PDA

View Full Version : "جميلة" شمعة أطفأتها أمريكا


رزين
13-11-2001, 11:22 PM
(منقــــــــــــــــــــــولة)


اسمها "جميلة"، 35 سنة، امرأة أفغانية تقليدية تركت بلدها للمرة

الأولى في حياتها؛ مثلها في ذلك مثل ملايين النساء الأفغانيات

الأخريات، ولكن للأسف لم تسافر في رحلة سياحية أو زيارة أقاربها،

وإنما سافرت للعلاج في المستشفى العام بكويتا في باكستان ضمن مجموعة

من الجرحى، بواسطة سيارة تابعة لجمعية الرشيد، وهي وكالة الإغاثة

الوحيدة العاملة داخل أفغانستان.

>>لكلمات لا تستطيع أن تصف ما فعلته بـ"جميلة" الحرب "ضد الإرهاب"،

والحقيقة أنها أصبحت ضحية أخرى لنوع آخر من الإرهاب لا يعاقب عليه

المجتمع الدولي. فقدت جميلة 9 من عائلتها من بينهم زوجها، وأطفالها

الأربعة، في ليلة 23 أكتوبر2001 بعد أن دكّ صاروخ "توم هوك كروز"

منزلها الصغير المبني من الطوب اللبن، الذي يقع في قرية "كالى تازي"

الصغيرة التي تبعد 70 كم شمالا من قندهار، وقد لقي 18 شخصا من قرية

"جميلة" مصرعهم في القصف.

كانت جميلة ممددة على فراش خشبي، وملفوفة بالضمادات حول كسور وجروح

كثيرة في جسدها، ولم تتوقف عن البكاء، وهي تحكي تفاصيل حكايتها

المأساوية:

"أنا ميتة بالفعل، ولا أريد أن أعيش بعد الآن" بتلك الكلمات اليائسة

بدأت جميلة حديثها مع مراسل "إسلام أون لاين. نت".

وتابعت جميلة قولها: "كنا نتناول عشاءنا في المساء، وكانت الساعة 8 أو

8:30 بتوقيت أفغانستان، وفجأة دوّى انفجار عالٍ جدا في أرجاء القرية

كلها، وتبعته مجموعة انفجارات أخرى

وتضيف "أولادي ووالدة زوجي بدؤوا يصرخون في رعب، وصاح زوجي: الأمريكان

هجموا، وأمرني أن أُطفئ الشموع، ففعلت على الفور".

سألتها عن سبب استخدام الشموع، فأجابت: "لم يكن لدينا كهرباء في

قريتنا أو في القرى المحيطة؛ بسبب تدمير القصف الأمريكي لمحطات

الكهرباء، كما أمرت طالبان سكان المنطقة عدم إضاءة الأنوار بعد صلاة

المغرب".

واستمرت في الكلام بصوت مخنوق: "بعد ذلك لا أستطيع أن أفسر ما حدث

بالضبط، أنا فقط أتذكر حدوث انفجار، وبعدها ذهبت عن الوعي". أكملت

والدموع تذرف من عينيها: "عندما عدت إلى الوعي رأيت أقاربي وآخرين من

سكان القرية يحفرون في حطام البيوت بحثا عن جثث ذويهم. سألت عن زوجي

وأولادي فلم أجد إجابة، غير أن أحد أقاربي الذي انتشلني من بين أنقاض

بيتي قال لي: إن القصف توقف الآن. وأمرني ألا أتحرك لأني جريحة،

ولحظتها فقط شعرت بجراحي، وأدركت أنى مغطاة بالدماء!!"

استطردت والحزن العميق على ملامحها: "كررت السؤال عن أولادي وبقية

عائلتي، وتحت وطأة إصراري أخبرني قريبي أن أبنائي: وحيد الله، وشاكر،

وسايمة، وابنتي الصغيرة قد استشهدوا جميعا، كما لقيت والدة زوجي

وابنها وأربعة من أقربائنا حتفهم أيضا".

زوجي "غازي الله" وابنتي "شاكيرة" أصيبا بجراح خطيرة، وتم إحضارهم إلى

المستشفى العام في قندهار؛ حيث سلم زوجي روحه لربه الكريم".

في النهاية قالت جميلة الأفغانية : " أنا لا أريد أن أقول المزيد،

أنا فقط أريد أن أسال الأمريكان : ماذا حققوا بقتل أطفالي الأبرياء

وبقية عائلتي؟! هل كان أطفالي إرهابيين؟! هل قتل أطفالي أي

أمريكي؟"