PDA

View Full Version : ((( العنف )))


ظفرة
21-01-2002, 11:29 AM
العنف ومشاكل السلوك


أصول الظاهرة
يمكننا إرجاع العوامل المؤدية إلى ظاهرة العنف إلى أصلين رئيسيين يُعبّر عنهما في علم النفس الحديث بالوعي واللاوعي في شخصية الإنسان وسنأتي على تأثير هذين النوعين من الشعور في خلق ظاهرة العنف لدى الإنسان معززة بالأمثلة.
أولاً: العنف الواعي:
ويقع تحت هذا العنوان كل تصرفات الإنسان العدوانية المقصودة سواء كانت هذه التصرفات مبررة أو غير مبررة، عدا حالات معينة والتي تصنف قانونياً ضمن حالات الدفاع عن النفس أو المجتمع، ولاشك أن هذا النوع من العنف يغرز آثاراً سلبية تلقي بظلالها على مسيرة المجتمع السوي لأنها مدعومة بإرادة عاقلة مع الإصرار.
العنف الأسري:
إن أغلب طاقات المجتمع الفردية أو الجماعية تنبع من التركيب الأسري للفرد وكلما كانت التربية الأسرية مبنية على أسس سليمة وبناءة، كلما أنتجت من الكفاءات ما يرفد المجتمع بعوامل القوة والنجاح، غير أن وجود ظاهرة (عدم التوافق الاجتماعي) في الأسرة هو من أخطر العوامل المؤدية إلى بروز حالات الانحراف في هذه النواة الاجتماعية الهامة، وغالباً ما يشكل الآباء الطرف المؤثر في هذه المعادلة الاجتماعية، وتبرز مسألة ضرب الزوجات كإحدى مصاديق العنف الأسري والتي تترتب عليها آثاراً سلبية قد تؤدي إلى هدم الكيان العائلي بالكامل ومن ثم نشوء جيل من الأبناء المشوشين فكرياً والمعطلي الطاقات والذين قد يُعبرون عن رفضهم للحالة باتخاذهم سلوكيات منحرفة تؤثر في حياتهم التي هي جزء من حياة المجتمع، ولا شك فإن سلوك الآباء العنيف سيرسم للطفل منهجاً يسير عليه في حياته لميزة التقليد التي يتوارثها الأبناء عن آبائهم.
الطفل.. الضحية الأولى لشرنقة العنف:
تعتبر أفلام السينما والتلفزيون التي تعرض مشاهد العنف كنوع من الإثارة الفنية من العوامل الرئيسية التي تزرع في الطفل بدايات اعتياد السلوك العنيف خصوصاً بعدما فقدت السيطرة على تنظيم هذه البرامج بشكل يبعد الأطفال عن دوّامتها، ونأتي بهذا المثال تحت عنوان العنف الواعي لأن المسؤولية تقع على الجهات التي تبث برامج الرعب وكذلك القيّمين على الطفل وهم بلا شك يمثلون العنصر الواعي بالنسبة للطفل المتلقي، ويعد علماء النفس مشاهدة لقطات العنف على شاشات التلفزيون أحد الأسباب الرئيسية لانتشار ظاهرة العنف عالمياً ويدل على صحة ذلك أن الدول والمجتمعات التي لم تكن تعرف هذا النوع من الأفلام المرعبة كانت في منأى عن الجريمة بالشكل الذي آلت إليه في الوقت الحاضر وخير من عبّر عن هذا الارتباط بين مشاهد العنف (الفني) والعنف الواقعي هي الكاتبة الأمريكية (بنلوب ليتسن) في كتابها «الأطفال أولاً» بقولها:«منذ جيلين فقط كان من النادر أن يشهد الطفل شخصاً يصاب بحجر ضخم على رأسه، أو يردى قتيلاً برصاصة، أو تدهمه سيارة، أو انفجار تتناثر معه أشلاء الضحايا (...)، أما الآن فإن الأطفال، مثلهم مثل الكبار، يشاهدون هذه الحوادث يومياً وعلى مدار الساعة وعندما يعتاد الطفل ذو الأربع سنوات على هذه المشاهد فإنها في الواقع تصبح شيئاً عادياً بالنسبة له ويفقد الإحساس بها كأعمال غير إنسانية».

