائي بشحنة غاضبة:
- ما شاء الله، هذه قلة أدب عجيبة، هذه وقاحة لم نسمع عنها من قبل، تطلبين الرجل من زوجته لكي تغازلينه يا منحطة، يا سافلة.
فار الدم في عروق الموظفة الجديدة، أوشكت أن تدخل في معركة سباب تلفوني مع تلك المرأة الغاضبة، ولكنها تمالكت أعصابها وقالت بهدوء:
- اسمعي يا أختي، لابد أنك فهمت هذه المكالمة بشكل خاطئ، نحن من المكتبة العامة وزوجك استعار عدة كتب من عندنا ولم يرجعها.
قالت المرأة وقد تزايد حنقها:
- عجيب، هذه المرة أنت من المكتبة العامة، والمرة السابقة أنت سكرتيرة وكيل الوزارة، وفي المرة التي قبلها أنت ممرضة في المستشفى الذي يتعالج فيه المريض بالقلب، كيف تتقنين الكذب، والتمثيل بهذه الطريقة، ولكن هذا ليس بأمر غريب لديكن، حياتكن كلها كذب في كذب، وتمثيل في تمثيل، وغش في غش.
فلتت أعصاب الموظفة الجديدة لدي سماعها تلك الشتائم والاتهامات وقالت بغضب:
- اسمعي، أنا لا أسمح لك أن تكلميني بهذه الطريقة، احترمي نفسك، تربيتي تمنعني من أن أرد على اتهاماتك وشتائمك السخيفة، عندما تكلمين الناس تمالكي أعصابك، أنا موظفة محترمة وبإمكانك أن تشرفينا أنت وزوجك المحترم ووالدك وعائلتك بأجمعها ف المكتبة العامة، وتتأكدي من أن زوجك قد استعار كتبا منا ولم يرجعها.
عرفت المرأة من نبرة ومضمون كلام الموظفة الجديدة أنها تسرعت في كلامها فقالت معتذرة:
- أنا آسفة يا أختي، ماذا أفعل؟ هذا الزوج يوشك أن يدخلني مستشفى الأعصاب، عندما تزوجت حسدتني صديقاتي، كنت أعتقد أنني سأدخل عش الزوجية الهانئ، ولكن المشاكل بدأت من الأيام الأولى. ملابسه أشم فيها عطور نسائية، جيوبه مملوءة بأرقام التلفونات، عشرات المرات تعذبني تلك المكالمات التلفونية الصامتة أو الضاحكة والساخرة، أدراج مكتبه وجدت فيها صور نساء، تلفونه النقال ولا مره اتصلت به ووجدته غير مشغول، صاحب محل المجوهرات أخبرني أنه يشتري منه هدايا كل أسبوع لعشيقاته، لقد كنت أعقل أخواتي وأكثرهن اتزانا، أما الآن فأصبحت أشك في كل شيء، وأشاكس الذباب الذي يقف على وجهي، سأصاب بالجنون، قولي لي ماذا أعمل؟ كيف أتصرف؟
سمعت الموظفة الجديدة صوت بكاء المرأة في التلفون، تبخر غضبها، رثت لحال المرأة الغيور المسكينة، ولكنها لم تعرف ماذا تقول لها، إنها ليست متخصصة في علم النفس والمشاكل الزوجية، قالت لها وهي تنهي المكالمة باضطراب:
- كلمي والدك أو أهلك، ولا تنسي أن تخبري زوجك عن الكتب المتأخرة مع السلامة.
أنزلت السماعة وكأنها ترمي بحمل ثقيل عن كتفها.
قالت لها زميلتها:
واصلي الاتصال.
قالت بهدوء وتصميم:
- لن أواصل.
- ماذا تعنين؟
- لن أواصل، هذا عمل لا يصلح لي، عجوز ثرثارة، وموظف رقيع سمج، وشاب مجنون، وامرأة منهارة الأعصاب، لا، لا، هذا العمل لا يصلح لي، سأصنف الكتب وأرتبها وأجمعها وأوزعها، وأنسق الجرايد والمجلات، وأقلم الأشجار في الحديقة، ولكني لن أتصل بأصحاب الكتب المتأخرة.
قالت زميلتها:
- طيب، طيب، لا تزعلي، إذا كنت لا تحبين أن تتصلي بأصحاب الكتب المتأخرة فعلى كيفك، ارشدي هذا القاريء.
نظرت الموظفة الجديدة إلى رجل نحيل يلبس ثوبا أبيض مثقوب بالسجائر وقذر، وذقنه لم تحلق منذ عدة أيام، كان يفغر فاه ببلاهة واضحة، قالت له:
- نعم.
قال وهو يبتسم واللعاب يسيل من طرف فمه الأيسر:
- هل توجد عندكم كتب عن السحر؟!.

وانتهت القصة.. :)

سردال
13-01-2001, 05:44 PM
مشكووووووورة! :)

أخيراً انتهت القصة، مسكينة هذه الموظفة، الكل يفهمها بشكل خاطئ! :) على العموم تأخذ خبرة مطلوبة! :) وفي النهاية رجل يسأل عن كتب السحر! يا سلام!! :) قمة الثقافة :).