سردال
04-03-2002, 02:22 PM
فتحت التلفاز لعلي اجد ما يستحق المشاهدة، بدلت بين القنوات فلم أجد شيئاً فأغلقته وتذكرت انني اكرر هذا الفعل كثيراً، فلم يعد في التلفاز شيء يستحق المشاهدة والمتابعة، فالفضائيات تغطي ساعات بثها الطويلة بالمسلسلات التي تعيد بثها يومياً، والفترات الغنائية تتعب السمع والبصر والاحساس، فلم يعد في الغناء شيء يربطه بالطرب والفن الجميل، وبدأت أحن للأيام الماضية التي كان فيها الفن شيئاً آخر غير ما نراه اليوم من صرعات غريبة!
البرامج الحوارية اصبحت متشابهة الى حد كبير ولا يقدم فيها شيء جديد الا بعض البرامج التي تعد على اصابع اليد الواحدة، واذا ما تابعت البرامج العلمية والوثائقية، تجد ان اغلبها ان لم يكن كلها برامج اجنبية تم تعريبها، وما تشاهده لأول مرة، ستشاهده مرات عديدة في قنوات اخرى، فالفضائيات تستنسخ البرامج من بعضها البعض، تماماً كما يستنسخ الناس البقر والخراف والقطط والفئران!
اما البرامج الثقافية التي تعني بالادب والثقافة والفكر، فهي على قلتها اما مغرقة في امور معقدة لا أكاد أفهمها، ودائماً ما اتهم نفسي بأنني لا افهم، لكن يتضح لي فيما بعد انهم يتكلمون في عالم آخر غير عالمنا، واما انها تكرر ما عرض في برامج ثقافية اخرى، والمشكلة الفعلية ان هناك تياراً يكاد يسيطر على هذه البرامج فلا تسمع الا صوتاً واحداً ولا ترى الا اتجاهاً فكرياً واحداً وقليل بل ونادر ما ترى اي اتجاه فكري يخرج عن مسار هذا التيار، وبين ذلك كله الفترات الاعلانية التي استباحت الاخلاق والمبادىء، وجعلت من المرأة واجهة عرض للمنتجات، ولا تخجل من ان تجعل الجنس الرخيص اسلوباً لجذب الانتباه، والامر من كل ذلك انها تطل علينا بين الفترات الاخبارية والبرامج الحوارية فتقطع بذلك حبل التفكير، فمثلاً تأتينا صور الانتفاضة والجرحى والشهداء، وبعدها يقطع عليك هذه الصور اعلان لمستحضرات التجميل او لعطر والمرأة فيه شبه عارية، وقارنوا بين صورة الشهداء وصورة الاعلان، ايهما يرسخ اكثر في الذهن؟!
لماذا الصورة هكذا سوداء في فضائياتنا؟ هذا يرجع الى عدة امور، وسأركز على نقطة أراها في غاية الاهمية ومع ذلك لا تلقى اهتماماً كبيراً، وهي انشاء قنوات متخصصة، فمثلاً، اين القناة العربية العلمية المتخصصة؟ بعضكم يعرف قناة ديسكفري العلمية، واسمها يعني بالعربية المكتشف، الا يمكن ان ننشىء قناة عربية علمية متخصصة كقناة ديسكفري تعنى بالعلوم والتقنيات الحديثة والطب والهندسة، وتوعي الجماهير بالتطورات العلمية الاخيرة، وتقوم بتشجيع الجهود العلمية، وابراز المواهب الشابة وتقوم بسد ثغرة كبيرة في نسيج الفضائيات العربية؟
ولماذا لا نرى قناة متخصصة في التاريخ، وهذه قناة مهمة وضرورية، خصوصاً ان برامج المسابقات العربية الكثيرة في الفضائيات بينت لنا اننا لا نعرف تاريخنا، ونكاد نجهل اهم المعلومات التاريخية، والطلبة في المدارس يشتكون من مناهج التاريخ بأنها صعبة وتحتاج الى حفظ كثير، ومثل هذه القناة ستكسر الجمود الذي نجده في المنهاج، وستكون منبعاً مهماً لتعلم التاريخ في المنزل بدلاً من ان يكون في كتب مدرسية تمزق آخر العام الدراسي·
نستطيع ان نبتدع قنوات متخصصة كثيرة، فقناة جغرافية، واخرى تعليمية، وثالثة تراثية، المهم ان نتخصص، فالمشهد الآن يرينا ان معظم القنوات هي قنوات عامة، تعرض كل شيء، وهناك بعض القنوات الاخبارية، وقناة اقتصادية وحيدة هي قناة دبي الاقتصادية التي ينتظرها دور اكبر من الدور الذي تقوم به الآن، واذا ما تخصصنا سنجد امامنا مجالاً واسعاً من الابداع وستصبح الفضائيات العربية مصدراً مهماً للتثقيف والتوعية لا كما يحصل الآن·
البرامج الحوارية اصبحت متشابهة الى حد كبير ولا يقدم فيها شيء جديد الا بعض البرامج التي تعد على اصابع اليد الواحدة، واذا ما تابعت البرامج العلمية والوثائقية، تجد ان اغلبها ان لم يكن كلها برامج اجنبية تم تعريبها، وما تشاهده لأول مرة، ستشاهده مرات عديدة في قنوات اخرى، فالفضائيات تستنسخ البرامج من بعضها البعض، تماماً كما يستنسخ الناس البقر والخراف والقطط والفئران!
