PDA

View Full Version : حوار مع عبد القدوس الأنصاري


الطارق
09-09-2001, 01:59 AM
حوار مع عبد القدوس الأنصاري :



رجل معتدل القامة ، أقرب إلى الطول منه إلى القصر معتدل الجسم ، أقرب إلى النحافة منه إلى الامتلاء ، شديد اسمرار ، عالي الجبين واسع العينين ، عظيم الشفتين ( 1 ) .
كانت هذه صفة محاوري الذي بدأت بطرح سؤالي التالي عليه :

الطارق : أحببنا أديبنا الفاضل أن تعرفنا بشخصكم الكريم ؟!

عبد القدوس الأنصاري : أنا عبد القدوس الأنصاري كاتب وأديب وشاعر وصحفي ومن أحد أهم أدباء وكتاب المملكة العربية السعودية ومن أهم كتاب الجزيرة العربية في العصر الحديث ، ومؤسس مجلة المنهل المجلة الشهيرة في الأدب والثقافة .

الطارق : حسنا .. بداية الأمر أحببنا أن تعرفنا عن مولدك ونشأتك ؟!

عبد القدوس الأنصاري : نعم .. بداية الأمر أسمي عبد القدوس بن القاسم بن محمد بن محمد الأنصاري الخزرجي ( 2 ) .
ولدت سنة 1324 هـ في المدينة المنورة كان والدي يعمل مدرسا بالحرم النبوي الشريف ( 1 ) .
وقد توفي والداي ولم أبلغ السابعة من عمري فقد توفيت والدتي وعمري نحو أربع سنوات وتوفي والدي وعمري ست سنوات فكفلني عمي ( خال أبيه ) الشيخ محمد الطيب الأنصاري .. ( 2 )

الطارق : وكان لهذا الشيخ دورا كبير في بداية حياتك ؟!

عبد القدوس الأنصاري : أحسنت .. فقد كان هذا أحد علماء المدينة المنورة الأفاضل ، ومن وجوه العلماء بالمدينة المنورة وله رياسة علمية بمدرسة العلوم العلوم الشرعية التي أنشأها السيد أحمد الفيض أبادي ، وقد خصني برعايته واهتمامه ومحبته والتحقت بتلك المدرسة عند افتتاحها سنة 1341 هـ بعد أن مهد لي بدراسة ابتدائية تشمل متون النحو والفقه وشذورا من قضايا البيان والبديع والتفسير والحديث ( 3 ) ، ( 2 ) ، ( 4 )

الطارق : عرفت في صغرك بإقبالك على العلم ،وتعلقك بدروسك وجدك في التحصيل ، وبعدك عن اللهو، حتى نلت رضى معلميك ( 3 ) ؟!

عبد القدوس الأنصاري : نعم .. وقد درست القرآن الكريم والسير النبوية ودرست علم النحو مبتدئا بالأجرومية ، ثم قواعد الاعراب لابن هشام ثم " الدرة الثمينة في علم النحو " تأليف شيخنا محمد الطيب الأنصاري ثم " شذور الذهب " لابن هشام ثم " الفية ابن مالك " ثم كتاب : التوضيح على شرح الألفية " و" الأشموني على حاشية الألفية " وأخيرا " المغني " لابن هشام .
ودرست " الجوهر المكنون " في علم المعاني والبيان ، وحفظت المعلقات العشر وديوان النابغة الذبياني وديوان زهير بن أبي سلمى ودواوين أخر ( 2 )

الطارق : كان جل اطلاعك على الأدب العربي القديم الذي جعلت منه الحذو الذي تسير عليه في بداية كتاباتك ؟!
عبد القدوس الأنصاري : نعم … ولكن صلتي بصديق صباي وزميلي في حلقة الشيخ " الطيب الأنصاري " السيد عبيد مدني – رحمه الله – قد فتحت لي المجال للإطلاع على الأدب الحديث فقرأت دواوين شوقي وحافظ والزهاوي وسامي البارودي ..
كما قرأت مؤلفات المنفلوطي والرافعي فتفتحت أمامي الآفاق لأسلك هذا الطريق ( 5 ) وتحولت من الأدب القديم إلى الأدب الحديث بفضل المرحوم السيد عبيد مدني ( 6 ) .

