PDA

View Full Version : ظروف الحياة وتقلب الأجواء وهذا الحر الشديد يكشف لنا مبلغ ال


أبو لـُجين ابراهيم
10-08-2001, 04:06 AM
ظروف الحياة وتقلب الأجواء وهذا الحر الشديد يكشف لنا مبلغ الضعف الإنساني

روى البخاري ومسلم من صحيحهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم ) .

إن المسلم ينبغي له أن يتذكر بهذا الحر حر نار جهنم فيوجب له ذلك الاستعاذة منها وتجنب الأعمال الموصلة إليها من ترك الواجبات وفعل المحرمات وإضاعة الأوقات ، وقد جاء في الأثر ( إذا كان يوم شديد الحر فقال العبد لا إله إلا الله ما أشد حر هذا اليوم اللهم أجرني من حر جهنم ، قال الله لجهنم إن عبداً من عبادي استجار منك وقد أجرته ) .

إن هذا الحر ليذكرنا يا عباد الله بمصير الكفار والعصاة حينما يصطلون بلظى نار جهنم فيستغيثون بربهم فيجازيهم بعذاب أعظم من ذلك .


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : ( يستغيث أهل النار من الحر فيغاثون بريح باردة يصدع العظام بردها فيسألون الحر ) وعن مجاهد قال : ( يهربون إلى الزمهرير فإذا وقعوا فيه حطم عظامهم حتى يسمع لها نقيض ) .

إن ما يعصف بالإنسان من ظروف الحياة وتقلب الأجواء ليكشف لنا مبلغ الضعف الإنساني ، فالمرء في هذه الدنيا لا يستقر له قرار إن جاء الحر تمنى مجئ البرد وإن جاء البرد تمنى ذهابه .

كما أنه يكشف لنا مبلغ ضعف الإنسان وعجزه أمام القدرة الإلهية يظهر ذلك واضحاً جلياً في ارتفاع نسبة الوفيات من شدة الحر في بلاد بلغ فيها التقدم المادي شأهداً بعيداً ومع ذلك فقد وقفت عاجزة مكتوفة اليدين لم تستطع أن تفعل شيئاً أمام قدرة الرب عز وجل ، فلا التكييف أجدى شيئاً ولا العلم حال دون وقوع ما أراده الله .

كان أمية بن خلف يأخذ بلال بن رباح إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة ثم يأمر بصخرة عظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له : لا والله لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى ، فيقول وهو في البلاء : أحد أحد حتى مر به أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال لأمية بن خلف : الا تتق الله في هذا المسكين حتى متى قال أمية لأبي بكر : أنت الذي أفسدته على فانقذه مما ترى ، فاشتراه أبو بكر فاعتقه ، وكانت بنو مخزوم يخرجون بعمار بن ياسر وبأبيه وأمه وكانوا أهل بيت إسلام إذا حميت الظهيرة يعذبونهم برمضاء مكة فيمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : ( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة ) .

لقد كان سلفكم الصالح يتذكرون بحر الدنيا حر نار جهنم فيدفعهم ذلك إلى فعل الأعمال الصالحة .

كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول : ( صوموا يوماً شديداً حره ليوم النشور ، وصلوا ركعتين في الليل لظلمة القبور ، وتصدوا بصدقة السر لحر يوم عسير ) وكان معاذ بن جبل يتأسف على ما فاته من ظمأ الهواجر وكذا كان غيره من السلف ، روى أن الحجاج في بعض أسفاره نزل بماء بين مكة والمدينة فدعا بغدائه ورأى إعرابياً فدعاه إلى الغداء معه فقال الأعرابي : دعاني من هو خير منك فأجبته ، فقال : ومن هو : قال : الله تعالى دعاني إلى الصيام فصمت ، قال الحجاج : في هذا اليوم الشديد حره ، قال الأعرابي : نعم ليوم أشد منه حراً ، قال الحجاج : فأفطر وصم غداً ، قال الأعرابي : إن ضمنت لي البقاء إلى غد ، قال : ليس إلي ذلك ، قال : فكيف تسألني عاجلاً بآجل لا تقدر عليه .

