PDA

View Full Version : الدعوة الـــــــــــزام ام التــــــــــزام


يعسوب
03-03-2002, 09:34 PM
الالتزام لابد قبل ان يكون مطلب ديني
يتحتم على الناس القيام به ليسلموا بانفسهم من حميم جهنم
هو ايضا التزام سلوكي لابد ان يظهر جليا
في كل تصرفات الشخص وافعاله .. بشتى انواعها
فحين نطلب من الاخرين ان يجتمعوا تحت لواء الالتزام
لابد ان نطرح امامهم بجلاء تام
ماهية هذا الاتزام ..
وكيفية تطبيقه بشكل فعلي على مجريات الحياة اليومية
سواء كانت العملية او حتى على المستوى الشخصي او القومي
مع اظهار هذه الصفة على شخص الداعية بشكل بين وواضح
لكي يكون الاتزام سلوك عام وليس مجرد دعوه خاصة .. لفئة معينة ولحالة معينة
احبتي الكرام....
امرنا الله سبحانه وتعالي بالانقياد والتمسك بتعاليمه واوامره
ونهانا عن ارتكاب المعاصي ...
وسخر لاجل هذه الدعوة اناس هم منخيرة اهل الارض
ومن ذلك المصطفى الكريم عليه افضل الصلاة والتسليم ..
وكان اختيارهم لهذه المهمة الالهية ..
ينطوي عن حكمة بالغة ..
فهؤلاء الاخيار عليهم السلام كانوا مهيئين شخصيا لحمل الرسالة والدعوة الى الله
وكان هناك اناس من كافة الطبقات على استعداد تام لتقبل الدعوة
وتلقنها خالصة صافية من افواه الانبياء
والسبب انهم راوا فيهم المثال الحقيقي للاتزام قبل ان ياتوا بهذه الرسالة
لذلك كان الرسول يسمى من قبل قريش بالصادق الامين
وكانوا باستعداد ان يصدقوا كل شئ ياتي به او يخبر عنه
لانه بين لهم كيف يكون الالتزام بالاخلاق هو سلوك شخصي قبل ان يكون دعوة عامة


والذي يحدث اليوم مغايرا جدا لما يجب ان يكون عليه امر الدعوة
فقد تمخض الوقت المعاصر عن اشباه دعاة ..
ينادون بالسنة معووجة الى الاتزام وكانها مجر دخطابات ترسل في محافل جماعية .. وكاني بها مجرد اداء مهمة فقط منوطة بالحدث الذي حوله ...
ولم يعلم انه بذلك قد قتل الدعوة وجمالها واخلاقياتها في نفوس المتلقين

لذلك اطلب فقط ..
ان يكون الشخص الداعية والذي كلف نفسه عبئ الدعوة الى الرسالة المحمدية
عند ثقة الاخرين به وان يراجع نفسيه مليا في تعامله مع الاخرين قبل ان يسمح لنفسه
بالتفوه بامر جليل على قدر الدعوة الاسلامية



تحياتي

هايدي
03-03-2002, 09:51 PM
أخي الكريم ... يعسوب

هناك نقطة أحب أن أنوه عليها ...

ظهرت في الفترة الأخيرة إنقسام بين المسلمين ..
وأصبحوا فريقين ( ملتزم و غير ملتزم )..

أو لسنا مسلمين ؟ أو لسنا ننطق بالشهادة ؟ أو لسنا نصلي ونصوم .....وغيرها من العبادات ؟
هل نحن متحدون ومشتركون في نفس المنهج ؟...

فلماذا الإنقسام ؟!!!!

قال تعالى : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ... ) لماذا ؟
( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) ...

سبحان الله !!

الخيرية هنا وقعت للأمة الإسلامية لماذا ؟!!
من أجل الدعوة ... وقدمت على الإيمان بالله في هذا الموضع ..

أخي ..
كلنا مسلمون ... ونتمسك بدين واحد ومنهج وشرع واحد ...
أما بالنسبة للدعوة ... فقد تخصصت به هذه الأمة دون سواها ....
ولو بكلمة أو إبتسامة ...
فكم من أُناس اهتدوا بسبب بسيط وعلى أيدي أطفال أو من فئة الغير ملتزمين كما يُقال ....

جزاك الله خيرا على هذا الطرح المهم ...