الطارق : حسنا .. وقد تخرجت من تلك المدرسة عام 1346 هـ ، وعينت موظفا في ديوان أمارة المدينة المنورة ؟!

عبد القدوس الأنصاري : نعم .. وقد كان سبب ذلك أن الاختبارات العامة الأخيرة تتولها لجنة يرأسها أمير المدينة ، قد أعجب الأمير عبد العزيز بن إبراهيم ( 1346 هـ – هـ1355 ) بإجاباتي فقال لمدير المدرسة : ( أريد أن ينتقل هذا الولد –مشيرا إلي – الى امارة المدينة ليكون موظفا لدي ) ( 2 ) .

الطارق : وقد تقلدت عدة مناصب في تلك الفترة !؟

عبد القدوس الأنصاري : نعم .. وقد عينت أول الأمر بوظيفة مأمورية أوراق ديوان إمارة المدينة المنورة ، ثم رقيت إلى عمل وظيفة مأمور أوراق
، وعينت بعد ذلك نائباً لرئيس سكرتير مجل الإدارة ، وسكرتير للجنة تسوية الديون ، ولجنة الإسعاف الطبي ، ولجنة الصدقات ، فأستاذا للأدب العربي بمدرسة العلوم الشرعية – وهي المدرسة التي تخرجت منها - ، ثم معاونا لرئيس الديوان بالمدينة ( 1 ) .

الطارق : حتى انتقلت إلى مكة المكرمة لرئاسة تحرير جريدة " أم القرى " الحكومية ؟!

عبد القدوس الأنصاري : هذا صحيح .. فقد انتقلت إلى مكة المكرمة عندما صدر الأمر الملكي برقيا من جلالة الملك عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – إلى سمو نائبه ( بالحجاز ) إذ ذاك – الأمير فيصل بن عبد العزيز – بنقل عبد القدوس الأنصاري لتحرير جريدة " أم القرى " ( 1 )
و كتب الأمير فيصل إلى الأمير عبد الله السديري أمير المدينة المنورة ( 1355 هـ – 1379 ) أن يتم إرسالي لأتولى تحرير هذه الجريدة

الطارق : ولم تكن راضي عن هذه المهمة ؟!

عبد القدوس الأنصاري : ( أبتسم وقال ) : نعم .. فلم أمارس من قبل رئاسة تحرير جريدة رسمية حكومية فلم أرأس إلا مجلة ( المنهل ) هي مجلة
أدبية ثقافية .. تجمع المقالات وتنشرها .. وموضوعها بسيط ومنهجها سهل بالنسبة إلى جريدة " أم القرى " الرسمية ومسئوليتها الكبيرة ..
وقد طلبت من الأمير عبد الله السديري إعفاءي من هذه المهمة الشاقة ، فقال لي هذا الأمير : " أذهب وتوكل على الله .. فسيفتح الله عليك ما دمت مؤمنا .. واحمد الله على أن الملك عبد العزيز وضع ثقته الغالية فيك " فصدعت بالأمر وذهبت إلى مكة ( 6 ) وقد توليت رئاسة تحريرها من سنة 1359 هـ إلى سنة 1361 هـ ، وفي وقت وزمن حرج .. زمن حرب عالمية ضارية ( 6 )

الطارق : وماذا بعد ذلك ؟!

