PDA

View Full Version : اغتصاب فلسطين..للشيخ عبد الرحمن الهوساوي...


المبتسم
16-04-2002, 05:30 AM
كانت هذه هي خطبه الجمعه للاسبوع الماضي من مسجد الجامعه...
اعجبتني واحببت ان انقلها لكم..

وتقبلوا تحياتي ...

=====================================
nالحمد والثناء...والصلاة والسلام..

nأيها الاخوة: رأينا صوراً من جرائم اليهود في العصر الحديث، حيث نشروا الرذيلة وأثاروا الحروب، ومزقوا الشعوب، وأعظم جرائمهم بالنسبة لأمتنا العربية والإسلامية اغتصاب أرض فلسطين التاريخية بمقدساتها، وإقامة إسرائيل على أنقاضها، ولا شك أن هذه المصيبة الكبرى نتحمل كلنا مسئوليتها، حكاماً ومحكومين، فهي لم تقع بذكاء اليهود بل بغبائنا، ولم تقع بشجاعتهم بل بجبننا، ولم تقع لنزاهتهم بل لخيانتنا، ولم تقع لقوتهم بل لضعفنا، ولم تقع لوحدتهم بل لفرقتنا، ولم تقع لطاعتهم بل لمعصيتنا، وصدق الله {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}، وكما قال الفاروق t في وصيته لسعد t : وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراساً من المعاصي منكم من عدوكم، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولو لا ذلك لم تكن لنا بهم قوة، فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، وإلا ننصر عليهم بفضلنا لم نغلبهم بقوتنا، ولا تقولوا إن عدونا شرٌ منا فلن يسلط علينا وإن أسأنا، فرب قوم سُلط عليهم شرٌ منهم، كما سلط على بني إسرائيل لما عملوا بمساخط الله كفارُ المجوس. وقد صدق أبو إسحاق الألبيري وهو يتحدث عن ضياع الأندلس:

وما كان ذلك من سعيهم *** ولكن منا يقوم المعين

nإي وربي لقد صدق أبو إسحاق: فوالله ما استطاع اليهود إقامة دولتهم على أرض فلسطين المباركة بل واحتلال الأراضي العربية المجاورة إلا بمعونتنا نحن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وإلا فاليهود أجبن خلق الله لا يستطيعون المواجهة – كما وصفهم الله- {لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ}، وهم إلى اليوم جبناء رغم ترسانة الأسلحة التي يملكون، أما رأيتم كيف يختفون من أطفال الحجارة مع أنهم مدججون بالسلاح، لذلك فإن حقيقة قوة اليهود تكمن في أمرين: في خبثهم ومكرهم، فهم لا شك أساتذة في هذا الباب، وفي قدرتهم على استحمار الناس وتسخيرهم لخدمتهم، حتى أصبحت زعيمة العالم تتبجح بأن حماية إسرائيل هي إحدى ثوابت سياستها. وسبب جبنهم هذا ما قاله الله تعالى{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ }، لذلك هم لا يستأسدون ويتنمرون إلا على من يكون أشد منهم حرصاً على الحياة، وذلك عندما تصاب الأمة بالوهن، وفسره e لما سئل ما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت.

nأيها الاخوة: إن واجبنا على الأجيال الناشئة أن تعلم كيف اغتصبت فلسطين، وكيف شرد أهلها، فبعد الاضطهاد التي تعرض لها اليهود على أيدي النصارى في أوربا والذي انتهى بإحراقهم على يد النازيين عقوبة لهم على جرائمهم وموآمراتهم، نشأت الحركة الصهيونة بقيادة الصحفي النمساوي اليهودي ثيودور هرتزل -الأب الروحي للصهاينة- واستطاع أن يجمع عباقرة اليهود في العالم في عدة مؤتمرات، أولها مؤتمر بال بسويسرا عام 1897م وبحثوا فيه شأن اليهود في العالم، فنشأت فكرة إنشاء وطن قومي لهم في مكان ما في العالم، وقد بدأت الفكرة بأن المكان المناسب هو أرض التيه- شبه جزيرة سيناء- ولكن ندرة الماء حالت دون ذلك المشروع، وعرض هرتزل المشروع على عبيدهم الإنجليز، فوافق شن طبقة، الأوربيون يتمنون تطهير أوربا منهم وهم يطمعون في وطن يجمعهم، لذلك سرعان ما اقترح الإنجليز أن تكون دولتهم خارج أوربا رغم أنهم أوربيون من حيث العرق، فاقترحوا عليهم أرض أوغندا، لكن اليهود رفضوا، وأصروا أن تكون في فلسطين، حيث زعموا أنها أرض الميعاد، وأن الرب قد وعدهم بها، وأن بها هيكلهم المزعوم، -وكلها حجج لا دليل عليها؛ لا دينياً ولا تاريخياً، لكنهم أقنعوا الإنجليز بباطلهم، لذلك لم يرضوا عن فلسطين بديلاً.