أختك
هايدي

يعسوب
03-03-2002, 10:03 PM
ربما استنبط بعض النقاط من ردك وهي :

اولا ان الاتزام ربما تكون صفة دخيلة على مجتمعاتنا لتقسيمها الى صالح وفاسد ..

ثانيا ..
امر الدعوة الى الله ليس منوطا بفئة معينة من الناس او شريحة عمرية معينة دون غيرها ..


ولكن ياسيدتي ربما اختلف معك في بعض الامور واتفق معك في اشياء اخرى

اللتزام لو عرفنا فسنقول طبعا هذا تعريف شخصي :
الالتزام هو انقياد الشخص في افعاله وتصرفاته الى فئة معينة مع اخضاعها والزامها لتمسك بشروط هذه الفئة بشكل جماعي


وهذا ما لابد يكون عليه امر المسلم المؤمن الحقيقي
وهو التمسك بجميع امور الدين والانقياد لها انقيادا قلبيا وحسيا مطلقا
وكان هذا جليا في عهد الصحب الكرام
ولكن هل هذه الفئة من السابقون الاولون اكثرية في عالمنا المعاصر اليوم
لا بل هم اقلية ولم يعد هناك الا من اصحاب اليمين الذين سوف تجدين في كثير من تصرفاتهم تفاوت بيتن التمسك والانفلات


اما بالنسبة للامر الثاني
فايضا اعتقد ان في عالم تسوده الكثير من الافكار الموبوئة والمستشرية في جسد الامة نجد نفسنا مضطرون الى اسناد امر الدعوة الى ذوي الحل والربط في مثل هذه الامور لانهم يظلون المنبع الاصفى الذي يستطيع الاخرون ان يرتشفوا منه نهج الاااسلام صافيا


والله اعلى واعلم






تحياتي وشكرا لمشاركتك

هايدي
03-03-2002, 10:31 PM
أخي الكريم ... يعسوب

ليس فقط كل من أعفى لحيته وقصر ثوبه وامتنع عن سماع الغناء ملتزم كما يُقال .... لا هؤلاء أشباه الإلتزام .. إلا من رحم

الدعوة أخلاق ...
الدين المعاملة ..
كيف نشر الإسلام في أصقاع الأرض البعيدة ..؟
هل بالمحاضرات والخطب ؟!!
لا
وإنما بأخلاق المسلمين ...

أخي الكريم ...
هناك قصة حقيقة حصلت قريباً وفي هذا العصر .. أقولها باختصار لأبين لك أهمية الدعوة وأنها غير مختصة بشريحة معينة من الناس ..

وصلت سالة من ألمانيا إلى شاب يعمل موظف في إحدى المستشفيات ....
كان مسبل الثوب ... يتناول السجائر و غيرها .... يحب مغازلة الفتيات والممرضات ويعتبرها هوايته المفضلة ..

المهم ...
استنكر هذا الشاب الرسالة ... فهو لا يعرف أحدا يعيش في ألمانيا ..

:confused:

حاول قراءة الرسالة ولم يستطيع نطق الاسم لغرابته ..
ماذا وجد بداخل الرسالة ؟!!

يقول المرسل ..
جزاك الله خيرا أن كنت سببا لهدايتي للإسلام ... وسبباً في إخراج من ظلمات الكفر والبهتان ..
جزاك الله خيراً على ما أهديتني من كتاب رائع ... وأبشر فقد قرأتها من الجلدة إلى الجلدة ...
لن أنسى لك هذا الصنيع ما حييت ... ها أنا ذا غيرت إسمي من .. إلى إسمك ..
فقد كنت أعيش معكم طوال 15عاماً ولم يفكر أحد من دعوتي لهذا الدين العظيم .....

دهش صاحبنا :eek:
أنا ؟!!!!!
أنا يهتدي على يدي إنسان ؟!!
يبدو أن الرسالة وصلت بالخطأ ..
تأكد من الرسالة وعنوانها ... نعم العنوان صحيح ..
ذهب إلى كشوفات المستشفى الذي يعمل به ..
ووجد بالفعل نفس الإسم ... الدكتور ....
ياإلاهي !!!
الآن تذكر .....
كان هذا طبيب يعمل في مستفاهم منذ 15 عاماً ...
وتصدر هو حفل وداعه .. والهدية المناسبة له ..

