Huda76
04-12-2001, 09:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هو الموت ما منه ملاذٌ ومهرب **** متى حُط ذا عن نعشه ذاك يركب
نشاهد ذا عيــن اليقيـن حقيقــة **** عليه مضى طفلٌ وكهلٌ وأشـيب
إليكم بعض ما قرأت من أقوال المحتضرين من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام ..
عن أبي ظبية قال: مرض عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، فعاده عثمان وقال: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي، قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة ربي، قال: ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني، قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لاحاجة لي فيه.
وعن ثابت البناني قال: لما مرض سلمان الفارسي رضي الله عنه، خرج سعد من الكوفة يعوده، فقدم فوافقه وهو في الموت يبكي، فسلم وجلس وقال: ما يبكيك يا أخي؟ ألا تذكر صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا تذكر المشاهد الصالحة؟ قال: والله ما يبكيني واحدة من اثنتين، ما أبكي حباً في الدنيا، ولا كراهية للقاء الله قال سعد: فما يبكيك بعد ثمانين؟ قال: يبكيني أن خليلي عهد إلي عهداً فقال: ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب، وإنّا قد خشينا أنا قد تعدينا.
ولما حضرت معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه الوفاة قال: أقعدوني، فأقعد، فجعل يسبح الله تعالى ويذكره، ثم بكى وقال: تذكر ربك يا معاوية بعد الهرم والانحطاط، ألا كان هذا وغصن الشباب نضر ريان، وبكى حتى علا بكاؤه، وقال: يا رب ارحم الشيخ العاصي، ذا القلب القاسي، اللهم أقل العثرة، واغفر الزلة، وجد بحلمك على من لم يرجُ غيرك، ولم يثق بأحد سواك..
وهذا بلال رضي الله عنه، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما حضرته الوفاة صار يقول وهو يحتضر: غداً نلقى الأحبة، محمداً وحزبه. هذا هو الذي غلب عليه وهو يحتضر، وهذا الذي كان يسيطر على مشاعره بعد أن فارق حبيبه صلى الله عليه وسلم فاشتاق الى لقائه، لقد اشتاق المؤذن الى الإمام، غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه. فصرخت امرأته وكانت بالقرب منه: واويلاه، تقول ذلك لمصيبتها في فراق زوجها، وهو يقول: وافرحاه، وافرحاه. إنه فرح حقيقي بقدوم الموت، إنه اشتياق حقيقي للقاء الأحبة ولقاء الحبيب صلى الله عليه وسلم، ونفسه تغرغر وهو يقول: غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه.
وهذا عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: اللهم أمرتنا فتركنا، ونهيتنا فركبنا، ولا يسعنا إلا مغفرتك. فكانت هذه كلماته رضي الله عنه وهو يشهد الاحتضار حتى خرجت روحه وفارق الدنيا رضي الله عنه وأرضاه.
أبوهريرة رضي الله عنه بكى في مرضه فقيل له ما يبكيك قال: ما أبكي على دنياكم هذه، ولكن على بُعد سفري، وقلة زادي، وإني أمسيت في صعود، ومهبطه على جنة أو نار، فلا أدري أيهما يُؤخذ بي.
ولما احتضر عبدالرحمن بن الأسود بكى، فقيل له فقال: أسفاً على الصلاة والصيام ولم يزل يتلو حتى فاضت روحه.
وروى المزني قال: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت له: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت من الدنيا راحلا، وللإخوان مفارقا، ولسوء عملي ملاقيا ولكأس المنية شاربا، وعلى الله واردا، ولا أدري أروحي تصير الى الجنة فأهنيها، أم الى النار فأعزيها، ثم أنشأ يقول:
ولمـــا قسـى قلبي وضـاقت مذاهبي *** جعلت الرجا مني بعفوك سلما
تعاظـــمنــي ذنبــــي فلمـــا قـرنتـــه *** بعفوك ربي كان عفوك أعظما
وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل *** تجـود وتعفو منـةً وتكرمـا
أحبتي في الله .. والآن دعونا نقارن حالنا مع أحوالهم .. ونرى الفرق بين ذنوبنا وذنوبهم ..
http://www.fqaqee3.com/images/084.jpg
تحياتي
هو الموت ما منه ملاذٌ ومهرب **** متى حُط ذا عن نعشه ذاك يركب
نشاهد ذا عيــن اليقيـن حقيقــة **** عليه مضى طفلٌ وكهلٌ وأشـيب
إليكم بعض ما قرأت من أقوال المحتضرين من صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام ..
