PDA

View Full Version : عندما يسجد العقل للشهوة ..


فتى الإيمان
29-08-2002, 10:07 AM
إن الشهوة الجنسية غريزة طبيعية في الإنسان ، وفطرة فطر الله الناس عليها ، وقد اعترف الإسلام بهذه الغريزة واحترمها ، لدلك شرع الله الزواج بين الجنسين طريقا لتلبية داعي هذه الغريزة ، وجعله سنة من سنن المرسلين ، وسمى العقد الذي بين الزوجين ميثاقا غليظا إشعارا بعظمته وأهميته .
وتعتبر هذه الغريزة من أقوى الغرائز لدى الإنسان ، وأشدها خطرا عليه ، ولذلك جعلها الله أول الشهوات التي زينت للناس ، قال تعالى : " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين ....."


ومتى أطلق العنان لهذه الغريزة ، وفتح لها الباب على مصراعيه ، في غيبة من الوازع الديني والأخلاقي ، فإنها لا تبقي ولا تدر ، وتهلك الحال والمال ، ويؤدي إهمالها إلى فساد المجتمع وضياع النسل والأنساب ، وخراب الأمم والأفراد .
وقد حذر الله – تبارك وتعالى – حتى من مجرد الاقتراب من الفاحشة ، فقال : " ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ، وقال : " ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا " .
وإذا حرم الله شيئا حرم أسبابه ، ونهى عن دواعيه ووضع من الأحكام والتشريعات ما يسهل للناس تجنبه والإبتعاد عنه ، فعندما حرم الله الزنا شرع عددا من القواعد والتشريعات ووضع سياجات تقي الناس من الوقوع في أوحال الرذيلة تسهيلا لهم ورفعا للمشقة والتكلفة عنهم وإن كان في ضاهرها المشقة والتكلفة .

ومن هذه التشريعات :
أولا :أمره – سبحانه وتعالى –الجنسين بغض البصر ، فقال تعالى : " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون * وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن " النور29-30
ثانيا : أمر الله تعالى النساء بالقرار في البيوت حفاظا على استقرار المجتمع فقال : " وقرن في بيوتكن " .
ثالثا : عندما تخرج المرأة من بيتها لحاجة معينة كزيارة رحم أو عيادة مريض أو غير ذلك ، فإن الشرع فرض عليها الحجاب سدا لأبواب الفتنة ، فقال تعالى : " يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن " ، وقال : " ولا يبدين زينتهن إلآ ما ظهر منها " .
رابعا : نهيت المرأة عن الضرب برجلها إظهارا لزينتها ، فقال تعالى : " ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن " .
خامسا : نهيت المرأة عن التكسر في الكلام ، فقال تعالى : " ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض " ، وقد شرع الله الكلام من وراء حجاب في مخاطبة أمهات المؤمنين أشرف نساء العالمين ، فقال تعالى : " وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب "
سادسا : نهي المرأة عن التعطر للأجانب ، فقد قال – صلى الله عليه وسلم - : " أيما امرأة خرجت من بيتها مستعطرة ، ثم مرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية "
سابعا : نهى الشرع الحكيم عن الاختلاط بين الجنسين ، وحرم الخلوة بالمرأة الأجنبية ، فقال – صلى الله عليه وسلم : " إياكم والدخول على النساء ، فقالوا : أرأيت الحمو يا رسول الله ، قال : الحمو الموت الحمو الموت الحمو الموت " ، وقال – صلى الله عليه وسلم : " ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما " .
ثامنا : شرع الله – سبحانه وتعالى- إشهار الزواج الشرعي ، وجعل شهود العقد من شروط صحة الزواج .
ولو عمل الناس بهذه الأحكام التي وضعها الإسلام لعاشوا في سعادة وهناء ، ولكن عندما تعامت النساء عن الوصايا ، وتجاهل الشباب القواعد والأنظمة الشرعية ، حلت بهم الكوارث ، وانفلت الومام من يد المجتمع .