اما البرامج الثقافية التي تعني بالادب والثقافة والفكر، فهي على قلتها اما مغرقة في امور معقدة لا أكاد أفهمها، ودائماً ما اتهم نفسي بأنني لا افهم، لكن يتضح لي فيما بعد انهم يتكلمون في عالم آخر غير عالمنا، واما انها تكرر ما عرض في برامج ثقافية اخرى، والمشكلة الفعلية ان هناك تياراً يكاد يسيطر على هذه البرامج فلا تسمع الا صوتاً واحداً ولا ترى الا اتجاهاً فكرياً واحداً وقليل بل ونادر ما ترى اي اتجاه فكري يخرج عن مسار هذا التيار، وبين ذلك كله الفترات الاعلانية التي استباحت الاخلاق والمبادىء، وجعلت من المرأة واجهة عرض للمنتجات، ولا تخجل من ان تجعل الجنس الرخيص اسلوباً لجذب الانتباه، والامر من كل ذلك انها تطل علينا بين الفترات الاخبارية والبرامج الحوارية فتقطع بذلك حبل التفكير، فمثلاً تأتينا صور الانتفاضة والجرحى والشهداء، وبعدها يقطع عليك هذه الصور اعلان لمستحضرات التجميل او لعطر والمرأة فيه شبه عارية، وقارنوا بين صورة الشهداء وصورة الاعلان، ايهما يرسخ اكثر في الذهن؟!
لماذا الصورة هكذا سوداء في فضائياتنا؟ هذا يرجع الى عدة امور، وسأركز على نقطة أراها في غاية الاهمية ومع ذلك لا تلقى اهتماماً كبيراً، وهي انشاء قنوات متخصصة، فمثلاً، اين القناة العربية العلمية المتخصصة؟ بعضكم يعرف قناة ديسكفري العلمية، واسمها يعني بالعربية المكتشف، الا يمكن ان ننشىء قناة عربية علمية متخصصة كقناة ديسكفري تعنى بالعلوم والتقنيات الحديثة والطب والهندسة، وتوعي الجماهير بالتطورات العلمية الاخيرة، وتقوم بتشجيع الجهود العلمية، وابراز المواهب الشابة وتقوم بسد ثغرة كبيرة في نسيج الفضائيات العربية؟
ولماذا لا نرى قناة متخصصة في التاريخ، وهذه قناة مهمة وضرورية، خصوصاً ان برامج المسابقات العربية الكثيرة في الفضائيات بينت لنا اننا لا نعرف تاريخنا، ونكاد نجهل اهم المعلومات التاريخية، والطلبة في المدارس يشتكون من مناهج التاريخ بأنها صعبة وتحتاج الى حفظ كثير، ومثل هذه القناة ستكسر الجمود الذي نجده في المنهاج، وستكون منبعاً مهماً لتعلم التاريخ في المنزل بدلاً من ان يكون في كتب مدرسية تمزق آخر العام الدراسي·
نستطيع ان نبتدع قنوات متخصصة كثيرة، فقناة جغرافية، واخرى تعليمية، وثالثة تراثية، المهم ان نتخصص، فالمشهد الآن يرينا ان معظم القنوات هي قنوات عامة، تعرض كل شيء، وهناك بعض القنوات الاخبارية، وقناة اقتصادية وحيدة هي قناة دبي الاقتصادية التي ينتظرها دور اكبر من الدور الذي تقوم به الآن، واذا ما تخصصنا سنجد امامنا مجالاً واسعاً من الابداع وستصبح الفضائيات العربية مصدراً مهماً للتثقيف والتوعية لا كما يحصل الآن·