PDA

View Full Version : جارة السوء


دانة الدنيا
06-01-2002, 05:09 PM
السلام عليكم
حكايتي رواية ... لم تنته حلقاتها بعد ... ولكن في ذكرهاعظة وعبرة
فأحببت أن أصوغها لكم لعل ذلك يخفف من آلامي واحزاني
تعرفت عليها... جمعتنا ارض الغربة ...وقربتنا البيوت اكثر ... كنا جارتين
بل اختين استهوتني بحسن تصرفاتها ...واجتذبتني بمعسول كلامها كلا
بل إن كلامها لسحر ... كل عبارات الود والطف قد جمعت في لسانها ..
وجميع اساليب الدخول الى القلوب قد اتقنتها هذه الإنسانة , لقد احببتها واخلصت لها من صميم قلبي ...لدرجة انني كنت اصحبها معي في شراء ما أريده وخاصة حليّ ...وملابسي... وكنت اثق بذوقها حتى وان قال لي الاخريات عكس ذلك...لا اطبخ شيئا إلا وتتذوق منه , بل وانتقيه لها بنفسي واحرص ان تاكل منه قبل عائلتي ... اصبحت زياراتي محصورة عندها ... ولا ازور بقية جاراتي إلا بصحبتها ... وذات يوم حضرتها الولادة ... وزوجها غير موجود ... احتضنتها بكل لهفة وشفقة ونقلتها برفقة زوجي الى المستشفى ... والناس للناس ... وفعلا يسر الله لها الولادة ... عدت مسرورة بعد أن اطمأننت عليها وعلى مولودها ... وعندما حان موعد خروجها توجهت الى المستشفى برفقة زوجي لإخراجها ومع ركوبه في السيارة كانت المفاجأة التي صوعقت لهولها ...
حيث تعمدت كشف وجهها ونحرها أمام زوجي وبمرأى مني ... فما كان منه إلا ان غض بصره... وانسحب خارجا من سيارته مذهولا , أما انا فقد صعقت ولمتها على ذلك , فقلت : وماذا بالأمر ؟ إنه اخ لي ... كان المفروض ان اتعظ من هذه الحادثة وتكون درسا لمعرفة ما تطويه نفس هذه الجارة التي قامت بما قامت به ... وكان المفروض ان اخذ الحذر والحيطة ... ولكن نفسي الطيبة التمست لها الاعذار .... وانها قد تكون ندمت على تصرفها ذاك ... وانها لن تعود ... وانها احست بغلطتها ... وكانت هذه غلطتي .


