الدكتور ريان
16-10-2001, 05:20 AM
مساء الخير ...يأعز شخص بالوجود :)
قبل قليل ...كنا نتكلم عنك ...وأخبرتني عنك
حينما رأيتني اول مرة ...كنت تستغرب من صغري وضائلة حجمي ..لم تكن تتوقع ان أتي في هذا الشهر ...لقد فاجأتك :) واتيت وانا احمل معي كل مرضي ..وبدأت تخاف حينما اخبرك الطبيب انه بضعف تنفسي فلن اكمل الشهرين ...فغضبت وانحرقت اعصابك واخذت تهدد والدتي بالطلاق اذا توفيت ...اني اعذرك فقد كنت اول ابناءك ...:) ثم اعطيتني احب الاسماء اليك ..واخذت تزور بي كل العالم ...لقد كنت سعيدا بي جدا ..رغم اني كنت احطم امالك (منذ صغري ) بسبب صعوبة تنفسي وكنت تزور اكبر المستشفيات ..وحالتي كانت تسوء يوما بعد يوما ..ثم تحولت الامور العكس ..وبدأت تفرح بي ..لقد اخبرتني عنك ...حينما كنت تسمع صوتي بكائي المزعج المبحوح الصغير ..كنت تقوم من نومك وتأخذني وتضعني على كتفك امام النافذة حتى انام ...حتى ذلك اليوم الذي ضعفت فيه انفاسي وارتفعت حرارتي احضنتني واخذت تجري بي لقسم الطوارىء 48ساعة جعلتك تنتظر وكلك دموع ...48 ساعة وانت تراقبني ..ثم كبرت قليللا فعلمنتني احلى الكلمات وعلمتني حنانك وطيبتك قبل كلامك وخطوتك ..ثم ادخلتني الروضة واصبحت تقلق علي كثيرا ...واصبحت ابكي كل صباح تذهب فيه الى العمل ماذ افعل اريد ان اكون معك فتودعني في الصباح وتاتي تأخذني بعد انتهاء روضتي ...فلاأكلمك لاانك تركتني اذهب لوحدي ....فتواسيني مثل كل يوم وتعتذر لي ..وتحل لي واجباتي ..فأفرح وانسى ماحدث ..ثم كبرت قليلا ودخلت المدرسة ثم بدأت تعلق لوحاتي في غرفتك وفي كل بيتنا ..واتذكر ذلك اليوم ..الذي اغمى علي فيه اتذكر اني رأيت العالم كله يدور ثم نمت واستقيظت بين يدك وحولك الاطباء ..واتذكر ذلك الاسبوع الذي قضيته بدون دراسة ..انه اجمل اسابيعي رغم انني كنت اتضايق من تلك الكمامات ذو الهواء البارد وتلك الابر التي لاتفارق ذراعي الاانني كنت افرح انك معي صحيح انني منعت من الضحك او البكاء والتحرك لكنني كنت سعيدا بوجودك وانت تقرأ تلك القصص رغم انك كنت تنام قبلي عند قرأتها ثم عدت الى المدرسة مرة اخرى ..وأصبحت تعلمني الاحترام ومخاطبة من هم اكبر منا سنا واساليب الاستئذان والنقاش و لغات غريبة وكلمات لم اسمعها من قبل كنت اتعلم في مدرستي ثم اتعلم منك بعد فترة غدائي معك جعلتني احفظ كلمات كبيرة علي وعلى عقلي جعلتني اتقن فنون كبيرة وتعلمتها لاانها منك ...اتعلم حتى قهوتك كنت اشربها بعد رحيلك الى العمل (طبعا مع الاتفاق مع والدتي :) لاانت كنت تمنعني من شرب القهوة ...لاادري لماذا حتى الان )
