PDA

View Full Version : قانون الأولويات


المسلمي
04-03-2002, 01:14 AM
يغتال (( قانون الأولويات )) ذلك الموظف الذي ترى أكوام المعاملات
مرصوصة على سطح مكتبه والقرآن الكريم مفتوح في درج ذلك المكتب
يقرأ فيه ـ تقرباً إلى الله ـ متى ما انصرف المراجع أو غابت عنه رقابة
رئيسه ولو دقق النظر في آيات القرآن الكريم لعلم أن أعظم قربة إلى
الله في هذا المكان الوفاء بالعقود عملاً بقوله جل وعلا (( يا أيها الذين
آمنوا أوفوا بالعقود )) .

ويلحق بهذا الجاهل بـ(( قانون الأولويات )) ذلك الموظف الذي يرهق
جسده بنوافل الصيام فيضعف ويقصر في القيام بأداء عمله وما كلف به
على الوجه المطلوب منه لأنه جهل (( فقه الأولويات )) الذي قره نبيه
صلى الله عليه وسلم عموماً وفي هذا الموقف خصوصاً حينما اشتد
غضبه على من لم يفطر في السفر حتى قال عنهم : (( أولئك
العصاة )) مع أنهم في صوم فريضة فكيف بمن كان في نافلة .

وتضيع (( فقه الأولويات )) تلك المرأة التي تخرج في خلوة مع السائق
إلى المسجد ولو صلت في خدرها وتجنبت وقوع الخلوة لكان أحب إلى
ربها وكما ، قال ترجمان القرآن رضي الله عنه : إن أعظم ما تتقرب به
المرأة إلى ربها قرارها في بيتها .

وتلحق بهذه المرأة من تخرج متبرجة أو متطيبة لزيارة مريض أو صلة
قريب أو من تسافر بدون محرم لحج أو عمرة أو تعليم وقد علمها رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه : (( لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم والآخر
أن تسافر إلا مع ذي حرمه )) .

وممن يهدر (( قانون الأولويات )) ذلك الرجل الذي يوسع على أصدقائه
وزملائه وينفق بسخاء على ضيوفه وزواره ويقتر على أهله ويضيق أولاده
مع أن المصطفى صلى الله عليه وسلم علمنا في حديث صريح أولوية
الإنفاق فقال : (( ابدأ بمن تعول )) وقال في حديث آخر : (( دينار تنفقه
في سبيل الله ، ودينار تتصدق به على مسكين ، ودينار تنفقه على
أرملة ، ودينار تنفقه على أهلك ، وأعظمها أجراً ما تنفقه على أهلك )) .

ولا يبالي بـ (( فقه الأولويات )) ذلك الابن الصالح الذي يسافر طلباً للعلم
أو نافلة الحج أو العمرة ووالده في أمس الحاجة إليه ، وقد رد نبي
الرحمة صلى الله عليه وسلم المجاهد في سبيل الله وهو في أمس
الحاجة إليه عندما علم أنه خرج ووالداه يبكيان فقال : (( ارجع إليهما
فأضحكهما كما أبكيتهما )) .

ويجهل (( فقه الأولويات )) ذلك الأب الذي يعتكف العشر أو يكرر الحج
وهو يعلم أن انقطاعه عن أهله وأبنائه مفسدة لهم أو ضياع لحقوقهم
فمسئولية الرعاية التي يتعدى نفعها إلى الآخرين أولى من العبادات
التي يقتصر نفعها على صاحبها .

ويغفل (( فقه الأولويات )) أيضاً ذلك الطالب الذي يأخذ مكانه في قاعة
الدرس ثم ينشغل عن شرح معلمه بالتسوك تارةً وبذكر الله تارةً أخرى
وليته تعلم أن ذكر الله في هذا الموضوع يكون بتلقي العلم وفهمه والاستفادة من معلمه ومن كل كلمة يقولها .

إن هذه الصور التي لا أشك أن غيري قد التقطها من واقعنا الاجتماعي
ما هي إلا نماذج حيه تؤكد إهدار فئة كبيرة من أفراد المجتمع لـ(( قانون
الأولويات )) والذي متى فقده المجتمع الإسلامي اختلت وسطيته التي
تميزه وتعثرت خطواته وانقلبت مفاهيمه وأضحت سلوكياته ومعاملاته بين
الإفراط والتفريط وأصبح يعيش المجتمع حالةً من الارتجالية والعشوائية
حينما يقدم ما يمكن تأخيره ويؤخر ما ينبغي تقديمه ويضخم ما لا ينبغي
تضخيمه ويصغر ويحقر ما ينبغي تكبيره .

مع تحياتي ،، المسلمي ،،

هزيم الرعد
04-03-2002, 01:33 AM
الاخ المسلمي

الموضوع يتناول بعض العادات الاجتماعيه

الناتجه عن الجهل الديني والاعتقاد الخاطي مع ا ن لي فيه راي

واتمني ان اورده بعد تعقيب الزملاء عليك وقد يكون في المسميات


هزيم,,

بنت العين
04-03-2002, 01:50 AM
هلااااا بالمسلمي

موضوع حساس..و يلمس الواقع...و انت صاج..

كل له وقته..و فيه شي مهم..و شي اهم..

و الموظف الزم ما عليه اداء وظيفته

و كذلك الطالب..و الزوجه..و الاب..كل مسئول

عن اداء واجبه..

اشكرك على طرحك الرااائع....و لا تحرمنا من مواضيعك

فسوالف الاصدقاء...:)