PDA

View Full Version : ماعنده وقت


السكيب
03-03-2002, 02:16 AM
الوقت الذي نملكه هو الأربع وعشرون ساعة التي نعيشها يوميا ونؤدي خلالها واجباتنا ومسؤولياتنا المختلفة . ولا يفضل أحدنا الآخر من حيث الزمن الذي يملكه فالجميع يملك أربع وعشرون ساعة نتساوى في ذلك تماما . لكن التفاوت والتفاضل في مقدرتنا على تنظيم تلك الساعات وقضائها فيما يعود علينا بالفائدة .
إننا نحتاج الوقت لنؤدي فرائض الصلاة ولنؤدي العمل ولنقرأ ولنأكل ولنروح عن أنفسنا ولنساعد المحتاج إلى مساعدتنا لأهلنا أو غيرهم، وبدون التنظيم لا نستطيع أداء كل تلك المسؤوليات الكثيرة .
إن لله علينا حقا في هذا الوقت ولأنفسنا فيه حق وللأهل وللأصدقاء والزوار فكيف نستطيع ذلك التنسيق ؟

إن مشكلة التنظيم تأتي عندما تتزاحم الأعمال وتكون أكثر من الوقت ويضيق عن الاتساع لها كلها .
وهنا يبرز الفرق جليا وواضحا بين الشخص القادر على تنظيم وقته وبين الشخص الذي يلهث وراء مصالحه دون تنظيم يصيب حينا ويخطئ أحيانا .

وعندما تتزاحم الأعمال ويعجز الوقت عن الاتساع لها جميعا تبرز أهمية الأوقات المهدورة والتي غالبا تضيع منا دون كبير فائدة .

نسمع البعض يشتكي من قلة الوقت ، بل إن القليل النادر من لا يدعى ذلك الضيق ، وأن - ما عنده وقت - بينما نجده ينام إلى الثامنة صباحا مثلا، وكم بين طلوع الفجر والساعة الثامنة ؟ أنها أربع ساعات كاملة يستطيع أن يقضي فيها كثيرا من أعماله . يستطيع الطالب أو الأستاذ أو الكاتب أن ينتج في هذه الفترة الضائعة أكثر مما ينتجه في عدد أكبر من الساعات في وقت آخر ، لما تتميز به هذه الفترة من الصفاء الذهني والنشاط الجسمي ، والهدوء والسكينة ، ومع ذلك نجد الغالبية من الناس تنام هذه الفترة . والسبب في ذلك هو السهر الطويل الذي يحرم الجسم من أخذ حقه من الراحة ليلا فيعتدي على النهار ليأخذ منه بعضه . ولا أدري هل السهر هو سبب الاستيقاظ المتأخر صباحا والاستيقاظ المتأخر صباحا هو سبب السهر ! لكن الذي أعرفه أن الذي يستيقظ من الفجر وينشط من أول يومه لا يستطيع السهر . فالحل يبدأ من تنظيم الاستيقاظ وبقية أوقات النهار تترتب بعد ذلك .


إنه حلم أن نجد قرانا ومدننا تعج بالنشاط مع خيوط الصباح الأولى ليقضي الجميع معظم أعمالهم ويستطيعون تناول طعامهم في الساعة الواحدة ليعاودوا النشاط من جديد حتى إذا حل عليهم الليل أخذت الأجسام حقها الطبيعي في الراحة والنوم .

إن هذا الحلم لن يتحقق بتمنيات كاتب والدنيا كلها تسير نحو السهر والنوم بعض النهار . لكن لا حجر علينا أن نحلم ونحاول تحقيق أحلامنا .

إن رجال العمل الجادين في الشرق والغرب ينامون مبكرين ويستيقظون الصباح مبكرين ، لأنه لا يتحقق النجاح في العمل إلا بذلك، ولذلك أتت الأوامر الشرعية بالأمر بموافقة طبيعة الإنسان التي فطره الله عليها . إن مخالفة الفطرة بالسهر ليلا والنوم نهارا ضرر في الدنيا والآخرة .. مضر بالنفس والبدن مضر بالإنتاج والمصالح الخاصة والعامة .
وعلاجه يبدأ من الفرد لكنه يتأثر بالمجتمع المحيط به فما أجمل أن تتضافر جهود الأفراد والجماعات والمجتمع كله لتنظيم الأوقات وفق مقتضيات الفطرة والحاجات الحقيقية للإنسان الفرد والأمة كلها .

ZAZA
03-03-2002, 04:21 AM
أخي السكيب

تحيه عطره . مثل عطر الرياض الليله بهذا المطر الجميل.(مطرنا بفضل الله ورحمته)

حديثك أصاب كبد الحقيقه.

ولكني للأسف من الذين يسهرون :rolleyes:

تحياتي لك

عبدالعزيز

:D

السكيب
05-03-2002, 02:01 PM
جزاك الله خيرا أخي العزيز عبدالعزيز



نسيت أكتب أن هذه مقالة لفضلية الشيخ

سعيد آل زعير