والباب الرئيس للفاحشة والانغماس في أوحال الرذيلة ، لإطلاق البصر في ما حرم الله تعالى ، سواء كان ذلك بصورة مباشرة على أرض الواقع ، أو عبر شاشات القنوات الفضائية التي ما فتأت تمطر شبابنا بسيل من الإغراءات والفتن ، أو عبر شاشات شبكة المعلومات - وقد عمد بعض أصحاب مقاهي الانترنت إلى وضع ستائر للأجهزة ، ووضع كواسر( proxies ) للأجهزة تخترق المواقع المحظورة تسهيلا للشباب والمراهقين – فيكل بصر الشاب من تقليبه في هذه الأمور ، وتنطبع في قلبه الصور والمشاهد الخليعة ، فتتولد الخواطر والأفكار السيئة تدعمها خسة النفس ولإيحاء الشيطان ، وتظطرم الشهوة الجنسية ، وقد يلجأ عندها إلى أ/ور يعتقد فيها تخفيف ما يعانية ، كالعادة السرية وغيرها ، فيعالج الداء بداء أخطر منه ، فتنشأ الأمراض النفسية ، وتزيد حدة السعار الجنسي ، فيعمد الشاب عندها إلى محادثة الفتيات عن طريق الهاتف ، أو بالمحادثات الالكترونية ( التشات ) وكم من فتيات وقعن ضحايا لمثل هذه المحادثات ، فيجد أن هذه الطريقة لا تروس ظمئا ولا تشبع نهما ، فيقرر الفتى عندها التحرر من جميع القيود الاجتماعية ، فيبدأ بارتياد أماكن الاختلاط وتجمعات الفتيات لينشئ علاقات فاسدة يظهر في بدايتها أنه في منتهى الشرف والنزاهة ، وأن علاقاته بريئة ( الحب البرئ ) حتى إذا انقادت الشياه للذئب ، وقع الفأس على الرأس ، وارتفعت النزاهة ، وهتكت الأعراض ، فإذا مل من فتاة انتقل إلى أخرى ، وربما قطع بعضهم الحدود وطوى المسافات ، وبذل ألأموال الطائلة من أجل تحقيق رغباته الجنسية ، والتخفيف من السعار الجنسي الذي يكابده .


إن القلب ليتفطر أسى وحسرة حين ترى الشاب في أوج قوته وفتوته ، جعل عقله بين رجليه ، لا هم له إلا ملاحقة الفتيات وارتياد أماكن تجمعاتهن ، يعيش هائما كالسكران ، يبحث عن الشهوة في كل مكان ، وبأي شكل ، حتى تصبح همه الأول ، فٌذا تحرك فمن أجلها ، وإذا سكن فلأجلها ، يقيم من أجل إرضاءها ، ويسافر بحثا عنها ، يسهر الليالي الطوال منكلا على عبادتها وتحقيق مطالبها ، نسي أهله ، وقطع أرحامه ، وتناسى صلاته وعباداته ، وغفل عن جميع الحقوق الواجبة عليه ، وصد وجهه عن كل محتاج لمساعدة أو طالب لخدمة إنسانية ، فقلبه ممتلئ بحب هذه الغيرزة دون سواها ، قد انفلت الزمام من عقله تقوده الشهوة كيفما أرادت .