وكبرت وكبرت ثم علمتني كيف اقود سيارتك ..ههههه اتذكر ذلك اليوم الذي خرجنا فيه للنزهة وجعلتني اقود لوحدي وجلست انت ووالدتي تنظرون الي ...(لقد حطمتك جدا ) كان المكان كله صحراء ولا توجد الا شجرة بعيدة ..فتركت جميع الصحراء وتوجهت بالسيارة لااقف تحتها لكنك نسيت ان تعلمني كيف اجعلها تتوقف ههههههه مسكينة تلك الشجرة ..لقد اقتعلتها تماما وجريت انت بأتجاهي تنظري الي هل حدث لي مكروه ...رغم اني كنت خائف لكن خوفك علي كان اكبر مني واخذت تحتضنني وتبكي ..يالحنانك وطيبة قلبك وخوفك علي كأنهم بحر ..لا ينتهي ثم تخرجت واصبحت شابا واصبحت تعاملني كرجل كامل بل تفتعل المناقشات لترى وجهة نظري ..واتذكر فرحك بشهادتي المتوسطة حينما كنت من المتفقوقين ..اخذت تفرح وتحتفل بي طول اليوم عند والدتي وعند اعمامي ..لم يكن التفوق بيدي انه صورة حنانك وطيبتك ..معي ثم اخذت انت ووالدتي تحددون مكاني دراستي الثانوية ..ومرت ايام وايام وانا ازيدك فرحا ...وتفخر بأني شبهك وظلك .حتى انك اردت ان تبتعثني للجامعات الاجنبية في الخارج بعد ثانويتي واخذت تكلم اصداقائك الدكاترة وانا لاازال في الاول ثانوي وفي نهاية السنة الثالثة اخذت تتصل بالجامعات حتى جمعت كل العناوين ..وفي السنة الثالثة اختفيت قبل اختباراتي النهائية بأسبوع ...لقد وعدتني ان ترى شهادتي ...اخر لقائي بك حينما جئت ايقظك لصلاة العصر كما طلبت مني ..ناديتك وناديتك ورأيت وجهك الازرق لايتحرك ..اتذكر انني اخذت انظر اليك ساعتين دون ان اتكلم حتى جات والدتي ...وامتلىء البيت ورأيتهم يضعوك على اكتافهم ..ثم يضعون عليك التراب بكل بساطة ...أخر شيء توقعته هو ذهابك ..لم ينزف قلبي دموع من قبل بهذة القوة لم اسمع صراخات والدتي من قبلي ..الا في يوم رحيلك ...اما انا ذهبت الى غرفتك ونمت على سريرك ..تحول بيتناالى بيت اشباح شبح يبكي فوق وسادتك بصمت وشبح يبكي بصراخ في غرفة مليئة بالنساء ....حتى في موتك كنت ابحث عنك بين الناس وحتى حينما استيقظ من نومي ابحث عنك ثم اتذكر انك رحلت ....ومضت الان ستة سنوات ...تغيرت الامور ..لم أعد كما كنت تراني ..لقد تحولت الى شخص اخر ..شخص لاينتمي الى اي شيء ...شخص يكره كل شيء ..اني اعتذر لقد تغيرت غصبا عني ..شخص لايعيش الا مع نفسه وتخيلاته وعمله بعيدا عن الواقع بعيدا عن الخيال ..شخص يصاحب الفشل والاحزان شخص يعيش بذكرياته انا اسف لم اعد ذلك الشخص الناجح ..انا اسف لقد خذلتك ..كثيرا من الظلام يعيش بداخلي كثير من الهدوء يغطيني ...كثيرا من اليأس يعيش فيني ...و المشكلة اني لاازال على قيد الحياة ..ورغم ان الموت كان قريبا مني في صغري الا انه لايريد زيارتي الان ...ست سنوات مرت لم افعل فيها شيئا بنجاح ..كل مالمسه يتحول الى فشل ست سنوات اختفو جميع من اعزهم انت ثم اصحابي ثم نجاحي ست سنوات يمر علينا العيد بدونك ...وبدون زيارة اقاربي ...فكرت كثيرا ان اترك كل ذكرياتي واسافر بعيدا الى اي مكان ولا اعود لكن والدتي منعتني ولم توافق على المجيء معي ....ربما حياتي لن تكون بذا اهمية ..لكن اردت ان اخبرك ..كما انا فخور بك ..وبوجودك الذي علمني كل شيء ..وانني فخور بكل ماعلمتني ..وبكل حنانك الذي غمرني ..وانك كنت نعم الاب الرحيم الحنون على ابنائه وانك لم تقصر في شيء ..معي ..ولن انساك ماحييت ...يااعز من رأت عيني ياوالدي ...
