الخير
30-07-2001, 03:55 PM
ربيعةَ الرأي( التابعي، شيخ الإمام مالك :
كان فَرُّوخ أبو ربيعة _ ربيعةَ الرَّأي - خرج في البُعُوثِ إلى خراسان أيام بني أمية ، و (ربيعةُ ) حَملٌ في بطن أُمه ، وخلَّفَ عند زوجتهِ أمِّ ربيعة ثلاثين ألف دينار .
فقَدِمَ المدينة المنورة بلَدَهُ بعدَ سبعٍ وعشرين سنةً ، وهو راكب فرساً ، وفي يده رُمح ، فنَزَل ودَفَع الباب برُمحه ، فخرج ربيعةُ وقال : يا عدو الله ، أتهجم على منزلي ؟! فقال : لا ، وقال فَرُّوخ : يا عدو الله ، أنت رجلٌ دخلت على حُرمتيِ! فتواثبا وتَلَبَّبَ كلُّ واحدٍ منهما بصاحبه ، حتى اجتمع الجيران .
فبلغ – الخبر – مالكَ بن أنس والمشيخةَ ، فأتوا يُعينون ربيعة ، وكثُرَ الضجيجُ ، وكلٌّ منهما يقول : لا فارقتك إلا عند السلطان ، فلما بَصرُوا بمالك سكَتَ الناسُ كلهم .
فقال مالك : أيها الشيخ لك سَعَةٌ في غير هذه الدار ، فقال الشيخ : هي داري ، وأنا فَرُّوخ مَولى بني فلان ، فسَمِعَت امرأته كلامَه فخرجت وقالت : هذا زوجي ، وهذا ابني الذي خلَّفَهُ وأنا حاملُ به ، فاعتنقا جميعاً وبكَيَا ، ودخل فَرُّوخ المنزل ، وقال : هذا ابني ؟ فقالت : نعم ، قال : أخرجي المال الذي عندك ، وهذه معي أربعة آلافِ دينار ، فقالت : المال قد دفنته ، وأنا أخرجه بعدَ أيام .
ثم خرج ربيعةُ إلى المسجد ، وجلس في حَلقَتِه ، فأتاه مالِكٌ والحسنُ بن زيد وأشرافُ أهلِ المدينة ، وأحدَقَ الناسُ به ، فقالت أمُّه لزوجها فَرُّوخ : اخرج فَصَلِّ في مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فخرج فصلى ، فنظر إلى حَلقةٍ وافرة ، فأتاها فوقف عليها ، - وكانت حَلقةَ ابنهِ ربيعة – فَنَكَسَ ربيعةُ رأسه يوهمه أنه لم يَره ، وعليه قَلَنسُوة طَويلة ، فشَكَّ أبوه فيه ، فقال : مَن هذا الرجلُ؟ فقالوا له : هذا ربيعةُ بن عبد الرحمن .
فقال : لقد رفَعَ اللهُ ابني ، ورَجَع إلى منزله ، وقال لوالدتِه : لقد رأيتُ ولدَكِ على حالةٍ ما رأيتُ أحداً من أهلِ العلمِ والفقهِ عليها ، فقالت أمُّه : فأيُّما أحَبُّ إليك : ثلاثون ألفَ دينار ، أو هذا الذي هو فيه من الجاه ؟ فقال : لا واللهِ بل هذا ، فقالت : إني أنفقتُ المالَ كلَّهُ عليه ، قال : فواللهِ ما ضيَّعتِهِ )) .
<وأترك لكم التعليق على هذه القصة >.
=================
من : ((صبر العلماء)) .
كان فَرُّوخ أبو ربيعة _ ربيعةَ الرَّأي - خرج في البُعُوثِ إلى خراسان أيام بني أمية ، و (ربيعةُ ) حَملٌ في بطن أُمه ، وخلَّفَ عند زوجتهِ أمِّ ربيعة ثلاثين ألف دينار .
فقَدِمَ المدينة المنورة بلَدَهُ بعدَ سبعٍ وعشرين سنةً ، وهو راكب فرساً ، وفي يده رُمح ، فنَزَل ودَفَع الباب برُمحه ، فخرج ربيعةُ وقال : يا عدو الله ، أتهجم على منزلي ؟! فقال : لا ، وقال فَرُّوخ : يا عدو الله ، أنت رجلٌ دخلت على حُرمتيِ! فتواثبا وتَلَبَّبَ كلُّ واحدٍ منهما بصاحبه ، حتى اجتمع الجيران .
فبلغ – الخبر – مالكَ بن أنس والمشيخةَ ، فأتوا يُعينون ربيعة ، وكثُرَ الضجيجُ ، وكلٌّ منهما يقول : لا فارقتك إلا عند السلطان ، فلما بَصرُوا بمالك سكَتَ الناسُ كلهم .
فقال مالك : أيها الشيخ لك سَعَةٌ في غير هذه الدار ، فقال الشيخ : هي داري ، وأنا فَرُّوخ مَولى بني فلان ، فسَمِعَت امرأته كلامَه فخرجت وقالت : هذا زوجي ، وهذا ابني الذي خلَّفَهُ وأنا حاملُ به ، فاعتنقا جميعاً وبكَيَا ، ودخل فَرُّوخ المنزل ، وقال : هذا ابني ؟ فقالت : نعم ، قال : أخرجي المال الذي عندك ، وهذه معي أربعة آلافِ دينار ، فقالت : المال قد دفنته ، وأنا أخرجه بعدَ أيام .
ثم خرج ربيعةُ إلى المسجد ، وجلس في حَلقَتِه ، فأتاه مالِكٌ والحسنُ بن زيد وأشرافُ أهلِ المدينة ، وأحدَقَ الناسُ به ، فقالت أمُّه لزوجها فَرُّوخ : اخرج فَصَلِّ في مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، فخرج فصلى ، فنظر إلى حَلقةٍ وافرة ، فأتاها فوقف عليها ، - وكانت حَلقةَ ابنهِ ربيعة – فَنَكَسَ ربيعةُ رأسه يوهمه أنه لم يَره ، وعليه قَلَنسُوة طَويلة ، فشَكَّ أبوه فيه ، فقال : مَن هذا الرجلُ؟ فقالوا له : هذا ربيعةُ بن عبد الرحمن .
فقال : لقد رفَعَ اللهُ ابني ، ورَجَع إلى منزله ، وقال لوالدتِه : لقد رأيتُ ولدَكِ على حالةٍ ما رأيتُ أحداً من أهلِ العلمِ والفقهِ عليها ، فقالت أمُّه : فأيُّما أحَبُّ إليك : ثلاثون ألفَ دينار ، أو هذا الذي هو فيه من الجاه ؟ فقال : لا واللهِ بل هذا ، فقالت : إني أنفقتُ المالَ كلَّهُ عليه ، قال : فواللهِ ما ضيَّعتِهِ )) .
<وأترك لكم التعليق على هذه القصة >.
=================
من : ((صبر العلماء)) .