عبد القدوس الأنصاري : نقلت بأمر سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز النائب العام لجلالة الملك إلى ديوان سموه .
وتقلدت من بعد ذلك في ديوان سموه عدة مناصب منها : سكرتير مجلس الوكلاء ، فمدير شؤون المشاريع والأنظمة للدولة ، فمدير الشؤون المالية للمملكة بالديوان ، فمستشار بديوان رئاسة مجلس الوزراء ، وفي أثناء ذلك عينت عوا بمجلس المعارف في عهد الشيخ " محمد بن مانع " مدير المعارف العام .
كما ساهمت في العديد من المؤتمرات واللجان الحكومية وانتدبت إلى الرياض في عهد المغفور له مؤسس المملكة لتنظيم شؤون التابعيات الإحصائيات والإقامة لسكان مدينة الرياض ، على رأس مختارة من مختلف الوزارات والدوائر الرئيسية
وبعد ذلك تفرغت لأعمالي ، ولمجلة المنهل التي أصدرتها عام 1355 هـ ولمؤلفاتي وكتبي ( 1 )

الطارق : الحقيقة ما أن يذكر عبد القدوس الأنصاري إلا وتذكر مجلة المنهل الأدبية والثقافية والتي كان لها دور كبير في الثقافة العربية في العصر الحديث ، وتعتبر من أهم المصادر لدراسة الأدب السعودي ، أحببنا أدبينا الفاضل أن تعرفنا كيف بدأت فكرة هذه المجلة وكيف خرجت إلى النور ؟!

عبد القدوس الأنصاري : كان بداية ذلك إطلاعي على بعض الجرائد والمجلات الأدبية والثقافية التي كانت تصل من مصر أيام وصول الري من مصر كل مرتين في الشهر وعلى ظهور الجمال !!
ثم بدأت اتصل بكثير من الأدباء والكتاب من مكة المكرمة والذين لم أكن أعرف عنهم شيء ..
وقد بدأت الحركة الأدبية والثقافية تنشط وتتسع ، وأراد بعض الكتاب إنشاء صحف في المدينة المنورة إلا أن العائق الكبير كان عدم وجود مطبعة في المدينة ..
وفي عام 1349 هـ غامر السيدان علي حافظ وعثمان حافظ وأحضروا مطبعة إلى المدينة من مصر ..
ففكرت في إصدار مجلة ثقافية باسم ( المنهل ) ثم بدأت عملي الاستعداد لإصدارها غير أنه لم يكن هناك مال يساعد على إصدارها فكتبت عريضة في تلك السنة لوكيل أمير منطقة المدينة المنورة الأمير عبد العزيز بن إبراهيم أعرض عليه الأمر وأطل منه رفعه لسمو الأمير فيصل، فأعجب هذا الأمير وفرح لذلك ورفع الأمر إلى ديوان النائب العام ، وعادة المعاملة بعد إحالتها لمجلس الشورى الذي وافق على الفكرة مبدئيا ..
وفي تلك الفترة اتصلت بالصحافة الخارجية مثل " المقطم " و " المقتطف " و " الهلال " و " المرشد العربي " و " الأهرام " في مصر و المرشد العربي " في سوريا ( 6 ) .
و " المرشد العربي " بظفار " و " مجلة العالم الإسلامي " بسومطرة ( 4 )
ولم تصدر مجلة " المنهل " إلا في سنة 1355 هـ بسبب إجراءات الدوائر الرسمية ، وبعد توسط فؤاد حمزة الذي كان في منصب وكيل وزارة الخارجية في ذلك الوقت ..
وتمت موافقة الأمير فيصل على صدور هذه المجلة على أن لا تتعدى أمور الأدب !
مع دفع كفالة قدرها خمسون جنيها ذهبية لدى المالية ! وكانت عقبة شديدة لولا مساعدة صديقي الكريم السيد أحمد الخياري
وانتهت هذه العقبة وغيرها من الإجراءات الأخرى وسمح لي بإصدار المجلة ( 6 ) .

الطارق : وبدأت إصدار هذه المجلة في المدينة المنورة ومن بعد ذلك انتقلت طباعتها إلى مكة المكرمة وأخيرا إلى جدة حيث لا زالت تصدر حتى الآن ؟!

عبد القدوس الأنصاري : أحسنت ..