قبل قليل ...كنا نتكلم عنك ...وأخبرتني عنك
حينما رأيتني اول مرة ...كنت تستغرب من صغري وضائلة حجمي ..لم تكن تتوقع ان أتي في هذا الشهر ...لقد فاجأتك :) واتيت وانا احمل معي كل مرضي ..وبدأت تخاف حينما اخبرك الطبيب انه بضعف تنفسي فلن اكمل الشهرين ...فغضبت وانحرقت اعصابك واخذت تهدد والدتي بالطلاق اذا توفيت ...اني اعذرك فقد كنت اول ابناءك ...:) ثم اعطيتني احب الاسماء اليك ..واخذت تزور بي كل العالم ...لقد كنت سعيدا بي جدا ..رغم اني كنت احطم امالك (منذ صغري ) بسبب صعوبة تنفسي وكنت تزور اكبر المستشفيات ..وحالتي كانت تسوء يوما بعد يوما ..ثم تحولت الامور العكس ..وبدأت تفرح بي ..لقد اخبرتني عنك ...حينما كنت تسمع صوتي بكائي المزعج المبحوح الصغير ..كنت تقوم من نومك وتأخذني وتضعني على كتفك امام النافذة حتى انام ...حتى ذلك اليوم الذي ضعفت فيه انفاسي وارتفعت حرارتي احضنتني واخذت تجري بي لقسم الطوارىء 48ساعة جعلتك تنتظر وكلك دموع ...48 ساعة وانت تراقبني ..ثم كبرت قليللا فعلمنتني احلى الكلمات وعلمتني حنانك وطيبتك قبل كلامك وخطوتك ..ثم ادخلتني الروضة واصبحت تقلق علي كثيرا ...واصبحت ابكي كل صباح تذهب فيه الى العمل ماذ افعل اريد ان اكون معك فتودعني في الصباح وتاتي تأخذني بعد انتهاء روضتي ...فلاأكلمك لاانك تركتني اذهب لوحدي ....فتواسيني مثل كل يوم وتعتذر لي ..وتحل لي واجباتي ..فأفرح وانسى ماحدث ..ثم كبرت قليلا ودخلت المدرسة ثم بدأت تعلق لوحاتي في غرفتك وفي كل بيتنا ..واتذكر ذلك اليوم ..الذي اغمى علي فيه اتذكر اني رأيت العالم كله يدور ثم نمت واستقيظت بين يدك وحولك الاطباء ..واتذكر ذلك الاسبوع الذي قضيته بدون دراسة ..انه اجمل اسابيعي رغم انني كنت اتضايق من تلك الكمامات ذو الهواء البارد وتلك الابر التي لاتفارق ذراعي الاانني كنت افرح انك معي صحيح انني منعت من الضحك او البكاء والتحرك لكنني كنت سعيدا بوجودك وانت تقرأ تلك القصص رغم انك كنت تنام قبلي عند قرأتها ثم عدت الى المدرسة مرة اخرى ..وأصبحت تعلمني الاحترام ومخاطبة من هم اكبر منا سنا واساليب الاستئذان والنقاش و لغات غريبة وكلمات لم اسمعها من قبل كنت اتعلم في مدرستي ثم اتعلم منك بعد فترة غدائي معك جعلتني احفظ كلمات كبيرة علي وعلى عقلي جعلتني اتقن فنون كبيرة وتعلمتها لاانها منك ...اتعلم حتى قهوتك كنت اشربها بعد رحيلك الى العمل (طبعا مع الاتفاق مع والدتي :) لاانت كنت تمنعني من شرب القهوة ...لاادري لماذا حتى الان )
