PDA

View Full Version : وداعاً ياحبيبي


البراء
08-09-2001, 05:54 PM
من روائع القصائد التي قرأت هذه القصيدة والتي نظمها الشيخ سلمان العودة في رثاء أحد أبنائه .

وداعاً حبيبي لا لقاءَ إلى الـحشرِ *** وإن كـان في قلبي عليك لظى الجمرِ
صبرتُ لأني لـم أجـد ليَ مخلصاً *** إليك وما من حيلةٍ لي سوى الصـبرِ
تراءاك عيني في السريـر مُوَسَّداً *** على وجهك المكدودِ أوسمةُ الـطُّهرِ
براءةُ عينيكَ استثارت مـشاعري *** وفاضت بأنهارٍ من الدَّمْعِ في شِعري
وكفّـاك حيناً تعبثـان بلِحْيتــي *** وحيناً على كتفي وحيناً على صدْري
أرى فمـك الحلو المعطّرَ في فمي *** كما اعتدْتُ هذا الحبَّ من أوّلِ البِـرِ
تحاصرني ذكـراك ياساكـن القبرِ *** وتجتاحُ أعماقي وإنْ كنت في الإصرِ
أراك جميلاً رافـلاً فـي حريـرةٍ *** بمعشبـة فيـحاءَ طيِّـبة النَّــشْرِ
وتفرحني أطيافك الـخضر إن بدت *** مُضَمَّخةً ، شكراً لأ طيافـك الخضرِ
وألعـابُكَ اشتـاقتْ إليـك وهالَها *** غِيابُكَ عنها ميّتًٌ وَهْـيَ لا تـدري
يتامى يُكَسِّرْنَ القلـوبَ هـوامِـدٌ *** ولما يصل أسماعـها فاجـعُ السِّرِ
حبيـبيَ في شَعْبانَ ألفـيت زائراً *** طَرُوبـاً إلى لقيايَ مبتـسمَ الثَّـغرِ
قعـدت بحجري والـسرور يلفني *** وشنَّفْتَ سمعي تالياً سورةَ العَـصْرِ
أراك تعزيـني بـهـا وتلـومني على*** جزعٍ تخشاهُ من حادث الـدَّهرِ
تمنيت لو تغني الأمـانـيَّ نظـرةٌ *** إلى جـسدٍ ذاوٍ يُغَرْ غِــرُ بالبُـهْرِ
تمنـيت حتـى وِقْفَـة عند نعشه تَرُدُ إلى نفسي الذي ضاعَ من صبري
تمنيـت ما نـالت ألـوفٌ توجهت *** إلى ربـها صَلَّتْ علـيك مع العصرِ
تمنـيت كـفاً مـن تـرابِ أسُنُّها *** على قبركَ الميمونِ طيبَ مـن قَـبرِ
أبا طارقٍ جَلّ المـصابُ بِفَــقْدكم *** ثمانيةٌ زهرٌ كما الأنــجمُ الــزهر
كأنّـكُمُ اختـرتُم زمــانَ رحيلِكم *** بُعيدَ صلاةِ الليلِ والـصومِ والــذِّكرِ
غسلتُم بصافي الدَّمْعِ صافي قلوبِكُم *** فَشَعْشَعَ فيها النورُ كالكوكبِ الـدُّري



رحم الله إبن الشيخ وغفر له وأخلف الله على شيخنا بخير منه .

أخوكم في الله البراء