View Full Version : ضعيف يا أستاذ.... ضعيف!
سردال
21-08-2001, 12:29 PM
في فترة ما من هذا الصيف، كنت أقدم بعض الدورات المختلفة لمجموعة من الطلبة في أحد الأندية، وقد كانت الدورة مقسمة إلى قسمين، الأول وهو الجزء النظري وأشرح فيه مفاهيم عديدة حول الطموح والرغبة في النجاح والتميز، ومفهوم النجاح لدينا كمسلمين، وأهمية استغلال الوقت، أما القسم الثاني فقد كان تطبيق عملي لما شرحناه في القسم النظري، وهو كيف أخطط لنفسي وأضع أهدافاً وأحقق هذه الأهداف بتنظيم الوقت.
ويفصل ما بين الشرح النظري والتطبيق العملي أسبوع كامل، طلبت فيه من الطلبة أن يفكروا بجدية حول مستقبلهم وطموحاتهم وأحلامهم، وأن يحددوا أهدافهم التي يريدون تحقيقها خلال العشر سنوات القادمة، وهي متعلقة بكل تأكيد بالدراسة والوظيفة الأولى في حياتهم.
وجئنا في اليوم الذي اتفقنا فيه على اللقاء الثاني، وبدأت أسألهم عما فعلوه في الطلب الذي طلبته منهم، وكانت الإجابات تتراوح ما بين عدم المبالاة إلى البرود التام! ولكن كانت هناك بعض الإجابات التي ارتحت لها.
قال أحدهم: أريد أن أكون مهندساً في الإلكترونيات، وقال الآخر: أريد أن أكون مهندساً في الحاسوب، وقال ثالث: أحب الجيش والحياة العسكرية، وهكذا كان يجيب كل شخص عندما أسأله حتى وصلت إلى أحد الطلبة الذي فاجأني بقوله: أريد أن أكون موظفاً!
قلت له: فقط؟!
قال لي: نعم، موظف فقط!
- ولا شيء غير الوظيفة؟
- فقط الوظيفة!
- وظيفة ماذا؟ أشرح لي أكثر.
- وظيفة على مكتب أنهي فيها المعاملات.
- ألا تطمح إلى ما هو أكثر من هذا؟
- لا، هذا يعجبني!
إلى هنا ثم أوقفت الحوار، فلا فائدة من إكمال الحوار مع شخص لا يطمح إلى ما هو أكثر من الوظيفة، وأكملت الدورة، وفي نهاية الدورة كان عليهم - أي الطلاب - أن يضعوا خطة الأسبوع المقبل وما يجب عليهم أن يفعلوه لتحقيق أهدافهم التي وضعوها، لكنهم وكعادة من ألتقي بهم في الدورات، لم يبدوا تحمساً لفعل هذا، فهم يريدون قضاء أوقاتهم بين التلفاز والدردشة في الإنترنت، والتجول في المراكز التجارية، أما الأهداف والتخطيط والطموح فهي أحلام يتسلون بها، ولا أستثني من هذا إلا طالباً واحداً من بين 60 طالباً تقريباً، هو الذي إهتم وتفاعل بالشكل المطلوب.
وهكذا هي حياة المدرب والمعلم، يعطون الخير وخلاصة الخلاصة لتلامذتهم، ويحصلون على حرق الأعصاب وضغط الدم والسكري وانهيار الأعصاب، نتيجة عدم مبالاة الطلبة، ثم يتهمون المدرس بأنه متخاذل متكاسل لا يعرف كيف يشرح، وهذا ما وجدته في أوراق التقييم، إذ قيمني أحدهم قائلاً: المدرب ضعيف، لأنه لا يعرف كيف يشرح!
فما رأيكم دام فضلكم؟! :)
غريب نجد
21-08-2001, 01:05 PM
اخي العزيز وفقنا الله واياك واثبك الله على هذا الحرص ..
للاسف الا مبالاة والاتكالية و الفوضى هي احد رموز وصفات الطلبة في هذا الزمان .. وحرق الاعصاب هي النتيجه الحتيمه لكل معلم او مدرب يخلص في عمله هذا الزمان :(:(
وفي تصوري ان الدافع وراء كل هذا معدوم لذلك فان الحرص او الاهتمام به يكاد يكون معدم ايضا .. والبيئة المحيطه لها الاثر الكبير في التوجيه والتثقيف والتعليم للطلبة في هذا الزمان .. والهمة و الاماني هشة وسطحيه لذلك فالطموح تلاشى في نفوسهم ..
تحياتي لك ولابداعك في تصويرك للموضوع واسهابك فيه ولكن اين الاذان التي تعي والقلوب التي تفقه :(:)
غالية
21-08-2001, 01:06 PM
السلام عليكم ...
