PDA

View Full Version : خـــواطـــر(1) رمــضـــانيــــة .. "مجلة سوالف ، عام"


أبو غازي
04-12-2001, 05:03 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدلي ايام الجميع بكل خير

سوف اقوم بنقل عشرة خواطر لفضيلة الشيخ ابن جبرين
وسوف يكون في كل موضوع خاطرتين :)



الـــخـــاطرة الاولـــــــى
فرضية الصـــيـــــام

يقول تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم..الآية))(البقرة:183). فأخبر أن الصيام عبادة قديمة كتبت على الأمم قبلنا، و في ذلك بيان أنه شرع قديم.

و قد ذكر أن موسى عليه السلام لما واعده ربه بلقائه، صام ثلاثين يوماً، ثم زاده الله عشراً في قوله تعالى: ((و واعدنا موسى ثلاثين ليلة و أتممناها بعشر))(الأعراف:142).

و كذلك فإن لأهل الكتاب صياماً، و لكنهم يزيدون فيه و ينقصون.

و من شهد شهر رمضان و هو عاقل مكلف فإنه مأمور بصيامه، يقول تعالى: ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بيِّنات من الهدى و الفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصُمْه و من كان مريضاً أو على سفر فعدةٌ من أيام أخّر يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر…))(البقرة:185).

فعذر الله أهل المرض، و أهل السفر أن يفطروا لأجل اليسر، و رفع الحرج، و هذا من خصائص شريعتنا و فضائل ديننا.

و لا شك أن الله تعالى حكيم في أمره و في تشريعه، فما شرع الصوم و غيره من العبادات إلا لحكم عظيمة تعجز العقول عن إدراكها.

فالصوم فيه تأديب للنفوس و حرمان لها عن تلبية شهواتها. و لهذا فإن الصائم ينفطم و يترك الطعام و الشراب و شهوة النكاح طوال النهار، مدة قد تصل إلى خمس عشرة ساعة أو أكثر أو أقل.

و لا شك أنه في هذه الحالة غالباً ما يحسّ بفقد هذه الشهوات، و قد يتألم، و لكن لما كان تألمه عبادة لله و طاعة فإنه يهون على النفوس الطيبة، و يكون سهلاً على النفوس التقية النقية، ذلك أنه جوع و ظمأ في مرضاة الله، جوع سببه الامتثال لأمر الله تعالى.

و لأجل ذلك ورد في الحديث المشهور أن الله تعالى خصَّ الصوم لنفسه، ففي الحديث القدسي يقول الله تعالى: "كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي و أنا أجزي به"(أخرجه البخاري برقم 1904 في الصوم، باب: "هل يقول: إني صائم إذا شُتم؟"). و في رواية: "كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله عز و جل: إلا الصيام… الحديث"(أخرجه مسلم برقم 1151-164 في الصيام، باب: "فضل الصيام").

يقول العلماء: إن كل عمل ابن آدم له أي يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، إلا الصوم فإنه لا ينحصر في هذه المضاعفة، بل يضاعفه الله أضعافاً كثيرة، فلا يدخل تحت الحصر، و ذلك لكونه طاعة خفية بين العبد و بين ربه، و لأن فيه صبراً عن شهوات النفس، و مجاهدة لها و إرغاماً لها على طاعة الله. و لهذا سمي هذا الشهر: "شهر الصبر"(كما في حديث سلمان الطويل الذي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه برقم (1887). و انظر الدر المنثور (1/184). و إسناده ضعيف لضعف علي بن زيد، قال أحمد بن حنبل: ليس بالقوي، و قال ابن معين: ضعيف)، و الصبر ثوابه الجنة، قال الله تعالى: ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))(سورة الزمر:10). فيضاعف أجرهم إلى غير عدد، إلى أضعاف لا يعلمها إلا الله.

و الصبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

1- صبر على طاعة الله.

2- صبر عن معاصي الله.

3- صبر على أقدار الله.

و كلها تجتمع في الصوم.

أما الصبر على طاعة الله: فالصائم يصبر عن تناول الشهوات، و هذا صبر على أوامر الله، صبر على طاعة الله.

أما الصبر عن معاصي الله: فإن المسلم إذا علم أنه إذا اقترف المعصية، فإن هذا سيجلب عليه سخط الله فإنه يتجنبها.

