PDA

View Full Version : مهرجان الأغاني


فتى دبي
13-11-2001, 11:39 PM
إعلان هنا وآخر هناك عن مهرجان الدوحة الثالث للأغاني المزمع إقامته بعد شهر الصوم الفضيل، أيام عيد الفطر المبارك، بعد أن يخرج الناس من الصيام وبعد القيام والقرآن.

أحسب أن الأمر سيكون قاسياً علي النفس بعض الشيء إن تم إقامة المهرجان بالفعل بعد العيد، لسببين لا ثالث لهما. أولا بسبب ما يتعرض له شعب فقير أعزل من قتل وتهجير وتشتيت، هناك في افغانستان، حيث العجائز والأطفال الذين لا يجدون ما يقيهم شر البرد القارس الذي بدأ يسيطر علي الأجواء مثلما تسيطر الطائرات الأميركية علي أجوائهم أيضاً، تصب نيرانها وحممها علي رؤوس المسلمين، الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، الذين يستعدون لشهر رمضان الكريم، ليصوموا نهاره ويقوموا ليله..

كيف لنا إذاً والحالة تلك مع الأفغان، أن نحتفل نحن هنا ونغني حتي الفجر، مع ما يصحب ذلك من رقص وتمايل مع أنغام الموسيقي؟! كيف نقيمه، وسبب آخر يدعونا إلي التأجيل والامتناع عنه، هو ما يتعرض له المسلمون في فلسطين علي أيدي الصهاينة من قتل وترويع وهدم للبيوت؟.

لا أكاد أجد سبباً واحداً مقنعاً يدعو إلي اقامة المهرجان، فلا نحن حققنا انتصارات ولا نحن انتهينا من المشاكل والأزمات، بل أجد أن اقامته في مثل هذا الوقت، الذي يتعرض فيه المسلمون والإسلام إلي تهديدات وتحديات كبيرة قد تكون غير مرئية الآن، أجد أنه سيكون من باب عدم الشعور بالمسؤولية وعدم احترام مشاعر الآخرين.

لا نقول بمنع الترفيه واللهو البريء، ولا نريد كذلك الدخول في جدال عقيم حول هذا المهرجان، وإن كان من اللهو البريء أم خلافه. لا نريد كل ذلك، بل ليس هذا هو المهم الآن بقدر المسألة المهمة الأخري المتمثلة في ضرورة احترام مشاعر الآخرين المضطهدين والمعذبين في الأرض. فليست من المروءة أن نغني ونمرح هنا، وآخرين منا يموتون من البرد و القنابل الأميركية في أفغانستان أو الرصاصات الصهيونية في فلسطين..

ماذا تريدنا أن نفعل؟ هل تريدنا أن نبكي ونلطم علي الخدود ونشق الجيوب طوال الأيام والشهور والسنين حتي تنتهي تلك المآسي، أم ماذا تريد؟ قد يتساءل أحدكم هكذا وهو يقرأ هذا الكلام.. بالطبع لا أنادي بالعويل والصراخ والنحيب، لكن أقل ما يمكن أن نقوم به، ألا نقيم الأفراح والمهرجانات الموسيقية في مثل هذا الوقت الذي يبكي فيه من الألم والجوع والرعب، إخواننا وأخواتنا وأطفالنا هنا وهناك. وأحسب أن هذا هو أضعف الإيمان. فهل نقوم به؟.