PDA

View Full Version : في أعظم وأجل وأنقى وأتقى موقف تشهد عرفات فاروق الأمة يبكي يو


أبو لـُجين ابراهيم
04-03-2001, 12:24 PM
في أعظم وأجل وأنقى وأتقى موقف تشهد عرفات فاروق الأمة يبكي يوم عرفة


في يوم عرفة في يوم الجمعة في أعظم وأجل وأنقى وأتقى موقف تشهده عرفات ، موقف بديع وموكب نوراني يتقدمه محمد صلى الله عليه وسلم ، عرفات ترتج بدعاء الصحابة الميامين الأودية تدوي بنغمات الموحدين وآهات المتأوهين ، الرسول صلى الله عليه وسلم يناجي ربه وينطرح بين يديه يصعد الجبل فيخطب في مائة وعشرين ألفاً من الصحابة الجميع آذانٌ صاغية لكلماته ونبراته التي كانت بقدرة الله تعالى تصل إلى كل قلب قبل الآذان رغم ضخامة العدد وجلال الموقف ولم يكن هنالك مكبرات للصوت ولكن نسمات الريح كانت بإذن ربها تتبختر فرحاً ، وهي تطير بعذوبة الكلمات النبوية فتلامس بها جميع الأسماع ، وتطرق بها القلوب المتعطشة .

في هذه الأثناء ، وفي زحمة هذا الموقف الخالد تتنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم آيةٌ من أعظم الآيات وردة من أغلى الدرر ، ومنة من أعظم المنن ولكنها في الوقت نفسه تحمل في طياتها نعيه صلىالله عليه وسلم الذي فهمه أهل الفهم والإلهام ، ينزل عليه قول الله ـ عز وجل ـ : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا ) المائدة .

هنا ينتفض فاروق الأمة عمر بن الخطاب ، وتأخذه الرعشة وتخنقه العبرة ، فتسير دموعه مدراراً !!

لماذا يبكي عمر إنها آية رائعة ، ومنة من الله عظيمة وكلام يثلج الصدور !! حقاً إنه موقف غريب ، تعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهمس في إذن صاحبه وفاروقه ، ما يبكيك يا عمر ؟ يكفكف عمر دموعه ، ويمسح عبراته ، ويجيب ولصدره ازيز ونشيج : يا رسول الله أبكاني أنا كنا في زيادة في ديننا ، فأما إذا أكمل فإنه لم يكمل شيء إلا نقص .

حسب القوافي وحسبي حين أبديها 00000 أني إلى ساحة الفاروق أهديها

قد كنتَ أعدى أعاديها فصرت لها 00000 بفضل ربك حصناً من أعـاديـها

يا لها من عبقرية ، ياله من فقه نوراني ، يا له من ذكاء خارق ، يا لها من نفس مؤمنة تكاد تستشف الحقائق من وراء الحجب يتعجب صلى الله عليه وسلم من فقه عمر وفهمه الصائب فيجيبه في إعجاب وإكبار واعتراف : ( صدقت ) نعم والله يا أمير المؤمنين صدقت ، ولقد حدث ذلك النقص الذي لا يعوّض أبداً ، فقد مات صلى الله عليه وسلم بعد هذا اليوم الذي تنزّلت فيه هذه الآية بواحد وثمانين يوماً كما قال ابن جرير رحمه الله .

المرجع : إبهاج الحاج .