العنف السياسي والجريمة المنظمة:
تمثل بعض المجاميع المنظمة شكلاً آخر من أشكال العنف، وهو العنف المنظم. فتنشط بعض الحركات والتجمعات التي تحاول تحقيق مطالبها عن طريق العنف والإرهاب وظهرت هذه المجاميع إثر ردة فعل للفراغ الروحي الذي أصاب الكثير من المجتمعات

ثانيا- العنف اللاواعي:
وهو الأصل الثاني لتقسيم منشأ ظاهرة العنف من الناحية النفسية ويشمل كل ما يأتي به الإنسان من أعمال عنف في حالة سلب إرادته أو في غيبوبة عن الوعي، فإما أن يأتي بالجريمة عن غير قصد ويكون بذلك واسطة لغيره من المجرمين الحقيقيين أو قاصداً ولكن بإرغامه على هذا الفعل وتكون حالته من نفس النوع الأول - أي وسيط - ولكن دون إرادته الحقيقية. وقد تشترك بعض أنماط سلوك العنف الواعي وسلوك العنف اللاواعي وتتداخل، كما في المثال الذي أوردناه في نمط سلوك العنف الواعي فيما يخص تأثير مشاهد العنف على الطفل، فينطبق نفس هذا المثال على النمط الثاني - العنف الواعي - باعتبار أن الطفل يمثل الطرف السلبي في المعادلة حيث أن تأثير العوامل الخارجية عن إرادة الطفل في سنواته الأولى على مجرى سير سلوكه النفسي والاجتماعي هو من نوع النمط اللاواعي بالنسبة له ونمطاً سلوكياً واعياً بالنسبة للكبار القيمين عليه في بواكير عمره.
الشكل الجماعي للعنف
ومن مفردات العنف اللاواعي حالات الجنون والسكر والخضوع إلى التنويم المغناطيسي أو استخدام العقاقير التي تفقد الإنسان توازنه الطبيعي ومنها عقاقير الهلوسة المنتشرة في بلدان الغرب، فيرتكب الفرد تحت تأثيرها نوع من أعمال العنف اللاإرادية واللاواعية، وكل هذه الحالات قد تؤدي إلى فعل إجرامي عنيف، حيث يفقد العقل والوعي دورهما في توجيه الفرد إضافة إلى تأثير هذه العوامل في بروز الدوافع العدوانية وفي هذا المجال تشير بعض الإحصائيات إلى أن أغلب جرائم العنف والإرهاب في العالم تقع عندما يكون الفاعل تحت تأثير هذه العوامل.
ومما تقدم نستنتج النقاط التالية:
1- أن العنف ظاهرة قديمة قدم تاريخ البشرية.
2- المنشأ النفسي لهذهِ الظاهرة والتي غالباً ما تكون عن طريق التلاعب بالسنن الكونية من قبل الإنسان ومحاولة تدمير الذات.
3- كما أن (للآخر) أكبر الأثر في إنماء عوامل العنف وإثارة النزاعات الجانبية.
4- نفي صفة العنف عن الدين الإسلامي الحنيف.
آفاق الحل
وإذا كان لابد من فسحة أمل بعدما أصبحت ظاهرة العنف يُروّج لها أعلامياً على شبكات التلفزة والشبكة العالمية ــ الإنترنت- والوسائل الأخرى بما وسم بعض هذه القنوات بتصدير الإرهاب، فإن الأرض لن تخلو من جهود المخلصين من علماء المسلمين بالتصدي لهذه الظاهرة لتبرئة الإسلام بالخصوص من التهمة التي ألصقت به جزافاً ودرء هذا الخطر القادم إلينا عبر كل الوسائل الممكنة ومنها:
1- نشر الوعي الإسلامي وإشاعة الأجواء الإيمانية التي تحمل في نفحاتها الحلول الناجعة لتقويم السلوك البشري، وتبيان الحقيقة القرآنية التي توضح الأسباب الحقيقية للمرض النفسي كما أشارت إلى ذلك الآية القرآنية:( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكا) (طه:124) والآية الشريفة:( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصّعد في السماء) (الأنعام:125) إضافة إلى عشرات الآيات القرآنية الدالة على الآثار الوضعية للإيمان على الشخصية الإنسانية.
2- اعتماد الأساليب العلمية الحديثة في التربية والتعليم لتكوين جيل قادر على تجاوز الأزمة النفسية التي أفرزتها المخلفات السلبية للحضارة المادية.
3- بناء المصحات النفسية التي تأخذ على عاتقها معالجة الحالات التي يمكن السيطرة عليها.
4- تأسيس جمعيات عالمية مهمتها مكافحة الإرهاب والعنف بكل أنواعه تتكون من علماء دين وعلماء نفس واجتماع وأطباء تتدخل لنشر برامج موجهة ونشرات خاصة لهذا الغرض.
5- حث الحكومات على سن قوانين تحد من نشر العنف عن طريق الإعلام أو اعتماد طريقة (التشفير) المعمول بها حالياً في بعض القنوات.
وتبقى هذه القضية غير خاضعة للمعالجة إلاّ بتكاتف الجهود الدولية وتغيير المناهج المعمول بها حالياً في الإعلام والتربية والتعليم ونشر القيم الروحية القادرة على تهذيب النفس البشرية وتعميم حالة السلام والطمأنينة في الأرض.
ولا يغيب عن البال أن للسياسة المستبدّة التي تمارسها بعض الحكومات في عالمنا الإسلامي دورها الفاعل في إذكاء شعلة العنف والنفخ في نار القسوة..
فإن العنف يولد العنف.. وسياسة الفرض والقمع وكبت الحريات والأنفاس يعلم الشعب صغاراً وكباراً على نفس الأساليب والممارسات فيبدأ هو الآخر يمارس العنف - أحياناً - من حيث يحتسب أو لا يحتسب..
وعليه فإن العنف مدرسة كما أن السلم مدرسة أخرى وما لم نقوي مدرسة اللاعنف toptopبالحوار والانفتاح وإحلال الحرية بدل القمع والكلمة بدل المدفع والتعامل الصادق بدل الزيف والخداع ستبقى أزمة العنف من أهم الأزمات المستعصية في عالم يسعى إلى إنسانية أكمل وأفضل.





