سردال
15-09-2001, 02:00 PM
مقالة نشرت في جريدة الاتحاد مع ملاحظة ان الجريدة غيرت في بعض الكلمات كالمعتاد!
كنت وما زلت معارضاً لشراء هاتف نقال، لأنني لا أشعر بأي حاجة لاستخدامه، وقد سبق وأن جربت استخدامه لمدة شهر فقط، فطلقته بالثلاث من بعدها وأتمنى أن لا أعود لاستخدامه أبداً، وقد أزعجني بعض الأصدقاء حول ضرورة هذه التقنية، ومعظمهم إن لم يكن كلهم ينبهون إلى أنهم يريدون الوصول لي بأسرع وسيلة، والهاتف يكفل لهم هذا، لكنني أنظر إلى أن الهاتف يصبح بهذا الأسلوب بوابة من غير بواب! يدخل فيها من هب ودب فيضيع وقتك في أمور كثيرة، أم الضروري والمهم فقليل جداً.
أعجب كل العجب من بعض الأخبار التي قرأنها في الصحف، حول اختراع يوضع في المسجد لكي يشوش على الهواتف النقالة فلا يسمع لها صوت أثناء الصلاة، وليس العجب من الاختراع نفسه، لكن العجب من عدم التزام مرتادي المساجد بإغلاق هواتفهم أو وضعها على وضعية الصامت، وليس مستغرباً اليوم أن تسمع الإمام يقول قبل الصلاة: أغلقوا هواتفكم النقالة، استقيموا يرحمني ويرحمكم الله ثم يكبر تكبيرة الإحرام، وحقاً مصائب قوم عند قوم فوائد.
قال أحدهم: وبينما نحن في المقبرة، ندفن ميتاً، وكل من حضر الجنازة قد خشع لهذا الموقف المهيب، وقف شخص ما يخطب الناس ويذكرهم بآخرتهم ويحثهم على العمل الصالح، فاستمع الناس وكأن على رؤوسهم الطير، ويشق هذا السكون، ويزيل كل هذا الوقار والهيبة رنة هاتف نقال لأغنية مشهورة!
في كل يوم، يريني بعض الأصدقاء هواتفهم، لا لشيء إلا لقراءة الرسائل الجديدة التي تصلهم، وهذه الرسائل أعتبرها ثقافة هوائية تنتقل عبر الفضاء وتصل إلى كف اليد فيقرأها المرء وإذا أعجب بها يرسلها لغيره فتنتشر انتشاراً عجيباً، ومن هذه الرسائل ما يكون تذكرة وعضة، ومنها ما يكون خبراً مهماً ومنها تعليقات لاذعة على الأحداث اليومية، وبعضها تعتبر من سقط الكلام، ومن أعجب ما رأيت من هذه الرسائل، رسالة تقول: أشوف الليل تكبر فرحتنا، أشوف النهار تزيد لهفتنا، أشوف ويهك أتذكر عنزتنا!
الثقافة الاستهلاكية تبدو واضحة في عالم الهواتف، فبعض الناس لا يهدئ بالهم إلا عندما يقتنون آخر ما نزل إلى السوق من الهواتف وإن دفع لأجل ذلك مبلغ مضاعف، فالمظهر أهم من كل شيء، ومن لديه خبرة جيدة في عالم تقنية المعلومات يعلم تمام العلم أن الهواتف تحتوي على تقنيات كثيرة وجديدة تكفل لكل شخص أن يصل إلى المعلومات التي يريد بنقرات قليلة على أزرار الهاتف، لكن الناس عامة والشباب خاصة لا يستخدمون هذه التقنيات بل وربما يجهلون أن هواتفهم تتيح لهم هذه التقنيات، ولكن حب المظاهر يطغى على كل شيء، وللأسف فإن هؤلاء لا يدركون أن الهاتف الجديد قد يصبح قديماً في غضون بضعة شهور، وربما انخفض سعره إلى النصف أو أكثر في تلك الفترة، فلم أتعب نفسي؟
لو ظهر لي مارد الفانوس الذي سمعنا أو قرأنا عنه في قصص ألف ليلة وليلة، وقال لي: تمنى ثلاث أمنيات، فستكون أمنيتي الأولى أن يزداد وعي الناس حول كيفية استخدام الهاتف النقال، وأمنيتي الثانية أن تتوفر هواتف نقالة بسيطة جداً ورخيصة جداً وعملية وصغيرة لمن لا يحبون الإزعاج أو الحجم الكبير أو السعر الغالي أو التعقيد في نظام الهاتف، والأخيرة أن يلغي من الوجود أي شيء اسمه الهاتف النقال أو له صلة بالهاتف النقال!