الطارق : أديبنا الفاضل ، أحببنا أن تذكر لنا بعض من الكتب التي ألفتها ؟!

عبد القدوس الأنصاري : نعم ، ألفت عدة كتب هي :

1- تاريخ مدينة جدة : وقد صدرت الطبعة الأولى منه سنة 1384 هـ
وهو دراسة شاملة عن مدينة جدة
2- الملك عبد العزيز في مرآة الشعر : هو دراسة لشخصية الملك عد العزيز آل سعود من خلال الشعر الذي قيل فيه مدحا ووصفاً ..
3- بين التاريخ والآثار : وهو دراسة تاريخية مستخلصة من الآثار والمشاهدات للآثار القائمة والباقية .
4- طريق الهجرة النبوية : والكتاب دراسة ومتابعة للأماكن التي وردت في السيرة النبوية . 1398 هـ
5- بنو سليم : دراسة عن قبيلة بني سليم .
6- الصيام وتفسير الأحكام : مجموعة أحاديث حول الصيام أذيعت من إذاعة نداء الإسلام بمكة المكرمة في شهر رمضان عام 1391 هـ .
7- الأنصاريات : ديوان شعر . 1384 هـ
8- آراء في اللغة .
9- مع ابن جبير في رحلته : تأملات وملاحظات في رحلة ابن جبير .
01- التوأمان : عام 1349 هـ ، وهي أول قصة وتعتبر من البدايات القصصية في الحجاز .
11- آثار المدينة المنورة : طبع سنة 1353 هـ ، دراسة لآثار المدينة
21- إصلاحات في لغة الكتاب والأدب : صدرت الطبعة الأولى سنة 1353 هـ
31- تحقيق أمكنة في الحجاز و تهامة : عام 1379 هـ
41- تاريخ العين العزيزية بجدة ولمحات عن مصادر المياه في المملكة العربية السعودية : 1389 هـ
51- الأجوبة المعدة في حتمية ضم جيم جدة – بالاشتراك مع الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين والشيخ أبو تراب الظاهري .. ( 7 ) .
وغيرها من الكتب
الطارق : قد أثريت المكتبة السعودية بكتبك ، حتى تعد كتبك من أهم المراجع وأصدقها ، وتعتبر مؤلفاتك بالفعل موسوعة أدبية وتاريخية ..
لم يبقى من شيء أديبنا الفاضل إلا أن نذكر أنك كنت عضو في المجمع اللغوي العراقي ، وحزت على براءة رائد من رواد الأدب في المملكة العربية السعودية من جامعة الملك عبد العزيز " بجدة " .
وكان لك السبق في اقتراح جائز الملك فيصل العالمية ( 1 ) ..
شكرا لك ..
توفي الأديب والرائد الكبير عبد القدوس الأنصاري سنة 1403 هـ بعد كفاح عظيم في مجال الأدب والثقافة وكان له الدور الكبير في بروز الكثير من الأدباء في المملكة العربية السعودية ، رحمه الله ،،،،

-------------------------------------------------------

المصادر :

( 1 ) عبد القدوس الأنصاري من رواد الأدب والفكر العربي الإسلامي : / ص 11 ، 12 (أكرم جميل قنبس - دار الفرائد للطباعة والنشر التوزيع ( دمشق – 1996م )
( 2 ) " الكتابة والتاريخية عند عبد القدوس الأنصاري " / ( أحمد سالم باعطب ) : مجلة المنهل (ص 122 ) العدد ( 553 ) في ( جماد الأخر ورجب ) .
( 3 ) " عبد القدوس الأنصاري .. علم النهضة الفكرية .. في الجزيرة العربية " ( شمس الدين الحاج يوسف ) : ( مجلة المنهل ) العدد ( 492 ) جمادى الأولى والأخرة لعام 1412 هـ .
( 4 ) " عبد القدوس الأنصاري في ذكراه السابعة " ( د . محمد رجب البيومي ) : ( مجل المنهل ) العدد ( 477 ) جماد الآخر 1410 هـ .
( 5 ) عبد القدوس الأنصاري من رواد الأدب والفكر العربي الإسلامي : / ص 20 (أكرم جميل قنبس - دار الفرائد للطباعة والنشر التوزيع ( دمشق - 1996 م )
( 6 ) "عبد القدوس الأنصاري ، رائد الصدق والالتزام " ( عبد الكريم عبد الله نيازي ) : ( مجلة المنهل ) العدد ( 520 ) رجب ، شعبان 1415 هـ
( 7 ) موسوعة الأدباء والكتاب السعوديين ( أعداد : أحمد سعيد بن سلم ) : الجزء الأول / ص 32 ) .