nولقد أراد اليهود أن تكون فلسطين لهم غنيمةً باردة لا كرّ فيها ولا فر، فذهب هرتزل إلى السلطان عبدالحميد الثاني خليفة المسلمين يومئذ، وساومه على أرض فلسطين، وعرض عليه الملايين؛ منها لحسابه الخاص ومنها لتسديد ديون الدولة، لكنه رفض بإباء عجيب، ولا عجب، فقد أملاه عليه دينه وإسلامه، قال لهم: إن هذه أرض المسلمين رووا عليها ومن أجلها دماءهم فلن أتنازل عن شبر منها. رحمك الله يا سلطان عبدالحميد، لم تكن عربياً، لكنك كنت أحرص على بلاد العرب من كثير من العرب، عند ذلك أدرك اليهود أن الغنيمة لن تكون باردة، فبدأوا يخططون ويدبرون في الخفاء، وبذلوا من أجل باطلهم أموالهم رخيصة، مستغلين أثرياء العلماء الذين أغلبهم يهود. وحتى تعلم أن الخطة كانت دقيقة ومحكمة قرروا إنشاء الدولة خلال خمسين عاماً، فعملوا لإنجاز هذا الحلم الكبير مع كل من ظنوا أنه يمكن استحماره وتسخيره سواء كان مسلماً أو نصرانياً أو يهودياً من باب أولى.

nأيها الاخوة: وبعد دراسة عميقة واختبار السلطان تبين لهم أنهم لن يستطيعوا زرع هذا الجسم الغريب في وسط المسلمين والعرب خاصة إلا بعد إلغاء الخلافة الإسلامية التي تجمع العربي والهندي والتركي والأفريقي في خندق واحد، أو على الأقل الذهاب بالشرفاء أمثال السلطان عبدالحميد والإتيان بالخونة أمثال أتتورك، ولقد سبق إلغاء الخلافة عدة أحداث عجلت في إنهائها، فبداءوا في اقتسام تركة الرجل المريض قبل أن يموت، فالروس اقتطعوا من الجسد الإسلامي ولايات آسيا الوسطى كطاشكند وأزبكسان وأذربيجان..، واقتطع الإنجليز شبه القارة الهندية.

nوفي عام 1904م وقعت المعاهدة الاستعمارية بين بريطانيا وفرنسا لتقاسم المناطق العربية أيضاً، فكانت مصر والسودان من نصيب بريطانيا، والمغرب العربي من نصيب فرنسا، وفي عام 1911م سقطت ليبيا بأيدي الطليان، وفي عام 1916 وقعت معاهدة سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا لاقتسام باقي جسم الخلافة، وفي عام 1916م قامت الثورة العربية التي خطط لها الأعداء وخدع فيها الشريف حسين، ليثور على إخوانه الاتراك بحجة استقلال البلاد العربية، وهذا مثال حي لمقال أبو إسحاق الألبيري:

وما كان ذلك من سعيهم *** ولكن منا يقوم المعين
nوفعلاً لولا هذه المعونة أو الخيانة لما تمزقت الأمة، ولقد هذه الثورة وبالاً على المسلمين وأول من اصطلى بنارها العرب أنفسهم، حيث استعمرت كلُ بلادهم -عدا بلاد الحرمين التي حماها الله أن تدنسها أقدمُ الكفرة- فلما لم يرضوا بحكم إخوانهم المسلمين طوعاً أكرهوا على الخضوع للمستعمر الكافر الذي نهب خيرات البلاد وسام العباد سوء العذاب، والغريب أن الكفرة روجوا للعرب أن حكم الإتراك استعمار لهم، سبحان الله ومتى كان حكمُ المسلم لأخيه المسلم استعماراً، وفي المقابل سمي عملُ المستعمر انتداباً. رمتني بدائها وأنسلت.