ويا ترى ما الثمرة التي يجنيها من كل هذا اللهاث ، إنه يجني الكثير ، ولكنها ثمار حنظل مرير :
الثمرة الأولى : قلق وخوف يحيط به من كل ناحية ، قلق عن إعراض الفتيات ، وخوف من الفضيحة والعار ، وتوجس من هجوم الأمراض الجنسية .
الثمرة الثانية : الشرود الذهني والتشتت العقلي ، واختلال التفكير ـ تشعبت به الطرق ، وأعيته المسالك ، وسيطرت الشهوة على كامل قواه الفكرية .
الثمرة الثالثة : قلة الإنتاج الفكرية والعملية ، لاشتغال فكره ، وتحطم نفسيته ، وإجهاد جسمه .
الثمرة الرابعة : السعار الجنسي ، وتوهج الغريزة ، فهو كالذي يشرب من ماء البحر ، كلما شرب كأسا ازداد عطشا ، لا يرتوي أبدا .
الثمرة الخامسة : التعرض للذل والمهانة في محاولة استعطاف الفتيات وجلب قلوبهن .
الثمرة السادسة : ذهاب مخ الساقين ، وضعف البصر ، وشحوب الوجه ، والاحساس الدائم بالتعب والإرهاق .
الثمرة السابعة : الشعور بالملل ، والتهرب بالمسؤولية ، وقلة الصبر والتنحمل ، والحساسية المفرطة ، والغضب لأتفه الأسباب ، وضيق الصدر ، والتشنجات العصبية ، والأمراض النفسانية .
الثمرة الثامنة : هدر الأوقات من أجل لذة لحظات ، وضياع زهرة الشباب في السعي خلف الشهوات .
الثمرة التاسعة : غياب أموال طائلة يمكن أن تصرف في كثير من المصالح الدينية والدنيوية .
الثمرة العاشرة : جريمة الزنا دين يحمله الزاني ، ليوفيه مستقبلا في أهله : إن الزنا دين إذا أقرضته كان الوفا من أهل بيتك فاعلم
الثمرة الحادية عشر : ضعف إرادة الخير والصلاح تدريجيا في القلب ، وسيطرة المعصية عليه ، حيث يصبح عبدا لشهوته ، أينما توجهه توجه ، أراد التحرر من القيود الدينية والاجتماعية فنال حرية كحرية ببغاء محبوس في قفص ذهبي أو كلب مربوط بسلسلة ذهبية .
الثمرة الثانية عشر : غضب الله ومقته ، وحلول المصائب والآفات ، وعدم البركة في المال والعمر والأولاد .
الثمرة الثالثة عشر : مقت الأقربية والأرحام ، لتضييع الحقوق ، وعدم الاكتراث بالمسؤولية .
وصدق الله حيث قال : " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ظنكا "


وليت شعري كيف يبني أمة شباب تقلب بين أحضان البغايا ، وفرش المجون ، أم كيف يرفع شأنها شباب يقلب طرفه في نحور الفاسقات أكثر مما يقلبه في المصحف ، ويرتاد تجمعات الفتيات أكثر من ارتياده المسجد ؟؟!!!
ولكن هكذا تكون الحال عندما يسجد العقل للشهوة ، ويسبح بحمدها .



بقلم : محمد بن سعيد المسقري

المبتسم
29-08-2002, 12:35 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة..


شكرا لك اخي الكريم (فتى الإيمان) علي هذه السلسه القيمة
من المواضيع وشكرا لك علي هذا الطرح المتميز...
قرأت لك كثير من المواضيع ولكن احيانا لا يسعفني الوقت
للرد ،

تحياتي

بشاير
29-08-2002, 03:17 PM
السلام عليكم

جزاك الله خير الجزاء اخي فتي الإيمان وزادك الله من علمه

يقال أخي الفاضل إن احد التابعين والذين كان في زمانهم العفاف هو الغالب كان يكثر من التعوذ من الزنا

فماذا لو اتى إلى هذا الزمان الذي فيه العري هو الغالب ... اعتقد إنه سيحبس نفسه إلى أن يتوفاه الله

نسأل الله ان يرحمنا برحمته

دانا
29-08-2002, 03:43 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ......

جزاك الله خيرا أخي فتى الإيمان ......

للاسف الشديد .... هذا حال أغلب أغلب الشباب في وقتنا .....

تجدهم في المقاهي والمراكز ..... فقط من أجل المتعة لا غير ....

وندعو لهم بالهداية .....


تحيــــــــــــاتي

نور بوظبي
30-08-2002, 02:43 AM
جزاك الله خير الجزاء و بارك الله فيك على هذا النقل الطيب


مقالة رائعة و مفيدة ..