ملاحظة : سأذكر مختارات من ما كتبه عبد القدوس الأنصاري ، بإذن

الله …

البحاري
09-09-2001, 02:42 AM
صباح الحورات الجميلة .. الطارق

ياهلا والله :):)

كالعادة مبدع في اجراء الحوارات والمقابلات .. شكرا لك هذا الجهد الطيب .

تعرفنا على شخصية .. عبد القدوس الأنصاري .. عن قرب .. وباسلوب جميل .

تحياتي لك ..

متخلف
09-09-2001, 04:32 AM
مرحبا أخي الطارق

صباح الحوارات العميقة ، صباح العلم والأدب

استمتعت بذلك الحوار مع ذلك العلم وأجزم ان كثيرا منا لم يعلم به إلا الساعة .... وإن كانت شهرته في الآفاق ...

ما أثار انتباهي هو العلاقة المتلازمة بين اليتم والإبداع .
في تتبعنا لسير أولئك الذين سطر التاريخ سيرهم بمداد من ذهب نلحظ أن كثيرا منهم كان يتيما في طفولته .... وإني لأتساءل هل دافع الحرمان من حنان الأب يدفع الإنسان للبحث عن سد ذلك الفراغ بالقراءة والجد والمثابرة أم أن هناك سببا آخر لم ألحظه ؟

تحياتي لك اخي الكريم ونفع بك وبجهدك ....

الطارق
09-09-2001, 08:47 AM
حياك الله وبياك أخوي البحاري ،،

تسلم على الترحيب ، وتسلم على التعقيب :)

والشكر لك عزيزي ،،

تحياتي :)

الطارق
09-09-2001, 10:42 PM
حياك الله أخي الحبيب متخلف ،،


سلمت لنا :)

بالفعل أخي الفاضل صدقت في قولك كثيرا

ولا أدري ما سبب هذا !؟ هل هو الحرمان وكما ذكرت ، أم
سر ذلك الأعتماد على النفس ومنذ الصغر !!

العجيب أيضا أن هناك صفة ملازمة لكثير من العظماء وهي

حب العزلة والتأمل !

وقرأت كتاب قبل عدة سنين عن كثيرا من أدباء العرب والعالم
من اعترفوا بخجلهم الشديد !

فلربما صفة الخجل والعزلة والتي يشعر بها اليتيم بسبب فقده والده سببا في ذلك الأبداع !!

ربما !!

تحياتي ،،

مدردش متقاعد
10-09-2001, 01:15 AM
^1


أبدعت كالعادة حتى صار الإبداع عندك عادة:)

بصراحة استمعت كثيرا في قراءة هذا الحور الجميل جدا مع شخصية لا أخفي عليكم أني كنت أجهلها و لم أسمع بها قط.. فكل الشكر لك يا عزيزي الطراق على مساهمتك في تعريفنا بهذه الشخصية الأدبية المرموقة:)

تحياتي لك:)

الطارق
10-09-2001, 03:45 PM
حياك الله أخوي مدردش ،،

سلمت لنا أخوي :)


.
.

عزيزي ،،

هذا هو أحد رواد الأدب السعودي ،، وقد أثرى المكتبة
السعودية بالكثير من الكتب القيمة ،،،

ومؤسس مجلة أدبية وثقافية لها دور كبير في التعريف
بالأدب السعودي في العالم العربي نتيجة انتشار وشهرة مجلته
الثقافيه ( المنهل ) .