المبتسم
16-04-2002, 05:31 AM
nوفي عام 1917م صدر الوعد المشئوم وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا بتكفل الإنجليز على إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وتقديم المعونة لهم وذلك قبل أن تطأ أقدام الإنجليز أنفسهم فلسطين، وبسقوط الخلافة عام1918التي كانت عائقاً أمام اليهود رغم ضعفها تهيأت الظروف، فاحتلت بريطانيا فلسطين وسمي انتداباً، وبداؤا تسهيل الهجرة اليهودية لفلسطين بهدوء، وبجانب تسهيل عملية الاستيطان والهجرة اليهودية كانت هناك عملية تخدير في كل العالم الإسلامي، تهدف الشعوب المسلمة، إذ شعروا أن هذه الشعوب المقهورة ما دام أنها مسلمة ومتمسكة نوعا ما بدينها يمكن أن تنتفض في أي لحظة، خاصة وأن الحكام هم المستعمرون، لذلك سهلوا أعمال البعثات والإرساليات التبشرية التخربية، لمسخ الهوية الإسلامية وهدم الفضيلة واستبدلها بالرذيلة إضافة إلى اصطياد العملاء أو صنعهم، فتدفق جيش المنصرين والمخربين إلى البلاد الإسلامية بأقنعة شتى؛ في ثوب العلماء وأساتذة الجامعات، أو كتجار، أو خبراء ومستشارين، أو أطباء وممرضات، الأمر الذي سهل عليهم التعرف على البلاد عن كثب، وتعاملوا مع المسلمين بلطف دون استفزاز، حتى كسبوا ثقتهم، بل استطاعوا أن يشككوا بعض المسلمين في دينهم، فانتشرت الردة فضلاً عن الرذيلة، وانتشرت المحرمات وتنويلت جهاراً نهاراً، واستخدموا النساء والخمور لإفساد أخلاق المسلمين، وكان شعارهم: كأس وغانية تفعل في الأمة المحمدية ما لايفعله ألف مدفع، وصدقوا وهم الكذبة، فقد انتشر التبرج والسفور، وسادت الدراسة المختلطة بين الجنسين، فتمت العلاقات المشبوهة في صالات العلم والدراسة، ولم يسلم حتى عامة الناس الذين أفسدوا عن طريق المجلات الخليعة والمسارح والسينما، وفي مجال الحكم أقصيت الشريعة واستبدلت بالقوانين الوضعية، كالقانون الفرنسي والبريطاني والإيطالي، وبهذا مسخت الهوية الإسلامية، حتى قال زويمر في مؤتمر القدس التبشيري عام 1935م عندما رأى الإحباط من المنصرين لأنهم فشلوا في تنصير المسلمين فقال لهم: أيها الإخوان الأبطال والزملاء الذين كتب الله لهم الجهاد في سبيل المسيحية واستعمارها لبلاد الإسلام فأحاطتكم عناية الرب بالتوفيق الجليل المقدس، لقد أديتم الرسالة التي نيطت بكم أحسن أداء...إني أقركم على أن الذين دخلوا من المسلمين في حظيرة المسيحية لم يكونوا مسلمين حقيقيين،..ولكن مهمة التبشير التي ندبتكم الدول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في المسيحية فإن هذا هداية لهم وتكريما، وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الإسلام ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله وبالتالي فلا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها...إنكم أعددتم شباباً في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها وأخرجتم المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقاً لما أراد له الاستعمار، لا يهتم بالعظائم، ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همه في دنياه إلا الشهوات، فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود بكل شيء. هذا وصف المستعمر لحال المسلمين، ولعلك لاحظت من كلامه التعاون بين المنصرين والميتعمرين، فهما وجهان لعملة واحدة، وليس أدل على هذا المسخ في الهوية الإسلامية أن يعتنق كثير من المسلمين ومن المثقفين المذهب الإلحادي عند قيام المذهب الشيوعي، وانتشرت الأحزاب الشيوعية والاشتراكية الإلحادية في بلاد المسلمين، بل كان بعضهم شيوعي أحمر أكثر من الشيوعيين أنفسهم، وهؤلاء لا يؤتمنون على عرض أو أرض.

nفي خضم غفلة المسلمين وانشغالهم بالشهوات، وتفرقهم وتشرذمهم ظل اليهود يتجمعون في فلسطين ويتسللون في جنح الليل بمعونة دولة الانتداب، ولقد تفطن الفلسطينون لما يحاك وما يراد بهم من أمثال عز الدين القسام والشيخ أمين الحسيني الذي دعا إلى مؤتمر إسلامي بالقدس عام 1931م لكن دون جدوى، لذلك لم يكن لأهل البلاد بد من مقاومة الهجرة اليهودية المدعومة من الإنجليز، ولقد واكب هذه الهجرة والتمكين إقامة مجاز رهيبة للفلسطينيين لإرهابهم وتشريدهم والمقام لا يتسع لذكر هذه المجازر، إلا الأسماء، كمذبحة دير ياسين وكفر قاسم وقبية وسعسع والرملة ونسف فندق الملك داود، تولى هذه المجازر المنظمات الإرهابية كالهاجانا واتسل ولحي، ولعلمكم أن زعماء هذه المنظمات الإرهابية هم زعماء الدولة فيما بعد كبن غورين وبيغن وشامير وشارون وبيريز..

nوهذه المجازر الرهيبة دون أن يكون هناك من يساعدهم مساعدة حقيقية اضطر الكثير للهرب من ديارهم، وبهاية عام 1948م كانت إسرائيل قد احتلت ثلاثة أرباع المساحة الكلية لفلسطين، أي أكثر من 350مدينة وقرية، ولم يبقى سوى 140ألف عربي يوم أقاموا دولتهم، وهكذا قامت دولة إسلاائيل على أنقاض دولة فلسطين وعلى جماجم وجثث لإخوانكم بعد أن خذلهم إخوانهم في العقيدة، وعندما أعلن قيام الدولة العبرية كان أول المباركين والمعترفين بقيامها أخص أصدقاء العرب الاتحاد السوفيتي وتبعه أمريكا ثم باقي الدول، لتذهب فلسطين ضحية للتقاعس بل والخيانات.

nولا شك أن في هذا التاريخ عبر كثيرة يضيق الوقت عن سردها والحر تكفيه الإشارة. ربنا لا تؤاخذنا...