وخرج ابن عمر في سفر معه أصحابه فوضعوا سفره لهم فمر بهم راع فدعوه أن يأكل معهم ، قال : إني صائم ، قال ابن عمر : في مثل هذا اليوم الشديد حره ، وأنت بين الشعاب في آثار هذه الغنم ؟ قال الراعي : أبادر أيامي هذه الخالية .

فيا من تتلا عليه أوصاف جهنم ، ويشاهد تنفسها كل عام حتى يحس به ويتألم وهو مصر على ما يقتضي دخولها مع أنه يعلم ، ستعلم إذا جئ بها تقاد بسبعين ألف زمام كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها من يندم ، ألك صبر على زمهريرها وسعيرها قل لي وتكلم .

ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما ، أنها ساءت مستقراً ومقاماً ، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار ، اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل :

قال تعالى : { إن جهنم كانت مرصاداً ، للطاغين مآبا ، لابثين فيها أحقاباً ، لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً إلا حميماً وغساقاً ، جزاءً وفاقا ، إنهم كانوا لا يرجون حسابا ، وكذبوا بآياتنا كذاباً ، فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ، إن للمتقين مفازا ، حدائق وأعنابا ، وكواعب أترابا ، وكأساً دهاقاً ، لا يسمعون فيها لغواً ولا كذابا ، جزاء من ربك عطاءً حساباً } [ النبأ : 21-36 ] .

يقول الإمام ابن رجب في كتابه القيم ( لطائف المعارف ) لا شك أن الله تعالى خلق لعبادة دارين يجازيهم فيهما بأعمالهم مع البقاء في الدارين من غير موت وخلق دار معجلة للأعمال وجعل فيها موتاً وحياة إلى أن قال : وأقام علامات تدل على وجود داري الجزاء فإن إحدى الدارين المخلوقتين للجزاء دار نعيم لا يشوبه ألم ، والأخرى دار عذاب محض لا يشوبه راحة وهذه الدار الثانية ممزوجة بالنعيم والألم ، فما فيها من النعيم يذكر بنعيم الجنة وما فيها من الألم يذكر بألم النار فشدة الحر والبرد يذكر بما في جهنم من الحر والزمهرير .

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اشتكت النار إلى ربها فقالت يارب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس الصيف ، فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم ) .

aziz2000
10-08-2001, 06:27 PM
جزاك الله خيرا أخي الحبيب أبولُجين ابراهيم

والله اني أُحبك في الله

لاتحرمنا من مواضيعك أخي الحبيب فمنذ زمن نفتقد اسمك في المنتديات

البحاري
10-08-2001, 09:39 PM
أبو لـُجين ابراهيم .. مساء الخير

جزاك الله خيرا .. أخي الكريم .. على ما تفضلت به هنا

اللهم قنا عذابك .. وحرم على جلودنا النار .. واجعل الجنة دارنا ومستقرنا

تحياتي ..

النابغة الطائي
11-08-2001, 01:47 AM
مزيداً من النصح والأرشاد أخي العزيز .. تحياتي ..

عاشق الريال
11-08-2001, 02:00 AM
اللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء


و شكراً لك عزيزي على هذا الموضوع ،،،


و جزاك الله خيـر ،،،،

اسراء
11-08-2001, 03:19 AM
جزيت خيرا اخي الفاضل :)
اللهم ارحمنا برحمتك ياارحم الراحمين وقنا عذاب النار...
وعندي اضافة بسيطة وهيه دعاء سيد الاستغفار الجميع يعرفه ولكن جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( من قالها إذا اصبح موقنا بها فمات من يومه دخل الجنة ومن قالها إذا امسى موقنا بها من ليلته دخل الجنة) والدعاء هو ( اللهم أنت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك عليه وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لايغفر الذنوب الا انت ... اللهم اكتبنا من اهل الجنة ياكريم ....