PDA

View Full Version : يوميات طفل - الأخيرة (4)


سردال
23-12-2001, 03:53 PM
نعود للمدرسة مرة أخرى، هذه المرة المدرسة في أيامها الأخيرة، والفوضى تعم المدرسة، المدرسين لا يحضرون، والطلبة لايتأدبون ويجلسون على مقاعدهم، واليوم مفتوح على مصراعيه لكل الاحتمالات، فإما أن نهرب، أو يطلبون منا الخروج، أو نتفق فيما بيننا نحن الطلبة على الغياب، أو نتفق على الهرب الجماعي!! وسأحدثكم عن عملية هروب جماعية قدتها بنفسي :)!!!

قبل ذلك دعوني أذكر لكم موقف حصل بيننا في الفصل، إذ كان المدرس غائب والفوضى تعم الفضل، ولا حسيب ولا رقيب، قام أحد الطلبة ليكتب أسمائنا ويضع علامة × بجانبها! وتعني هذه العلامة أنك مشاغب، وأنه "أي الطالب" شاهدني وأنا أشاغب، وكان صديقي واسمه "خلفان" شخص هادئ، لكنه تكلم قليلاً فأراد الطالب أن يكتب اسمه ويضع × بجانب اسمه لأنه مشاغب! لكنه لم يدري كيف يكتب خلفان! أهي خافان، أم خلفن، أم خلافن أم خفلان، وهكذا ظل يحاول ويحاول وصديقي يضحك عليه، حتى سأم من الاسم ومن محاولاته الفاشلة ولم يكتب اسمه ولم يضع علامة × وهكذا هم الأطفال دائماً، أفعالهم صغيرة على قدر أجسامهم.

لم نلقي بالاً بالطالب المراقب! فقمنا نركض ونلعب، توجهت نحو السبورة، وهناك كان أحد الطلبة يلعب بالطباشير، وقد كنت واقف خلفه على مسافة غير بعيدة، وجاء طالب آخر وضربه من الخلف وهرب، فلما التفت إلى الخلف لم يرى غيري!! فاتهمني بأني أنا الضارب، وذهب إلى الأخصائي الاجتماعي الذي كنا نكرهه بشدة (وهذا من أعجب العجب، الأخصائي يجب أن يكون ذو شخصية محبوبة لدى الطلبة لا العكس) وهناك اشتكى عليّ، واستدعاني الاخصائي، فسألني أن كنت أنا الفاعل أم لا، فقلت: لا، بل هو فلان، واستدعوا ذلك الطالب الذي أنكر بشدة وحلف بأغلظ الأيمان أنه لم يفعل شيء، وهكذا ذهب الطالبان "التلميذان يعني!" وبقيت أنا مع الأخصائي البغيض، قال لي: مد يدك! أي تجهز للضرب، ففعلت، وورفعت يدي إلى مستوى طاولته، وهكذا هوى على يدي بعصاه الغليظة، ولكنني أنزلتها قليلاً! فضربت الطاولة وتكسر الزجاج الذي وضع على الطاولة! قال لي: مد يدك، وفعلت وتكرر نفس المشهد مما جعله غاضباً علي أكثر من السابق، وبدأ في الضرب بقوة وشدة وأنا صامت حتى انتهى وأمرني بالذهاب. أبعد هذا يريدون منا أن نحب المدرسة؟! كم أكرهها!

أتفق الطلاب فيما بينهم على الخروج أو بالأحرى الهروب من المدرسة، حملوا شنطهم وكتبهم، وخرجوا بشكل جماعي يريدون الهرب، لكنهم لم يفلحوا أبداً، فمدرس هنا، وأخصائي هناك، والطريق يكشفهم من هنا، ومكتب المدير مطل على الطريق الآخر وهكذا، وباءت كل محولاتهم بالفشل، قلت لهم: دعوني أنا أخرج بكم، قالوا: كيف؟ قلت: أتبعوني، أمرتهم أن يحملوا الكتب لنذهب إلى مكتبة المدرسة، وإن سألنا أحد من المدرسين سنقول بأننا ذاهبون لمكتبة المدرسة لاستغلال الوقت الضائع بالقراءة (ماكر؟ أليس كذلك؟! :)) وسرنا نحو المكتبة لكننا لم ندخلها، بل استدرنا إلى خلف المكتبة حيث السور، أمرتهم أن يرموا بكتبهم خلف السور! ففعلوا، ثم سرنا نحو البوابة، قلت لهم أخرجوا فرداً فردا، ولا تلتفتوا أو تترددوا في الخروج، بل أخرجوا كأنكم تبحثون عن شيء، واتجهوا نحو الكتب واهربوا بسلام :) تمت العملية بنجاح منقطع النظير! وذهب كل في حال سبيله، وذهبت أنا إلى حيث أحس بالراحة، أعني البحر.

هذه الحلقة الأخيرة..... وداعاً :)

سراب
23-12-2001, 05:56 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جميلة هي أيام الطفولة

أتذكر سحر أيام الطفولة *** ولهوك تحت أفنان الخميلة

المرة الوحيدة التي ضربت(بضم الضاد) فيها، كانت عندما حاولت مجموعة من الطلبة(البنات والأولاد، حيث كنا ندرس أولادا وبناتا في المرحلة الابتدائية بعد ذلك فصلونا)أقول عندما حاولت هذه المجموعة من الطلاب تسلق سور المدرسة وباءت المحاولة بالفشل، ورغم أني لم أكن من الطلاب الذين حاولوا الهرب(كنت طفلة هادئة:( ) إلا أن المدير طبق علينا قاعدة "الشر يعم والخير يخص" وضربنا واحدا واحدا وكانت العصا التي ضربنا بها عصا غليظة(شكلها يزيغ)..
حتى ما أدري كيف طاوعه قلبه يضربنا كنا صغار ونكسر الخاطر:( :(

المهم مرت على خير والحمدلله........