التعليق الشخصي :

اعتقد ان التمسك بالقيم الاسلامية والتربية الاسلامية مع الترابط الاسري ومراقبة ( فلذات الاكباد ) من جانب اخر يجعلنا انشاء الله بعيدين عن العنف وعن مشاكله....


وفي النهاية ارجو لكم الاستفادة من مواضيع كنت ابحث عنها حتي انقلها

لكم منتقاة واتمني ان تعجبكم


تحياتي لكم

ابو مالك
21-01-2002, 10:09 PM
اختي ظفره:
موضوع رائع وشكرا على اختياره وعرضه ونتمنى ان ينتفع به الاخرين0
ان العنف فعلا مشكله ازليه ومستحكمه بالنفس البشريه...........
وفعلا كما قلتي ل ان التمسك بالقيم الاسلاميه هي الاساس 00فالاسلام لم يترك شيئا الا وعالجه ووضع ضوابط له ومنها العنف00
وانا اعتقد ان العنف منبعه الحسد والكراهيه بين الناس وثالثهم النميمه
فهذه الثلاثه الصفات اذا وجدت في انسان غضوب لاستحكم العنف منه0
( ان الله رفيق يحب الرفق) وما كان الرفق في شىء الا زانه........
شكرا لكي ودمتي:) :)

ظفرة
22-01-2002, 07:58 PM
شكرا للمداخلة






هناك مقولة هذا نصها ...:

لا تخاف من يخاف الله .........!



تحياتي لك

ابو مالك
22-01-2002, 08:14 PM
صدقتي يا اخت ظفره:)

كايندر
22-01-2002, 08:18 PM
بصراحه لم اقرا الموضع كله
ولكن العنف هو رد فعل تلقائي ويمكن ان يكون من شخص ضعيف ولكن الانتقام هو متعة الضعيف بالتالي يتولد هذا الشعور واسباب كثيرة جدا من وحي الكتب والبيئة التي نعيش بها
الشخص العربي يكون عنيف على من يعولهم فقط لانه يحس بقوته اما غير ذلك فهو منافق
مع محبتي