:)

جـاسر
31-08-2002, 11:15 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

اخي بالله فتى الايمان ،،

جزاك الله خير الجزاء اخي الكريم واثابك على ما قدمت .


الواقع ان الإسلام لم يغفل هذا الجانب الحساس من حياة الإنسان ، وحياة الأسرة ، وكانت له في ذلك أوامره ونواهيه ، سواء كانت تأخذ طبيعة الوصايا الأخلاقية أو تأخذ طبيعة القوانين الإلزامية .

وأول ما قرره الإسلام في هذا الجانب هو الاعتراف بفطرية الدافع الجنسي وأصالته وإدانة الاتجاهات المتطرفة والتي تميل إلى مصادرته أو اعتباره قذرا وتلوثا ، ولهذا منع الذين أرادوا قطع الشهوة الجنسية نهائيا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا أعلمكم بالله ، وأخشاكم له ، ولكن أقوم وأنام ، وأصوم وافطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني "

كذلك قرر الإسلام حق كل من الزوجين في الاستجابة لهذا الدافع ، ورغب في العمل الجنسي إلى حد اعتباره عباده وقربة إلى الله تعالى ، حيث جاء في الحديث الصحيح : " وفي بضع أحدكم ورأى فرجه " صدقة ، قالوا يا رسول الله : أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أليس إذا وضعها في حرام كان عليه وزر ، كذلك إذا وضعها في حلال كان له اجر ، أتحتسبون الشر ولا تحتسبون الخير ؟ " رواة مسلم .

ويتضح من ذلك ان العلاقة الجنسية بين الزوجين أمر له خطره وأثره في الحياة الزوجية ، وقد يؤدي عدم الاهتمام بها أو وضعها في غير موضعها إلى تكدير هذه الحياة وإصابتها بالاضطراب والتعاسة ، وقد يفضي تراكم الأخطاء فيها إلى تدمير الحياة الزوجية ، والإتيان عليها من القواعد.

فالغريزة الجنسية ، غريزة قوية وعاتية في الإنسان ، ومن شأنها ان تطلب متنفسا تؤدي فيه دورها وتشبع نهمها ، وكان لابد ان يقف أمامها أحد مواقف ثلاثة :

1. إما ان يطلق لها العنان ، تسبح أين شاءت ، وكيف شاءت بلا حدود توقفها ، ولا رادع من دين أو خلق أو عرف ، كما هو الحال في المذاهب الإباحية التي لا تؤمن بالدين ولا بالفضيلة وفي هذا الموقف انحطاط بالإنسان إلى مرتبة الحيوان ، و إفساد للفرد والأسرة والمجتمع كله .
2. إما ان يكبتها ، وفي هذا وأد للغريزة ، وتعطيل لعملها ومنافاة لحكمة الله منها ، ومصادرة لسنة الحياة التي تستخدم الغرائز لتستمر في سيرها .
3. إما ان يضع لها حدود تنطلق من داخلها وضمن إطارها دون كبت مرذول ، ولا انطلاق مجنون ، كما هو الشأن في الأديان السماوية ، التي حرمت السفاح ، وشرعت النكاح ، خصوصا الإسلام الذي اعترف بالغريزة ، ويسر سبيلها في الحلال ، ونهى عن التبتل واعتزال النساء ، كما حرم الزنا وملحقاته اشد التحريم .

فإذا حرم الإسلام شيئا فانه يسد كل الطرق المؤدية إليه ، و حرم كل ما يفضي إليه من وسائل ومقدمات ، فما كان من شأنه ان يستثير الغريزة ، ويفتح الفتنة على الرجل أ والمرأة أو يقرب منها ، أو ييسر لها ، فان الإسلام ينهى عنه ويحرمه سدا للذريعة ، ودرءا للمفسدة ، ومن ذلك الخلوة بالأجنبية وا لنظر للجنس الآخر بشهوة ة وتحريم النظر للعورات وغير ذلك .

اخاك بالله " جاسر "

فتى الإيمان
04-09-2002, 07:57 PM
جزاكم الله خيراً
وبارك الله فيكم