كنت وما زلت معارضاً لشراء هاتف نقال، لأنني لا أشعر بأي حاجة لاستخدامه، وقد سبق وأن جربت استخدامه لمدة شهر فقط، فطلقته بالثلاث من بعدها وأتمنى أن لا أعود لاستخدامه أبداً، وقد أزعجني بعض الأصدقاء حول ضرورة هذه التقنية، ومعظمهم إن لم يكن كلهم ينبهون إلى أنهم يريدون الوصول لي بأسرع وسيلة، والهاتف يكفل لهم هذا، لكنني أنظر إلى أن الهاتف يصبح بهذا الأسلوب بوابة من غير بواب! يدخل فيها من هب ودب فيضيع وقتك في أمور كثيرة، أم الضروري والمهم فقليل جداً.
أعجب كل العجب من بعض الأخبار التي قرأنها في الصحف، حول اختراع يوضع في المسجد لكي يشوش على الهواتف النقالة فلا يسمع لها صوت أثناء الصلاة، وليس العجب من الاختراع نفسه، لكن العجب من عدم التزام مرتادي المساجد بإغلاق هواتفهم أو وضعها على وضعية الصامت، وليس مستغرباً اليوم أن تسمع الإمام يقول قبل الصلاة: أغلقوا هواتفكم النقالة، استقيموا يرحمني ويرحمكم الله ثم يكبر تكبيرة الإحرام، وحقاً مصائب قوم عند قوم فوائد.
قال أحدهم: وبينما نحن في المقبرة، ندفن ميتاً، وكل من حضر الجنازة قد خشع لهذا الموقف المهيب، وقف شخص ما يخطب الناس ويذكرهم بآخرتهم ويحثهم على العمل الصالح، فاستمع الناس وكأن على رؤوسهم الطير، ويشق هذا السكون، ويزيل كل هذا الوقار والهيبة رنة هاتف نقال لأغنية مشهورة!
في كل يوم، يريني بعض الأصدقاء هواتفهم، لا لشيء إلا لقراءة الرسائل الجديدة التي تصلهم، وهذه الرسائل أعتبرها ثقافة هوائية تنتقل عبر الفضاء وتصل إلى كف اليد فيقرأها المرء وإذا أعجب بها يرسلها لغيره فتنتشر انتشاراً عجيباً، ومن هذه الرسائل ما يكون تذكرة وعضة، ومنها ما يكون خبراً مهماً ومنها تعليقات لاذعة على الأحداث اليومية، وبعضها تعتبر من سقط الكلام، ومن أعجب ما رأيت من هذه الرسائل، رسالة تقول: أشوف الليل تكبر فرحتنا، أشوف النهار تزيد لهفتنا، أشوف ويهك أتذكر عنزتنا!
الثقافة الاستهلاكية تبدو واضحة في عالم الهواتف، فبعض الناس لا يهدئ بالهم إلا عندما يقتنون آخر ما نزل إلى السوق من الهواتف وإن دفع لأجل ذلك مبلغ مضاعف، فالمظهر أهم من كل شيء، ومن لديه خبرة جيدة في عالم تقنية المعلومات يعلم تمام العلم أن الهواتف تحتوي على تقنيات كثيرة وجديدة تكفل لكل شخص أن يصل إلى المعلومات التي يريد بنقرات قليلة على أزرار الهاتف، لكن الناس عامة والشباب خاصة لا يستخدمون هذه التقنيات بل وربما يجهلون أن هواتفهم تتيح لهم هذه التقنيات، ولكن حب المظاهر يطغى على كل شيء، وللأسف فإن هؤلاء لا يدركون أن الهاتف الجديد قد يصبح قديماً في غضون بضعة شهور، وربما انخفض سعره إلى النصف أو أكثر في تلك الفترة، فلم أتعب نفسي؟
لو ظهر لي مارد الفانوس الذي سمعنا أو قرأنا عنه في قصص ألف ليلة وليلة، وقال لي: تمنى ثلاث أمنيات، فستكون أمنيتي الأولى أن يزداد وعي الناس حول كيفية استخدام الهاتف النقال، وأمنيتي الثانية أن تتوفر هواتف نقالة بسيطة جداً ورخيصة جداً وعملية وصغيرة لمن لا يحبون الإزعاج أو الحجم الكبير أو السعر الغالي أو التعقيد في نظام الهاتف، والأخيرة أن يلغي من الوجود أي شيء اسمه الهاتف النقال أو له صلة بالهاتف النقال!