الطارق
18-07-2001, 02:51 PM
الطارق : وفي سنة 1926 م عينت مدرسا بكلي الأداب ؟!
أحمد أمين : نعم .. فقد اتصل بي صديقي الدكتور طه حسين وأنا قاضي بمحكمة الأزبكية وطلب مقابلتي .. فذهبت إليه وعرض على أن أكون مدرسا بهذه الكلية ، فترددت قليلا ثم قبلت ، وأخذت أدرس الأدب والنحو .
وكنت الوحيد المعمم من بين جميع أساتذة الكلية ، حتى أزحت عمامتي بعد ذلك بعد محاورة بيني وبين صديق لي ( 25 )
وفي هذه المرحلة ألفت سلسلة كتبي الشهيرة في دراسة الحياة الإسلامية قد اتفقت أنا وطه حسين وعبد الحميد العبادي لمشروع واسع ندرس فيه الحياة الإسلامية من نواحيها الخاصة بالحياة الأدبية ويختص بها طه حسين ويختص العبادي بالحياة التاريخية بينما اختص أنا بالحياة العقلية .
وقد بدأت بتأليف كتابي هذا وهو فجر الإسلام الذي أنهيته سنة 1928 م وقد لقيت من استحسان الناس وتقديرهم ما دفعني لإكمال هذه السلسلة فأخرجت ضحى الإسلام في ثلاث أجزاء في نحو سنتين ( 26 )
الطارق : وفقد هيأت لك الجامعة فرص السفر والترحال وكان لك عدة رحلات خارج صر ؟!
أحمد أمين : ننعم .. فقد كانت أول سفرة لي لاستنبول بتركيا وكان ذلك سنة 1928 م ، ثم رحلة للشام وكان ذلك سنة 1930 م ، وقد آلمني ما رأيت في فلسطين من تنازع الأحزاب على المصالح الشخصية ونرى مستعمرات الصهيونية ونستمع إلى بعض الأحاديث عن منشآتهم في مستعمراتهم ، فنستشعر الخوف من المستقبل ، ونزور المسجد الأقصى والبحر الميت وسوريا ودمشق وحلب ومعرة النعمان حيث أبي العلاء المعري ومن ثم حماة ، من ثم بيروت ونعود على الباخرة إلى الإسكندرية .
رحل أخرى إلى سوريا والعراق وقد دعانا فيها ملك العراق في ذلك العهد الملك فيصل . ( 27 )
الطارق : وقد نقم عليك شيعة العراق في كتابك عن الشيعة في فجر الإسلام ؟!
أحمد أمين : نعم وقد نقدوا على في هذه الرحلة بعد تأليفي ذلك الكتاب ، وقد نقموا علي أني لم أخذ بمصادرهم وأني استندت في ما كتبت على كتب خصومهم ، لما ألفت كتاب ضحى الإسلام ونقدت بعض آرائهم نقدا عقليا نزيها مستندا على كتبهم غضبوا أيضا ( 28 )
الطارق : حسنا نكمل رحلاتك ؟!
أحمد أمين : نعم .. سافرت إلى الحجاز سنة 1937 م مع بعثة الجامعة المصرية ، كما زرت أوروبا وذلك بعد أن اختارتني الجامعة للمشاركة في مؤتمر المستشرقين الذي عقد في ليدن بهولندا كما زرت فرنسا سنة 1932 م وبريطانيا
كما رحلت مرة أخرى سنة 1938 م فقد اختارتني الجامعة أيضا عضو في مؤتمر المستشرقين في بروكسل عاصمة بلجيكا وزرت إيطاليا وفرنسا وسويسرا ( 29 )
الطارق : عينت سنة 1939 م عميد لكلية الآداب ؟!
أحمد أمين : نعم .. وقد بقيت فيها مدة سنتين رغم أن العمادة تمتد ثلاث سنين ، إلى أنه حدث خلاف بين وبين وزير المعارف طه حسين فقدمت استقالتي من العمادة ، وفي تتلك الفترة أكملت سلسلتي عن الحياة العلية بكتاب ظهر الإسلام ( 30 )
الطارق : قد توفيت والدتك سنة 1936 م ( 31 )
أحمد أمين : نعم ... رحمها الله ..
الطارق : واشتركت في إخراج مجلة الرسالة الشهيرة سنة 1933 م مع الأستاذ أحمد حسن الزيات مع بعض أصدقائك من لجنة التأليف ( 32 ) وكنت تكتب مقالا أسبوعيا في هذه المجلة .. حتى عينت مديرا للإدارة الثقافية بوزارة المعارف ؟!
أحمد أمين : نعم .. وكان ذلك سنة 1945 م ، وكان أعظم إنجاز قمت به هو إنشاء الجامعات الشعبية ، ونجحت الفكرة وانتشرت في جميع الأقاليم ..
الطارق : وفي سنة 1946 م أحلت على المعاش بعد أن بلغت الستين من العمر ، ورغم هذا بغيت رئيس للجة التأليف ، إلا أنه عينت مديرا للإدارة الثقافية بالجامعة العربية ؟!
