PDA

View Full Version : موقف المسلم من الفتنة


متشيم
13-04-2002, 12:35 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

إذا جاءت فتنة لتعصف بالإسلام وقف المؤمن في وجهها وقفة الصامد البطل حتى يذود عن حياض الإسلام ، ولكن بعض الفتن تموجا موجا لا يعرف المؤمن مع من يقف ، يبقى حائرا مترددا ، يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على أي تصرف ، وأما الرعاع فتدور بهم الفتنة فتجعلهم من ذرات غبارها المتطاير ، الذي يعمي أفراد الأمة ويشتتهم.

وإليكم حديثا يرويه الإمام مسلم في صحيحه:
قال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأي قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه.

ولمسلم كذلك:
وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها تستشرفه ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به.

وللترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع أحدهم دينه بعرض من الدنيا.

هي إذن فتن عظيمة ، حدثنا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تعرض على المسلم كالحصير ، فتنة وراء فتنة مرصوصة في بعضها البعض ، لا تترك المسلم في حاله ، لا يكاد يخرج من فتنة حتى تأتيه الأخرى ، فتنة يصبح الكثرة من الناس بسببها لا ينكرون المنكر ولا يعرفون المعروف ، قلوبهم سوداء ، ويكون فيها الجالس لوحده بعيدا عن الوقوف لهذه الفتن أفضل ، وأقل منه درجة من وقف (وهو المستمع) وأما الماشي فهو من اتبع هذه الفتنة وأما الساعي فهو من سعى لنشرها (هذه رؤيتي الخاصة التي قد تصيب وقد تخطيء) ، فتن تجعل الرجل يقلب إيمانه بكفر بين طرفي النهار ، فتن تجعل الرجل يبيع دينه لعرض من الدنيا.

متشيم
13-04-2002, 01:04 PM
ومما نشاهده في عصرنا هذا من الفتن كثير ، منها فتنة اختلاف البعض في العلاقة مع الكفار ، وهي فتنة عظيمة ، والنص القرآني شاهد على كفر من يتخذ اليهود والنصارى أولياء ، ولكن بعض المسلمين من باب تمييع المواقف سايروا الكفار ولاطفوهم ، والحجج الموهمة كثيرة ، فمنهم من يوالي الكفار بحجة من باب "حوار الأديان" وهي آفة وقع فيها الكثير من العلماء الأجلاء ، فحضروا منتدى بعنوان "حوار الأديان" وكان بين النصارى والمسلمين ، رفض فيه النصارى الاعتراف بالإسلام كدين سماوي ، ومن المسلمين من يوالي الكفار من باب دعوتهم للإسلام ، فيبرر مواقهم ويعزز جرائمهم ، ويهاجم رؤوس المسلمين دفاعا عن الكفر ، وآخر افتتن بقوتهم ، فاستنجد بهم ، ولم يجد أفضل منهم عونا على خصومه.


وللحديث بقية

علىالبال
13-04-2002, 10:21 PM
انا معك في ان بعض العلماء حللو الحرام وحرموا الحلال ارضاء للسلطه حتى بعضهم كفر مسلمين من اجل ارضاء السلطة .

ولكن اختلف معك في حوار الاديان حيث انك اخي الكريم لو رجعت للتاريخ الاسلامي -عهد الرسول -صل الله علية وسلم . في المدينه وهي تعج باليهود وبعض المشركين شرع الرسول الكريم قوانين تحميهم وتعطيهم حقوقهم كامله ولهم ايضا حق المواطنة في الدولة الاسلامية .

وكما قال الله العلي العظيم لكم دينكم ولي دين.

لذلك التأخي مع اللكفار في حالة السلم لا حرج فيه بشرط ان لايسي للاسلام -كما تصنع امريكا واسرائيل في المسلمين - في هذه الحالة يجب قتالهم .



والله اعلم

متشيم
13-04-2002, 11:26 PM
أخي على البال:
(بعض العلماء حللو الحرام وحرموا الحلال ارضاء للسلطه حتى بعضهم كفر مسلمين من اجل ارضاء السلطة)
هذه لا أناقشها مع أي شخص ، أناقشها مع طائفة مختصة من الناس ولذلك لا تعليق لي عليها.

أما قضية الحوار بين الأديان فنحن لا نتكلم عن أصلها والذي هو "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا باللتي هي أحسن" إنما نتكلم عن مضمونها الحالي ، فالأصل الأول الذي قامت عليه جميع مؤتمرات الحوار بين الأدين هو أن لنصرانية واليهودية فقط هما الدينان السماويان ، اتكلم عن الطريقة التي أهين بها علماء المسلمين ومنه الشيخ يوسف القرضاوي خلال آخر مؤتمر عقد في إيطاليا.

الله تبارك وتعالى يقول (ولن ترض عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)

الحوار المطلوب هو إيجاد الأرضية المشتركة فقط كمحاربة العلمانية والفاحشة والمثلية الجنسية وإباحة الإجهاض ، ولكن مما يؤسف له أن مؤتمرات حوار الأديان أتت لتهاجم الإسلام حيث يقوم المؤتمرون بالهجوم على علماء المسلمين وطرح قضايا التطرف والإرهاب وكأن العالم النصراني لم يقد أعنف موجة تطرف عرفها التاريخ عبر العصور سواء كان ضد الإسلام أو غيره من الديانات.

وإذا كان الحوار بين النصراني والمسلم على أساس تغيير الدين في حال الاقتناع به فإنه لا يجوز للمسلم أن يشارك في مؤتمرات هذا أساسها.