أما الصبر على أقدار الله: فإن المسلم يصبر على ما يصيبه، و ما يؤلمه من جوع و عطش، و كل ذلك دليل على أنه من الصابرين: و ((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب))[الزمر:10].

و لا شك أن هذا إنما يكون في الصوم الحقيقي، في الصوم المفيد، في الصوم الشرعي المبني على كتاب الله تعالى و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم، لأن الصوم إنما يكون صوماً إذا ظهرت آثاره على الصائمين، و ذلك لأن صاحب هذا الصوم هو الذي يتأثر و ينتفع بصيامه.

و كذلك فإن صاحب هذا الصوم الشرعي الحقيقي هو الذي ينتفع بشفاعة الصيام له يوم القيامة، فعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "الصيام و القرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام: أيّ ربِّ منعتُه الطعام و الشهوة، فشفعني فيه، و يقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعَان"(أخرجه أحمد في المسند (2/174) و رواه الحاكم في المستدرك (1/554). و الهيثمي في مجمع الزوائد: (3/181). قال أحمد شاكر (6627) إسناده صحيح).

أبو غازي
04-12-2001, 05:07 AM
الصوم يدفع الى فعل الطاعات

يظل الصائم متلبساً بعبادة من أفضل العبادات، متلبساً بعمل من حين يطلع الفجر إلى أن تغرب الشمس، و لا بد أن تبدو عليه حينئذ آثار هذه العبادة، لهذا قال النبي صلى الله عليه و سلم "ثلاثة لا ترد دعوتهم.. و ذكر منهم: الصائم حين يفطر"(أخرجه الترمذي برقم 2526 و قال: هذا حديث إسناده ليس بالقوي. و ابن ماجة برقم 1752 من حديث أبي هريرة رضي الله عنه).

فالصائم من حين يبدأ صومه إلى أن يفطر و هو مستجاب الدعوة إذا كان صحيح الصوم.

و عبادة الصوم تجر إلى سائر العبادات، لأنك إذا عرفت أنك في عبادة حملك ذلك على أن تأتي بعبادة ثانية، و ثالثة، و رابعة، و هلم جراً، فتستكثر من العبادات، و تقول: لماذا لا أرغب في العبادات؟ كيف أقتصر على عبادة واحدة، و العبادات كلها مرغوبة و محببة؟ ‍

* فتجد الصائم -صحيح الصيام- يحافظ على الصلوات في الجماعة، لأنه يعرف أن الذي كلفه بالصوم كلّفه بالصلوات، و أمره بها، فأكد على هذه كما أكد على تلك، فتجده محافظاً عليها، و تجده في حال صلاته خاشعاً فيها غاية الخشوع، قائماً بجميع أركانها و شرائطها و مكملاتها و متمماتها و سُننها، لأنه يحاسب نفسه و يقول: كيف أكمل عبادة و أنقص عبادة؟‍ هذا لا يليق بي. لا بد أن أحسن في كل عبادة أقوم بها، فتجده محافظاً على صلاته غاية المحافظة.

* و هكذا يدفعه الصوم إلى نوافل العبادات، لأنه عرف أن ربه يحب منه أن يدخل في العبادات كلها، فرضها و نفلها، فإذا حافظ على الفرائض حمله ذلك على الإتيان بالنوافل؛ فتجده يتسابق إلى المساجد، و تجده يصلي الرواتب قبل الصلوات و بعدها، و تجده يذكر الله، فيأتي بالأوراد التي قبل الصلاة و بعدها، و يسبح، و يستغفر، و يهلل، و تجده يتلو كتاب ربه و يتدبره؛ لا سيما في هذا الشهر -شهر رمضان- فإنه يعرف أنه موسم من مواسم قراءة القرآن و تدبره، و تجده مع تدبره يحرص على تطبيقه و العمل به، لأنه يعرف أن هذا القرآن ما أنزل إلا ليطبق و يكون منهاجاً للحياة و دستوراً للبشرية كلها. و هكذا فإن الصيام يحمل صاحبه على أن يستكثر من العبادات، للفوز بجزيل الثواب و النجاة من أليم العقاب.

