زمردة
10-08-2002, 10:38 AM
مقال أعجبني للكاتب محمد المليفي .. أنقله لكم كما كتبه ..
( ليس من عادتي أن تخط اناملي العبارة مرتين! ولكني سأعيد اليوم مقالاً كنت قد كتبه بما يسمى بجريدة الرأي العام ثم رحلت! وها أنذا اليوم أكتبه مجدداً لأبقى! …… نعم وسيبقى القلم شامخاً بإذن الله وارشق في ذؤابته نحر كل حاقد!
النابغة الذبياني يستحي مثلي أن يترجم له، ولكن ما دمنا في عصر ضياع التراث وتفتت الهوية فلا بأس أن أنعته بتاج الشعراء وإمامهم وهذا الفطحل من قوة شعره وجبروته أن الشعراء بكل مستوياتهم وقدراتهم الشعرية كانوا يجتمعون عند خيمته في السوق ليعرضوا بين يديه بضاعتهم في الشعر ليكون رأيه هو الحكم بينهم…
كم كان قويا وجبارا بين اقرانه هذا إن سلمنا أن له أقران أصلاً آنذاك!
وبدأت قصته عندما أخذ يحظى باعجاب الجميع وازدادت حظوته عند كبراء القوم وعليتهم حتى بلغ أمر بلاغته وشعره إلى الملك النعمان أبي قابوس فجعله! من خاصته واكرمه بداره وموطنه!
فلم يحتمل حساده وغلت قلوبهم بالكيد والتآمر ضده فارسلوا دنيئاً منهم للملك النعمان ليفتري عليه بأنه خائن للملك وبائع لوده وعهده وأنه من أزلام الغساسنة!
فما كان من الملك النعمان إلا أن طرده ولفظه فخرج النابغة من الحيرة إلى بلاط الغساسنة مكسورا حزينا وهناك كتب قصيدة بألف قصيدة يبرر فيها حقيقة الأمر ويفند وشاية أعداءه وخصومه، وكانت: تلك الأبيات سببا لرجوعه ودحر خصومه وكشفهم ومما قال في رائعته :
أتاني أبيت اللعن أنــك لمتني وتلك التي أهتم منها وأنصب
فبت كأن العائدات فرشـن لي هراسا به يعلى فراشي ويقشب
حلفت، فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء مذهـب
لئن كنت قد بلغت عني خيانة لمبلغك الواشي أغش وأكـذب
هذه بعض من قصيدة نابغة ذلك العصر والذي أريد أن أنوه له هو أنه في كل عصر وفي كل زمن تجد من النوابغ والشرفاء والمميزين من يعرقل مسيرتهم ويزرع الشوك أمامهم! إما بتشويه سمعتهم أو بالتآمر عليهم أو الوشاية بهم أو بالكذب عليهم بغية إيقاعهم مع قومهم وإيقاف نبوغهم واغماد سيفهم!
وللعلم أيضا أن هؤلاء من رخصاء النفوس لا يهمهم في خصومتهم الفاجرة بأن يلجئوا إلى أقذر الاساليب دناءة وانحطاطاً ولا غرو في ذلك معاشر القراء لأن الذي يدخل ذلك! المستنقع يستعذب الوحل الذي فيه ولا يجد لحياته معنى بدونه!
نعم رحل النابغة ولكن ذكره ما زال شامخاً… وكذلك سيبقى شامخاً ذلك الذي يواجه بمفرده ورغم حداثة سنه داراً خربه فيها ألف رجل!…
سيبقى شامخاً ذلك الذي لا يملك سوى إيمانه وقلمه!
سيبقى شامخاً ذلك الذي تصور له الرسومات والأشكال والصور!
وسيبقى شامخاً كالطود يغرز شوكه في فؤادهم وهو يضحك ويبتسم!