ماذا يحب ياترى ؟؟!!
تذكر أنه يحب الأثار ...
حاول تجميع بعض الآثار الخاص ببلده ... ولكن ....
هناك مشكلة ..
أين يضعها ... وكيف يقدمها في الحفل ؟!!
ذهب إلى مكتبة قريبة منه ورأى كتاب باللغة الألمانية ... ( بالمناسة هذا الشاب لا يعرف هذه اللغة ) ..
أخذ أقرب كتاب إليه بعد أن سأل صاحب المكتبة ... بأي لغة هذا الكتاب ؟
قال له : بالألماني ...
وجعل هذا الكتاب بمثابة قاعدة فقط لهديته ...
وكان للأسف الحفل الوداعي مختلط رجال ونساء ...

تذكر هذا الحدث جيداً فخجل من نفسه ...
وتاب ..

أرجو أن تكون استفدت من هذه القصة ...

تقبل احترامي وتقديري لك
أختك
هايدي

يعسوب
04-03-2002, 09:33 PM
تلك القصة التي تفضلتي بكتابتها
مؤثرة للغاية كما انها معبرة ومفيدة

وسبحان الذي يسخر الهداية لعباده
باسباب هي في ظاهرها بسيطة
ولكنها تحمل اثر كبير في نفس متلقيها
تضح جلية في التغيير الواضح في تصرفاته واخلاقه ودينه فيما بعد

ولكن الى ترين معي
ان القصة برمتها لم يكن امر الدعوة فيها
هو الهدف الاساسي لذلك الشاب
بل سخره الله ليوصل فكر ودعوة غيره اليه
فانظري معي ..
كيف ان ذلك الرجل وبالرغم من الفترة الطويلة التي قضاها
مع بطل قصتنا لم يغير من سلوكاته شيئا
وربما يكون احدث بعض التاثير الخفي نتيجة التعامل المباشر
ولكن الذي احدث التغيير الحقيقي هي كلمات داعية نقشة على كتاب
واحضنتها مكتبة ما .. لتشاء الاقدار ان يبتاع ذلك الشاب
كلمات الداعية الحقيقي الذي استطاع باسلوبه وفكره
ان يحدث تاثيرا عميقا في نفس قارئه
رغم المسافة الزمنية او المكانية ..

لذلك اقول ان الدعوة شانها عظيم وخاصة في زمن كهذا
فهناك فرق رعاك الله ..
ان ترشدي انسانا مسلم الى اخطاء ارتكبها في عقيدته
وآخر ليس مهيا نفسيا حتى لان يكون مسلما
في التالي بحاجة الى من يفقه جيدا بامر الدعوة
لان هؤلاء القوم يحملون الكثير من الشكوك التي تساورهم
وهم بحاجة الى من يستطيع ان يفكك كل تلك التركيبات المعقدة من الشكوك
باسلوب يحرص فيه على عدم احداث شرخ كبير في نفس متلقيه
وعندها يصعب ان بناء فكر جديد على انقاض افكار سابقة


تحياتي لك
وشكرا على المتابعه ..
وياليت نكمل النقاش حتى تضح المسالة وياليت نتناولها من جميع جوانبها :)

متشيم
05-03-2002, 12:23 AM
أشكرك أخ يعسوب على مقالك الجيد ، وأشكر الأخت هايدي الذي أؤيدها فيما قالت إلا إني أقول "الخطبة والمحاضرة" من وسائل الدعوة ونشر الدين ، ويكفي أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع في خطبه للأمة أصول الدستور الإسلامي...

والأصل أن الدين "المعاملة" ويكفي نموذج المعالمة والتعامل ، ولكننا في حقيقة الأمر تعاملنا يصنب على أفراد ومجموعات صغيرة من الناس ، أما الخطبة والمحاضرة فيحضرها من يعرفك ومن لا يعرفك.

يعسوب
06-03-2002, 04:14 PM
فعلا اخ متشيم
هناك اساليب للدعوة ..
فاختلاف حجم المجموعه وتباين افكارها ومستوياتها الفكرية
يحتم وجود اشكال متنوعة من الدعاة قادرين على تلقيم الاسلام للاخرين بطريقة تساعدهم على تقبل مايطرح عليهم



شكرا لك وتحياتي