وبرز الكثير من الأدباء والشعراء السعوديين نتيجة
دعمه وتشجيعه وتبنيه لهم ،،

وبسبب كل هذا يستحق هذا الأديب الكثير من الأحتفاء والأهتمام
والتذكير بنجازاته ، لكن للأسف الشديد يبدوا أن الأدباء
لا مكانه لهم من التذكير في دولتنا !!!!

على العموم لا زالت هذه المجلة تصدر وحتى الآن ويرأس تحريرها
الأستاذ الفاضل نبيه بن عبد القدوس الأنصاري ، والذي هو البار
بذكرى والده يرحمه الله والذي لا يألوا جهدا في التعريف بهذا
الرائد من رواد الأدب السعودي ..

تحياتي :)

الطارق
12-09-2001, 11:25 PM
التعريب :

سرعان ما يختفي الإعجاب ، وتتلاشى مباهجه حينما يقع البصر على لافتات كبيرة وبديعة الشكل هي الأخرى .. ولكن بعضها مكتوب اللغة الأجنبية وكلماته وحروفه بها أيضا . عندئد يشعر السائر بضيق يكتنفه ، من جوانبه ، فيشعر عندئذ بفقدان جزء كبير من إعجابه إذ يصطدم بصره بهذا المشهد النشاز .
الضرورة تقتضيه ؟ أم لمجرد تقليد للغرب في احتضان لغته وكتابته الأجنبيتين في هذه البلاد العربية الإسلامية الأصيلة ؟ إن الغرب في دياره يستنكف عن أن يرسم لافتاته في دياره وفي شوارعه الكبرى بلغة غير لغته وبخط غير خطه .. يرى ذلك جحودا لحضارته وحطما لتقاليده .. فلماذا نقبل منه ما لا يقلبه منا ؟
إننا ينبغي لنا أن لا نشرك مع لغتنا لغة أخرى في مظاهر تطورنا الجمالية كمسألة لافتات شوارعنا وفي مدننا .. فهذه البلاد هي مهد الإسلام والعروبة معاً .. فلماذا هذا النشاز ، وماذا نبقى عليه ، ولماذا يزداد الولع به مع أن لغتنا أجمل وأشمل من لغتهم ، وخطنا أروع وأكثر فنية وجمالا من خطوطهم ؟ لماذا ؟ .
عبد القدوس الأنصاري .. المحرم 1399 هـ
[ العدد 482 – المحرم 1411 هـ ]

صفاء الحياة :

تصفو الحياة لجاهل أو غافل
*************** عما مضى منها وما يتوقع
ولمن يغالط في الحقائق نفسه
*************** ويسومها طلب المحال فتطمع

" أبو الطيب المتنبي "

أترى في هذا القول ك الحق ، أم بعض الحق أو بعض الباطل ؟
أما أنا فأرى أن هذا القول ليس كله حق ، لا يقبل شائبة باطل .
وليس كذلك باطلا لا يقبل ومضة حق .. ففيه من الحق والحقيقة
أطراف . وفيه من الباطل كذلك أطراف .. ذلك أننا إذا أردنا بصفاء
الحياة صفاء شاملا كاملا ، ومطردا مستديما لا يعروه كدر فذلك مالا
أخال أنه يتسنى حتى لجاهل أو لغافل ، أو لمغالط نفسه في حقائق الأمور ..
وإذا أردنا بصفاء الحياة صفاءها الجزئي الموقوت الذي ليس من شأنه أن يمتد لا طولا ولا عرضا ولا عمقا ، فهذا اللون من الصفاء الجزئي يناله العاقل المتأمل الواعي لشؤون الحياة ومسارب الأمور ، آنا وفي لحظات وفترات محدودة خاطفة وغير خاطفة ، كما يساهم فيه الجاهل بحقائق الأمور والغافل عن مجاريها ، والعارف بما فيها ، المغالط نفسه في حقائقها ، على السوء ويعب من هذا السلسبيل أيضا فئة خامسة تمت إلى أولئك بأسباب من أسباب الحياة خاصة إذا جمعتهم المحافل ، وكانت هذه المحافل التي تجمعهم تتسم بالانسجام الفكري والعاطفي وتتصف بالتجاوب النفسي وتواكب النظريات وتجانس الأهداف الآراء .. إن هذه الفئة المقصودة هنا هم فئة الأدباء ..
فهم إذا وفق فريق منهم متجانس الاتجاهات إلى اجتماع استحال اجتماعهم هذا إلى روضة عبقة بالسعادة وبصفاء الحياة ولمعانها وإشراقها ، فتراهم يجولون في كل مجال ، ويطيرون مغتبطين في كل جو ، ويحلقون ..
وفي تلك الساعات تنال أرواحهم المثالية ألوانا من صفاء الحياة وبهجتها وإشراقها مالا يكاد بوصفه بيان ..