عجبا لهذا الشامخ فقد أثمر واينع حصاده حتى قبل أن يمر عليه حول من السنة! )
http://www.aysoal.com/ml3.htm
( ليس من عادتي أن تخط اناملي العبارة مرتين! ولكني سأعيد اليوم مقالاً كنت قد كتبه بما يسمى بجريدة الرأي العام ثم رحلت! وها أنذا اليوم أكتبه مجدداً لأبقى! …… نعم وسيبقى القلم شامخاً بإذن الله وارشق في ذؤابته نحر كل حاقد!
النابغة الذبياني يستحي مثلي أن يترجم له، ولكن ما دمنا في عصر ضياع التراث وتفتت الهوية فلا بأس أن أنعته بتاج الشعراء وإمامهم وهذا الفطحل من قوة شعره وجبروته أن الشعراء بكل مستوياتهم وقدراتهم الشعرية كانوا يجتمعون عند خيمته في السوق ليعرضوا بين يديه بضاعتهم في الشعر ليكون رأيه هو الحكم بينهم…
كم كان قويا وجبارا بين اقرانه هذا إن سلمنا أن له أقران أصلاً آنذاك!
وبدأت قصته عندما أخذ يحظى باعجاب الجميع وازدادت حظوته عند كبراء القوم وعليتهم حتى بلغ أمر بلاغته وشعره إلى الملك النعمان أبي قابوس فجعله! من خاصته واكرمه بداره وموطنه!
فلم يحتمل حساده وغلت قلوبهم بالكيد والتآمر ضده فارسلوا دنيئاً منهم للملك النعمان ليفتري عليه بأنه خائن للملك وبائع لوده وعهده وأنه من أزلام الغساسنة!
فما كان من الملك النعمان إلا أن طرده ولفظه فخرج النابغة من الحيرة إلى بلاط الغساسنة مكسورا حزينا وهناك كتب قصيدة بألف قصيدة يبرر فيها حقيقة الأمر ويفند وشاية أعداءه وخصومه، وكانت: تلك الأبيات سببا لرجوعه ودحر خصومه وكشفهم ومما قال في رائعته :
أتاني أبيت اللعن أنــك لمتني وتلك التي أهتم منها وأنصب
فبت كأن العائدات فرشـن لي هراسا به يعلى فراشي ويقشب
حلفت، فلم أترك لنفسك ريبة وليس وراء الله للمرء مذهـب
لئن كنت قد بلغت عني خيانة لمبلغك الواشي أغش وأكـذب
هذه بعض من قصيدة نابغة ذلك العصر والذي أريد أن أنوه له هو أنه في كل عصر وفي كل زمن تجد من النوابغ والشرفاء والمميزين من يعرقل مسيرتهم ويزرع الشوك أمامهم! إما بتشويه سمعتهم أو بالتآمر عليهم أو الوشاية بهم أو بالكذب عليهم بغية إيقاعهم مع قومهم وإيقاف نبوغهم واغماد سيفهم!
وللعلم أيضا أن هؤلاء من رخصاء النفوس لا يهمهم في خصومتهم الفاجرة بأن يلجئوا إلى أقذر الاساليب دناءة وانحطاطاً ولا غرو في ذلك معاشر القراء لأن الذي يدخل ذلك! المستنقع يستعذب الوحل الذي فيه ولا يجد لحياته معنى بدونه!
نعم رحل النابغة ولكن ذكره ما زال شامخاً… وكذلك سيبقى شامخاً ذلك الذي يواجه بمفرده ورغم حداثة سنه داراً خربه فيها ألف رجل!…
سيبقى شامخاً ذلك الذي لا يملك سوى إيمانه وقلمه!
سيبقى شامخاً ذلك الذي تصور له الرسومات والأشكال والصور!
وسيبقى شامخاً كالطود يغرز شوكه في فؤادهم وهو يضحك ويبتسم!
عجبا لهذا الشامخ فقد أثمر واينع حصاده حتى قبل أن يمر عليه حول من السنة! )
http://www.aysoal.com/ml3.htm