مرت الايام والصفاء بيننا يزداد ... وكدت انسى ذلك الموقف منها , وذات يوم بينما انا عندها ... إذ بها تفاجئني بطلب غريب عجيب ... ألا وهو أن اكشف وجهي لزوجها ... امتنعت وبشدة ... وعندما رأت رفضي وإبائي ... قلت : ليس في الامر شيء...ثم هو اخ لك ... الم يراني زوجك ؟!! ذكرتها بأنها هي من تسببت في ذلك وبكامل ارادتها و رغبتها ... بل ان زوجي لم يرض عن تصرفها بدليل خروجه من السيارة وغضه لبصره...قالت : انت لا تفهمين وستمكثين طوال حياتك غير متحضرة ... وقروية , وكان اسلوبها معي على سبيل المداعبة و المزاح ... وإذ بها تنادي ابنتها وبسرعة البرق أمسكت بيدي وأزالت غطاء شعري ... ودخلت ابنتها وزوجها ... لم استطع الفكاك منها لصعوبة الموقف ... ولشدة قبضتها علي ... فهي قوية البنية ... وبعد خروج زوجها ... قلت لي مسلية وبكل خبث :ليس من العدل ان يراني زوجك... وزوجي لا يراك ... في تلك اللحظات لم استطع الكلام ولا التعبير ... بل انحدرت من مقلتي دمعة ساخنة ... تأسفت على تلك الثقة العمياء التي اوليتها انسانة عديمة الاحساس ... قليلة الدين ... خرجت من بيتها وحرصت على عدم اخبار زوجي بالامر ... لانه سيصب علي جم غضبه وسيلومني على ضعفي واختياري لصحبة هذه الانسانة ... واكتفيت بمقاطعتها ... انشغلت بنفسي وزوجي وابني الوحيد ... فموعد اختباره قد قرب ... وذات جاءت الي هذه الجارة متاسفة متندمة على ماكان منها ... وابدت انزعاجها لمقاطعتي اياها ... وطلبت مني العفو و الصفح ... وكان يلزمني ان اكون حذرة منها ... ( فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين) , ولكن طيبتي المعهودة جعلتني اقبل تاسفها واعتذارها وحرصت ان اقلل زياراتي لها , ولكنها اصبحت هي التي تزورني كل يوم وكنت اتحرج كثيرا عندما انبهها ان علينا امتحانات, وربما لجأت للصراخ على ابني وضربه أحيانا حتى يذاكر ولكي تفهم ... فلم يكن ياثر ذلك فيها ابدا , بل كانت تتجاهل الامر وبشدة ... ثم تثير الحماس في اطفالها لرفع اصواتهم عند اللعب معللة (بأن الطفل إذا لعب كثيرا نام بهدوء اكثر) ...انتهت ايام الامتحانات ... وكانت النتيجة بالطبع ... رسوب ابني ... واظهرت عدم مبالاتها
بالامر , بل وسرورها ... وأنه مازال صغيرا ...
بدات اشمئز من حركاتها ... ولبسها الذي لا يكاد يستر جسدها خلاف ما عهدناها عليه ولطالما رددت على مسامعي و مسامع غيري عبارة (امنيتها ان بتزوج زوجي )
اعتقدت انها تمزح ... وانها مجرد مداعبة ... ولكني اكتشفت غايتها وهدفها وهو التفريق بيني وبين زوجي . لكن .. لماذا ؟! وانا من وهبتها ثقتي وصداقتي ... هل لفلرق المستوى المادي بيني وبينها ؟. ام لما انعم به من راحة في اسرتي ؟ ام حسدا مما تراني ارفل فيه من نعيم , او لقوة شخصية زوجي ومكانته المرموقة على خلاف زوجها عديم الشخصية ؟.انني لم ابخل عليها بشيء من ملابسي وحليي وادواتي فما سبب هذا الحقد والحسد منها ؟!! وبسبب تصرفاتها السيئة تجاهي ... لم اعد افتح الباب لاحد لا هي ولا غيرها . وانقطعت عن الزيارات ... اما هي فقد احست بذلك ... وخلال هذه الفترة اصبحت لا تجتمع باحد من النساء الا وتهمس في اذنهن بشيء يسيء لي كذبا وزورا ... وبدا النساء بتناقلن كلماتها والتي وصل الامران مست عرضي ... اخبرت زوجي بهذا الامر , فذهب اليهم وتحدث معهم ,فما كان منها الا ان قالت : انني انا التي قلت هذا الكلام عن نفسي وانها ممن سمع فقط ...
فعاد زوجي الي قائلا : اتركي مداخلة هذه المرأة الى الابد ... ابتعدي عنها وعن وجع الراس ... ضاقت علي الارض بما رحبت فقد تركتها لكنها لم تتركني ... فما زالت تشيع عني الاكاذيب في اوساط النساء ... وهن يعرفن قوة علاقتي بها سابقا ... فيصدقنها ... وكما ذكرت سابقا فلها اسلوب عجيب في الاقناع فسخرته في الشر والافساد ... لقد اشاعت ان احدهم اخذني الى الخروج يوما ما ... وآخر ياتي مابين الساعة الثانية و الثالثة ليلا فاخرج معه ... وانني اترك باب بيتي مفتوحا في فترة غياب زوجي و..و..و.. وغير ذلك من الاكاذيب التي يشيب منها الولدان ... ولا اقول الا حسبي الله ونعم الوكيل ... لقد قالت عني الكثير والكثير فهي تذهب الى كل امراة وتعطيها كذبة غير الاخرى ... لنشر الاشاعة وهي بين النساء اكثر انتشارا من النار في الهشيم ... وكله ظلم وبهتان ... رددت حسبي الله ونعم الوكيل قال تعالى (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم )النور