* و هكذا أيضاً يحرص الصائم على عبادات مؤقتة في مثل هذا الشهر؛ فمثلاً من سنن هذا الشهر صلاة الليل التي هي التهجد و التراويح، و هي مأمور بها و يستحب للمسلمين فعلها في المساجد جماعة. و كما جعل الله سبحانه و تعالى النهار محلاً للصيام، فإنه جعل الليل محلاً للقيام و الاستكثار من الصلوات.

* كما يدفعه صيامه أيضاً إلى النفع العام للمسلمين في هذا الشهر و في غيره، فينفع نفسه و ينفع سائر المسلمين؛ سواء كان في الأمور الدنيوية أو في الأمور الدينية:

فمن المنافع الدنيوية: الصدقات التي أمر الله تعالى بها، و أمر بها رسوله صلى الله عليه و سلم. قال بعض السلف: "إذا دخل رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة، فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله". فالإنسان مأمور بأن يكثر الصدقات في هذا الشهر و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن، فرسول الله صلى الله عليه و سلم أجود بالخير من الريح المرسلة (أخرجه البخاري برقم 6 في بدء الوحي، باب:5).

ذلك أنه شهر يتفرغ فيه العباد لطاعة الله و يبتعدون عن طرق الغواية و المعصية، و يستحب فيه مواساة الفقراء، و قد ثبت في الحديث أن من فطر صائماً كان له مثل أجره(أخرجه الترمذي برقم 807 في الصوم. باب "ما جاء فيمن فطر صائماً").

و من المنافع الدينية: فإنك كما ينبغي عليك أن تنفع نفسك، فإن عليك أن تنفع المسلمين، فإذا استقمت على طاعة الله، فإنك تحرص على أن تقيم غيرك على هذه الطاعة، و ذلك بأن تأمر إخوانك و أقاربك و جيرانك بأن يعملوا كما تعمل، و ترشدهم إلى ما أنت عليه، و تحثهم على العبادات التي أتيت بها، فتحثهم على قراءة القرآن، و على المحافظة على الصلوات، و تذكّرهم بذلك،


و تقول لهم إن الذي يحب منكم الصيام يحب منكم الصلوات، و الذي أمركم بهذا الصوم أمركم بذكره، و فرض عليكم هذه الصلوات، و هذه الزكوات، و ربّ رمضان هو ربّ شوال و محرم و سائر الشهور، فلعلهم ينتفعون بذلك و يكون في ذلك فائدة عظيمة لك و لهم، و تسلم من الإثم إذا لم ترشدهم و إذا استقاموا على يديك كان لك من الأجر

مثل أجورهم و ذلك خير لك من الدنيا و ما فيها(لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، و من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً" أخرجه مسلم برقم 2674).

كذلك أيضاً فمن النفع المتعدي التعليم و التفقيه، و ذلك أنك متى علمت حكماً أو مسألة، و عرفت أن فلاناً أو فلاناً يجهلها، فإن من واجبك أن تعلمه و ترشده سواء أكانت حُ:مية أو وعظية أو إرشادية، أو غير ذلك.


المعذره على طول الموضوع :)

عاشقة
04-12-2001, 03:42 PM
جزاك الله كل الخير..

وفي انتظار المزيــــــــــــــــــــد..

:)

بنت العين
04-12-2001, 03:55 PM
أبو غازي

بارك الله فيك...و جعله فموازيين حسناتك..:)

و فانتظــــــــ الباجي ــــــاي...:):)

يعطيك العافيه

البراء
04-12-2001, 04:41 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً وغفر لك ذنبك ووسع لك في رزقك وأدخل الله من باب الريان .
كما عودتنا أخي موضوع رائع ومفيد اتمنى تثبيته من قبل المشرفين لتعم الفائدة للجميع .

محبكم في الله البراء

البحاري
04-12-2001, 05:01 PM
جزاك الله خيرا على هذا النقل المميز ..

خواطر مضيئة ومشرقة ..

جهدك في هذا الشهر واضح .. اسأل الله أن يجزيك كل الخير ..

تحياتي لك ..

أبو نايف
04-12-2001, 07:02 PM
خواطر استفدت منها

والله يجزاك كل خير:)

اسراء
04-12-2001, 07:16 PM
حياك الله بوغازي ..