عن أبي ظبية قال: مرض عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، فعاده عثمان وقال: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي، قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة ربي، قال: ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني، قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لاحاجة لي فيه.
وعن ثابت البناني قال: لما مرض سلمان الفارسي رضي الله عنه، خرج سعد من الكوفة يعوده، فقدم فوافقه وهو في الموت يبكي، فسلم وجلس وقال: ما يبكيك يا أخي؟ ألا تذكر صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا تذكر المشاهد الصالحة؟ قال: والله ما يبكيني واحدة من اثنتين، ما أبكي حباً في الدنيا، ولا كراهية للقاء الله قال سعد: فما يبكيك بعد ثمانين؟ قال: يبكيني أن خليلي عهد إلي عهداً فقال: ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب، وإنّا قد خشينا أنا قد تعدينا.
ولما حضرت معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه الوفاة قال: أقعدوني، فأقعد، فجعل يسبح الله تعالى ويذكره، ثم بكى وقال: تذكر ربك يا معاوية بعد الهرم والانحطاط، ألا كان هذا وغصن الشباب نضر ريان، وبكى حتى علا بكاؤه، وقال: يا رب ارحم الشيخ العاصي، ذا القلب القاسي، اللهم أقل العثرة، واغفر الزلة، وجد بحلمك على من لم يرجُ غيرك، ولم يثق بأحد سواك..
وهذا بلال رضي الله عنه، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندما حضرته الوفاة صار يقول وهو يحتضر: غداً نلقى الأحبة، محمداً وحزبه. هذا هو الذي غلب عليه وهو يحتضر، وهذا الذي كان يسيطر على مشاعره بعد أن فارق حبيبه صلى الله عليه وسلم فاشتاق الى لقائه، لقد اشتاق المؤذن الى الإمام، غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه. فصرخت امرأته وكانت بالقرب منه: واويلاه، تقول ذلك لمصيبتها في فراق زوجها، وهو يقول: وافرحاه، وافرحاه. إنه فرح حقيقي بقدوم الموت، إنه اشتياق حقيقي للقاء الأحبة ولقاء الحبيب صلى الله عليه وسلم، ونفسه تغرغر وهو يقول: غداً نلقى الأحبة محمداً وصحبه.
وهذا عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: اللهم أمرتنا فتركنا، ونهيتنا فركبنا، ولا يسعنا إلا مغفرتك. فكانت هذه كلماته رضي الله عنه وهو يشهد الاحتضار حتى خرجت روحه وفارق الدنيا رضي الله عنه وأرضاه.
أبوهريرة رضي الله عنه بكى في مرضه فقيل له ما يبكيك قال: ما أبكي على دنياكم هذه، ولكن على بُعد سفري، وقلة زادي، وإني أمسيت في صعود، ومهبطه على جنة أو نار، فلا أدري أيهما يُؤخذ بي.
ولما احتضر عبدالرحمن بن الأسود بكى، فقيل له فقال: أسفاً على الصلاة والصيام ولم يزل يتلو حتى فاضت روحه.
وروى المزني قال: دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه، فقلت له: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت من الدنيا راحلا، وللإخوان مفارقا، ولسوء عملي ملاقيا ولكأس المنية شاربا، وعلى الله واردا، ولا أدري أروحي تصير الى الجنة فأهنيها، أم الى النار فأعزيها، ثم أنشأ يقول:
ولمـــا قسـى قلبي وضـاقت مذاهبي *** جعلت الرجا مني بعفوك سلما
تعاظـــمنــي ذنبــــي فلمـــا قـرنتـــه *** بعفوك ربي كان عفوك أعظما
وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل *** تجـود وتعفو منـةً وتكرمـا
أحبتي في الله .. والآن دعونا نقارن حالنا مع أحوالهم .. ونرى الفرق بين ذنوبنا وذنوبهم ..
http://www.fqaqee3.com/images/084.jpg
تحياتي