وكبرت وكبرت ثم علمتني كيف اقود سيارتك ..ههههه اتذكر ذلك اليوم الذي خرجنا فيه للنزهة وجعلتني اقود لوحدي وجلست انت ووالدتي تنظرون الي ...(لقد حطمتك جدا ) كان المكان كله صحراء ولا توجد الا شجرة بعيدة ..فتركت جميع الصحراء وتوجهت بالسيارة لااقف تحتها لكنك نسيت ان تعلمني كيف اجعلها تتوقف ههههههه مسكينة تلك الشجرة ..لقد اقتعلتها تماما وجريت انت بأتجاهي تنظري الي هل حدث لي مكروه ...رغم اني كنت خائف لكن خوفك علي كان اكبر مني واخذت تحتضنني وتبكي ..يالحنانك وطيبة قلبك وخوفك علي كأنهم بحر ..لا ينتهي ثم تخرجت واصبحت شابا واصبحت تعاملني كرجل كامل بل تفتعل المناقشات لترى وجهة نظري ..واتذكر فرحك بشهادتي المتوسطة حينما كنت من المتفقوقين ..اخذت تفرح وتحتفل بي طول اليوم عند والدتي وعند اعمامي ..لم يكن التفوق بيدي انه صورة حنانك وطيبتك ..معي ثم اخذت انت ووالدتي تحددون مكاني دراستي الثانوية ..ومرت ايام وايام وانا ازيدك فرحا ...وتفخر بأني شبهك وظلك .حتى انك اردت ان تبتعثني للجامعات الاجنبية في الخارج بعد ثانويتي واخذت تكلم اصداقائك الدكاترة وانا لاازال في الاول ثانوي وفي نهاية السنة الثالثة اخذت تتصل بالجامعات حتى جمعت كل العناوين ..وفي السنة الثالثة اختفيت قبل اختباراتي النهائية بأسبوع ...لقد وعدتني ان ترى شهادتي ...اخر لقائي بك حينما جئت ايقظك لصلاة العصر كما طلبت مني ..ناديتك وناديتك ورأيت وجهك الازرق لايتحرك ..اتذكر انني اخذت انظر اليك ساعتين دون ان اتكلم حتى جات والدتي ...وامتلىء البيت ورأيتهم يضعوك على اكتافهم ..ثم يضعون عليك التراب بكل بساطة ...أخر شيء توقعته هو ذهابك ..لم ينزف قلبي دموع من قبل بهذة القوة لم اسمع صراخات والدتي من قبلي ..الا في يوم رحيلك ...اما انا ذهبت الى غرفتك ونمت على سريرك ..تحول بيتناالى بيت اشباح شبح يبكي فوق وسادتك بصمت وشبح يبكي بصراخ في غرفة مليئة بالنساء ....حتى في موتك كنت ابحث عنك بين الناس وحتى حينما استيقظ من نومي ابحث عنك ثم اتذكر انك رحلت ....ومضت الان ستة سنوات ...تغيرت الامور ..لم أعد كما كنت تراني ..لقد تحولت الى شخص اخر ..شخص لاينتمي الى اي شيء ...شخص يكره كل شيء ..اني اعتذر لقد تغيرت غصبا عني ..شخص لايعيش الا مع نفسه وتخيلاته وعمله بعيدا عن الواقع بعيدا عن الخيال ..شخص يصاحب الفشل والاحزان شخص يعيش بذكرياته انا اسف لم اعد ذلك الشخص الناجح ..انا اسف لقد خذلتك ..كثيرا من الظلام يعيش بداخلي كثير من الهدوء يغطيني ...كثيرا من اليأس يعيش فيني ...و المشكلة اني لاازال على قيد الحياة ..ورغم ان الموت كان قريبا مني في صغري الا انه لايريد زيارتي الان ...ست سنوات مرت لم افعل فيها شيئا بنجاح ..كل مالمسه يتحول الى فشل ست سنوات اختفو جميع من اعزهم انت ثم اصحابي ثم نجاحي ست سنوات يمر علينا العيد بدونك ...وبدون زيارة اقاربي ...فكرت كثيرا ان اترك كل ذكرياتي واسافر بعيدا الى اي مكان ولا اعود لكن والدتي منعتني ولم توافق على المجيء معي ....ربما حياتي لن تكون بذا اهمية ..لكن اردت ان اخبرك ..كما انا فخور بك ..وبوجودك الذي علمني كل شيء ..وانني فخور بكل ماعلمتني ..وبكل حنانك الذي غمرني ..وانك كنت نعم الاب الرحيم الحنون على ابنائه وانك لم تقصر في شيء ..معي ..ولن انساك ماحييت ...يااعز من رأت عيني ياوالدي ...