عبد القدوس الأنصاري
جماد الأخر 1376 هـ / يناير 11957 م .
[ المنهل – العدد 560 – جمادى الأولى والأخرة 1420 هـ ]

الإسلام يدعو للعلم :

إن الإسلام لا يشجع البحث العلمي والحضارة فحسب ، بل أنه يحث عليهما معتنقيه حثا بالغا مبينا . (أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ ) ( 1 ) ..
(أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {17} وَإِلَى السَّمَاء كَيْفَ
رُفِعَتْ {18} وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ {19} وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ
سُطِحَتْ {20} ) .
إلى غير هاتين الآيتين الكريمتين ، في الذكر الحكيم والسنة المحمدية مما يدعو
إلى البحث العلمي الذي تبنى عليه الحضارة الشامخة الصافية من الأوشاب .
أننا نأمل أن ينفض العالم الإسلامي عن كاهله غبار التقاعس في ميادين الدراسات العلمية والتقنية العالية ليكشف عنها اللثام ببصيرته ، وليصل إلى حقائقها المذهلة بنفسه إلى ما وصل
إليه غرب وشرق ، وذلك رهن بالاتجاه المسدد المصمم ، في دراسة هادفة واعية وفي إنشاء
إسلامي سليم لمعاهد العلم وجامعاته المتخصصة ، وفي إحراز معامله ومصانعه الخاصة بهذا اللون من المعرفة الإنسانية الحديثة ، وفي امتلاك أعنة خبرات واسعة النطاق من بني الإسلام وفي تملك وتشغيل أجهزة علمية دقيقة متقنة التركيب الإنتاج .
وفي البراعة في استعمالها فيما وجدت له ، ثم التفنن في إيجادها ، والتوسع والتعمق في إنشائها وتطويرها ، وحتى يكون الثمن أهون ، والإنتاج أكبر وأهم ، حتى لا ينفرد جيل
أو أمة بامتلاك ناصية هذه الطاغية المعروفة باسم ( الطاقة النووية ) .
إن كل من له رأس وعينان ، جدير بأن يعلم ، وبأن يصنع ، بأن ينتج كل ما يعلمه ، ويصنعه ، وينتجه سواه من بني الإنسان ، أيا كانوا وأيا كان ، إننا بتحقيق هذه النظرية سرعان ما نقف مع جبابرة العالم على قدم المساواة ..
وأن الأسباب هي السلالم التي جُعلت لتحقيق المسببات ، وأن المقدمات هي الوسائل التي تشكل النتائج ..
وكل من سار على الدرب وصل ، وكما يقول المثل العربي القديم ، الخالد الحكيم ..

عبد القدوس الأنصاري
ربيع الثاني 1389 هـ

[ المنهل – العدد 476 – جماد الأول 1410 هـ ]

(1 ) ما وجدته في المنهل ( أو لم يتفكروا في خلق السموات والأرض وما خلق الله من شيء ) ويبدوا أن عبد القدوس قد اخطأ في الآية !!!