شكرا أخي سردال، أمتعتنا بما كتبت، بس انتهت اليوميات سريعا
ما تفكر تسوي لهن جزء ثاني:D :D :p

متشيم
23-12-2001, 06:28 PM
أيام الدراسة فيها العجيب وحينما تتذكرها تضحك أكثر من ضحكك لسماع كتاب البخلاء أو المستطرف.

في المرحلة الابتدائية كنت صاحب قلب ضعيف ولكني أتحامل على نفسي في الضرب ، نادرا ما تبكيني العصى ولكن كان الكلام أشد على نفسي من الضرب.
كان لدينا طالب عجيب ، حينما يصف المدرس الطلبة الذين لم يؤدوا الواجب في طابور يصف هو في آخرنا ، يبدأ في تسخين يده وفركها استعدادا للعلقة ، يقترب من المدرس بمقدار خطوة ، تراه يحاول أن يتمالك نفسه ، ثم يتحرك الطابور بعد الضرب الطالب التالي فيقترب خطوة فيبدأ في الأنين ، ثم يضرب الطالب التالي ويقترب خطوة فتدمع عينه ، وهكذا ما أن يصل إلى المدرس حتى يبدأ بالعويل والنحيب ، فيقول له المدرس "مرة ثانية لا تنسى الواجب روح أجلس مكانك" ههههههههه شوف كيف نجا من الضرب.

أما قصص التسرب من المدرسة فحدث ولا حرج ، المشكلة حينما نجالس الشباب المراهقين وشرع في توجيههم يبادرك احدهم "كنت تفل من المدرسة"؟ والفله عندنا يعني الهروب من المدرسة ، فلا تستطيع سوى أن تضحك ويضحك كل من في المجلس. طبعا يتكشفون أنك ممن كان يتسرب ، وهناك ستحتاج لعصر ذهنك بشدة لتدارك الموقف.

حقيقة يا أخوة لا أكتمكم ، الأولاد عندنا 6 ،لم يسلم أحدنا من التسرب ، لم نكن نجد في المدرسة سوى العتب واللوم والتجريح والضرب ، والذي يقهر أننا كنا ننظر لهؤلاء الذين يأتون في المراكز الأولى على أنهم خفيفي عقل ولا يفكرون ولكنهم تفقوا علينا في نشاطهم الاستذكاري ، وكم لغز طرح في الفصل لم يكن يحله إلا الطلبة الجالسون في آخر الفصل بينما يبقى الطلبة في الأمام متحيرون بسبب ضيق عقولهم عن الإجابة ، لقد كان المدرس الوافد - سامحه الله - إذا سأله المواطن سؤالا قال له "أيش هذا السؤال الغبي" وإذا سأله الطالب الذي من جنسيته قال "هذه هي العبقرية ، بمسل هزا اقتدوا" ... يخبرني أحد مدرسي اللغة العربية المواطنين بأنه سمع مدرسا يقول "سيب ابن المواطن حمار يجي ابنك مكانه معار" وانتشرت هذه المقولة فيما بينهم ، كيف لا ننتظر أن يتسرب ابناءنا من المدارس.

سردال
24-12-2001, 10:34 AM
سراب: قديماً كانت المدارس عبارة عن ثكنات عسكرية، هكذا أعتقد! حقيقة كانوا يعاملون الطلبة والطالبات بمفهوم القسوة التي تولد الرجولة، بل والله تولد التخاذل وضعف النفس والتمرد.

وللأسف طبق مديركم القاعدة العسكرية "الخير يخص والشر يعم" وهم للأسف ينسون الحقيقة البديهية أن الطلاب هؤلاء أطفال وليسوا كباراً عاقلين، وبالتالي التعامل معهم يجب أن يكون من منطلق هذه الحقيقة، لكنهم لا يفعلون. وصدقيني كل المواقف السلبية لا زالت محفورة في ذاكرت ولا أستطيع نسيانها وسامح الله من كان السبب في كل موقف.

أما اليوميات فأحببت ألا أطيلها لكي لا تملوا، وبإذن الله أكتب غيرها لكن بعد مدة طويلة نسبياً شكراً للمتابعة والمشاركة :)


متشيم: سالفة صاحبكم هذي تضحك، أعتقد أنه تعود هذا الأسلوب مع كل مدرس :) أما التسرب، فأعتقد أن الأمر الآن أصبح من الماضي، ولا حرج إن تحدث أحد عن تسربي من المدرسة، فهي مجرد ذكريات، ثم هي ظاهرة تستحق الدراسة، ولا لوم على الطالب نفسه إن تسرب من مدرسة لا يعرف فيها سوى اللغة الحمارية من المدرسين.

والذكاء يعتمد على أمور كثيرة، أتذكر قصة تأنيب الضمير التي سمعناها في الصحراء؟ قال من قصها: بعض الطلبة لديهم ذكاء اجتماعي، يختلف عن ذكاء الطلبة الأوائل الذين يجيدون الحفظ فقط, وعندما نأتي للتعليم نجد الكثير منهم أذكياء لكنهم لا يتحملون جو المدرسة الصعب والمناهج المتخلفة، والتقييد على كل الإبداعات والمهارات، اللهم إلا الموسيقى والرسم لأنها من المناهج.