جزاك الله خيرا لما نقلته لنا ..

تقبل الله منك ومننا صالح الاعمال والله يكتبنا من عتقائه من النار .

تحياتي لك :):)

أبو غازي
04-12-2001, 10:21 PM
اهلا بكِ اختي الكريمة:)

الله يجزي الجميع كل خير .. وشكرا على المشاركة .

وان شاء الله المزيد قادم .:)

--- --- --- --

بــــنــــــت الــعـــيـــن:):)

هلا بك اختي الكريمة :)

الله يسلمك ويعافيك .. وربي يوفق الجميع الى مافيه الخير .:)

وشكرا على التعقيب والمواصله :)

أخـوكـم
بـو غـازي .

Shamma
04-12-2001, 10:44 PM
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاك الله خيرا أخي الكريم أبو غازي
على ما قمت لنا وجعله الله تعالى في موازين حسناتك

ونسأل الله تعالى أن يتقبل صيامنا وقيامنا ولا يحرمنا فضل هذا الشهر العظيم

بارك الله فيك

أبو غازي
05-12-2001, 04:30 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


حياك الله اخي الحبيب:)


الله يتقبل دعائك .. ويجزاك كل خير على كلماتك الصادقه والمعبره :)

والمشرفين هم أهل التقييم .. وجزى الله الجميع كل خير :)


أخـوك
بـو غـازي .

أبو غازي
05-12-2001, 07:39 AM
الله يحيي دينامو سوالف ... :):)

الله يبارك بعمرك اخوي .. ويطرح فيك البركه وين ما كنت ..

وتشجيعكم لي هو الحافز لأعطاء المزيد من المواضيع ..:)

وشكرا على التواصــــــــــــــل ..



لا .. تـــــقــــطـــعـــــــــنــــــــــــا ... !!

بـو غـازي

aziz2000
05-12-2001, 10:14 AM
ماشاء الله تبارك الله
جزاك الله خير بوغازي :)
كنا ننتظر من زمان ماوعدتنا به في رمضان :)
لكن عوضت انتظارنا خير :)
بس لازم توفي بوعدك بعد وتعطينا مواضيع كثيرة نحتاجها في رمضان :)

تحياتي بوغازي :)

أبو غازي
05-12-2001, 08:45 PM
الله يحييك اخوي

هلا والله بـ ( مـلـك الـحـروف )

ألف شكر اخوي على المشاركة:)

والرد والتعقيب منك .. يسرني جدا :)

والحمد لله يا ابو نايف ان الموضوع نال استحسانك .. ويجزيك انت كل الخير يارب .

شكري وتقديري لـ مـلـك الـحـروف

أسير الليل
05-12-2001, 10:47 PM
الغالى بوغازي..مساء الخيرات

جزاك الله خير على هذا هالموضوع المفيد..

نسأل الله أن يتقبل صيام الجميع..

تحياتي

أبو غازي
06-12-2001, 04:17 AM
هلا بكِ اختي الكريمة:)

الله يسلمك ويعافيك .. وتسلمين على المــــ http://www.swalif.net/sforum1/images/icons/icon14.gif ـــشـــاركة:)

وربي يسمع منك ان شاء الله ..

شاكر ومقدر تواجدك الطيب :)

بـو غـازي .

أبو غازي
06-12-2001, 04:59 AM
الله يحييك اختي الكريمة :)

وجزاك الله خيرا على الرد والتعقيب الطيب .

جعل الله ذلك في ميزان حسناتك ..

وكثر من أمثالك ... واتمنى لك التوفيق في سوالف مستقبلاً

بـو غـازي .

أبو غازي
06-12-2001, 09:21 AM
هلا بك والله:)
زاد نور الموضوع بردكم الكريم :)
واعطاء المزيد من المواضيع مرهون بالتشجيع لكاتب الموضوع :)
وهذا هو الموضوع الثالث لي في شهر رمضان قبل القصيده :)
اذهب الى قاع سوالف وسوف تجدها:)

تحياتي لـ شـيـخ الكُتـاب

أبو غازي
07-12-2001, 12:16 AM
حياك الله والله:)

وأسفرت وأنورت ...

اللهم آمين .. وربك يكثر من المواضيع التي تفيد الجميع :)

تحياتي لـ أسير جدة :)