راعي الأوله
19-02-2002, 03:15 PM
غدر المرأة ( الحلقه الأولى )
يقصون في بعض الاساطير القديمة أن حكيماً من حكماء اليونان كان يحب زوجته حباً ملك عليه قلبه وعقله .. وأَحاط به احاطة الشعاع بالمصباح المتقد وكان يمازحج هناءته الحاضرة شقاء مستقبل يسوقه إلى نفسه الخوف من أَن تدور الايام دورتها ، فيموت ويفلت من يده ذلك القلب الذي كان مغتبطاً باعتلاقه الى صائد آخر يعتلقه من بعده ، وكان كلما أبث زوجته سرّه وشكا اليها مايساور قلبه من ذلك الهم ، حنت عليه ، وعللته بمعسول الاماني وأقسمت له بكل محرجة من الايمان انها لا تسترد هبة قلبها منه حياً وميتاً ... فكان يسكن الى ذلك الوعد سكون الجرح الذرب تحت الماء البارد ... ثم لا يلبث أن يعود الى هواجسه ووساوسه ، حتى مر في بعض روحاته الى منزل في احدى الليالي المقمرة بمقبرة المدينة .. فبدا له يدخلها ليروّح عن نفسه هموم الموت بوقفة بين قبور الموتى ، وكثيراً ما يتداوى شارب الخمر بالخمر ، ويلذ للجبان وهو يرتعد فرقاً الإصغاء الى حديث المردة و الجان ، فرأى في بعض مذاهبه بين تلك القبور امرأة متسلبة جالسة امام قبر جديد لم يجف ترابه وبيدها مروحة من الحرير الابيض مطرز بأسلاك من الذهب ، تحركها يمنة ويسرة لتجفف بها ذلك التراب فعجب لشأنها وتقدم نحوها فارتاعت لمرآه ... ثم أنست به حينما عرفته ...
فسألها ما شأنها .. وما مقامها هنا ؟ ومن هذا الدفين ؟ وماهذا الذي تفعل ؟
فأبت أن تجيبه عما سأل حتى تفرغ من شأنها .
فجلس اليها وتناول المروحة منها ، وظل يساعدها في عملها حتى جف التراب .
فحدثته أن الدفين زوجها ، وأنه مات منذ ثلاث ايام ، وأنها جالسة من الصباح مجلسها هذا لتجفف تراب قبره وفاء بيمين كانت قد اقسمتها له في مرض موته ألا تزوج من غيره حتى يجف تراب قبره ، وان هذه الليله هي ليلة بنائها بزوجها الثاني فأبى لها وفاؤها لهذا الدفين الذي كان يحبها ويحسن اليها ان تحنث بيمين اقسمتها له ...
ثم قالت : هل لك يا سيدي ان تقبل هذه المروحة هدية مني اليك ... وجزاء لك على حسن صنيعك ؟
فتقبلها منها شاكراً بعد ان هنأها بزواجها الجديد !
ثم انصرف وليس وراء مابه من الهم غاية ، ومشى في طريقه مشية الرائح النشوان يحدّث نفسه ويقول : انه احبها واحسن اليها ، فلما مات جلست فوق قبره لا لتبكيه ... ول لتذكر عهده ، بل لتتحلل من يمين الوفاء التي اقسمتها له ، فكأنها وهي جالسة امام زوجها الاول تعد عدد الزواج من زوجها الثاني وكأنما اتخذت من صفائح قبره مرآة تصقل امامها جبينها ، وتصفف طرتها وتلبس حليتها ،لزفاف الى غيره .
ومازال يحدث نفسه بمثل هذا الحديث حتى رآى نفسه في منزله من حيث لا يشعر ، ورأى زوجته ماثله امامه مرتاعة ......
البقيه في الحلقه القادمه
يقصون في بعض الاساطير القديمة أن حكيماً من حكماء اليونان كان يحب زوجته حباً ملك عليه قلبه وعقله .. وأَحاط به احاطة الشعاع بالمصباح المتقد وكان يمازحج هناءته الحاضرة شقاء مستقبل يسوقه إلى نفسه الخوف من أَن تدور الايام دورتها ، فيموت ويفلت من يده ذلك القلب الذي كان مغتبطاً باعتلاقه الى صائد آخر يعتلقه من بعده ، وكان كلما أبث زوجته سرّه وشكا اليها مايساور قلبه من ذلك الهم ، حنت عليه ، وعللته بمعسول الاماني وأقسمت له بكل محرجة من الايمان انها لا تسترد هبة قلبها منه حياً وميتاً ... فكان يسكن الى ذلك الوعد سكون الجرح الذرب تحت الماء البارد ... ثم لا يلبث أن يعود الى هواجسه ووساوسه ، حتى مر في بعض روحاته الى منزل في احدى الليالي المقمرة بمقبرة المدينة .. فبدا له يدخلها ليروّح عن نفسه هموم الموت بوقفة بين قبور الموتى ، وكثيراً ما يتداوى شارب الخمر بالخمر ، ويلذ للجبان وهو يرتعد فرقاً الإصغاء الى حديث المردة و الجان ، فرأى في بعض مذاهبه بين تلك القبور امرأة متسلبة جالسة امام قبر جديد لم يجف ترابه وبيدها مروحة من الحرير الابيض مطرز بأسلاك من الذهب ، تحركها يمنة ويسرة لتجفف بها ذلك التراب فعجب لشأنها وتقدم نحوها فارتاعت لمرآه ... ثم أنست به حينما عرفته ...
فسألها ما شأنها .. وما مقامها هنا ؟ ومن هذا الدفين ؟ وماهذا الذي تفعل ؟
فأبت أن تجيبه عما سأل حتى تفرغ من شأنها .
فجلس اليها وتناول المروحة منها ، وظل يساعدها في عملها حتى جف التراب .
فحدثته أن الدفين زوجها ، وأنه مات منذ ثلاث ايام ، وأنها جالسة من الصباح مجلسها هذا لتجفف تراب قبره وفاء بيمين كانت قد اقسمتها له في مرض موته ألا تزوج من غيره حتى يجف تراب قبره ، وان هذه الليله هي ليلة بنائها بزوجها الثاني فأبى لها وفاؤها لهذا الدفين الذي كان يحبها ويحسن اليها ان تحنث بيمين اقسمتها له ...
ثم قالت : هل لك يا سيدي ان تقبل هذه المروحة هدية مني اليك ... وجزاء لك على حسن صنيعك ؟
فتقبلها منها شاكراً بعد ان هنأها بزواجها الجديد !
ثم انصرف وليس وراء مابه من الهم غاية ، ومشى في طريقه مشية الرائح النشوان يحدّث نفسه ويقول : انه احبها واحسن اليها ، فلما مات جلست فوق قبره لا لتبكيه ... ول لتذكر عهده ، بل لتتحلل من يمين الوفاء التي اقسمتها له ، فكأنها وهي جالسة امام زوجها الاول تعد عدد الزواج من زوجها الثاني وكأنما اتخذت من صفائح قبره مرآة تصقل امامها جبينها ، وتصفف طرتها وتلبس حليتها ،لزفاف الى غيره .
ومازال يحدث نفسه بمثل هذا الحديث حتى رآى نفسه في منزله من حيث لا يشعر ، ورأى زوجته ماثله امامه مرتاعة ......
البقيه في الحلقه القادمه