هناك بيت شعري يقول ولست متاكدة منه تماماً لكن يقول في ما معناه
نعيب زمننا والعيب فينا ... الحين يوم تسأل حد من هالجيل الصاعد شو بتدرس بعد الثانوية.. حد منهم ايقول لك ما بدرس بشتغل اي شغله !!! وحد من البنات ايقول بأعرس ..العرس احسن لي من صدعة الدراسة ...وحد ايقولك برقد لي سنتين و بستريح وبعدين بدرس !!!
و لا طموح و لاهم يحزنون ....وعلى فكره في ناس ما عنده طموح و ما تبغي بعد غيرها يكون عنده طموح ...يعني لو فكر زميل لهم يأخذ شهادة ماجستير مثلاً يجن جنونهم ويتمون يحشرونك شو لج بصدعة الراس و احنا ما صدقنا نفتك من الدراسه...انزين انتو ما تبغون تدرسون خلو غيركم يدرس ..عشان يترقا في شغله...اعوذو بالله من اعداء الطموح ...ادري اني هذربة وايد ..واسفه على الاطاله...تحياتي :)
مساعد بن عبدالسلام
21-08-2001, 01:47 PM
أخ سردال ..
عظيم أنت يا إستاذ .. عظيم ;)
هؤلاء هم ما يسموا بأعداء النجاح ..
أما كون الشرح ..
فلله الحمد ..
القسم الإداري يشهد لك :)
سر بارك الله فيك ..
و لا تيأيس :)
أذكر هنا قصة للدكتور طارق السويدان ..
عندما عاد من أمريكا و رأي الكثير من الأعاجيب بالمجتمع ..
عزم على التغيير ..
و أخبر الجميع ..
أحدهم قال له مستهزئا :
دكتور شتغير و شتخلي المجتمع كله جذي
و بعد 5 سنوات ..
عاد قابل الدكتور نفس الشخص ..
فقال له :
هاا دكتور الحين تأقلمت على الوضع و المجتمع ؟
رد عليه الدكتور رد جميل :
والله يا أخي هم اللي لي الحين ما تأقلموا معاي :)
أخي سردال ..
كن أنت كما يقال ..
الهدوء الذي يسبق العاصفة ;)
البحاري
21-08-2001, 04:11 PM
مساء الخير .. سردال
من خلال واقع الحياة لاحظت ملاحظة .. قد تكون نظرة صائبة .. وقد تكون العكس .. لاحظت ان المدرس الذي يتحدث عنه الطلاب .. مميز ومحبوب .. فهذا مدرس لا يتعب نفسه في الشرح .. بل يهتم بالجانب الترفيهي .. اما المدرس المجتهد الذي يحرص على توصيل المعلومة .. فهذا مدرس ثقيل الدم ومكروه . طبعا ليس في كل الأحوال :):) .. لكن هذا الغالب :)
تحياتي :)
اؤيد كل الي تكلموا قبلي..الحين عندنا معلمه كل البنات يحبونها...وهي تهتم اكثر بالترفيه مثلا يوم ندرس بالحديقه يوم ننزل نلعب...كذا عشان ما نمل..وبالنسبه للطموح..كثييييير ما يبون يكملون لانهم شايفين اخواتهم واخوانهم..بعد الثانويه مفيش وظائف وبعد الجامعه..كذلك مفيش وظائف....وش نسوي؟؟؟؟
سردال
22-08-2001, 05:58 AM
غريب نجد: كان الله في عون كل مدرس مخلص في عمله، يحترق، ولا يجد المقابل، وهذا هو عملهم.
أما البيئة فحدث ولا حرج، إن أكثر الناس اليوم لا همة لهم، نريد أن نعيش فقط، كيف ولماذا، لا يهم أبداً، المهم أن نعيش، ولذلك لا أستغرب أبداً من تصرفات المتدربين في الدورات :)
غالية: نعم أختي الكريمة، نقطة مهمة جداً، هم لا يطمحون لشيء ويحاربون كل ذي همة طموح أيضاً! عجبي منهم!، ولا أدري لماذا يكثر المثبطون ويقل المشجعون (إلا في مباريات الكرة :)) لكن العجب يزول إن عرفنا السبب، والسبب هي أن الناس تريد أن تعيش والسلام! تأكل تشرب وتنام :)
Ba7aar: بإذن الله نكون :) أشكرك على كلماتك الطيبة، حقيقة أخي الكريم لا يهمني أبداً ما يقولونه فقط يحزنني ولكن لا يثبطني أو يوقفني، والناس حتى الآن ما تأقلمت معاي :) والله المستعان.