أحمد أمين : نعم .. وقد قمنا بإنشاء معهد للمخطوطات ، وعملنا على أن نصور كل المخطوطات القديمة في العالم على أفلام صغيرة ، ونصور أهم المخطوطات في دار الكتب وفي الجامعة المصرية وفي بلدية الإسكندرية وسوهاج ، ونضع خططا للتعاون الثقافي .
وقد تم تحضير لمؤتمر ثقافي يبحث في مناهج اللغة العربية ومؤتمر أخر للآثار الشرقية ، وعقد هذا المؤتمر في بيت مري في لبنان في سنة 1947 م ومؤتمر الآثار في دمشق ( 33 )
الطارق : وفي سنة 1948 م منحت الدكتوراه الفخرية ولقبت بالدكتور أحمد أمين ومنحت جائزة فؤاد الأول ، في نفس هذه السنة عدت للتدريس ؟!
أحمد أمين : نعم .. فقد أنشأ في الجامعة نظام ( الأستاذ غير المتفرغ ) فعينت أستاذ غير متفرغ مع من عين في كلية التربية ( 34 )
الطارق : في سنة 1954 م الموافق لـ 1373 هـ كانت وفاتك بالقاهرة ، وقد ألفت العديد من الكتب أحببنا ذكرها في النهاية ؟!
أحمد أمين : أحسنت .. ألفت عدة كتب هي :
-كتاب ( في الخاطر ي مجموع مقالاتي في المجلات والصحف ولا سيما مجلة ( الرسالة ) و ( الثقافة ) وهو في عشر مجلدات .
و ( فجر الإسلام ) و ( ضحى الإسلام ) و ( ظهر الإسلام ) و ( يوم الإسلام )
( النقد الأدبي ) جزآن
( زعماء الإصلاح في العصر الحديث )
و ( إلى والدي ) و ( حياتي ) و ( قاموس العادات )
و ( الصعلكة والفتوة في الإسلام ) و ( مبادئ الفلسفة ) وهو كتاب مترجم .
الطارق : حسنا لم يبقى شيء إلا أن نشكرك على هذا الحوار ...
شكر لك ….
المصادر :
( 25 ) حياتي : ص199 ، 200
( 26 ) حياتي : ص202 ، 203
( 27 ) حياتي : ص 205 –234
( 28 ) حياتي ص229 ، 230
( 29 ) حياتي : 232 –240
( 30 ) حياتي : ص248 ، 249
( 31 ) حياتي : ص253
( 32 ) حياتي ص256
( 33 ) حياتي : 261-270
( 34 ) حياتي : ص282 ، 283
أحمد أمين : نعم .. فقد اتصل بي صديقي الدكتور طه حسين وأنا قاضي بمحكمة الأزبكية وطلب مقابلتي .. فذهبت إليه وعرض على أن أكون مدرسا بهذه الكلية ، فترددت قليلا ثم قبلت ، وأخذت أدرس الأدب والنحو .
وكنت الوحيد المعمم من بين جميع أساتذة الكلية ، حتى أزحت عمامتي بعد ذلك بعد محاورة بيني وبين صديق لي ( 25 )
وفي هذه المرحلة ألفت سلسلة كتبي الشهيرة في دراسة الحياة الإسلامية قد اتفقت أنا وطه حسين وعبد الحميد العبادي لمشروع واسع ندرس فيه الحياة الإسلامية من نواحيها الخاصة بالحياة الأدبية ويختص بها طه حسين ويختص العبادي بالحياة التاريخية بينما اختص أنا بالحياة العقلية .
وقد بدأت بتأليف كتابي هذا وهو فجر الإسلام الذي أنهيته سنة 1928 م وقد لقيت من استحسان الناس وتقديرهم ما دفعني لإكمال هذه السلسلة فأخرجت ضحى الإسلام في ثلاث أجزاء في نحو سنتين ( 26 )
الطارق : وفقد هيأت لك الجامعة فرص السفر والترحال وكان لك عدة رحلات خارج صر ؟!
أحمد أمين : ننعم .. فقد كانت أول سفرة لي لاستنبول بتركيا وكان ذلك سنة 1928 م ، ثم رحلة للشام وكان ذلك سنة 1930 م ، وقد آلمني ما رأيت في فلسطين من تنازع الأحزاب على المصالح الشخصية ونرى مستعمرات الصهيونية ونستمع إلى بعض الأحاديث عن منشآتهم في مستعمراتهم ، فنستشعر الخوف من المستقبل ، ونزور المسجد الأقصى والبحر الميت وسوريا ودمشق وحلب ومعرة النعمان حيث أبي العلاء المعري ومن ثم حماة ، من ثم بيروت ونعود على الباخرة إلى الإسكندرية .
رحل أخرى إلى سوريا والعراق وقد دعانا فيها ملك العراق في ذلك العهد الملك فيصل . ( 27 )
الطارق : وقد نقم عليك شيعة العراق في كتابك عن الشيعة في فجر الإسلام ؟!