وكان النساء ينقلن لي كثيرا مما تقوله عني ... فصرخت باعلى صوتي ... اسالكم بالله لا تنقلوا لي شيئا مما تقول كفى نميمة وكذبا وزورا ... من كانت تعزني ... وتودني حقا فلتدافع عن عرضي في مجلسها وحسب ... اتقوا الله وتذكروا... (من ذب عن عرض اخيه المسلم بالغيب , ذب الله عن وجهه النار يوم القيامة )
عندها استفحل الامر ... ووصل عند زوجي ذروته , فقد اتهمتني بانني اعطيت زوجها نسخة من مفتاح البيت ... ليقدم علي في اي وقت شاء ... حسبي الله ونعم الوكيل ... فقر زوجي ان يوقف هذه المهازل ... وعزم على التحدث مع الرجال ... ورجوت من ذلك خيرا ... اقل ما رجوت اخذ حقي المهضوم منها ... واظهار برائتي ... وفعلا قرروا الاجتماع والحكم في هذه المسألة ... وجاء اليوم المحدد ... وحضر كل من عرف بالامر واهتم به ... ليحكم بيننا احد أئمة المساجد .......
وكان علينا نصف تكاليف العشاء , وجلس الرجال على حدة يتحدثون ... والنساء على حدة يسمعن ما يحدث ... ثم جاء الإمام وجلس في مقعده المعد له ... ونادى بعد حمد الله والثناء عليه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم .... نادى على تلك الجارة فأجابت بقولها : يا شيخ (.......) ان النساء قبل حضورك بقليل يستهزئن بدينك و .... ومن هؤولاء فلانة (وتقصدني أنا ).
سكت الشيخ برهة , وقال بنبرة حادة : ماذا عن المفاتيح يا ام فلان؟
قالت وبكل ثقة : المفاتيح اعطيت لزوجي من قبل فلانة- تقصدني - وذلك من اجل تعبئة اسطوانات الغاز .
فهالني تقلبها في الكلام ... وابتكار الألفاظ ... واصابني غم عظيم , وسألني الشيخ عن ذلك , فأنكرت وبشدة وصوتي مخنوق بالعبرة والدهشة معا ... وطلب من النساء - اللاتي قمن بنقل الكلام - شهودا على ما تقوله جارتي تلك ... او ما انكره انا ... فلم يتقدم احد رغم ان الحضور كثير وكثير جدا ... عندها ادركت انهن ما حضرن الا للفرجة والمشاهدة فقط ولعدم نصرة الحق ... ومنهن من تعذرت لي بعدم اذن زوجها بالتحدث في الموضوع ... وانا اعلم ان هذا هراء ... ولكن حسبي الله ونعم الوكيل ...
ثم استدعى زوج جارتي وسأله ... فقرر الشيخ أن يحلف الرجل على كلامه ... بعد ان اجاب مثل زوجته ... وبالفعل حلف - عليه من الله ما يستحق- على انني اعطيته المفتاح ... ليجعل منه نسخة له ... وانفض المجلس ... ولم استغرب ذلك ابدا ... بل توقعته ... نظرا لاني اعلم ان لها السلطة عليه ... فهو ينفذ اوامرها بحذافيرها , لكني لا اقول الا حسبي الله ونعم الوكيل ... حسبي الله ونعم الوكيل , فماذا اصنع ..؟ وهذا ما جنيته لعشرة دامت ثماني سنوات ... ولانني ما وفقت في اختيار الصديقة الصالحة التي تعينني على الخير ... ولانني وهبتها الثقة العمياء و المؤمن يلزم ان يكون كيسا فطنا ... اصبحت ارى الاحلام المفجعة ... صدري يتأجج من نار الظلم والبهتان ... تمر على ساعات ذعر ... وكراهية ... وضيق شديد ... لجأت للدراسة في إحدى دور القرآن ... بعيدا عن اجتماع النساء .... وهروبا من المشاكل و القيل والقال والتي افسدت علي حياتي , ألا بذكر الله تطمئن القلوب وما زلت ادعو الله وأتضرع اليه (ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ) بأن يأخذ حقي منها عاجلا غير آجل ... وحسبي الله ونعم الوكيل .
لقد ابدل الله الحال والمآل فصحبت الخيرات التقيات اللاتي يشع القرآن في قلوبهن وينبع الذكر و التسبيح من السنتهن ! انها صحبة طيبة في مكان طيب , وأدعوا الله عز وجل أن يجمعنا في جنة عدن . ا.ه


نقلا من كتاب لقد ضيعتني ياأبي
اسفة على الإطالة
اختكم :mad:

البحاري
06-01-2002, 05:21 PM
قصة محزنه .. وتوضح غدر الزمن
وما أصعب أن تمنح شخصا ما كل الثقة .. فيخونها ..
لقد استشعرت مرارة الموقف مع تلك المرأة .. وشعرت بالعجز الشديد
عن التصرف .. :confused:
وما يخفف من هذا أن الحياة بها القبيح والجميل ..
غفر الله للجميع .. ورزقنا الصحبة الصالحة .. وحفظنا من غدر الزمن ..

تحياتي لك ..دانة الدنيا

دانة الدنيا
06-01-2002, 06:59 PM
هلا اخوي البحاري
اخي صدقت انها قصة جد محزنة
ولكن على المسلم ان يكون كيسا فطنا حتى لا يقع في مزالق الدنيا
ولك تحياتي
اختكم :(

دانة الدنيا
06-01-2002, 07:01 PM
هلا اخوي البحاري
اخي صدقت انها قصة جد محزنة
ولكن على المسلم ان يكون كيسا فطنا حتى لا يقع في مزالق الدنيا
ولك تحياتي
اختكم :(