البحاري: ملاحظتك صحيحة نسبياً، لكنني أشاركهم في حوار لكي تصل لهم الفائدة بالحوار، وأروي لهم بعض المواقف المضحكة التي حدثت معي شخصياً، وأعلق على نفسي في بعض الأحيان :) المهم أنني نزلت لمستواهم حتى تصل لهم المعلومة، لكن كل ذلك لا فائدة منه، إذ بعضهم ظلمني في التقييم، وكتب عني ما لا ييق ذكره هنا :)
دعد: أختي الكريمة، الحمدلله أنني أقوم بتسلية الطلبة بكل وسيلة متاحة :)، أما الطموح فليس متعلق بالوظائف أبداً، وأنا شخصياً لا أريد أن أعمل في وظيفة حكومية، بل أبحث عن وظيفة تحقق طموحي وميولي، ومن يبحث فقط عن وظيفة حكومية فهذا سيطول بحثه كثيراً، لأن الحكومة متخمة بالموظفين.
الفرزدق
22-08-2001, 07:21 AM
قصة مؤسفة فعلاً ،،،
ولكن هذا هو الذي يحدث ،،، والمصيبة تكون برأس المدرب:) ،،،
للأسف ،،، كيف يحققوا رغباتهم وآمالهم ،،، بدون ممارسة وحب للمجال الذي يريدوه ،،، كيف سيحققوا آمالهم وطموحاتهم بدون تخطيط وتنسيق ؟؟!!
لا أدري كيف سيصبح المهندس مهندساً ،،، وهو لم يضع الخطة المناسبة والتقويم السليم ،،،
للأسف الشديد ،،، أن الكثير أصبح لايهمه سوى كيف ينام ؟؟ وماذا يأكل ؟؟ ومتى يلعب ؟؟ وأين يتمشى ؟؟
أما التنظيم والتخطيط فهو في الدولاب ،،، وقد أتسخ بالغبار ،،،
أخي سردال ،،، خيرها بغيرها:) ،،،
مشكور أخي العزيز،،،:)
سردال
22-08-2001, 05:37 PM
الفرزدق: حقيقة أخي أضيف لما قلت، أن البعض يستهزئ بالتنظيم، ولا يشجع عليه بل ويحاربه ويعده نوعاً من التعقيد! فماذا نفعل؟! :)
الأحلام والأهداف شيء، والحياة والأكل والشرب شيء آخر، هذا هو مفهوم المتقاعسين، يريد تأمين معيشته ثم التفكير في أحلامه، ولا يستطيع أن يضمن معيشته أبداً فيعيش في دوامة الحياة بلا أحلام أبداً.
اخوي العزيز..سردال..
يا خوي وش بتسوي؟؟؟ اذا انت شاب وابوك يقول اعتمد على نفسك ماني مسلفك ولا ريال؟؟ شلون تبدأ؟؟ شلون تحقق طموحك؟؟ لازم وظيفه..واذا انت ابوك رضى يشغلك عنده غيره ما يرضى.. لازم وظيفه تكون نفسك منها وبعدين تبدأ اعمال حره..وانت شكلك مدرس ...صح؟؟ يعني موظف..
سردال
22-08-2001, 10:11 PM
أختي الكريمة دعد....
أنا لا أعترض على الوظيفة الحكومية كوظيفة، إنما كأسلوب حياة يعيشه البعض، لو قلنا أن الخريج يخرج إلى حياة العمل في عمر 25 سنة، ثم يلتحق بوظيفة إلى سن 60 سنة، فإنه قد قضى 40 سنة تقريباً في وظيفة لا تحقق طموحه، ولو أن الوظيفة تكون متطورة متغيرة تركز على الفاعلية لما عارضتها أبداً. لكن الواقع يخبرنا بحجم الروتين وعدم الكفاءة في الوظائف الحكومية، والإحصائيات تدل على أن الحكومات تستطيع أن تستغني عن آلاف الموظفين لكنها لم تفعل لأنهم مواطنون.
لماذا لا يفكر المرء في العمل في مؤسسة خاصة؟ هذه فكرة، وهناك خيار آخر وهو العمل الحر الذي لا يتطلب رأس مال كبير، وهناك خيار ثالث وهو أن يسعى المرء إلى الحصول على رأس المال المطلوب بالوسيلة المتاحة، وهناك خيارات كثيرة لو فكر المرء قليلاً.
المهم أنه يبذل جهده ولا يرضى بوضعه الحالي، وإن اضطر للوظيفة فلا يركن ويرتاح لها أبداً، هذا ما أدعوا له، أما المثالية التي قد يظنني البعض أدعوا له والمتمثلة في الرفض التام للوظيفة الحكومية فهذا لا أقول به أبداً.
بالنسبة لي، لست موظفاً، وأنا لا أدعوا الناس إلى مبادئ لا أطبقها :) أنا شاب أبلغ من العمر 21 سنة، وأعتمد على نفسي بنسبة كبيرة جداً، ولا أعمل في أي وظيفة، بل أقدم الدورات المهارية والإدارية (وحتى الآن لا أحصل على مقابل من هذه الدورات :)) وقد جربت العمل الحكومي في مؤسسة أعتبرها متطور نسبياً إلا أنني لم أكمل أكثر من ستة أشهر ثم خرجت.