أحمد أمين : نعم وقد نقدوا على في هذه الرحلة بعد تأليفي ذلك الكتاب ، وقد نقموا علي أني لم أخذ بمصادرهم وأني استندت في ما كتبت على كتب خصومهم ، لما ألفت كتاب ضحى الإسلام ونقدت بعض آرائهم نقدا عقليا نزيها مستندا على كتبهم غضبوا أيضا ( 28 )
الطارق : حسنا نكمل رحلاتك ؟!
أحمد أمين : نعم .. سافرت إلى الحجاز سنة 1937 م مع بعثة الجامعة المصرية ، كما زرت أوروبا وذلك بعد أن اختارتني الجامعة للمشاركة في مؤتمر المستشرقين الذي عقد في ليدن بهولندا كما زرت فرنسا سنة 1932 م وبريطانيا
كما رحلت مرة أخرى سنة 1938 م فقد اختارتني الجامعة أيضا عضو في مؤتمر المستشرقين في بروكسل عاصمة بلجيكا وزرت إيطاليا وفرنسا وسويسرا ( 29 )
الطارق : عينت سنة 1939 م عميد لكلية الآداب ؟!
أحمد أمين : نعم .. وقد بقيت فيها مدة سنتين رغم أن العمادة تمتد ثلاث سنين ، إلى أنه حدث خلاف بين وبين وزير المعارف طه حسين فقدمت استقالتي من العمادة ، وفي تتلك الفترة أكملت سلسلتي عن الحياة العلية بكتاب ظهر الإسلام ( 30 )
الطارق : قد توفيت والدتك سنة 1936 م ( 31 )
أحمد أمين : نعم ... رحمها الله ..
الطارق : واشتركت في إخراج مجلة الرسالة الشهيرة سنة 1933 م مع الأستاذ أحمد حسن الزيات مع بعض أصدقائك من لجنة التأليف ( 32 ) وكنت تكتب مقالا أسبوعيا في هذه المجلة .. حتى عينت مديرا للإدارة الثقافية بوزارة المعارف ؟!
أحمد أمين : نعم .. وكان ذلك سنة 1945 م ، وكان أعظم إنجاز قمت به هو إنشاء الجامعات الشعبية ، ونجحت الفكرة وانتشرت في جميع الأقاليم ..
الطارق : وفي سنة 1946 م أحلت على المعاش بعد أن بلغت الستين من العمر ، ورغم هذا بغيت رئيس للجة التأليف ، إلا أنه عينت مديرا للإدارة الثقافية بالجامعة العربية ؟!
أحمد أمين : نعم .. وقد قمنا بإنشاء معهد للمخطوطات ، وعملنا على أن نصور كل المخطوطات القديمة في العالم على أفلام صغيرة ، ونصور أهم المخطوطات في دار الكتب وفي الجامعة المصرية وفي بلدية الإسكندرية وسوهاج ، ونضع خططا للتعاون الثقافي .
وقد تم تحضير لمؤتمر ثقافي يبحث في مناهج اللغة العربية ومؤتمر أخر للآثار الشرقية ، وعقد هذا المؤتمر في بيت مري في لبنان في سنة 1947 م ومؤتمر الآثار في دمشق ( 33 )
الطارق : وفي سنة 1948 م منحت الدكتوراه الفخرية ولقبت بالدكتور أحمد أمين ومنحت جائزة فؤاد الأول ، في نفس هذه السنة عدت للتدريس ؟!
أحمد أمين : نعم .. فقد أنشأ في الجامعة نظام ( الأستاذ غير المتفرغ ) فعينت أستاذ غير متفرغ مع من عين في كلية التربية ( 34 )
الطارق : في سنة 1954 م الموافق لـ 1373 هـ كانت وفاتك بالقاهرة ، وقد ألفت العديد من الكتب أحببنا ذكرها في النهاية ؟!
أحمد أمين : أحسنت .. ألفت عدة كتب هي :
-كتاب ( في الخاطر ي مجموع مقالاتي في المجلات والصحف ولا سيما مجلة ( الرسالة ) و ( الثقافة ) وهو في عشر مجلدات .
و ( فجر الإسلام ) و ( ضحى الإسلام ) و ( ظهر الإسلام ) و ( يوم الإسلام )
( النقد الأدبي ) جزآن
( زعماء الإصلاح في العصر الحديث )
و ( إلى والدي ) و ( حياتي ) و ( قاموس العادات )
و ( الصعلكة والفتوة في الإسلام ) و ( مبادئ الفلسفة ) وهو كتاب مترجم .
الطارق : حسنا لم يبقى شيء إلا أن نشكرك على هذا الحوار ...
شكر لك ….
المصادر :
( 25 ) حياتي : ص199 ، 200
( 26 ) حياتي : ص202 ، 203
( 27 ) حياتي : ص 205 –234
( 28 ) حياتي ص229 ، 230
( 29 ) حياتي : 232 –240
( 30 ) حياتي : ص248 ، 249
( 31 ) حياتي : ص253
( 32 ) حياتي ص256
( 33 ) حياتي : 261-270
( 34 ) حياتي : ص282 ، 283